تساؤلات عن قدرة الخرطوم على حسم التمرد

جبريل بلال :  الحكومة غير قادرة على معالجة الأوضاع بالقوة العسكرية، معتبرا أن نهاية العام الحالي ربما عجلت برحيل حزب المؤتمر الوطني عن السلطة بالبلاد.

ثار إعلان الحكومة السودانية بأنها ستقضي نهائيا على التمرد في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق مع نهاية هذاالعام، تساؤلات بشأن إمكانية تحقيق هذا الهدف على حساب فرص الحوار والحل السلمي.

كما تبرز تساؤلات بشأن صعوبات تكتنف هذا الحل في ظل حرب العصابات التي تمارسها المجموعات المسلحة.

وبدا أن الجبهة الثورية -وهي تحالف يضم حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان المتمردة بدارفور إضافة للحركة الشعبية قطاع الشمال بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق- أرادت الإجابة على هذه التساؤلات بإعلانها أن قواتها قادرة على مواجهة الجيش السوداني في كل المواقع.

واتهمت الجبهة على لسان أمينها العام ياسر عرمان الجيش السوداني بالاستعانة بما أسمته بمجموعات جهادية قادمة من ليبيا ومالي

حرك الجيش
وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين أعلن نهاية الأسبوع الماضي أن قواته بدأت عمليات للقضاء على المتمردين، مشيرا إلى أن نهاية العام الحالي ستشهد نهاية التمرد بالبلاد.

غير أن المتحدث الرسمي باسم حركة العدل والمساواة جبريل آدم بلال اعتبر أن حديث الحكومة ضرب من الخيال، مشيرا إلى أنها “ظلت منذ العام 2004 تطلق هذه التهديدات دون أن تحقق نتائج على أرض الواقع”.

وذكر للجزيرة نت أن الحكومة غير قادرة على معالجة الأوضاع بالقوة العسكرية، معتبرا أن نهاية العام الحالي ربما عجلت برحيل حزب المؤتمر الوطني عن السلطة بالبلاد.

ويرى رئيس المجموعة الاستشارية للدراسات الإنمائية الحاج حمد أن الطبيعي في الخلافات السياسية عدم حسم الأمر عبر القوة العسكرية، متوقعا فشل الحكومة في مسعاها، “لأن التمرد مستمر في وجود الجيش السوداني منذ الاستقلال”.
حرب بالوكالة
ووفق حمد فإن القضية السودانية أكبر من أن تختزل في إعلان حكومي لن يتحقق”، مشيرا إلى وجود جماعات لم يسمها تحارب بالوكالة إنابة عن جهات خارجية مختلفة.
ويؤكد في تعليقه للجزيرة نت أنه “لا كرامة للوطن في صراع الحكومة والمتمردين”، لأن الطرفين يساهمان في تدمير القدرات العسكرية السودانية”، مشيرا إلى أن بعض الحركات المتمردة تمارس أسلوب زعزعة الوطن دون الدخول في صراع مباشر مع القوات المسلحة السودانية.
أما الكاتب والمحلل السياسي محجوب محمد صالح فيرى أن الحكومة السودانية ظلت تردد هذا الكلام منذ عرف السودان التمرد دون أن تستطيع حسمه بالكامل.
فرص السلام
ويشير إلى أن طبيعة حرب العصابات التي ينتهجها المتمردون السودانيون تصعب على أي قوة منظمة حسمها بالطرق بالتقليدية، مؤكدا أن جميع فرص السلام التي تحققت نتجت عن حوار واتفاقيات سلمية دون البندقية.
ويقول إن السلام في السودان لا تهدده الحركات المسلحة “وإنما يأتي من جماعات استوعبتها الحكومة وضمتها لصالحها قبل أن تنقلب عليها وتتحول إلى مهدد حقيقي للأمن”.
ويؤكد في تعليقه للجزيرة نت أن أسلوب معالجة الأزمات السودانية عبر البندقية أثبت فشله، معبرا عن أسفه أن يصبح هو النهج الذي تعطيه الحكومة الأسبقية في سياستها وإستراتيجيتها، في حين أن الحل السياسي السلمي عبر الحوار متاح وميسور.
ويعتقد أن الحكومة لا تسعى لإعادة النظر في مواقفها “لتقدم على خطوة شجاعة بحثا عن السلام في مائدة التفاوض عبر حوار تتبادل فيه التنازلات”.

المصدر:الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *