شهداء النضال وعام الثورة

شهداء النضال وعام الثورة
حسن اسحق
.اي ثورة تغيير تندلع شرارتها في اي بقعة من بقاع السودان الذي تقسم الي دولتين واحتمالية انكساره الي اكثر من ذلك واقعية ،اي ثورة تنتشر نيران اهدافها لها ملامح ،يرغب من امتلكوا الجرأة ان تتحقق منها الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة،الحكم الرشيد، والمحاسبة،ودولة لها دستور يؤكد لنا جميعا ان ادارة التنوع والتعدد بكل ملاحمه الاثنية والدينية واللغوية لها الشجاعة في العيش تحت مظلة الاحترام المتبادل في الدولة السودانية الحقيقية وليست دولة نظام المريض عمر البشير. ان هذه الثورات التي اندلعت في السودان منذ خمسينات القرن الماضي في الجنوب وبقية الاقاليم في شرق السودان والغرب وجبال النوبة والنيل الازرق كل الهامش السوداني ،باعتباره الوحيد الذي رفع السلاح ضد المركز،وايمانه بهذه الفكرة لم تأتي من فراغ ،بعد دراسة طويلة وجلوس اخذ فترة كافة مع الذات الاقليمية ،وادراك ان المر كز لا يضع الاعتبار الا لمن يكون صوته عاليا وجهورا ،وما نقوله ليس تبخيسا للدور السلمي والمدني للثورة والنضال في بلادي السودان الذي تشوه بافاعيل نظام الانقلاب علي الديمقراطية الوليدة قبل 23عاما. ان الهامش السوداني الذي اصبح دولة جديدة او الساعي الي التغيير الحقيقي له مناضلين وشهداء ضحوا من اجل نجاحه وارتفاع نجمه الي الاعالي ،منه الراحل داؤد يحي بولاد الذي انشق من الحركة الاسلامية السودانية في التسعينات من القرن الماضي وانضم الي مشروع الراحل جون قرنق ديمبيور،ان بولاد كان الشعلة التي اشعلت فكرة السودان الجديد وبعث مفهومها في غرب السودان بالاخص دارفور ،وامتدت شرارتها في كل ارجاء الاقليم عام 2003 والي الا ن رحلة التغيير مستمرة بقيادة الجبهة الثورية ،عبدالواحد محمد نور،ومنو اركو مناوي،وجبريل ابراهيم ، وانضمام داؤد بولا د للحركة الشعبية كان البذرة الاولي لا ستيعاب ابناء الهامش الغربي لمشروع قرنق الوحدوي ،اضافة للراحل يوسف كوه مكي جبال النوبة،ومالك عقار النيل الا زرق. اصبحت ذكري مناضلي الهامش تشكل نقطة وملمح تاريخي ينبغي ان يتكأ عليه معظم السودانيين الداعين الي ثورة ذات ملا مح تضع الجميع في صورة القبول الجمعي والا انكسر السودان الي عدة سودانيات مترقبة في حال اصرار العصابة الدينية علي التمسك بمقاليد الحكم الدينية الرافضة للاخر المختلف ،و مقولة مشهورة قالها صرح بها بولاد لقرنق عندما سأله عن اسباب انضمامه للحركة،رد بولاد ان
الدم اصبح اقوي من الدين داخل الحركة الاسلامية في السودان،ان انسلاخه وخروجه منها لاسباب واقعية ،وبعد ان تأكد ودرس المحيط والبيئة الاسلاموية التي يقودها دكتور الترابي .وان دماءه كانت الانطلاقة والشرارة التي استفاد من لهيبها بقية الثوار في الحركات اللاحقة ،وايمان بمشروع يري الجميع صورتهم بالتساوي في مواقع دولة محترمة بحق وحقيقة ،والا ستكون الخطوات المستقبلية اكثر حسما في شأن الدولة الحافظة لنا كياننا الفعال ،ان كل مشروع وطني حقيقي قياداتة يغادرون الرحلة منذ البداية،لكن يتركون خلفه رجال ومشروع وفكرة موتها وفناءها من المستحيلات ،دكتور جون قرنق رحل قبل 7 اعوام بعد اسابيع من توقيعه اتفاقية نيفاشا ،رغم ما احدثه فقده من بلبلة كادت ان تعصف باستقرار الدولة المشكوك في استقرارها ،واثبت الجميع من خلفه،انهم كانوا قدر المسؤولية التي اوكلت لهم ،وخمن كثيرون ان الحركة الشعبية ستتفرق وتتشتت الي مجموعات متنازعة ومتصارعة ،الكل يريد ان يديرها بطريقته الخاصة،وهذا ما نشير اليه ان اصحاب المشاريع الوطنية فكرتهم لا تموت بموتهم،بل تستمر الي المستقبل المضئ الطرقات ،ونجح من تولوا القيادة في انجاح جزء من مشروع الحلم الجنوبي الذي كان من بدايته الاستقلال من قبضة المركز الاستعلائية العنصرية. والمناضل الراحل خليل ابراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة السودانية فقدته الشعوب السودانية في هامشها الدارفوري ،جبال النوبة،النيل الازرق،شرق السودان وكل بقعة سودانية تسعي الي التحرير من الظلم والاضطهاد في ال 23 من ديسمبر العام الماضي ،اغتالته ايادي الظلم في الخرطوم،تعتقد انها بتصفيته ستنهي مشروعه الوطني الذي بذل فيه الغالي والنفيس من اجل تحقيقه، واكد خليل انه صحابه مشروع وفي سبيل ذلك اقتحم الخرطوم العاصمة التي يتحصن بها النظام الظالم في شهر مايو عام 2008،وكانت شجاعة حسدها فيه جميع المتواطئين عرقيا مع نظام المؤتمر الوطني كحزب الامة القومي المشارك مع النظام والاتحادي الديمقراطي الاصل ،كلاهما وجه سهام نقد شديدة وحادة للمناضل الراحل خليل ،وما هذه السهام الموجهة الا تأكيد صريح ان الحزبين الكبيرين ،لا يرغبان في تغيير شامل ،يكون مهندسوه من الهامش السوداني،مثل داؤد يحي بولا ،وجون قرنق ديمبيور ،وخليل ابراهيم ،ويوسف كوه مكي،كلهم رحلوا من اجل سودان يسعنا جميعا ،ان ارواحهم ستظل تعيش في دواخل الغالبية عشرات السنين مثل المهاتما غاندي ،نيلسون مانديلا ،مارتن لوثر كنج
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *