البشير يعيش هاجس الانقلاب


البشير يعيش هاجس الانقلاب
سركيس نعوم
عن السودان وأزمة دارفور التي تعصف به منذ سنوات، تحدّث مسؤول على تماس مع هذه القضية في “الادارة” المهمة الثالثة داخل الادارة الاميركية، قال: “يعتبر الرئيس السوداني عمر البشير ان لديه مهمة وجودية هي الحفاظ على السودان دولة موحّدة. ويقول انه وحكومته حاولا المساعدة لإيجاد حل لهذه المشكلة. نحن كأميركيين اهتمامنا بالسودان وتحديداً بدارفور انساني وخصوصاً بعد مذابح الجنجويد. عاش السودان دائماً خائفاً من تصدّع وحدته السياسية والجغرافية”.
ماذا عن اتفاق السلام الذي وُقّع بين الشمال والجنوب السودانيين في عهد البشير؟ سألت. فأجاب: “هذا الاتفاق يفاخر البشير به. هناك رغبة لديه في السيطرة. ولكن رغم ذلك، الاتفاق لا يزال جامداً. والحزب الجنوبي “الحركة الشعبية” الذي وقّعه لا يزال متمسكاً به رغم عدد من الاختلافات داخله. في يوم الاستفتاء على مصير الجنوب والمنصوص عليه في الاتفاق مع الشمال قد يختار الجنوبيون الانفصال. كيف سينظر الشمال الى ذلك؟ هل يقبله؟ هل تقع الحرب من جديد بين الفريقين؟ كل ذلك محتمل. اثّرت مشكلات دارفور والشرق والشمال والجنوب بعضها على بعض. ارسلنا الى السودان اخيراً موفداً يبدو انه استطاع بحكمته وربما برغبة لدى الرئيس البشير الاجتماع بمن يجب بغية إيجاد حل. ونحن نحاول ان نساعد”.
ماذا عن محكمة الجنايات الدولية، ومذكرة التوقيف التي اصدرتها في حق الرئيس البشير؟ سألت. فأجاب: “المحكمة متمسكة بالمذكرة. نحن نريد ان نراها منفّذة. ولكن طبعاً هناك عقبات امام ذلك مثل روسيا والصين اللتين لهما علاقات وثيقة ومهمة مع السودان. انهما قلقتان مما يجري في دارفور. لكنهما تتوجسان من مذكرة التوقيف. الا ان المشاورات في شأنها مستمرة، وروسيا والصين تحاولان المساعدة بالتعاون مع اميركا. اذا وصلت الامور الى مجلس الامن مرة اخرى ربما تكون فرنسا هي التي ستضع فيتو على اي قرار ينتقص من مذكرة الاعتقال او يجعلها عديمة الجدوى”.
ماذا عن تحرّك الجامعة العربية في مسألة دارفور؟ سألت. فأجاب: “لا افهم كيف تتدخل الجامعة العربية في امر بعدما تجاهلته طويلاً وتجاهلت كل ما سبقه. لا افهم الدول العربية ومواقفها من السودان. اعتقادي انها، او بالاحرى زعماءها لا يحبون البشير لكنهم يستقبلونه على ضعفه لانه ابن عم لهم. لا يحبونه لكنهم مرغمون على استقباله”. علّقت: الجامعة العربية لم تفلح في حل اي مشكلة في العالم العربي. لكن المسؤولية الأساسية هي على الدول العربية وعلى القادة العرب الذين يخافون على النظام العربي ويخشون انهياره في حال سقط احدهم، او في حال تم تسليم الرئيس البشير الى محكمة الجنايات الدولية كي يُحقق معه ويُحاكم. إذ قد يأتي دورهم كلهم او بعضهم. فعلّق: “هذا منطق صحيح”.
هل ينفصل جنوب السودان عن شماله، اي عن دولة السودان؟ وهل يؤدي ذلك الى العنف اي الى الحرب؟ سألت. فأجاب: “ربما. لا ادري. الحقد بين الفريقين كبير وكذلك قلة الثقة. قد لا يكون الحقد موجوداً عند النخ بة. وقد تكون هناك رغبة لديها في البقاء ضمن سودان موحّد وفيديرالي. لكن عامة الناس في المنطقة ربما ترفض ذلك. على كلّ حل يتهموننا بأننا نتدخل في السودان من اجل النفط. لكننا لم نستخرجه بعد. ويتهمون اسرائيل والصهيونية بالعمل لتقسيم السودان. ربما هم يعملون على ذلك من دون ان يدروا”.
هل تعتقد ان هناك خطراً على النظام السوداني، او خطراً على البشير الرئيس من داخل النظام؟ سألت. فأجاب: “اعتقد ان حكام السودان كلهم عاشوا دائماً هاجس الانقلاب عليهم، واتخذوا كل الاحتياطات لمواجهة احتمالات كهذه. والبشير لا يختلف عنهم. نعم انه يعيش هذا الهاجس”.
ماذا عن تركيا في اميركا؟
اجاب عن ذلك مسؤول معني بهذا الموضوع والموضوعات الاخرى المتصلة به يعمل في “الادارة” المهمة الثالثة نفسها، قال: “تركيا دولة حليفة لأميركا. انها جزء من “الناتو”، اي حلف شمال الاطلسي، وجزء من اوروبا. يجب الاستمرار في السعي لكي تكون جزءاً من اوروبا “الموحّدة” رغم صعوبة ذلك. اوروبا هذه لا تريدها عضواً فيها. عرضت عليها وضع الشريك المميز. رغم ذلك، على تركيا ان تستمر في تطوير نفسها كي تستحق الانضمام الى اوروبا وخصوصاً مواصلة سياسة الاصلاحات المتنوعة. قد تكون هذه الاصلاحات مكلفة، وخصوصاً الآن في ظل الازمة الاقتصادية التي تعيشها ويعيشها العالم. لكن لا بد منها”.
كيف هي علاقة “العسكر” التركي مع حزب العدالة والتنمية الحاكم (A.K.P)؟ سألت. فأجاب: “العسكر يتعاونون في شكل جيد مع الحزب الحاكم هذا، على اسلاميته. وظهر ذلك بعد اكتشاف “المؤامرة” على الحكومة الاسلامية التي قيل ان لعسكريين حاليين ومتقاعدين دوراً فيها. وظهر ايضاً في تصريح قادة الجيش انهم والمؤسسة يخضعون للسلطة المدنية. وهناك تفاعل بين الحزب الاسلامي الحاكم والعسكر، اي بين الاسلاميين والعلمانيين كون الجيش هو الحامي الاول للعلمانية في تركيا. وتقوم تركيا بدور اقليمي مهم مع سوريا واسرائيل. بدأت حواراً مع الاكراد في العراق كانت ترفضه في السابق. وعلاقاتها جيدة مع ايران. ولها مع العراق علاقات. هذه امور تساعد اميركا، وتحبذها اميركا”.
ماذا عن تركيا ايضاً؟


[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *