من قال لك إنَّ النازية كلها شر يا مني يا ولد منَّاوي ؟ والسودان يحتاج رايخ دارفوري !

من قال لك  إنَّ النازية كلها شر يا مني يا ولد منَّاوي ؟ والسودان يحتاج رايخ دارفوري !
منذ أربعة عشر قرناً ويزيد قليلاً ونحن ـ المسلمون ـ نرفع أيدينا ونشحذ حناجرنا بالدعاء متضرعين إلى الله تعالى بأن عليه باليهود  والنصارى وأن يقتلهم بددا ولا يغادر منهم أحدا , وأن لا يدع لهم طائرة إلا أسقطها أو دبابة إلا دمرها وسفينةً إلا أغرقها وإلى آخِر سيناريو الكفاح الدعوِّي الشعبي والرسمي , وعندما قيض الله سبحانه وتعالى الزعيم الألماني أدولف هتلر ـ في كفاحه على طريقته الخاصة ـ فأحرق ستة ملايين منهم حسب رواية اليهود أنفسهم أو مابين تسعمائة ألف إلى مليون وربع المليون حسب رواية روجيه غاردوي أو إنَّ المحرقة محض خرافة حسب إدعاء الرئيس الإيراني أحمدي نجاد , فإنه نتيجة لذلك سجنت السلطات الفرنسية الأول وصادرت كتابه الذي يحمل عنوان ” الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل ” بوصفه قد تجرأ على التقليل من شأن المحرقة ومتهمةً إياه بالتالي بمعاداة السامية , وأستعدى اليهود وكل دول منظومة الإتحاد الأوربي الرئيس الإيراني وغدا من ثم عدوها الأوحد بل إنَّ دولته صُنفت بأنها هي المحور الرئيسي للشر وهي لم تزل على خط النار الأول لبوارج وحاملات طائرات حلف الناتو , لكنها في نفس الوقت ـ أي تلك المجموعة الأوربية ـ قد احتضنت وكرمت الكاتب البريطاني ذي الأصل الهندي سلمان رشدي حينما شنَّ حملته المسعورة في الهجوم على الإسلام ووصف قدسيته بالآيات الشيطانية وأتيحت له كل الفرص اللازمة بعرض آرائه السالبة حول الإسلام , ونحن هنا لا نود الخوض في تفاصيل ومغالطات حول صحة هذا الحدث التاريخي ـ الهولوكوست اليهودي أو القربان الكامل حسب المعنى اليوناني للكلمة ـ  أو بطلانه فهذا ليس مجاله بيد أننا قصدنا من الإشارة إليه أن ندلل لأخينا وصدقينا الأستاذ مني أركو مناوي وغيره من الملايين المسلمة اللذين وقعوا تحت أحبولة الدعاية الصهيونية التي سعت لكسب تعاطف جميع سكان العالم على مر الأجيال ـ بمن فيهم المسلمين بطبيعة الحال ـ لإيجاد مبرر لها في الحصول على وطن وملاذ من بعد تلك ـ المأساة ـ فكان في نهاية المطاف أرض فلسطين السليبة , وحينما يتنبأ مناوي بأن حركة العدل والمساواة ستتحول إلى حركةٍ نازية أو فاشية في حال وصولها للسلطة فإنه في هذه الحالة ـ بلا أدنى شك ـ ستجد عباراته تلك كل الاستحسان والرضا من قبل اللوبيات الصهيونية العالمية وعي ذلك مني أو لم يعيه وأنه بكل تأكيد سيجد طريقه سالكاً للعالمية إذا رغب في الولوج من هذا الباب , ولأننا نعلم أن الأخ مناوي قائداً ثورياً محنكاً وزعيماً سياسياً مشبعاً بالنزعة الوطنية وهادفاً من بعد ذلك ومن قبل للانتصاف لقضايا شعبه السوداني المستضعف وعلى رأس هؤلاء أهالي دارفورـ المسلمين ـ اللذين اُستُلِبوا على مر السنين واللذين ذاقوا على يديّ بني جلدتهم وبني ملتهم ما لم يذقه اليهود بفعل بطش الآلة الألمانية النازية , فإن كل ذلك يجعلنا نتوقع منه أن يناصر كل صوتٍ يرتفع لأجل نصرة هؤلاء لا السخرية منه ووصفه بالفاشية والإبادة , ثم أننا إذا أردنا أن نصنف من يتصارعون اليوم على أرض الواقع السياسي والعسكري في مسرح دارفور الجريحة , فإننا نسأله : بربك من هم النازيون والفاشيون اللذين أبادوا وأحرقوا آلاف مكررة من سكان دارفور وقراها واجتثوا شأفتها وأقتلعوا جذورها وتركوها قاعاً صفصفا ؟ أم من هم فاشيو السلطة والقابضون عليها بمخالب من حديد ؟ أهم من يناضلون ويحملون السلاح ويسهرون في الآجام والآكام ويحتملون الجوع ويحتملهم وغيرهم نيام ؟ أم هم أولئك الوادعون المترفون المتنعمون النائمون في قصورٍ أساسها أموال الشعب وكده وعرقه وعظام أخوانك أيا مني ؟ أم ليس هم أولئك اللذين توجوك أميراً بلا أمارة واستوزروك  وزيراً بلا وزارة وجعلوا منك قائداً عسكرياً بلا نياشينٍ أو حتى أدنى إشارة ؟ كان عليك أخ مني أن تتريث قليلاً حتى تصدر حكمك , فأنت لست في حاجة إلى أن تتحالف وتتآلف مع من ظلمك وقتل أبيك وأمك وأخيك , فلا مكان هنا لعفا الله عما سلف , فلابد من محاسبة ولابد من تصفية حسابات صريحة تُنشر خلالها الدفاتر وتُستقصى الحقائق , ولا أحسبني بعيداً عن الشعور الذي يعتور سيادتكم وأنت تتأمل إفرازات اتفاق أبوجا حينما تضجع وحيداً في صومعتك , وهذا الشعور يؤكده ويعضد من صحته الواقع , فإتفاق أبوجا ميت ويفتقر إلى أدنى بصيص من نفس يعيد جذوته للحياة , وهذا بإعتراف سيادتكم من خلال تصريحاتكم العديدة والتي يُحمد لكم فيها أنكم أعلنتموها بالصوت العالي للملأ , وبلغة الحساب الذي أشرتم إلى  عدم حذقكم لعملياته المعقدة , فإننا إذا إفترضنا أن قضية دارفور قد خسرت بدخولكم السلطة نسبة الثلث أو الربع فإن ما تبقى مازالت تتمسك بتلابيبه حركة العدل والمساواة وهذا ما يُحمد لها , بل المنطق يقول أن على الجميع الالتفاف حول ما تبقى من أمل حتى أولئك اللذين هم قد اندمجوا في السلطة وعلى رأسهم حركتك هذا إذا أردتم الخير لدارفور وأن تنتصروا للقضية , فليس هنالك فاشية أعتا من حزب المؤتمر الوطني ولم توجد في العصر الحديث محرقة أكبر من دارفور مارسها حزبٌ حاكم , والنازية التي استعرتم ماضيها وقوة جبروتها وتسلطها لم تكن فئة غاصبه للسلطة أو سارقةً لقوت الشعب الألماني بل كانت حزباً سياسياً منتخباً واختياراً شعبياً خالصاً أوصلته صناديق الاقتراع إلى السلطة ليبني من بعد دولة ألمانيا الموحدة كأكبر عملاق في قارة أوربا الغربية في إطار ما عُرف تاريخياً بالرايخ الثالث أو بتلك المفردة التي تعني الدولة , لسنا هنا بكل تأكيد بصدد تمجيد التاريخ النازي أو التغني ببسالة قادته
أو تجميل صورته القبيحة , بقدر ما أننا أردنا أن نقول إن الذي أراد أن يصنع مجداً عليه بقراءة الماضي وتدارس كتاب التاريخ خيره وشره ومن ثم استلهام عبره , ومهما يكن من رأي آخر فإن السودان يحتاج إلى رايخ ليس بثالث بل سودانيٍ خالص ليخلصه من مخالب جبروت متسلط باسم الإسلام ويتدارك وحدته التي كادت أن تتهاوى , وهذا الرايخ مؤكد دار فوري أو على الأقل شرارته من تلك الناحية فهي ما زالت تضطرم ولهيب جذوتها لم يخبو , وأن كل ما يجري في أرض الواقع لا يعدو أكثر من أنصاف حلول حتى وجود سيادتكم في السلطة لا يقف إلا كأكبر دليل على القرصنة السياسية وفاشية الحزب الحاكم والهيمنة الاستعلائية , وقياساً على ذلك فإن حركة تحرير السودان ـ جناح مناوي ـ ليست في حاجة لأن تصف الآخرين بالفاشية والنازية بل هي أكثر حاجة من ذي قبل لأن تقف في خندق واحد مع حركة خليل لا على طريقة أنا وأبن عمي ولكن على طريقة حلال بين وحرام بين , إذ في حالتنا هذه ليست هنالك مشتبهات , فهنالك مظلمون ينتظرون العدالة وهنالك مغتصب صريح يجب أن يُقدم للقصاص فهلا فهمت الدرس ؟

حاج علي ـ Tuesday, September 22, 2009

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *