هل فقدنا الجولة كمعارضين!!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هاشم ابورنات
اولا وقبل ان نسترسل في سرد حالنا دعونا نتحدث عن ماهية فقدان الجولة لآن فقدان الجولة هوليس الهزيمة المطلقة .قادة كبار في التاريخ فقدوا جولات ولكنهم لم يستكينوا لذلك ورغم ان فقدانهم للجولة كان يبدو كهزيمة, الا ان اعادة السيطرة على الامور واعادة الكرة قد تؤدي الى نجاح ساحق والامثلة كثيرة مثل حرب 1967 ومن ثم حرب اكتوبر وغزوة احد ومن ثم فتح مكة وكثير …كثير مما يحدثنا به التاريخ.
هذا يعني ان نتحدث بصراحة عن معركتنا ضد المؤتمر الوطني وان نعرف ما عاقنا وما نجحنا فيه قبل ان نقول اننا فقدنا جولة او لم نفقدها . ولنتفق جميعنا ان نظام المؤتمر الوطني هو نظام باطش ومجرم شرد وقتل مئات الالوف من اهلنا بل وشرد وقتل شخصيات اشخاص كانوا كنور الشمس في السودان.
ونتفق ايضا ان اهالي من استشهدوا وقرائبهم وشيعهم لن ينسوا ابدا ما حدث من هذا النظام
ونعلم تماما ان الحقد الذي زرعه هذا النظام لن يزول الا بتحقيق الحق
هذا النظام الباطش فاق انظمة العصور الوسطى ونيرون وهتلر بطشا وتنكيلا ثم جاء الان كالحمل الوديع يدعي ما يدعي ويزعم انه هو الذي حاق به الظلم والظلم الذي فعلوه بائن في السماء في قنابل طائراتهم التي تفتك كل يوم بالاف الابرياء.
ولكن ….! علينا نحن ان نقف وقفة متبصرة لنرى اين وصل الحال بالعمل المعارض واين نجحنا واين اخفقناولنقسم العمل المعارض الى جهد سياسي واخر عسكري.
اول ما واجهت الانقاذ به المعارضين للانقلاب هو العبارة الشهيرة (والله نحنا جينا بالبندقية والعاوز يشيلنا يشيل البندقية) .وحقيقة كانت هذه العبارة صادمة للسياسين الذين كانوا يفكرون في معارضة النظام بالوسائل السلمية وكانت الصدمة الكبرى عندما شرع نظام عمر البشير في تعذيب لم يحدث مثله في السودان من قبل لكل من تشك او لاتشك في عدم ولائه لهم ابتداء من الطلاب وحتى كبار السياسين والموظفين والتجار وربات البيوت واحتجاز الامهات وبناتهن من اجل ان يسلم قريبهم من الرجال لنفسه وهو الذي كان مختفيا حذر الموت, نتيجة للبلاغات الكاذبة من عناصر الاخوان المسلمين … ولقد فُقد رجال كثر نتيجة هذه الفتن ,عُرف بعضهم كالدكتور على فضل, واستشهد اخرون دون ان يعرف لهم مكان حتى الان والوحيدين الذين يعرفون اماكن من قتلوا, هي الذئاب التي نهلت من اجسادهم في وليمة بغابات السودان.
امام هذا التعنت كان لابد ان ينشأ جسم ليدفع عن الناس هذا الظلم االبائن وهكذا قامت القيادة الشرعية للقوات المسلحة كجسم عسكري وكجزء من الجسم السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي ولحسن الحظ فان الانقاذ اضافة لمعاداتها لشعبها, شرعت وبوهم كبير في معاداة الدول المجاورة للسودان واضعتا في ظنها انهم اتوا لانقاذ العالم ولم تسلم الدول الكبرى من معاداة اخوان السودان وظنوا انهم الاقوى فقالوا ان (امريكا قد دنا عذابها).فصار التجمع الوطني جسما مقبولا به في الدول المجاورة وبدأ العمل بكارت (بلانش) للمعارضة .وكانت هناك مجهودات تبذل ولكن على المستوى السياسي فقط وتحجم دور العمل العسكري لآن القرار الصادر من رئاسة التجمع لم يخول للعمل العسكري الانطلاق التام الا تحت اشرافه وهكذا بدأ العمل متواضعا وتحت اشراف التجمع فانعدمت فيه السرية وسقط بعض العسكريين في فخ تسرب المعلومات فعذبوا وسجنوا.مما ادى الى ان يطلب بعض الضباط ان يسمح لهم بالعمل الذي يعرفونه وتجمع الضباط الموالون للتجمع في الداخل والخارج وكان اشهر هذه الاجتماعات هو ما عرف بانتفاضة لندن والتي استدعى فيها الضباط الفريق عبد الرحمن سعيد وطالبوا بعمل عسكري واضح ثم انفصل فصيل من القيادة الشرعية لتقاعسها في العمل العسكري وكون هذا الفريق تنظيما اسماه (قوات التحالف السودانية).
وقاد التنظيم في المرحلة الاولى العميد عبد العزيز خالد عثمان الا انه هو نفسه واخرون كانوا قد طلبوا من الفريق عبد الرحمن سعيد ان يقود التنظيم ورغم ثقة الجميع فيه الا انه رفض الامر وكانت له اسبابه . ونشأت قوات التحالف السودانية وقادها العميد عبد العزيز وكان لهذا الفعل اثره في تحريك الماء الجامد خاصة عندما يئس الرئيس اسياس افورقي رئيس دولة اريتريا من فعائل حكومة السودان المعادية لبلاده. فكسبت المعارضة ارضا وكان اول قادم الى الشرق هو قوات التحالف اعقبها اتفاق ضم الحزب الاتحادي وحزب الامة والحزب الشيوعي والحركة الشعبية لتحرير السودان تم توقيعه باسمرا(ورقة التفاهم) ومن ثم بدأ النشاط السياسي بمؤتمر القضايا المصيرية.
نشط العمل العسكري بضربتين لقوات التحالف (مديسيسة ومينزا) ومن ثم تعاقب النشاط لكل الفعاليات العسكرية المعارضة وتمت لاحقا انشاء القوات المشتركة للمعارضة واصبح العمل السياسي مسنودا بنشاط عسكري مؤثر نجح في احتلال مدينة عواض بالقرب من كسلا لثلاث ايام وامتدت ضربات التجمع الوطني الديمقراطي حتى وصلت الى طوكر ومن ثم احتلال كسلا ولكن كانت كل هذه الاحتلالات والضربات كلها على طريقة حرب العصابات للامكانيات المحدودة لقوات المعارضة ورغما عن ذلك فانها احدثت الاثر النفسي فقد رُفعت معنويات المعارضين وهبطت معنويات نظام الانقاذ الذي كان يقاتل جنوبا وغربا ثم شرقا.
كانت مقومات النجاح موجودة ولكنها كانت تفتقد الى دعم مالي قتالي ودعم اعلامي ففي موضوع الدعم القتالي كانت هناك مجهودات من قبل المجموعة السياسية ومن قبل الغنائم المتمثلة في السلاح والذخائروالوقود التي يتحصل عليها المقاتلون نتيجة للضربات التي يجريها الجناح العسكري للتجمع الوطني السوداني ولكن مهما كان ما يتم ضخه الى جبهة القتال فان ما يقابله من امكانيات لحكومة الانقاذ يفوق بكثير ما لدى قوات التجمع ورغما عن ذلك كانت ضربات قوات التجمع مؤثرة نفسيا على جند الانقاذ الذين كانوا يلوذون بالفرار مع اول طلقة يطلقها جنود التجمع الوطني.
الآلة الاعلامية للحكومة كانت امكانياتها عالية جدا لذلك فان التجمع الوطني سعى لخلق الته الاعلامية والمتمثلة في الحصول على اذاعة لبث ادبياته وفضح اداء حكومة الانقاذ الاخوانية وكانت هناك مساع شتى لم تنجح في ايصال صوت الاذاعة كاملا الى السودان وقد قامت دولة كان السودان ناصبا لها العداء باهداء محطة اذاعية قوية للتجمع الا انه لم يتم استلام تلكم الاذاعة ابدا وذلك لآن الاذاعة كانت في دولة اخرى مجاورة للسودان ولكن تلكم الدولة لم تشأ تسليم الاذاعة واخذتها غنيمة لصالحها .قامت دولة اسمرا بتوفير اذاعة محدودة الساعات للمعارضة الا ان موجاتها لم تكن بالقوة التي تمكنها من ايصال صوت المعارضة بطريقة جيدة ولكن والحق يقال ان التجمع بذل مجهودا كبيرا في تحريك العمل الاعلامي فنشأت جريدة الخرطوم بمصر كما ان جريدة الاتحادي بدأت تصدر من مصر بينما وفر حزب الوفد المصري صفحة اسبوعية للسودان كان تحريرها يتم بواسطة كادر معارض.
قابل هذا الجهد نشاط اعلامي معادي من حكومة الجبهة الاسلامية تمثل في تصوير التجمع بأنه عميل وعدو للشعب ونشرت وسائل التضليل الاعلامي اكاذيب منسوبة للتجمع بغرض جعل الشعب يكره العمل المعارض فعلى سبيل المثال كانت الحكومة تزرع الغاما في المناطق التي بها قوات تابعة لهم وذلك لمنع قوات المعارضة من الهجوم عليهم ولكن المعارضة كانت تستعين بمرشدين من القبائل المقيمة بالمنطقة للولوج الى قوات الحكومة عبر معابر موجودة داخل ميادين الالغام وعندما تنجح القوات التابعة للمعارضة في هزيمة قوات الحكومة فانها لاتبقى بل تأخذ الغنائم وتخرج قبل ان تقوم طائرات النظام بقصفهم وعندما تعلم الحكومة بما حدث وتفشل في اللحاق بالمقاتلين المعارضين فانها تصدر بياناتها وتنسب الهجوم الى دول اجنبية وعندما تصيب الالغام التي زرعوها الواطنين الابرياء,تنسب الحكومة زراعة الالغام الى المعارضة رغما عن ان المعارضة لا تمتلك الغاما.
التجمع الوطني كان يعمل سياسيا بتنسيق تام ولكن ذلك التنسيق لم يخلو من الهنات هنا وهناك خاصة ان التنافس في الانجازات العسكرية كان يخلق نوعا من الغيرة .اضف الى ذلك ان وجهات نظر الاحزاب وحسب ادبياتها التي تؤمن بها كان يؤدي الى خلافات ابرزها الخلافات بين الحزبين الكبيرين .ومن العوامل التي ادت الى هزة مكتومة داخل قيادة التجمع هو هروب السيد الصادق الى خارج السودان وانضمامه لقيادة التجمع ورغما عن ان رئيس التجمع الوطني الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغني ابدى رغبة في ان يتولى السيد الصادق قيادة التجمع ورفض السيد الصادق للمنصب – رغما عن ذلك –فانه وداخل الحزبين الكبيرين بدأت غيرة متبادلة من القيادت التي تلي السيدين وتوالت التنافسات وبدأت وجهات النظر تتباين وادت في النهاية لمباحثات منفردة من قبل حزب الامة موقعا اتفاقي (اوسلو وجيبوتي) بين الحكومة وحزب الامة, واخيرا انشقاق حزب الامة وعودته للسودان.
داخل التجمع الوطني كانت هناك مساع تجري لعدم انشقاق الاحزاب والفعاليات عن قيادة حزبها او نقابتها حتى لاتعطي فرصة لتشرذم المعارضة ولكن وفي الحقيقة كان هذا الامر صعبا لأنه وفي فترة وجود التجمع بالقاهرة انشقت قوات التحالف الوطني لأسباب كانت موضوعية عن القيادة الشرعية للقوات المسلحة وعندما جاء التجمع الوطني الى اسمرة ,كانت قوات التحالف موجودة على الارض بل ومقبولة من قبل الدولة المستضيفة بل وكانت من اوئل الموقعين على مذكرة التفاهم ومن ثم اتفاق القضايا المصيرية فأصبح وجود قوات التحالف امرا واقعا .وحدث انشقاق الحزب الشيوعي بعد ما اسس خالد الكد والخاتم عدلان حركة (حق) لم يقبل التجمع بانضمام حق الى التجمع وعندما ظهرت حركات دارفور(حركة تحرير السودان وحركة تحرير السودان جناح مناوي وحركة العدل والمساواة) تأرجحت مواقف التجمع بين قبول هذا ورفض ذاك وكانت كل هذه القرارات المتأرجحة بين الرفض والقبول هي من العوامل التي ارهقت كاهل التجمع .
الجسم السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي كان يتخوف من انتصارت الجسم العسكري وكان لهذا التخوف منطق مطروح وهو انه ما من عسكري تولى السلطة سيتركها وكانت لهم امثلة كثيرة تاريخيا وحديثا وربما كان هذا المنطق مقبولا ولكن في حالة التجمع الوطني الديمقراطي قد لا يكون ذلك ممكنا حدوثه لآن القوة التي كانت تقاتل الانقاذ كانت تتكون من عسكريين رافضين للانقلابات العسكرية ومن قوة اخرى هي اكبر في حجمها وتتكون من كادر مدني يشمل الطلاب وخريجي الجامعات بمختلف الوانهم الادبية والعلمية والنقابات . كما ان التوجه العالمي كان سيرفض استلام العسكريين للسلطة .لذلك نجد ان بعض القوى السياسية كانت تتعامل بحذر مع عمليات القوات المعارضة المسلحة ولو اضفنا الى ذلك الصراع الخفي حول انتصارات القوات المعارضة المقاتلة بين الاحزاب السياسية ,لوجدنا ان القوى المحاربة كانت تعمل في ظروق صعبة ويحوط من حولها بعض الشك بينما هناك شٌح في الامكانيات القتالية اضف الى ذلك استشهاد عدد مقدر من القوة هذا عدا الامراض التي كانت تحيط بالناس لوجود المقاتلين في مناطق نائية.
لقد كان نظام الانقاذ يقاتل المعارضة بينما قادة التجمع يتناقشون في اذا ما كانوا سيقبلون معارضين جدد يمثلون حركات دارفور ام لا .هذه الحركات التي تمثل دارفور كان قبولها سيمثل الثقل الذي سيؤثر على ميزان القوة بين التجمع والحكومة وللاسف فقد قبل التجمع بمثلين سياسين لدارفور وابعد نفسه عن ضم العسكريين وهو الذي يقاوم نظاما يرفض التفاوض الا مع من حمل السلاح وهولاء الرجال القادمين من الغرب كانوا مقاتلين حقيقيين لا يحتاجون لتدريب ولا امداد ولاسلاح ,فقط كان كل ما يريدونه هو ان يكونوا جزءا من التنظيم المعارض لحكم فعل فيهم ما لم يفعله هتلر وموسوليني في العالم باجمعه ….ولعمري كانت هذه غلطة كبرى ابرزت شئيا واحدا هو ان تنظيمات التجمع كانت تريد للذين يقاتلون من اجل تحرير البلاد من حكم الاخوان الجائر ان يعملوا فقط من اجل عودة التنظيم السياسي الذي فرط في الحكم وجعل الاخوان يجلسون على كرسي الحكم ناسين او متناسين ان الذين قاتلوا كانوا يبحثون عن فجر جديد لبلادهم موحدة دون تقاعس عن الواجب لكل سوداني .
لقد بذل كثير من المعارضين لنظام الانقاذ الجهد وقدموا اموالا ومعدات طبية وادوية وعمل اعلاميون يتمتعون بوطنية عالية –عملوا – على ابراز الوجه الاخر لحكام الانقاذ ولكن الآلة الاعلامية لحكومة الانقاذ كانت لها امكانيات داخلية بحكم انهم يمسكون بكل اموال البلاد وامكانياتها وكذلك لهم امكانيات خارجية بحكم انهم ينتمون للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين .كما ان كل البعثات الدبلوماسية تخضع لسلطتهم . ولقد حقق الاعلاميون المعارضين لنظام الانقاذ رغم هذه الظروف نتائج ايجابية تكاتف ذلك مع الجهد الانساني والسياسي والعسكري ووصل اليأس بالنظام الحاكم الى السعى للوساطة الدولية والتحايل دبلوماسيا وفي المنابر الدولية لانقاذ انفسهم.
رغما عن المرأة كان لها دور كبير في التعرض لنظام حكومة الانقاذ داخليا وخارجيا تمثل ذلك في المظاهرات داخليا وخارجيا والاعتقالات التي طالت نساء كثر عانين ما عانين في معتقلات ومعسكرات التظام بل وناشطات بالقلم عانين الامرين –رغما عن ذلك فان التجمع لم يقدم للمرأة ما قدمنه الناشطات.
قابل كل ذلك المنظار الدولي الذي كانت تتعامل به الدول مع ما يحدث في السودان وكانت النظرة لذلك هي ذات عدة اتجاهات الاتجاه الاول يتمثل في النظر لمشكلة جنوب السودان باعتبار ان هناك اغلبية مسيحيه تتعرض للاضطهاد ديني وعرقي وهذه هي نظرة حلف الناتو وهذه النظرة كانت في الباطن لاتولي اي اهتمام لما يحدث لبقية السودان ولكنها كانت تتعامل مع المعارضة كوسيلة ضغط اضافية لحل مشكلة الجنوب .والنظرة الثانية هي نظرة الدول المجاورة والتي كانت تتعامل مع حكام السودان بطريقة المعاملة بالمثل وخير لذلك ردود الفعل الحادثة من دولة تشاد واريتريا والتي تحورت الان الى علاقة جيدة بعد خصام لدود .وحتى للدول العربية فاننا نجدها دائما بعيدة عن العداء السافر لآي دولة تنتمي لجامعة الدول العربية والحادث هو ان السودان هو الذي كشر عن انيابه لدول الخليج والسعودية ومصر بالذات املا ان يزيل انظمتها ويسيطر التنظيم العالمي للاخوان عليها مما اضطر بعضها لقبول العمل المعارض او على الاقل النظر اليه نظرة محايدة لا تمنع المعارضة ولا تؤيدها.
عندما بدأت بوادر الاتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الاخوان وبعد اتفاق مشاكوس كان لهيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي المعارض اجتماع مع احد مسئولي الدول الغربية الكبرى والذي طرح في حديثه نقطة هامة فقد قال (ما معناه) ان مجتمعنا ودولنا يريد منكم ابراز قضية العمل المعارض بالشمال بالطريقة التي تؤدي الى مساعدتكم وهذا يتطلب منكم التركيز على اضطهاد المسيحيين والكنائس في الشمال . ورغم ان هذه الرسالة كانت واضحة الا ان التجمع تمسك بخطه الذي بدأه وكان قبلها قد فقد حزب الامة الذي عاد الى الداخل ومن ثم تسلسل الامر بفقدان تنظيم مؤتمر البجا وتنظيم الاسود الحرة وانشقاق قوات التحالف الوطني.
تمسك التجمع بشدة بمبادئه حتى تدبر له مخرجا وذلك بانشأ مفاوضات القاهرة وكان التجمع طوال هذه المفاوضات متمسكا بالمبادئ التي طرحها. وعلى الورق تم الاتفاق على ما توصل له التجمع مع حكومة الاخوان. وعاد الناس الى السودان ونفذت الحكومة وعدها بتوفير الوظائف والمال فقط وذهبت المبادئ التي نادى بها المعارضون الى(كوشة الجبل).
بدأت نوايا الانقاذ لتكسير العمل المعارض بعد اتفاق القاهرة اولا بشراء من عادوا الى السودان وارهاب اخرين ولكن كانت نخبة من السودانيين على دراية من قبل توقيع اتفاق القاهرة بمخطط الاخوان تجاه المعارضة, ففضلوا البقاء معارضين للنظام واتبعهم اخرين اكتشفوا لعبة الاخوان بينما ظل النضال ضد هذا النظام مستمرا في كردفان ودارفور ومن ثم جاءت جنوب كردفان مرة اخرة والنيل الازرق الى المعارضة وادى ذلك الى نشوء الجبهة الثورية والجبهة السودانية للتغيير والجبهة الوطنية العريضة. ولكن ان عدم توحد هذه الفعاليات سيكون عاملا مساعدا سيؤدي الى وهن العمل المعارض وخاصة في الميدان لآن المقاتلين يعملون في ظروف صعبة والحرب اصبحت مرهقة
وتأتي الانقاذ لتضمن استمرارها في السلطة بشئ اسمته الحوار الوطني وذلك لخلق خلخلة في النظام المعارض.
ان اي عمل يعارض انظمة باطشة مثل انظمة الانقاذ لابد ان يسعى للمقاومة بامكانيات عسكرية و يمكن الحصول في البدايةعلى عدد من اسلحة النظام نفسه, كما انه لابد من وجود كادر خارج البلاد من السياسيين لفضح مايجري بالداخل ليس بقصد العمالة كما يقول النظام ولكن بقصد التأثير العالمي لابطال فعائل الدولة الباطشة بشعبها .كما انه وفي العهد الحديث لفضح ما يجري بالداخل للشعب نفسه عبر الوسائط الالكترونية.ولكن وفي حال السودان فان النظام قد افلح في تحييد كل دول الجوار والدول العربية عدا بعض من دول شرق افريقيا.
نحي كل الشرفاء الذين قاوموا هذا النظام والذين ما زالوا يقاومونه والقابضين على الجمر والنساء المنضلات اللائي فقدن فلذات اكبادهن وابائهن وتعرضن للاساءات والتحرش الجنسي والاغتصاب من هذا النظام.
واخيرا….. نتسأئل….
ماذا بعد؟ هل سنظل نكتب على الورق والوسائط ونهتف ونتظاهر دون اثر ملموس ؟
وهل سندع الناس يتساقطون في شراك الانقاذ الواحد تلو الاخر والظروف صعبة والمعايش جبارة؟
وهل سنخنع ونخضع لما لا نؤمن بهم ولا بمسارهم ولاسلوكهم …ونقف معهم كأننا خشب سندة ؟
وهل فقدنا الجولة ام اننا فقدنا المعركة بكاملها؟
لا … والف لا… ولكن لابد من حل قوي ولا بد من تكاتف يشكل اختراقا جديدا …..ولا بد لليل ان ينجلي … ولابد للقيد ان ينكسر….
ودعونا نرفع ايادينا كل ليل وصباح وندع الله ان ينصر المظلوم كما وعدنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي….
نحن لم نفقد الامل ولو اننا خسرنا جولة فاننا لم نفقد المعركة ولن نفقدها طالما وجدت الارادة.
والحق ابلج والباطل لجلج.
هاشم ابورنات
15نوفمبر2014
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *