تقارب المعارضة السودانية في الداخل والخارج يربك نظام البشير

مراقبون سياسيون يرون أن تصريحات البشير من شأنها أن تقطع الطريق تماما أمام أية مفاوضات قادمة بين الحكومة والجبهة الثورية.
العرب أميرة الحبر

البشير يطلق الوعيد والمعارضة لا تصغي لتصريحاته
الخرطوم- رفض محمد ضياءالدين الناطق الرسمي باسم حزب البعث المعارض في السودان، أبرز أحزاب تحالف المعارضة، التحذير الذي أطلقه الرئيس البشير بعدم الاتصال أو التنسيق أو التعاون مع الجبهة الثورية المسلحة على رأسها الحركة الشعبية قطاع الشمال، واعتبر القيادي في تحالف قوى اجماع الوطني تحذيرات البشير تدخلا مخلا وغير مقبول في شؤون المعارضة.
وأوضح لـ”العرب” أن هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها النظام في شؤون المعارضة، فقد سبق للحكومة أن منعت وفدا من التجمع المعارض من السفر للقاء قيادات الجبهة الثورية في سويسرا العام الماضي واعتقلت عددا من قيادات أحزاب المعارضة عقب توقيعها على وثيقة الفجر الجديد مع الجبهة الثورية.

وأكد ضياءالدين أنها محاولة لوقف استمرار الحوار والتنسيق بين المعارضة في الداخل والمعارضة المسلحة في الخارج خشية أن يفضي ذلك إلى إسقاط نظامه.

وشدّد على أن الاتصالات بين المعارضة في الداخل والجبهة الثورية مستمرة وستستمر، قائلا “لا يمكن أن نوقف حوارنا بخطوط حمراء من النظام”.

محمد ضياء الدين: الاتصالات بين المعارضة في الداخل والجبهة الثورية ستستمر
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، حذر بعبارات شديدة اللهجة، القوى السياسية المعارضة من إجراء أيّة اتصالات مع الجبهة الثورية المسلحة، التي وصفها بـ”الخائنة والعميلة”، بينما رفض تجمع المعارضة الانصياع لهذا التحذير.

وقال البشير خلال مخاطبته مجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني: “لن نسمح بوجود موالين لجبهة الثورة في أماكن سيطرة الحكومة”، مضيفا “من يريد التعامل مع الجبهة الثورية أو يوقع اتفاقيات فإن الجبهة لديها جيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وإسرائيل وكمبالا “، ومن يريد أن يتعاون معها فليذهب إلى هناك .

ويرى مراقبون سياسيون أن تصريحات البشير من شأنها أن تقطع الطريق تماما أمام أية مفاوضات قادمة بين الحكومة والجبهة الثورية. وكان المجتمع الدولي قد أعرب مؤخرا عن استعداده لتبني وساطة لإنهاء الصراع المسلح بين الحكومة والجبهة الثورية.

ويشير المراقبون إلى أن تصريحات البشير الأخيرة تهدف بالأساس إلى إفشال اللقاء المرتقب لقوى المعارضة السودانية بالعاصمة الفرنسية باريس لبحث التنسيق المطلوب لإسقاط الحكومة، وذلك بعد اكتمال كافة الترتيبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *