الدولة ضع "شـــولة" – فشل الحزب الحاكم وكتلة الإبتزاز السياسي

الدولة ضع “شـــولة” – فشل الحزب الحاكم وكتلة الإبتزاز السياسي
إن تفاقم المشكلات السياسية والإقتصادية وتواصل الإحتراب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ووقف المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين وغطرسة أئمة الطغيان وتماديهم في الكذب والنفاق واستخفاف عقول الشعب واستفذاذ مشاعره بشفافية الإفلاس لتجرع السم أدت لخروج طلائع الإنتفاضة من الطلاب والشباب والمواطنين لمعارضة الحكومة والتي سريعاً تفاعل معها الهامش ومدن الأقاليم ليرتفع سقفها الى المطالبة بإسقاط النظام الإنقاذي رغم التشدد في كبت حرية التعبير وبعيداً عن أية تغطية إعلامية نتيجة إعتقالات الصحفيين والناشطين.
وفي تطور خطير لتدويل الإنتفاضة تسارع الإدانات الدولية لتعامل الحكومة السودانية مع المظاهرات معلنة طلقة باينة وكشفت المجال للمحكمة الدولية لأداء شغلها والنيل من العصبة الإنقاذية المجرمة بعد أن أتمت كرهاً مهامها المتمثلة في فصل الجنوب.
وإذ حذرت بيلاي ملوحة بالسابع لوقف قمع المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين “فورا ومن دون شروط”، في بيان صادر عن الأمم المتحدة عشية جمعة “لحس الكوع” حسب إعلان المعارضة السودانية إلى التظاهر سلمياً لإعادة الحياة المدنية، وإن “الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية وأساليب القمع الأخرى لن تمثل حلاً للمظالم والإحباط الذي يعاني منه الناس”. ليعلم أئمة الطغيان الإنقاذي ان الإنتفاضة الحالية عملية ستكتمل بإسقاط النظام وان الجبهة الثورية قد أعلنت تضامنها وتفاعلها مع قوى أحزاب المعارضة والحركات الطالبية والشبابية الثائرة مؤكدة العمل على حماية الثورة من مليشيات وأمن الكيزان “الرباطين” ووضع السلاح بزوال النظام والمشاركة في عملية التحول الديمقراطي لبناء الدولة المدنية. لنتأمل الفوضى الحركية للحركات المسلحة والمليشيات المتفلتة التي تجول وتصول بحرية في ولايات دارفور دون رغيب أو حسيب، وأنها تتزود بالمحروقات وتتسلح من معسكرات وثكنات الجيش وأمن النظام وقطعت الطريق البري الأوحد الذي يربط نيالا، عد الفرسان والضعين وفرضت الأتاوات في صمت معيب من النظام وهددت بأن كل سيارة أو قاطرة تخطت بابنوسة أو الأبيض مال حلال وطيب، وبالأمس القريب راحت عشرات الأنفس من الشباب مما يبشر بعودة المليشيات القبلية والجهوية لحماية الديار وتأمين الإمدادات المعيشية والدوائية خاصة والشهر الكريم على الأبواب.
أجمعت كل مؤسسات الحزب الحاكم، البرلمان “محاسيب وأئمة التمكين وأرزقية توالي النظام”، جيوش الوزراء وإستشارية الرئاسة، كتلة الإبتزاز السياسي “محاصصة حركات الاستوزار المسلحة” على أبشع استغلال للسلطة وتحصين أنفسها من المساءلة أو المحاسبة نتيجة فشل الحكم دون أدنى مسؤولية، بل عمدت في تحدٍ سافر على تحميل الشعب كامل الفشل الإقتصادي نتيجة ممارسة النهب المقنن والصرف البزخي دون مراعاة للإستحقاقات السياسية الموضوعية حيث كشرت أنيابها مدافعة عن إنفاذ حزمة إجراءات غير محتملة تدل على ضحالة الفكر التخطيطي وافتقار الممارسة السياسية والإقتصادية الرشيدة رغم التشدق بمزامع إعادة هيكلة الدولة وتسريح جوقة المستشارين وتخفيض مخصصات وامتيازات جيوش الدستوريين وضبط الإنفاق والصرف الغير مسؤول الذي يؤدي “باستحياء” الى إهدار المال العام ووقف المشاريع التنموية والحيوية. أين نصح وتنجيم مجالس الإفتاء والدجل والفكي أبو سبحة والحاجة صفية الوداعية والعباد والبلاد يساقون الى كارثة انهيار الإقتصاد التام وتقتيل الشعوب جوعاً بدل مواجهات دموية.
لا تحتاج الشعوب لدرس عصر من مطلوب العدالة الدولية الرئيس لص كافوري البشير أو المنافق الجهوي على طه أو المنهار نافع أو كل “المطبلاتية” والأرزقية ولن تقبل طلائع الثورة أية إجراءات تصحيحية زائفة أو تدويلية موجهة لإشعال النيران، إنها إنتفاضة سودانية سلمية برؤية تعمل على تصحيح المفاهيم الثورية للتحول الديمقراطي المدني الكامل ولوضع دستور يؤمن السلام العادل والشامل في ظل الحياة المدنية وحرية الفكر والمعتقد والعدالة الإجتماعية لينهي حقبة الاحتراب والجهويات وعودة للحكم المدني بمشاركة أوسع أساسها المواطنة.
والتحية للحركات الطالبية والشبابية وإنها لثورة حتى النصر،،،
المهندس/ علي سليمان البرجو
عد الفرسان/ نيالا
971506521662+
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *