الصحافة والأعلام السودانى مابين الضعف والمصالح

الصحافة والأعلام السودانى مابين الضعف والمصالح
(( تعميم لمجموع مليون بريد الكترونى ومليون نسخة ورقية )·
               لقد تم تعميم هذه الروىء على كل الصحفيين السودانيين داخل السودان وخارجه ، ونحن لا نريد من هذا النقد تقليلا من مجهودات الصحافة خصوصا فى ظل نظام شمولى الا وأنه قد تلاحظ أنه وبالرغم من رفع الرقابة القبلية على الصحف الا وأن اسلوب الصحافة لم يتغير .
·               كيف نتوقع حدوث ثورة فى السودان مشابهه لما حدث فى مصر وليبيا وتونس واليمن ولم تكتمل مستحقات الثورة ؟ ، فبدلا من أن نلوم المعارضة وننعتها بالضعف فيجب أن نعرف بأننا فى الأعلام والصحافة السودانية قد شاركنا فى هذا الضعف . فأن الثورات لا تقوم بواسطة جهة معينة وينتظر الناس حدوثها ثم يأتون من بعد ذلك ليهللوا .

·                لقد آن الاوآن لكل مواطن سودانى أن يقول رأيه بصراحة ، فلا يجوز أن تمارس الاغلبية أسلوب مسك العصا من النصف ، فلا يريدون اغضاب الحاكم ويحرصون على مصلحتهم معه ثم يأتون بعد قيام الثورة ليركبوا الموجة ويتقدموا الصفوف ، صحيح أن الثورة ليست حكرا على أحد ولكن يجب أن تتميز الصفوف فلا يمكن أن نساوى بين من أنتقد الحكومة وتعرض للمضايقات والاعتقالات وبين من حرص على مصالحه مع الحزب  الحاكم وأنتقد عى أستحياء .

·                أن الصحافة فى بلادنا لم تستطع أن تلعب دورا فى تثقيف المواطن بالقدر الكافى ، فهى اما ناقلة للخبر فقط بعد حدوثه دون وجود ابداع وأستباق للأحداث بقراءة للمستقبل من خلال المعطيات وأخضاعها للعلم والتجارب وأستنباط النتائج ، وهذا ليس تنجيما ولكن بدراسة أستراتيجية للمستقبل وأما مضللة للقارىء من خلال تحبيط وتيئيس الشعب من أن ينتفض فى وجه الظلم  ، كما تقوم بضرب الروح المعنوية بل وصل بعضها حد الاستخفاف والاستهزاء ونقول لمثل هذه الصحافة ستبلعون كلامكم هذا قريبا ، وكذلك كان الحال فى مصر وغيرها ، لقد عاصرنا الصحافة والأعلام السودانى طيلة 4 سنوات قبل فترة الانتخابات وبعدها وخلال فترة أستفتاء الجنوب ، ولكننا لم نجد صحيفة حملت الامانة وقامت بنشر تحليلاتنا سوى القليل منها  ، بالرغم من أننا كنا نرسل عشرات الخطابات للصحف وكنا نتوقع تماما ماحدث بعد ذلك من تزوير الانتخابات وأنفصال الجنوب ، فبالرغم من كل ذلك آثرت أغلب الصحف تجاهل رسآلاتنا فى تعمد تام .

·                بل أبعد من ذلك فلقد قام بعض الساسة والصحفيين بنقل برامجنا وتحليلاتنا ونسبها لأنفسهم متعارضين مع الأمانة الصحفية والسياسية والعلمية ، ويشهد الله أننا لم نكن نريد دعاية أو شهرة لأنفسنا ولكن كنا نريد تجنيب البلاد هذا الدرك الذى وصلت اليه الآن ، فسلمنا للأمر وقلنا لا ضير طالما ان الفكرة قد وصلت ولا يهمنا وقتها أن تنسب الينا . وما يؤكد صدق نوايانا هو علمنا التام بأن الصحافة السودانية ليست بذلك الانتشار الذى نريده فى صحفنا ، فأكبر صحيفة توزع 100 ألف نسخة فقط ، وأغلب هذه النسخ يتم توزيعها جبريا على مؤسسات الدولة لتسويقها ، فلا توجد مقارنة بين صحفنا والصحف فى مصر مثلا فصحيفة مثل الاهرام مثلا توزع حوالى 2 مليون نسخة حتى ان وضعنا فى الاعتبار فارق السكان .

·                أيضا من أسباب ضعف الصحافة فى السودان أن غالبيتها مملوك للحزب الحاكم والآخر يتظاهر بأستقلاليته وما هو بذلك ، بل أن ميزانية مثل هذه الصحف يمولها الحزب الحاكم ، وأما صحف مستقلة ولكنها مخترقة ، والنوع الآخير حزبى ولكن يغلب على هذه الصحف أيدلوجيات محددة تمنعها من أن تنشر لنا . كما فى الاعلام  فتلفزيون أم درمان لم يصبح قوميا و كل القنوات الخاصة مملوكة للحزب الحاكم ، ولكم نرثى لحال الاعلام فى السودان فبالرغم من الثورات العربية من حولنا الا ان اعلامنا منغمس فى الغناء والكورة ، فى تجهيل واضح للمواطن ولكن بحمد الله لم تنطلى على غالبيتهم هذه الحيل فعذفوا عن مشاهدة أعلام الحزب الحاكم . فكيف نطالب المعارضة بالثورة ونستهزأ بها وبالمواطن السودانى وقد شاركنا نحن أهل الاعلام فى ذلك ، فالمتابع للصحافة المصرية وقنواتها مثل دريم والمحور وأوتى فى يلاحظ أنها قد لعبت دورا كبيرا فى تثقيف المواطن المصرى بجانب الانترنت قبل وبعد الثورة .

·                أيضا من أسباب ضعف الصحافة السودانية أنها تعيش فى الماضى ومنغلقة على شخصيات تاريخية مغلقة الباب أمام الجديد ، وبعضها يمدح من يدفع أكثر والآخر أسير لمسؤلى الدولة فيمجدهم بما ليس فيهم ، وان كان كلامهم لا ينفع الناس ، والجميع يعلم بأن أكثر مسؤليين هذا الزمان اما جاءوا بواسطة انقلابات أو من خلال سلام مع متمردين أو من خلال ترضيات ، وفى المقابل تتجاهل الصحافة أستراتيجيات وعلوم وبرامج انتخابية لأنها تتعارض مع مصالحها أو أيدلوجياتها أو أحزابها .

·                أيضا هنالك صحف يمتلكها بعض الرأسمالين للدعاية لنفسه فهى تسبح بحمده ( شكارتا دلاكتا ) .

·                وهنالك صحافة تظهر المعارضة فى صورة الحكومة سيئة ولكن ما هو البديل ؟ البديل أسوأ ؟ معارضة كرتونة نقد . أى معارضة لا تستطيع أن تسير مسيرة ، وهذه الصحافة ينطبق عليها المثال عينها فى الفيل وتطعن فى ظله . وهى تعلم لماذا لا تستطيع هذه المعارضة أن تخرج فى مسيرة . صحيح أن المعارضة الحزبية المعروفة ضعيفة وهذا قاسم مشترك بين السودان وباقى كل الدول العربية التى قامت بها انتفاضات ، فنجد حزب خاكم مسيطر ( شمولى فاسد ومستبد ) مسيطر على كل مرافق الدولة من خدمة مدنية وعسكرية ونجد معارضة حزبية كرتونية ضعيفة لا تشارك فى القرار السياسى مع وجود فساد كبير وغياب للمساءلة والشفافية ، ولكن ما يزيد الحال سؤء فى السودان أن القضاء والنظام العدلى والجيش لم تسلم من التغول ففقدت أستقلالها ، هذا بجانب الفساد الكبير والعطالة والفقر والظلم الاجتماعى والتمكين بالاضافة لفشل الدولة وكارثة تقسيم السودان .

·                أما المعارضة فأسباب ضعفها يرجع الى أنقسامها على نفسها وتسلط البعض وحرص كل  طرف  فى أن يتزعم ويقود الغير ، بل ومحاولة التقليل من الآخرين ، فالمراقب لثورة مصر يجد أن أهم سبب فى نجاحها هو أن كل مكونات الشعب المصرى والاحزاب وقيادات المعارضة من المستقلين توحدت لأسقاط النظام .

·                ومن أسباب ضعف الصحافة السودانية أنها تهتم كثيرا بأخبار لا قيمة لها بل وتعطيها مانشت باللون الاحمر وفى اعلى الصفحة الرئيسية والخبر لا يستحق ثمن الحبر الذى كتب به ، فهذا قطعا يقود الى تجهيل متعمد للمواطنيين وقيادته نحو سفاسف الامور والبعد عن القضايا المصيرية الهامة ، وفى المقابل نجد نفس هذه الصحف تتعمد عدم نشر تحليلات وبرامج سياسية وحلول مفيدة .

·                لقد بدأنا نحن فى حملة د/ عثمان الريح لرئاسة الجمهورية أستخدام الانترنت والفيس بوك قبل 4 سنوات ، بل أننا سبقنا الاخوة فى مصر فى هذا المجال وكان بيننا الاخوة مشاركات ، بل أننا قدمنا لهم الكثير من النصح بحسبان أن بعض الامور لا تحتاج الى مدونيين وناشطين سياسين فقط ولكن تحتاج الى رأى خبراء وزعماء سياسين ، أما الاسباب التى جعلت الثورة تكتمل فى مصر رغم أننا سبقناهم فى هذا المجال هو أن الشعب لديهم كان مهيأ ، ويرجع ذلك لفارق التعليم والصحافة والاعلام وأستخدام الانترنت ( 20 مليون فى مصر مقابل 3 مليون فى السودان ) .

·                أيضا من أسباب كسل الشعب السودانى من الانتفاض هو ظنهم بأنهم سيفقدون وظائفهم بمجرد تغيير النظام الحتمى ، وهذا لن يحدث فكل الذى سيتغير هى الوظائف السياسية والوظائف التى لا حاجة للبلاد لها أو الوظائف التى وصل اليها البعض دونما كفاءة .

·                نعم نريد عقلية تمارس السياسة فى السودان فالمعارضة ليست عدوة للحكومة فى المجتمعات المتحضرة ، بل هى شريكة للحكومة فى صنع القرار شريطة ان تكون هذه الحكومة قد وصلت للحكم عن طريق انتخابات حرة ونزيهة فى ظل حكم ديمقراطى حقيقى . نريد ممارسة للسياسة بأسلوب علمى وليس بالسلاح ، نريد أن تكون السياسة مهنة تدفع الدولة رواتبها ورواتب المفكريين مثل الدول المتقدمة .

·                أن التغيير يأتى من الشعوب ، فالشعب يحتاج الى وعى كاف وهذا هو دور الصحافة ، وهذه هى الامانة .

·                أن التغير آت وأخطأ من ظن أن التغير فى ظروف السودان ستقود الى صومال ، فهذه هى اليمن بها من القبلية والسلاح فى يد كل مواطن ولكن الشباب هنالك قاد  ثورة سلمية ، أن المشكل كل المشكل فى بلادنا هى الانظمة الفاسدة التى بزوالها تنتهى مشاكلنا فى دارفور وفى غيرها .

·                وفى الختام نطالب بأستدعاء أعلان دستورى  لتشكيل دستور جديد بدل الدستور الانتقالى المنتهى ، فليس من سلطة أحد تعديله وهذا يقود الى التباس دستورى وعدم شرعية ، ولكن نطالب أن يتم ذلك فى توافق وطنى شامل بعد تغيير النظام وقيام حكومة قومية أنتقالية وتشكيل مؤسسات حقيقية للدولة وتغير البيئة الثقافية والسياسية الفاسدة ، مع توفير البيئة السياسية وآلياتها ودعمها بالبرامج الانتخابية وتوفير آليات الحوار الوطنى ، وتوفير ميثاق شرف وطنى ، مع ضرورة الاتفاق حول نظام الحكم جمهورى أو برلمانى مع وضع صلاحيات الرئيس والبرلمان واعادة الثقة لمنع التشكيك فى شرعية أى سلطة ستقوم ، وأزالة أى التباس دستورى . ونحن بدورنا لدينا تصور لدستور دائم صمم بواسطة خبراء ساهم بعضهم فى وضع الدستور الانتقالى ، ويمكننا أن نطرحه للدراسة فى جو من التوافق الوطنى .

·                أما رأينا فى الحوار الذى يقوم به الحزب الحاكم مع بعض أحزاب المعارضة ، فيتلخص فى أنها محاولة لكسب الوقت وهو حوار لا جدوى منه ، وكذلك أحبارنا بتنحى الرئيس العام القادم تارة ، وتارة بعدم ترشحه فى انتخابات مزورة أخرى .

·                والله الموفق

·                هذه مقتطفات من خطاب د/ عثمان الريح الذى صدر يوم أمس .

كما ننوه بأن د/ عثمان قد أمر فريق العمل بالتنسيق مع كل القوى السياسية حتى التى قامت بحربه فى بادىء الامر لأختلافها الايدولوجى معه ولكن سرعان ما عرفت تلكم القوى بأن د/ عثمان يدعو الى دولة مدنية حديثة تستوعب كل الخلافات فهى دولة مؤسسات لا اشخاص بها دستور دائم وهى فى الاساس دولة ديمقراطية ، ولا يهم فى كل ذلك من سيحكم ان كانت مرجعيته يساريه أو أسلاميه ، وترجم ذلك بدخول مجموعات د/ عثمان المائة بالفيس بوك .

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *