من يفكر لقحت ؟

 د ناهد قرناص
كما يقول أولادنا أبناء هذا الجيل ..( أدونا الزيت ) من أو ماهي الجهة التي تفكر وتقرر للحكومة بشقيها التنفيذي والسيادي ؟ أكيد هناك جهة ما ..اعتبارية او استشارية أيا كان اسمها ..دعونا نتعرف عليها لأني بصدد اختراع وظيفة جديدة تحت مسمى وظيفي مستحدث باسم ( المفكراتي ) ..(بعد تسجيل براءة اختراع وظيفة المبرراتي في العهد السابق).. والمفكراتي شخص لا يأتي فقط بالفكرة ..ولكنه يدرس كل تبعاتها من عواقب ويتوقع حجم التفاعل الداخلي والخارجي ويرفع كل هذا للحكومة حتى تحسب حسابها وتحسم أمرها ..إن كانت ستقدم على الأمر او ترفضه او تؤجله …او حتى تدفع به على شكل جرعات خفيفة ..وصغيرة .
لماذا المفكراتي ؟ ذلك ان الرهان على تمازج الشقين العسكري والمدني في الحكومة ..لا يبدو انه يسير كما توحيه لنا ابتساماتهم ..فهم كما سخرت منهم الأسافير (ان العسكر والمدنيين في الحكومة الحالية يبدوان كما الزوجين اللذين لا يطيقان بعضهما لكنهما يعيشان تحت ذات السقف عشان الأولاد) ..الذي يبدو لنا نحن من الخارج هو تمازج الزيت والماء ..في ذات الحيز ولكن لا اختلاط ..ولا تغيير في جزئيات أحدهم لصالح الآخر..المهم وحتى لا يضيع مننا الدرب ..طيب.
أولاً (بالتبادي).. الشق العسكري ان كان في نيته احالة أحد الى المعاش نتيجة لمخالفته التعليمات العسكرية وخوفاً من ان يصبح امثولة وسابقة في التاريخ العسكري.. وهم يعلمون تمام العلم مكانة تلك الشخصية في نفوس الثوار وموقفه التاريخي في الاعتصام ..الم يكن من الأفضل التفاكر مع الشق المدني بحيث يمكن الاستفادة منه في موقع تنفيذي مدني يستطيع من خلاله تقديم خدماته للبلاد ويكون بمثابة تكريم له على دوره وفي ذات الوقت حافظت القوات المسلحة على نظامها الصارم دون المساس بشعبية محمد صديق ورفاقه الذين اتخذوا موقفهم ذاك، ليس عن تمرد ولكن عن شهامة ورجولة تحسب لهم ولم يطلبوا جزاء ولا شكورا ولا بحثوا عن مناصب بعدها ..فالاحالة على المعاش بهذه الطريقة لم تكن بأي حال من الأحوال هي الأنسب ..ولا توقيتها كان الأفضل ..ولا طريقتها كانت المثلى ..
من يفكر للحكومة ؟ ومن هو ذلك الذي أشار الى وزارة الداخلية باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص لمواجهة التظاهرات المطالبة باعادة المحالين للمعاش ؟ تظاهرة احتجاجية سليمة عادية ..أليست هذه هي الديمقراطية التي خرجنا جميعاً من أجلها ؟ والتي اتت بالطاقم الحكومي الى مناصبهم ؟ اما الشئ الطريف حقاً.. ان يخرج وزير الاعلام ليدين التعامل العنيف مع التظاهرة ؟ الا يجب ان تتم هذه المعاتبة داخل مجلس الوزراء ؟ الا يجلس وزير الداخلية معكم على ذات الطاولة ويتداول ذات الملفات..؟
أرجو أن تكون الحكومة قد استفادت فعلا من درس الخميس ..اذ لا أحد فوق النقد والانتقاد والمتابعة اللصيقة.. والشارع السوداني لا تخرجه الأزمات الاقتصادية ..ولكن تخرجه (الحقارة) والتجاهل ..والاستغفال وعدم الوفاء لاشخاص قدموا ولم ينتظروا الشكر والعرفان.. فلا تسيروا في ذات درب الغابرين ..الله لا عادهم.
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *