جنوب السودان يجدد عرض العفو عن ميليشيات متقاتلة

جوبا (السودان) (رويترز) – جددت حكومة جنوب السودان عرضا بالعفو عن ميليشيات متمردة يوم الثلاثاء في محاولة لتهدئة التوتر في المنطقة قبل استقلالها المتوقع في يوليو تموز المقبل.

واسفرت اشتباكات بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات موالية لقادة عسكريين منشقين عن مقتل مئات هذا العام وأثارت المخاوف من أن تواجه المنطقة المنتجة للنفط صعوبات في فرض القانون والنظام على أراضيها الشاسعة بعد انفصالها.

وقبل الاستفتاء على الانفصال في يناير كانون الثاني الماضي – عندما صوت الجنوب لصالح الانفصال عن الشمال – عرض الرئيس الجنوبي سلفا كير العفو على الميليشيات وتراجعت أعمال العنف مع ترقب الجنوبيين للاستفتاء التاريخي.

الا ان القتال بين رجال الميليشيا – ممن يتهمون الحكومة بعدم تمثيل الشعب – والجيش احتدم منذ ذلك الوقت.

وقال المسؤول الجنوبي البارز باقان أموم يوم الثلاثاء ان جميع الميليشيات مرحب بها ليشملها هذا العفو اذا أرادت ذلك على الرغم من الهجمات التي وصفها الجيش الشعبي لتحرير السودان بانها “مذابح مدنيين”.

وقال اموم للصحفيين في مطار جوبا “رسالتنا لجميع هذه الميليشيات هي أن الوقت قد حان لها كي تستجيب لنداء المصالحة.”

وأضاف “حتى اذا كانوا يعملون ضد شعبهم ذاته… فهم مرحب بهم جميعا ليتخلوا عن سلاحهم. هناك عفو عرض عليهم ومن الافضل أن يقبلوه.”

واتهم اموم مرة أخرى الميليشيات الجنوبية بانها تتلقى الدعم والسلاح من حكومة الشمال وهو اتهام نفاه المتمردون والخرطوم.

وقال المتمردون ودبلوماسيون ان الميليشيات تتهم بدورها الجيش الجنوبي بمهاجمتها وهي تنتظر عرض العفو في قواعدها.

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان العنف عاد لما كان عليه قبل الاستفتاء ما يهدد بتعميق الاضطرابات في الجنوب.

ويقول بعض المحللين ان الجنوب الذي عانى طويلا من انقسامات قبلية وعرقية يواجه خطر التحول الى دولة فاشلة قد تزعزع استقرار شرق افريقيا اذا فشلت في اقرار الامن.

وقالت المجموعة في تقرير “التمرد بعد الاستفتاء… امور معتادة في المنطقة التي مازالت معسكرة حيث يلجأ الساخطون الى السلاح لممارسة النفوذ أو تحقيق غايات يعتقدون انه لا يمكن تحقيقها عبر قنوات أخرى.”

وأضاف التقرير “يهدد القتال الذي اندلع في الفترة الاخيرة بما في ذلك الرد القوي في بعض الاحيان من جانب الجيش الشعبي لتحرير السودان الاستقرار ويشكل خطرا كبيرا على المدنيين (قتل الكثيرون بالفعل في تبادل لاطلاق النار) ويهدد بالمزيد من عمليات الاستقطاب بين الجماعات العرقية والزعماء السياسيين.”

وجاء الاستفتاء على الانفصال نتيجة اتفاق سلام ابرم عام 2005 لينهي حربا أهلية دامت عقودا وقتل فيها نحو مليوني شخص على الاقل.

من جيريمي كلارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *