الاهداف الأستراتيجية للموتمر الوطنى لأرهاب واعتقال النشطاء المحليين فى جبال النوبة

بقلم / حماد صابون – القاهرة
كما اسلفنا فى مقالات سابقة ان هزيمة مليشيات  الموتمر الوطنى امام الامبراطورية  الكوشية النوبية جعلة كالأسد المجروح الذى فقد الامل واصبح فى حالة تخبط نتيجة لفشل   كافة استراتيجيتة  العسكرية والسياسية والدبلوماسية   ، ومنذ ان اندلع الحرب  فى جبال النوبة  فى يونيو 2011م اعلنت اجهزة امن واستخبارات  الموتمر الوطنى استهدافها لأبناء وبنات جبال النوبة  داخل مدن السودان المختلفة ، استهداف عنصرى يعبر عن هزيمته ويفرغ غضبة تجاه شباب  ونساء  جبال النوبة اللاتى اصبحن الهدف الرئيسى للموتمر الوطنى الذى افرج عن كل المعتقلات ماعدا المراة النوبية الحديدية ( جليلة خميس ) التى ظلت فى سجون الموتمر الوطنى وتدفع فاتورة مكافحة الارهاب السياسى والامنى  ضد كل نساء السودان ، ولها تحية الصمود والحركات النسوية الحقوقية  السودانية  متضامنه معها   خارج السودان  التى ظلت باستمرار  تنظم  وقفاتها الاحتجاجية  امام السفارات السودانية  التى تدار من قبل مجاهدين دبابين ليس لهم بعلما بمعانى   الدبلوماسية ومهامها  فى دراسات السلك الدبلوماسى .  وان التطور الخطير فى تاريخ الصراع السياسى  فى السودان و فى عهد الانقاذ  قد بدات استهداف و اعتقال اسر معارضى جبال النوبة اين ما وجدوا ، وقبل اسبوع اوردت منظمة ( أرى الحقوقية ) الراصدة للانتهاكات ضد المدنيين وخاصة النساء  بان هنالك حملة  اعتقالات منظمة استهدفت عدد كبير من موظفات من  نساء جبال النوبة على خلفية ما يتعرض له كادوقلى من قصف من قبل الجيش الشعبى و  بالامس القريب  اكد المصدر نفسه ان هنالك حملة اعتقالات واختطافات  على القرى المجاورة لمدينة الدلنج وكادوقلى وتحديدا داخل منطقة الانشو  وتم اعتقال ما لا يقل عن 60 فرد من ابناء  جبال النوبة وفيه عدد من كبار سن وهم ليس بسياسين ولكن تربطهم صلات رحم مع المعارضين للحكومة ، يعنى الموتمر الوطنى ترك الفيل وجاء يطعن فى ظله ، وهذا يعبر عن خوفه   من الواعى المتنامى   فى  وسط المواطنيين  ، ومن اخطر المراحل الذى عاشة وسيعيشة ابناء النوبة  فى مناطق سيطرة الحكومة داخل وخارج الولاية ستكون صعبة  لان الاجهزة الامنية  عدت  تصورتها للقيام بارهاب  كل من له مثقلة ذرة ميول  تعاطفى تجاه قضايا  اهلهم الذين   يطاردهم جحيم الموتمر الوطنى  فى ظل  السلطة المطلقة للموتمر الوطنى  الذى يقوم بدور الاستبداد الباين  امام كاميرات الرصد العالمى لأنتهاكاتك الصارخة  . دعنا نتسأل ماهى الاهداف الاستراتيجية لإرهاب النشطاء  المحليين من ابناء وبنات جبال النوبة داخل الاقليم  ؟
ان سياسة ارهاب و  اجبار المثقفين لمغادرة مناطقهم  وتغبيش وعى المواطنيين واستقطابهم وتقسيمهم على الاساس القبلى والدينى  لم يكن جديدا  فى اقليم جبال النوبة لان هذا المخطط تم ممارستة من قبل  فى الديمقراطية الثالثة عندما فقدت الاحزاب الطائفية اصوات النوبة فى دوائرها الانتخابية  فى الاقليم و قد ادركت حكومة ذاك العهد المسمى بالديمقراطية  ان المثقفين فى جبال النوبة لعبوا دورا فى تحريم الاحزاب التقليدية من اصوات الجماهير للفوز ، ومن هنا بدات ميلاد المخطط وتم نقل عدد كبير جدا من الاساتذة  وموظيفى الخدمة المدنية خارج الاقليم واعتقال اخرين وتصفية بعضهم واستيراد موظفيين اخرين لأدارة شئون الاقليم ( كوكلاء للمركز ) وبجانب قيام المجلس العسكرى الانتقالى  بتسليح بعض القبائل العربية ضد النوبة التى واعت اخيرا  بالفتنة وعادت اصبحت اليوم فى خندق واحد مع النوبة  ضد حكومات المركز  ، ولذلك نستطيع القول إن   الاهداف الاستراتيجية هى تفريغ المنطقة من سكانها الاصليين واحلال واستبدال  المنطقة  باخرين خارج الاقليم ضمن الهندسة السكانية الجديدة التى يمكن ان تساعد الحكومة على نهب ثروات هذا الاقليم كضمان لأنجاح المخطط ذات الابعاد الاقليمية التى تدور حول فلك ( محور الشر )  ،  وهذ المخطط تم  تطبيقة  فى دارفور عن غفلة وفى ظروف مختلفة ولكن   تطبيقه لم يكن ساهلا فى ظل وجود المثقفين المحليين باعتبارهم واعين للمخطط ولهم القدرة على   أنتاج الواعى المعرفى وبثها   فى وسط السكان المحليين عن طبيعة الصراع واهداف الحرب التى تدور حول محور موارد هذا الاقليم ، ولذلك الموتمر الوطنى منذ ان اندلع الحرب ظل  يمارس اساليب الهجرة القسرية لكل المثقفين  لمغادرة المنطقة حتى يستطيع السيطرة على عقول البسطاء وحجزهم كدروع بشرية خوفا من اجتياح الجيش الشعبى لكادوقلى والدلنج   ، ولكن المواطن العادى اليوم فى انحاء مناطق الهامش اصبح مدرك لتفاصيل  طبيعة  صراع المركز والهامش  بصفة عامة واستهداف الموتمر الوطنى لعرقية النوبة على وجه الخصوص، ولذلك الارهاب الامنى الهادف لطرد النشطاء المحليين ليس له تاثير يمكن ان يؤدى الى اجهاض مشروع التحرير الحارس ( للارض ومواردها )  التى  اصبحت  الشغل الشاغل  لكل المقهورين سياسيا وثقافيا فى جبال النوبة وظل قضية الارض والهوية من القضايا المصيرية التى لا يمكن التراجع عنها   ، ولذلك موجة الواعى المعرفى  المتنامى بسبب ذات الممارسات  ستكون هى  التى ستهزم  كل مخططات الموتمر الوطنى الرامى لتغير الديمغرافي فى اقليم جبال النوبة .
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *