وسوسة هجير العيد مع ترقب انتظار زيارة الانتينوف

 حسن اسحق
[email protected]
جاء عيد الاضحي باقساطه (الكيزانية)،شبيهة بفقه التحلل،المال المسروق  من مكتب الخضر والي الخرطوم،وعيد الاضحي دق ابوابه علي جميع السودانيين،من له القدرة علي الشراء، ومن ليس القدرة علي ان يضحي،حتي بذبح دجاجة،وحمار تتستر عليه السلطات.
العيد اطل علينا بوجه مبتسم،الا ان الابتسامة مستحيلة ان تشمل الجميع،هناك سودانيين في  معسكرات النزوح منذ سنوات خلت،تخيل كيف لطفل او طفلة صغيرة كانت قبل سنين ليست  ببعيدة،ترتدي اللبس الجديد،وتدخل منزل الجيران،وبصحبتها رفيقاتها البريئات،وتأكلن الحلوي، وقبل العيد بيوم حكاية بتفاصيلها المملة،ليس في نيتها ارتياد السرير، تسهر حتي تشرق شمس
 الصباح،وتزعج ولادتها ان تلبسها الثوب الجديد،انها الفتاة الشقية،والطفل المزعج،ازعاجه ليس ذنبا،لانه يلطف الجو الاسري،تغضب الوالدة،ويتذمرالاب،ويضحك الباقون ،والفرحة تزهر ملامحها بثوب جديد جميل يبعث الابتسامة الدافئة في القلوب..
فتاة كهذه،في لحظة الغدر(الكيزاني)تجد نفسها في معسكري اللجوء والنزوح،وتضيع احلامها  البسيطة،فقدت حقيبة مدرستها،وكتاب الانسان والكون،والكون المفارق للواقع،لان الانسان هو محور الكون ،فصار الكون بطائراته النجسة حاملة الخشب البخاري،هي المركز،والمركز هو رصاصة وذخيرة والسوخوي تمطر بها القري رزازا ناريا يحقد علي الحس البشري السليم،
 وكيف لفتي وفتاة كان مسقط رأسها معسكر نزوح ان تتذوق للعيد طعما،وكيف لفتاة صغيرة ان تستوعب هذا الكم الكبير من الهجير البغيض،وعندما يغني الوطن او ترق منهم دماء،او ترق منا الدماء او ترق كل الدماء،هذه هي فكرة الوطن (الكيزاني) بكل ملامحها اللانسانية،هي لا تأبه ان  تتربي ككا في معسكر ييدا،وقد لا تشعر بقدوم العيد،وفرحته،وتسبح باسم المسيح،ان لا تلق
عليها دولة (الكيزان) من علي الصاروخ الحارق،لا غرقة لها،ومساحة منزل لتلعب فيها، منزلها (الكركور) فتحة تشبه الغرفة علي الجبال،تأويها من القنابل الحارقة،وكيف لفطومة وعائشة ان تجد للعيد طعما انسانيا خالصا،وهي في معسكر كلمة،والحصاحيصا،وخمسة  دقائق،وهل للعيد طعم؟،وهل للعيد فرحة؟،وهل له تفاصيل الزيارة؟.
اذا خرجت فطومة مع والدتها،سيقابلها فارس الحصان،وهذا الاسم المزيف للقاتل المأجور ،وهي تجمع الحطب، في مزرعة صغيرة تستجمع الحطب لاطفالها،اذا كان في قلبه رحمة مارس هواية الاغتصاب،او هواية قتله،رغم الجرم الشنيع،لا يأبه لشئ،لن يحقق في جريمته، هو يضع القانون بكل تفاصيله علي جيبه الخلفي للبنطال.
ككا وفطومة نموذج صغير لمجتمعات،تربي اطفالها علي الخوف من  الطائرات،بدأوا مع الوقت  يكتسبون خبرة ازمة الحرب،روسوماتهم هي اشكال لطائرات وصواريخ تدمر المدارس والمشافي،وتحت الانقاض تجد جثة الطفل الرضيع،والام رجلها م بتورة ،والاب يده  فارقته من دون اذن،اما البقرة تصارع الموت،واحشائها تصعقها اشعة الشمس الحارقة،
وتجمع الذباب (الكيزاني).
تخيل،اننا نأكل لحم الخراف،واخواتنا واخواننا وامهاتنا واباءنا في معسكرات الذي المهين ،وليس في بالهم هذا،والهم الوحيد ان يمر اليوم دون ان تزورهم طائرة الانتينوف الحاقدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *