لماذا لم يشاركوا أبناء الهامش في الثورة السلمية؟

بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم
وكنتيجة حتمية للأوضاع المعيوشة في السودان علي الصعيد الاقتصادي والسياسي ،ونتيجة لعدم تلبية المنظومات والأحزاب التقليدية لمتطلبات الجمهور ووقوفهم مع أوضاعهم ، تولي الحركات الشبابية مثل( قرفنا ،شرارة ، شباب من اجل التغيير…الخ ) الذين اغلبهم ينحدرون من ذات التنظيمات والذين لا يرون الأمل في هذه التنظيمات حركات احتجاج ومظاهرات استمرت لفترة من الزمن ثم توقفت ،علي الرغم من أن الشرارة الأولي انطلقت من طالبات داخلية البار اكس بجامعة الخرطوم ،ثم فجأة تحولت هذه المظاهرات ملكية في يد بعض الحركات الشبابية المركزية يتحدثون باسمها بل أصبح محل متاجرة كبيرة !!!ولكن السؤال الذي يستفهم ذاته بهذا الصدد ما هي هذه الحركات الشبابية وليست من هي هذه الحركات ؟!! ولماذا لم يشاركوا أبناء الهامش في تلك الاحتجاجات كما استفهم واحد من أبناء الهامش الممسوحين بمسوحات المركز في ندوة بواشنطن ذات السؤال؟!!هل السبب نتيجة لدور التحريضي الذي لعبه جهاز امن المؤتمر الوطني كما ادعي ذالك الممسوح جزافا ام هناك اسباب اخري وراء ذالك؟!!!.
الحقيقة المتجلية التي لا تريد الحركات الشبابية المركزية الاعتراف بها ،هي ان العامل الاساسي الذي جعل من أبناء الهامش ان يقفوا موقف المتفرجين من الثورة  السلمية  ،ليس لانهم اصبحوا ضحايا لعملية التحريض والاكراهات من المؤتمر الوطني، وهذه هي ايضا محاولة افتراض الغباء وعدم الوعي السياسي لابناء الهامش ،وهي ذات العقلية المركزية التي  تروج وتسوغ تاريخيا  بعدم وجود ابناء هامش مؤهلين ومستنيرين لقيادة الدولة السودانية !ولكن لب الازمة تكمن في في التكوينة الجنينية لهذه الحركات الشبابية الداعية لعملية التغيير السلمي، لانها لم تخرج من موقع الأنا المركزي، وما هذه الحركات الا تكاثر وتناسل للتنظيمات التقليدية والتنظيمات الاخري التي تدعي بالحداثة ولكنها لم تخرج من ذات الدوائر الضيقة التي عهدناها!!! ثم أن ابناء الهامش عزفوا عن الثورات السلمية ليسوا لأنهم ضحايا التحريض النظام بل هم وبمحض إرادتهم ووعيهم الكامل ،لانهم يرون ان هذه الحركات والمنظومات الشبابية لا تمثلهم ولا يكمن ان تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم الرامية لإحداث تغيير جذري في الدولة وليس تثبيت وترسيخ لابناء الجلابة مرة  اخري ،يكفي ان ابناء الهامش تعلموا كثيرا من الدروس  من خلال مدرسة حلبة الصراع السياسي السوداني ، ومن ابلسة واستحبال السياسي للمركز بكافة وجوهه ،لا يمكن ان نبني تاريخ علي المغالطات والنفاق السياسي ،لابد من الاعتراف بالحقائق التاريخية ،واعترافنا بالحقائق هي الخطوة الاولي لايجاد حلول جذرية للمعضلة السودانية، وأي محاولة لطبطة والقفز حول الواقع والحقائق  التاريخية ،سوف يؤدي الي نتائج كارثية ومزيد من الصراعات والازمات،لذا يقتضي ا حداث مراجعات جوهرية في بنية هذه المنظومات والحركات الشبابية للتغيير السلمي.
ومن المسلم به ان ارضية الثقة المشتركة بين ابناء الهامش وهذه التنظيمات قد تلاشت تماما ولم يعد ابناء الهامش يثقون في هذه التنظيمات لانهم ظلوا يمارسون عملية الوصاية عليهم وعدم تناول قضاياهم بشفافية الخالية من عقلية الكسب السياسي الرخيص ،وقد تبدت هذه الممارسات بشكل واضح فيما يسمي بوثيقة البديل الديمقراطي للتنظيمات المركزية ،وفيها تم تناول قضايا الجوهرية والتي بموجبها سجل السودان ارقام خرافية في سجل الانتهاكات الإنسانية ووصل السودان الي قمة تجليات الأزمة ،علي الرغم من ذلك ما كان هذه القضايا محل اهتمام بالنسبة لهذه التنظيمات بل كل ما يعنيهم هو الوصول الي  السلطة علي جماجم ابناء الهامش!
وبما ان ابناء الهامش هم الآن في قمة الوعي بالذات والتاريخ ووعيهم بدورهم الاساسي ،أما آن الأوان أن يكون لهم مواعينهم التنظيمية من اجل قضاياهم الحقيقية بدل لحس وراء هذه التنظيمات والحركات الشبابية  التي لا يرجي منهم شيء؟!!!
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *