الهروب من اتفاق اديس بيان انتصار لقطاع الشمال

حسن اسحق
الاتفاقية بين الخرطوم وجوبا قبل اقل من 3 شهور في اديس ابابا ،رأها البعض انها ستكون مخرج للاشكال الذي بدأت معضتله حين استلمت الجنوب منطقة هجليج المنتجة للنفط من جيش المؤتمر الوطني ،وكادت ان تخلق حرب بين البلدين لولا تدخل الوسطاء من افارقة وامريكيين ،ومطالبه جوبا بالانسحاب منها،ان منطقة هجليج رغم اصرار الخرطوم علي انها تتبع للشمال،لكن ابناء من
طقة ولاية الوحدة الحدودية مع الشمال ينبهون علي انها جزء
من الولاية ومن المفترض ان تضم علي خريطة دولتهم،ان الا مر لا يتوقف عند هذا الحد وحده ،وايضا تجاور ولا ية جنوب كردفان الحدودية رافعة السلاح ضد الخرطوم وممثلة في الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال .اتفاقية اديس الاخيرة شملت حلولا لمشكلة ترحيل النفط عبر اراضي الشمال الذي يمثله ميناء بورتسودان المصدر الرئيسي ،والحدود والحريات الاربع وقضايا اخري ابرزها منطقة ابيي ،الا ان الخرطوم تعتقد ان هذه الاتفاقية تمثل ضرية قاضية للحركة في الشمال ،وحاولت ان تلعب الجانب الامني ،وتقول ان تصدير نفط الجنوب لن يحدث مالم تفك جوبا ارتباطاتها مع القطاع الشمالي وتطردهم الجنوب وتوجه اتهاما اليها في الاوقات بايواء الحركات المناوئة وتشكل تهديدا لحكومة الخرطوم ،وهنال اتفاق كان في العام الماضي بين مالك عقار رئيس الحركة قطاع الشمال ونافع علي نافع القيادي في المؤتمر الوطني اطلق عليه اتفاق مالك نافع ،وكان في اديس ،وضع لبنات اولية للحوار وانهاء الحرب في المنطقتين ،الا ان عناصر الضغط الرافضة للاتفاق ،حرضت الرئيس البشير علي الغاءه عقب صلاة الجمعة ،الغريب ان قضايا تؤثر علي مستقبل البلاد الفاقدة للمستقبل في الاصل تتخد قرارتها من المساجد ،دون اعتبار حتي للبرلمان الذي اتي بطريقة تحوم حولها الشكوك والنراهة عقب انتخابات 2010 .وفي هذه الايام اشارت الخرطوم الي جوبا ،في تصريح كانت عباراته تؤكد انها لا ترغب في ان ينجح الا تفاق بينهما وربطته ،اذا لديكم الرغبة في تصدير نفطكم ،عليكم بطرد الحركة الشعبية ،وكان رد جوبا واضح ،ان حكومة الشمال تطالب بأشياء مستحيلة ،وهذه العلاقات المكررة في كل زمان ومكان ،تشير ان اخفاق قيادات الوطني في القضاء علي قطاع الشمال ،وتأكيد ان الانتصارات اصبحت واقع علي الارض وكلها مؤشرات فشل ومحاولة لالقاء اللوم علي الاخرين دون تحمل تبعات سياساتهم الفاشلة والاصرار الشديد علي حلول البندقية ،للرأي العام في الشمال السياسي عرف جيدا ان الخرطوم
وما التشديد علي فك الارتباط بين جوبا وقطاع الشمال،ماهو الا تأكيد كما قلت احراز تقدم سياسي واجتماعي اكتسبته الحركة ،ورعب يحيط بالحاكمين ،اذا عادت هذه المرة علي اتفاق لن تتكرر بعض اخطاء نيفاشا ،وسيكون هذه المرة اكثر شمولا في تناول قضايا السودان وليس ربطها بمنطقتين جبال النوبة والنيل الازرق كما يحاول دائما النظام ان يجعلها حركة جهوية لتشويه خطها الوطني الشمولي ،كما تفعل الحركات في الا قليم الغربي الا
ن،ان حمل السلاح ليس حلا كما يري المتابعون لتفاقم الازمات ،ويأتي الحل عندما تنسد كل طرق الحوار الهادف . ان التخبط السياسي من قبل الفئوية محتكرة الكرسي تغري الجنوب ،انها ستسلم المتمردين الجنوبيين لها ،وفي المقابل علي جوبا ان تفتح معسكرات لقادة الحركة قطاع الشمال في اراضيها ، والمؤتمر الوطني سيمول هذا المعسكر بامواله الخاصة ،اذا اعتقدنا انه مهتم كل هذا الاهتمام ،ولماذا يرفض دخول منظمات الاغاثه في الجبال والفونج ،وهذه الاموال التي سينفقها في فتح معسكرات داخل الجنوب ،اليس الاحق بها المعاشيين الشرطيين الذين تظاهروا واغلقوا احد الشوارع الرئيسية في الخرطوم قبل ايام مطالبين حقوقهم ،وايضا اضراب اطباء والعاملين في مستشفي جعفر ابن نعوف لامراض الدم ،ومعلمين في المدارس لم يصرفوا مرتباتهم منذ شهور. القراءات حسب ما يفهمها الشارع في الجامعات والمقاهي والجلسات الجانبية في الاحياء والاسواق في كل شبر ،ادركوا ان الفشل يطوقهم كالسوار حول المعصم ،واي محاولة لجعل اتفاق الدوحة اطار نهائي للسلام في دارفور ،واشاعة ان الحركة الشعبية قطاع الشمال مدعومة من الجنوب ،تبريرات اثبتت عدم نجاحها في السابق ،ومحاولة من ضمن محاولات سابقة ،تخفي الفشل وترسم لوحات انتصار باهتة ،كشفها الشارع ،وحققتها الحركات رغم انكار الاعلام الموجه تنظيميا لغرض فئة تحافظ علي مصالحها علي حساب الاخرين.
حسن اسحق
صحفي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *