بسم الله الرحمن الرحيم
في حياتي .. شبكة أخرى لدارفور
علي أبو زيد علي
ظهر الجمعة الماضية وفي قناة الحرة الإخبارية ذات التوجهات الاستخباراتية الأمريكية تم بث برنامج بعنوان حياتي في مستهل البرنامج ارتجت الشاشة البلورية بلقطة سريعة لضرب الطائرات لبرج التجارة الدولية في الحادي عشر من سبتمبر ثم تبعتها لقطة لمئات الجثثث الآدمية المكتظة في مساحة صغيرة لقتلى الأحداث في راوندي ثم أعقبتها تفجير طائرة في سماء لوكربي وامتلأت الشاشة بكف مبسوط على جانب منها ثقب أسود وجاء عقب الصورة منظر لمعسكرات النازحين من دارفور –نساء وأطفال وصوت بالإنجليزية الرصينة يقول أوقفوا الإبادة الجماعية في دارفور.
تلك المقدمة كانت لبداية برنامج حياتي ومن سياق الأحداث أن هذا البرنامج يقدم الأفكار والتجارب الناجحة للأشخاص المهمومون بالشأن العام والشأن الإنساني بصورة أساسية وفي منظر أشبه بالمؤتمر الصحفي وقف شاب أمريكي يتحدث عن الفكرة في بدايتها وكيف أن ذاكرتهم تسترجع ما سمعوا وما تم توثيقه وهم أطفال عن المحرقة اليهودية والإبادة التي حدثت للعنصر اليهودي على يد الألمان النازيين وعلى لسان صاحب التجربة. وأن أهل دارفور يتعرضون للإبادة الجماعية وكتب الفكرة لتأسيس شبكة من الناشطين والحقوقيين في العالم لمساعدة أولئك الذين تعرضوا وما زالوا يتعرضون للإبادة الجماعية من الأفارقة في دارفور .
وظل صاحب التجربة يروي كيف أنه خاطب أكبر الصحف الأمريكية ونشرت صحيفة الواشنطن بوست الفكرة ثم تناقلتها الصحف الأمريكية والأوروبية ثم برنامج خاص بالمشروع في قناة C. N. N وعدد من القنوات والبرامج المشاهدة وكيف أن التبرعات ورسائل التضامن بدأت تنهال عليهم ثم كيف قاموا بزيارة لأثيوبيا ليقدموا التبرع أولاً لقوات حفظ السلام في دارفور وأن موقع الشبكة في الإنترنت يدخله مئات الآلاف من الشباب والنساء والرجال الأمريكيين والأوربيون وأن الفكرة تتجه الآن نحو تقديم المساعدة الحقيقية لضحايا الحرب في دارفور وأن شعار أوقفوا الإبادة الجماعية في دارفور سوف يكون مستخدماً للضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للتحرك العملي والتدخل العنيف في ولايات دارفور .
هذا هو باختصار تلخيص لما شاهدته نهار الجمعة في قناة الحرة الإخبارية وثمة ملاحظات استوقفتني وصاحب التجربة يوثق لحياته أمام رهط من الإعلاميين والناشطين الغربيين وقد زينوا صدورهم بشعار الكف المثقوب وأولى هذه الملاحظات الإشارة ؟؟؟؟ للمحرقة اليهودية مما يشير إلى انتماء صاحب الفكرة إلى العنصر اليهودي العالمي وأن الأندياح السريع للفكرة التي يتبناها من وراءها الإعلام الصهيوني والضغوط اليهودية التي تستخدم كمقدمة للتدخل العنيف من أمريكا والدول الغربية الدائرة في فلكها .
أيضاً ملاحظاتنا أن مقدمة البرنامج عرضت صور للضحايا والموتى في الانفجارات والجثث وأن عرضها للأوضاع في دارفور لم يكن سوى صور للأطفال والنساء في معسكرات النازحين وعلى وجوههم البؤس والشقاء، وربما كانت الصور للاجئين من دارفور في شرق تشاد .
أما الملاحظة الثالثة السعي لدعم قوات حفظ السلام في دارفور والخروج بالمؤسسة الأممية (الأمم المتحدة) من التمويل الحكومي الرسمي للدول الأعضاء إلى التمويل من المنظمات الغير حكومية أي استخدام المنظمات للآليات الرسمية للدول ممثلة في قوات حفظ السلام في تمرير أجندتها المستقبلية .
أما الملاحظة الرابعة والأخيرة هي المعلومات التي ذكرها صاحب الفكرة والتجربة عن الأوضاع في ولايات دارفور والإبادة الجماعية للمواطنين الأفارقة من قبل الحكومة الإسلامية العربية والعناصر العربية المؤيدة لها والتي ظلت راسخة في عقل مواطن الغرب بل وحتى عدد من الدول العربية والإفريقية حتى نهار الجمعة الماضية وعجزت الدبلوماسية السودانية ممثلة في الملحقيات الإعلامية والمنظمات الوطنية الناشطة خارجياً أن تحقق اختراقاً في هذا الفهم المغلوط لمشكلة دارفور والتطورات الإيجابية التي حدثت عقب اتفاقية أبوجا في محاور الحرب والسلام والأوضاع الإنسانية .
إن هذه الشبكة الجديدة التي تم تسميتها بشبكة مناهضة الإبادة الجماعية في دارفور تأتي تطويراً سالباً لبعض تجمعات المنظمات الناشطة في مجال العون المدني والتي تأسست في المنطقة العربية وعلى رأسها مجموعة أنقذوا دارفور Safe Darfur بالقاهرة والتي ملأت الساحة الإعلامية في العامين السابقين واستطاعت الوصول إلى المؤسسات الدولية .
متى أيها السادة قيادات العمل الطوعي ودعاة السودنة أن نأخذ الأمر بجدية في مواجهة التضليل الخارجي وأن تكون لنا منظماتنا ذات المصداقية لتقديم الحقيقة وتقتحم هذه المنظمات في عقر دارها لحظتها سوف نكسب قضية السودان .
ولله الحمد ،،