عذراً السيسي.. الطريق إلي الخرطوم غير ممهد ويمر عبر الدوحة وطهران وانقرة…

عذراً السيسي.. الطريق إلي الخرطوم غير ممهد ويمر عبر الدوحة وطهران وانقرة…
كتبت مقال سابق بعنوان (علي العرب وجامعتهم الإعتذار للشعب السوداني وتصحيح المسار)
وقفت علي نظرة العرب للسودان جغرافيا وشعب..
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-50035.htm
تشابه البقر وتشابكت المصالح وتعددت الإتجاهات وتاهت قضايا كثيرة منها قضية الشعوب العادلة في العيش الكريم والحماية من الحكام المتسربلين بثوب الدين.
تبقى القضية الرئيسية هي الامن ومكافحة الإرهاب، المتمثل في جماعة الاخوان الإرهابية التي إختطفت السودان قبل اكثر من ربع قرن من الزمان.
تحدثنا كثيراُ إن العلاقة بين مصر والسودان لابد لها ان تخرج عن إطار المصالح الضيقة والآنية إلي رحاب العمق الإستراتيجي وفتح حوار حقيقي مع الشعب السوداني بالتواصل الصادق والرعاية المخلصة لقضاياه ومصالحه بعيداً عن الجماعة الإرهابية.
في تقديري زيارة اي رئيس منتخب ومصافحة مجرم الحرب البشير او فتح حدود دولته لزيارة هذا الكاهن الذي قتل اكثر من نصف مليون من شعبه وشرد اكثر من ثلاثة ملايين تعد نقطة سوداء، برغم اني لا احترم نظرة الغرب وتعامله مع قضايانا وإزدواجية معاييره إلا انهم لهم ثوابت لا يمكن ان يتخلوا عنها، وفي مقدمتها عدم مصافحة مجرمي الحرب مثل البشير، ولنا امثلة كثيرة آخرها عدم السماح للسفاح بحضور الجمعية العامة للامم المتحدة، وشكرناوقدرنا ذلك متمثلاً في الولايات المتحدة الامريكية بعدم منحه تأشيرة دخول لأراضيها، ومنذ صدور مذكرة التوقيف بحق هذا المجرم وجماعته لم يزور اي دولة ديمقراطية محترمة، ولم يزور السودان اي رئيس ديمقراطي محترم.. وذلك إحتراماً لضحايا الإبادة الجماعية والإغتصاب وإنتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة علي ايدي جماعة الاخوان الإرهابية (فرع السودان)، وظلت كل هذه الدول لها مصالح في السودان وعلاقات دبلماسية لم تنقطع حتي مع امريكا.
يظل الخوف الغير مبرر علي مصالح مصر في السودان، في تقديري المهدد الوحيد لهذه المصالح هو التردد وعدم التعاطي والفهم الصحيح للسودان، والجماعة الحاكمة هناك وسلوكها الإجرامي وتلونها، من يعتقد ان نظام البشير سيغيير من سلوكه فهو واهم فهذا النظام اصبح يدار بأصابع دولية لا تحكمها الخرطوم فتحركه الدوحة الراعي الرسمي للتنظيم الدولي للأخوان، وطهران التي تريد ان تمد التشيوع في السودان الذي لم يكن يعرف شعبه عن هذا الكيان السرطاني قبل مجئ الإنقاذ، فأصبحت له دور وزوايا واركان وانصار في السودان البلد السني الوسطي الذي لا يعرف عن الإسلام إلا سماحته وطهارته وقيم المحبة في العيش المشترك حتي مع من لا دين له.
اما انقرة وما ادراك ما التنظيم الدولي الذي يعشعش في دولة العثمانيين الجدد، والامس ليس ببعيد والبوارج التركية في المياه الاقليمية للسودان وعبث طهران في البحر الاحمر وتهريب الاسلحة عبر شرق السودان الي قطاع غزة ومصر.
ومروراً بإستضافة السودان لكوادر جماعة الاخوان المصريين والتستر علي إقامتهم في كنانة وبورسودان ومدني والابيض وشندي.
فمواجهة هذا النظام لا بد منها لأن فيها مصلحة الجميع طال الزمن اوقصر، ويقيني ان مسئلة التحرر من الجماعات الإرهابية هي مسؤولية إقليمية ودولية فلا يمكن ان تكون امراً قطرياً لان الخطر يتربص الجميع لأن فكر هذه الجماعات لا يعرف حدود ولا يعترف بالتعدد والتعايش مع اي ثقافة او دين آخر.
ويبقى الطريق إلي الخرطوم غير ممهد ويمر عبر الدوحة وطهران وانقرة…
خليل محمد سليمان
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *