المفاوضون باسم النظام في”اديس” .. مكانهم الطبيعى خلف القضبان لا طاولة المفاوضات بقلم:احمد قارديا خميس
انتهت جولة المفاوضات في”اديس ابابا” بين وفدي النظام والحركة الشعبية قطاع الشمال, دون تحقيق تقدم حقيقي في موضوع التفاوض, وهو فتح بوابة للحل السياسي للوضع القائم في السودان, وهو أمر متوقع ومنتظر نتيجة لما هو معروف من مواقف وسياسات نظام المؤتمر الوطني في تعامله مع الأزمة السودانية منذ انقلابه 1989, من حيث اختياره العنف بأقصي درجاته في التعامل مع المعارضة مستخدما كل أدواته العسكرية والأمنية القائمة والمتاحة.غير أن توقع نتيجة جولة المفاوضات”اديس” ووقوف المفاوضات أمام الخيار العسكري الأمني لنظام الخرطوم, يتوافق عمليا مع طبيعة الوفد الذي أرسله النظام الي”اديس” للتفاوض مع وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال تحت الرعاية الآلية الافريقية رفيعة المستوي برئاسة ثامو أمبيكي. فالوفد الحكومي بعموميته ضعيف في علاقته بمركز القرار داخل النظام, حيث نواته الأساسية عسكرية- أمنية من جهة وأسرية جهوية من جهة أخري, ويكاد يكون عديم الصلة بالنواة الصلبة للنظام(الحرس القديم), وهو هامشي الصلة بالمركز في أحسن حالاته, وهذا يجعله دون أي قدرة علي اتخاذ أي قرار في موضوع التفاوض بما في ذلك الشكليات, وفي كل الأحوال عليه,أن يرجع, ويراجع مركز القرار في الخرطوم, وهو أمر كان ظاهر مع بدء مفاوضات”اديس” وقبلها أيضا في الجولة الرابعة.ولئن سعي النظام الي اسباغ طابع دبلوماسي علي وفده لمفاوضات بتسمية مساعد رئيس الجمهورية ابراهيم غندور رئيسا للوفد ومشاركة والي جنوب كردفان السابق عمر سليمان وآخرون من كبار موظفي الدولة, ثم أضاف اليهم اعلاميين, فان الطابع الدبلوماسي للوفد لم يكن حقيقيا, وتم تاكيده منذ الجلسة الافتتاحية في الجولة الرابعة, التي تحدث فيها ابراهيم غندور خارقا القواعد الدبلوماسية في القول والفعل متجاوزا الوقت المخصص له ومطلقا تهديدات لبعض الحضور في مكان ما يفترض أن الاجواء فيه أجواء توافق هدفها جعل”اديس” قاطرة للحل السياسي في الازمة السودانية الكارثية, التي صنع النظام كل مجرياتها وتفاصيلها الدموية والتدميرية.ولا يحتاج الي تأكيد, قول ان أعضاء وفد النظام هم جزء من نظام فساد وافساد مكرس, بل هو مثال للفساد والنهب المال العام والقتل والتعذيب والاغتصاب والتهجير و…الخ قل نظيره في العالم اليوم, وأعضاء وفد النظام غارقون في ذلك الي أعماقه. وثمة كثير من التفاصيل في ملفات السيرة الوظيفية لأعضاء الوفد خاصة رئيسه(ابراهيم غندور) غرقه في الفساد المالي والاداري أو في رعايته ونهب المال العام, أو استغلال وظيفته في خدمات خاصة وعامة ذات طابع نفعي(نقابة العمال السودان).ووسط تلك المواصفات العامة لفريق المفاوضين باسم النظام في”اديس”, لابد من وقفة سريعة مع صفة عامة, جمعت أغلب المفاوضين المعروفين منهم, وهو الكذب الذي تكرر في”اديس ابابا”. تأكيدا لما كان قد مورس من كذب في السابق(اتفاقية عقار-نافع 2011), وكان الابرز في ذلك وفد النظام ومنهم ابراهيم غندور وعمر سلمان ولكل منهما كذبات كبري.ولاشك أن المواصفات الجامعة للمفاوضين باسم النظام في”اديس”, لا يمكن أن تتجاوز مواصفاتهم الشخصية, التي كشف حضورهم في اديس ابابا عنها أمام وسائل الاعلام مباشرة افتضحت شخصياتهم بروائح الحقد والكراهية والاجرام ضد السودانيين, وضد الحركة الشعبية الذي يفاوضونه علي طاولة واحدة.المفاوضون باسم نظام الابادة الجماعية في”اديس” بفعل تاريخهم وبفعل صفاتهم وسلوكياتهم, كان ينبغي أن يكون معتقلين خلف القضبان في اديس ابابا, لا مفاوضين في مواجهة وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال, ليس فقط لأنهم يدافعون عن نظام الابادة الجماعية, الذي مارس جرائم ومجازر, لم يرتكب مثله في التاريخ, انما لانهم يكذبون ويضللون الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي, ويسوقون أكاذيب النظام وسياساته, لأنهم فوق ما سبق يهددون أشخاصا مسالمين ويشتمونهم ويعتدون عليهم, وهذه كلها جرائم يعاقب عليها القانون الأممي والاتحاد الافريقي, وكان علي الضحايا والمنتمين الي وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال, أن يقدموا بلاغات ضدهم أمام قضاء المجتمع الاقليمي والدولي ليصير أغلب المفاوضين باسم النظام في “اديس” خلف القضبان في اديس ابابا [email protected]