الى حضرة مولانا / أحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الى حضرة مولانا / أحمد ابراهيم الطاهر   رئيس المجلس الوطنى
حفظه الله ,
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,

الموضوع :   ” الحوار الذى اجراه معك رئيس تحرير ج/التيار (10/3/2011)    

     الرسالة المرفقة سبق ارسالها لسيادتم ضمن تعميم طيه عدد من الرسائل وذلك عن طريق بريدك الالكترونى الخاص بالمجلس ولا أدرى هل أطلعت اطلعت عليها أم لا ,
     فى اجابتك على السؤال : ” ماهى أسباب الثورات ؟؟ ” الوارد بالحوار أعلاه حددت (3) اسباب هى : (1)  القهر الشديد للناس  (2)  الارتماء فى حضن الأجنبى (3)  الفساد الشديد .
أرجو أن أوضح الآتى :
•   عملية ممارسة هذه الاسباب الثلاثة  تعد كما يعلم سيادتكم من شيمة الحكم الشمولى ( حكم الحزب الواحد ) والذى عانت ولا يزال تعانى منه شعوب كثيرة , …… وكما تعلمون فان هذه الدول استندت فى حكمها على مبادىء هدامة ممعنة فى سوءها وقبحها وشرورها  وهى :  “(1)  مبدأ التمكين (2)  مبدأ  الارهاب (3)  مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة  .
• يعلم سيادتكم أن كل هذه المبادى تم تطبيقها تحت رايات غير اسلامية : ( شيوعية – علمانية – قومية – بعثية ….. الخ ) الاّ أن الانقاذ طبقتها تحت رأية اسلامية وفقا لتعاليم وموجهات المدرسة الجديدة التى انشأها الأب الروحى لها ( منذ عام 1964 ) وظلت تمارس باعتبارها أمر مشروع بل تعد عبادة وذلك بعد اعطائها الصبغة الاسلامية  .
• اذن هنا تكمن الخطورة فالأمر يتطلب وقفة مع النفس والتوجه بصدق ونية خالصة لاخضاع كافة تعاليم وموجهات هذه المدرسة وما اسفرت عنه من ممارسات خلال عقدين من الزمن : ( القتل – التشريد – بيوت الاشباح – المصادرات (كل ذلك يتم بدون تحقيق وخارج اطار أى عدالة سماوية أو غيرها )…… ثم يضاف اليه تحويل اموال وممتلكات الدولة للحزب وكوادره ……… الخ ) ….
• هذه الوقفة لايراد منها أو يقصد من ورائها الاّ أمر واحد لا غيره ألا  وهو :
( احقاق الحق وابطال الباطل ) 

…………. والى الرسالة 
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

” التعميم ”
الى فضيلة مولانا الشيخ /
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,
الموضوع :   هل النظام القائم فى السودان تحت حكم : ” الانقاذ ”  يحكم شعبه تحت دائرة اسلامية تمثل الوحى الالهى المنزل على النبى محمد صلى الله عبيه وسلم كرسالة خالدة وخاتمة ومكملة ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها من لدن أبونا آدم والى عيسى عليهم السلام بهدف اسعاد البشرية جمعاء,………… أم ماذا. ؟؟؟؟؟
 
أرجو أن أوضح الآتى :
أولا  :   سبق سلمت لكم / حولت لكم عن طيق البريد الالكترونى , تعميم مرفق طيه الرسائل الآتية :
(1)   رسالة معنونة لكل من فضيلة الشيخ البروف. / أحمد على الامام رئيس مجمع الفقه الاسلامى , والشيخ البروف./ محمد عثمان محمد صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان تحت عنوان : ” الماسونية العالمية ” .
(2)   رسالة معنونة لفضيلة الشيخ البوف. / أحمد على الامام  رئيس مجمع الفقه الاسلامى , تحت عنوان : ” البعد الدينى لقضية دارفور ” .
(3)   خطاب مفتوح ومعنون للسيد رئيس الجمهورية والراعى الأول للامة السودانية .
ثانيا :   كثر الحديث عن الموضوع أعلاه , وتناولته الأقلام والأحاديث المسموعة والمرئية , داخليا وخارجيا ,…. كقضية عامة وهامة وشائكة , … وذلك من أناس كانوا مع الانقاذ ثم تركوها , وغيرهم من المتابعين أصحاب الرأى , من كتاب ,  وسياسيين , ومفكرين , وغيرهم , ……. ولايزال النقاش والجدل مستمرا , …. ولم يصل بعد الى قرار حاسم .
     وبما أنى مواطن مسلم وأحد المتابعين لهذا الجدل المستمر , ….. فانّى أرى الآتى :
أولا  :   انّ أى قرار أو حكم يصدر فى هذه القضية بعيدا عن أهل الاختصاص : ( المرجعيات الدينية ) لا ينبقى أن يعتدّ به ,…… فهى الجهة الوحيدة المناط بها والمعتمدة لاصدار قرار قاطع وحاسم فى هذه القضية .
ثانيا :   ان دورنا كقراء ومتابعين , يتمثل فى المقام الأول , على متابعة هذه القضية من واقع الحال , بكل الصدق والأمانة , بحثا عن الحق , وبلوغا الى الحقيقة , ….. فى موضوعية واعتدال تامين , كاملين ,………ثم :
ثالثا :   رفع الأمر بكلياته الى أصحاب الاختصاص للاضطلاع بواجبهم الدينى المناط بهم فى اصدار قرار قاطع وحاسم , ويكون بهدف : ” احقاق الحق وابطال الباطل ”   ….. ولا شىء غير ذلك .
     وسوف نستعرض وبصورة اجمالية واقع الحال أو المثال المطبق والماثل أمامنا ونعائشه جميعا من بداية مراحله الأولى على التوالى , …. ان شاء الله , …. والله المستعان .
…………  والى هناك :  
• من وضع بذرة الانقاذ :
• 
  *كلنا يعلم أنّ دولة الانقاذ القائمة حاليا خطط لها ووضع بذرتها  الأولى المفكر الكبير والشيخ ( الملهم ) الدكتور حسن الترابى وذلك بعد رجوعه من السربون واضطلاعه بقيادة التنظيم القائم آنذاك باسم : ” الاخوان المسلمون ” ….وكان ذلك فى عام 1964 . 
*   ونعلم أيضا أنه كان يحمل فكر جديد تحت شعار ما يسمى : ” حركة الاحياء والتجديد للاسلام ” ……ومنذ ذلك التأريخ شرع فى بثّ ما يحمله من أفكار جديدة  وركّز بصفة خاصة على الشباب من داخل التنظيم القائم , …واستطاع أن يملى عليهم ويحوز على رضاهم, وأتّخذوا منه الأب الروحى لهم يأتمرون بأمره وينصاعون تماما لتوجيهاته وتعليماته للدرجة التى أطلقوا عليه فى اصداراتهم أسم : ” المجدد الاسلامى ” …… وبذلك أصبح بعد قيام هذه :  ”  المدرسة الجديدة   ” ….  له شأن كبير وعظيم للدرجة  التى علمنا مؤخرا  من تلميذه الأنجب السيد  / عمر البشير يحكى عن هذه الصلة الحميمة – ( بعد المفاصلة ) – قال : ” ………… لقد وصلنا مرحلة فى السابق كدنا أن نقول فيها : ( لااله الاّ الله محمد رسول الله والترابى ولىّ الله . !!!!! ) ………
المصدر : (  جريدة أخبار اليوم  2/9/2004 ).

*   كلنا يعلم أيضا أنه استطاع بحنكته وذكاءه المتفرد أن ينجح تماما فى تحقيق ما ينشده بصورة جيدة  للدرجة التى جعلته يتباهى قائلا : ”  ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة  ” !!!!!!!!!!   …………  كل هذا بالرغم اننا نعلم أن هناك علماء  من داخل التنظيم وخارجه أصدروا كتب تعرضوا فيها لفكره ومنهجة الجديد الذى ظل يبثه لجيل الشباب من التنظيم ,  طوال الفترة السابقة لقيام الانقاذ  ووصفوا حركتة : ”  التجديديه هذه “.. بأنّها : ”  ضالة ومضلة ” …… ولا تمت لرسالة الاسلام الحقيقى بصله , ………  كما وصموه بالعمالة لأعداء الحق والدين , …. وصدرت بيانات توكد اعترافه بنفسه : أنه لايؤمن بالبعث ولابعذاب القبر  . 
*   ولكنّه مع ذلك كلّه كما تعلمون , … استطاع أن يشق طريقه ويواصل عمله فى تعهد هولاء التلاميذ كما سبق الاشارة ,…. وتمكن خلال ثلاث عقود من العمل الصامت الدءؤب والمضنى من  اعدادهم وصياغت عقولهم  كى يعتمد عليهم فى قيام دولته المنشودة : ( دولة الانقاذ )………  وقد أدوا المهمة ولايزال يؤدونها على خير وأكمل وجه , ….. وهم يقومون بذلك يعتقدون تماما أنّهم يؤدون واجبا دينيا تمثل ذلك فى اضطلاهم بادارة الدولة كل في موقعه  وفقا للأساس والمبادى المعروفة التى قامت عليها وفى اطار  :  ” هذا الفكر التجديدى أو تجديد الدين  ” ………. وهذه المبادىء هى:
*    مبدأ 🙁  (أ) التمكين (ب)  أهل الثقة ولا أهل الخبرة (ج) الارهاب . ) )…….
*     وكما هو معلوم فان هذه المبادىء لم تكن جديدة فقد طبقتها معظم الأنظمة  الشمولية بدءا من لينين مرورا بأتاتورك ,  ……  الخ القائمة ., ….. ولكن الاختلاف يأتى فى أنها طبقت هناك تحت رايات غير اسلامية , …. بينما البسها رجل الانقاذ والأب الروحى للمدرسة الجديدة ,  ثوبا اسلاميا خصّ به تلاميذه ,…..  ومن ثم تم تطبيقها فى هذا الاطار , …… والآن أصبح الكلّ يعلم ماهى الحصيلة والثمرة التى تم اقتطافها من هذه  النبتة التى تم بذرها كما سبق الاشارة فى عام 1964 , …..وفيما يلى نتعرض بصورة مبسطة لهذه المبادىء ومآلاتها :
(أ)   مبدأ التمكين :  التمكين معناه : ”  تحويل مقدرة الأمة من مال وممتلكات لصالح الحزب وكوادره , …..    بحيث تصبح الدولة كلها كأنّها ضيعة تابعة للحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب ”
(ب)  مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة :  لكى تتمكن الانقاذ من تطبيق مبدأ التمكين فى دولة نظامية كدولة السودان تتمتع بالآتى :
*   الخدمة العامة  : المعروف أن السودان كان  يتمتع بوجود خدمة عامة : ( مدنية وعسكرية ) مشهود لها داخليا وخارجيا أنها الأكثر تنظيما وانضباطا فى المنطقة كلها , تقودها كوادر عالية التأهيل والكفاءة , شهدت لها كل المنظمات الدولية والاقليمية .
*   النظام القضائى :   وبالمثل نظام قضائى سودانى مستقل , …غطت شهرته الآفاق فى دولة تعد من دول العالم الثالث .
*   أجهزة الرقابة المالية والادارية :   بجانب ماذكر اعلاه , …. تضم الدولة  فى احشائهاهياكل وتنظيم ادارى محكم وفى غاية الكفاءة والانضباط , …. تخلله أجهزة متخصصة تكفل ادارة كافة شئون الولة بشكل منسجم ومنضبط وفى ظل رقابة مالية وادارية فى غاية الضبط الاحكام  , تحكمها قوانين ولواح صادرة بموجبها , … وكوادر مؤهلة  توارثت العمل جيلا عن جيل , ….. ونعنى بهذه الأجهزة على سبيل المثال لا التفصيل : كلا من  : ” النقل اليكانيكى ,المخازن والمهمات ,   قسم المبانى الحكومية .بجانب أجهزة الرقابة المالية  ,…… …….. الخ . )   .. ( الأول متخصص فى امداد  وتوزيع احتاجات الدولة من السيارات والمعدات الآليه وكافة المركبات العامة , … وبالمثل يقوم الثانى بمد الدولة بكافة مستلزماتها من الداخل والخارج ,…. أما قسم المباني فهو السئول من بناء وتشييد وصيانة كافة مبانى الدولة ,.. يتم  كل ذلك فى اطار ضوابط محكمة وتحت ادارة كوادر متخصصة وذات كفاءة عالية ظلت تتوارث جيلا عن جيل. )     .
*    من هنا يمكن القول أنه اذاكان هذا  باختصار شديد هو حال الدولة القائمة قبل الانقاذ فكيف يمكنها أو يتأتى لها تطبيق : ” مبدأ التمكين فى ظل هذا الوضع ؟؟؟؟؟؟؟  ” ….. اذن لا بدّ من : ”  وأد ذلك كله ” ……  وفى التو الحال كى تتحول الدولة كلها من : ”  دولة الوطن الى دولة الحزب ”  …… كيف تم لهم ذلك :
(1)   عملية التشريد فى الخدمة العامة :   بعد استلام السلطة قهرا وبالصورة المعروفة شكلت لجان من كوادر الحزب – ( خريجى المدرسة الجديدة) –  وأوكل لها الأضطلاع بهذة المهمة , . والتى شملت كل أو معظم الكفاءات الموجودة بالدولة من مدنيين وعسكريين  بمافيها الهيئة القضائية والخارجية وكافة مرافق الدولة , …….وتم فصلهم من الخدمة بصورة تعسفية دون جريرة ارتكبوها , ودون النظر الى العواقب المترتبة على ذلك   , ….فقط تركوهم يلهثون فى الشوارع , وقد اضطلعوا بأداء مهمتهم هذه حسب الخطة الموضوعة لهم على أكمل وأتم وجه ,……. وكانت النتيجة هذا الطرد والتشريد لهذا الكم الهائل من أفضل وأنبل وأكفأ رجالات الخدمة العامة ( مدنية وعسكرية وقضاة ) وبالصورة العروفة , ……… هذا العمل الذى انجز بالرغم من قسوته وبشاعته ومخالفته التامة لكل ما عرف على وجه الأرض من عرف أو دين , …… فانّ هناك حقيقة هامة يجب أن تكون واضحة ومعلومة للجميع وهى أن الذين اضطلعوا بهذا العمل لم يخطر ببالهم وحتى هذه للحظة ,  أن ما قاموا به من عمل يعد معيب أومشين  أومخالف لكل الشرائع الأرضية  , والسماوية , …… بل العكس تماما , … فهم يعتقدون أن كل ما قاموا به ونفذوه فى هذا الجانب وغيره مما سناتى على ذكره يدخل فى اطار تعاليم المرسة الجديدة التى سبق الاشارة اليها ,…… ومن ثم  فهم يعتقدون أنهم بعملهم هذا يؤدون واجبا دينيا !!!!!!!!! ……وبهذه المناسبة يجدر بنا أن نستمع الى الكاتب  الاسلامى والمفكر الكبير الدكتور / الطيب زين العابدين يحدثنا عن هذا الأمر يقول فيهم :   ( ………         ………. وكان أن سمعنا العجب العجاب , بأنّ هناك من يتعبّد الله سبحانه وتعالى : ( بالتجسس على الناس واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , …. وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام . )
( وهذا يفسر لنا علامات الحيرة والاندهاش والتساؤلات الكثيرة  من كتاب الأعمدة بصحفنا المحلية وغيره من مفكرين وادباء وسياسيين , …….   والتى ظلت عالقة دون اجابة مثل : ” من أين جاء هولاء ” ….. وغيرها وغيرها كثير , … والتى ظلت مستمرة حتى الآن بالرغم من حدوث المفاصلة قبل عقد من الزمن , وبالرغم من اتفاق نيفاشا وموجهات الدستور الموقت الجديد , …….  ولناخذ هذه القضية أى ( قضية التشريد )…. كمثال حى يثبت بما لا يدع مجال للشك ,… أن تعاليم هذه المدرسة لا يزال قائم وثابت فى العقول لم يتزحزح :
اولا :   بعد أن شاعت القضية وتناولها الكتاب داخليا وخارجيا، ومن ثم  دخلت اروقت منظمات حقوق الانسان , وهنا تحركت  ” الانقاذ” …- ( هل للرجوع اللحق أم ماذا ؟؟؟ ) –  قامت الحكومة باحالت القضيه  الى ما يسمى  ” هيئة الحسبة ورد المظالم  ” … وقامت هذه من جاننبها بدراسة القضية وكان قرارها هو : ” العدالة والانصاف ورد الحقوق لأهلها كاملة غير منقوصه. ” ….. هل نفذ شىء ولماذا لم ينفذ ؟؟؟؟ ….. ……. ثم أعقب ذلك احالتها الى اللجنة المختصة بالمجلس الوطنى ( البرلمان ) …. اى لجنة رد المظالم أيضا , ……وتوصلت هى الاخرى لذات النتيجة وطالبت بالتنفيذ الفورى لقراراتها , …. فهل تم شىء من ذلك ولماذا لم يتم ؟؟؟؟؟؟
ثانيا :  كل الاتفاقات التى عقدتها الانقاذ مع معارضيها وتم بموجبها رجوعهم للوطن , تحمل على رأس بنودها المطالبة بانصاف مشردى الخدمة العامة ورد حقوقهم كاملة غير منقوصة  , …… فهل تم شىء من ذلك ولماذا لم يتم  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
( فهل يوجد أى تفسير غير تفسير واحد وهو: ” أنّهم لا يزالون ورغم كل شى لا يشعرون ولم يخطر ببالهم أن هناك جرما قد وقع أو مخالفة لشرع الله قد ارتكبت ,  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟…..
(2)   الهيئة القضائية :   استقلال القضاء فى السودان هو من الاشياء الثابتة والمعترف بها داخليا وخارجيا حتى قيام الانقاذ , … والسؤال الذى يطرح نفسه : هل يمكن أن يظل هذا الوضع  مع تطبيق مبدأ التمكين أم لا بدّ من وأده ؟؟؟؟؟ ……
*   فى مقالة طويلة يحدثنا الكاتب والمفكرالاسلامى الكبيرالبروف. / حسن مكى عن الحالة المزرية والممعنة فى سوءها وقبحها التى آلمت بالبلاد والعباد وكان ذلك فى بداية النصف الثانى للعقد الأول للانقاذ أى ( عام 1996 ) وقد نقلها بتصرف محرر رسالة الخرطوم لصحيفة الخليج الأماراتية فالنقتطف منها هذه الفقرة : ” …….. وواصل حديثه عن غياب السياسات وانهيار المؤسسات وغياب التفاهم بين السلطة التشرعية والسلطة التنفيذية وضرب مثال لذلك بالسلطة : ” القضائية ” والتى وصفها بأنه : ” لا يوجد صاحب حق يتجرأ الآن ويذهب الى هذه المؤسسة, …..فالمحاكم بسبب التعقيدات والتأجيلات لم تصبح مكانا لرد الحقوق . ” ….

.( رسالة الخرطوم صحيفة الخليج 6/9/1996 )….

*   وفى ذات الوضوع يحدثنا الزعيم الكبير السيد الصادق المهدى فى رسالة طويلة له كانت معدّة كدراسة عن المحكمة الجنائة الدولية ( نشرت بصحيفة صوت الأمة ) ….. يقول فيها عن    الهيئة القضائية :
*    ” القضاء السودانى عريق بلاشك , وقد ساهم فى تأسيس القضاء فى كثير من البلدان الشقيقة , ………. ولكن نظام الانقاذ فى السودان اعتدى على استقلال القضاء , لاسيما فى الفترة التى   أطلق عليها الشرعية الثورية حيث أحيل عدد كبير من أكفأ القضاة للتقاعد من دون وجه حق , واستقال آخرون احتجاجا , وجرى تعيين قضاة من أعلى السلم الى أوسطه وأدناه , من قضاة ملتزمين حزبيا للجبهة الاسلامية القومية , ومن ثم موالين للنظام القائم حاليا , ……… وتمت الاعفاءات والتعيينات بوسائل لم تراع قدسية واستقلال القضاء , …..  ونتيجة لهذه الاجراءات تشرد عدد كبير من القضاة السودنيين المؤهلين . ” ……..
     ويواصل السيد المهدى قائلا : ” فى 5/1/2005  أرسل ممثلون ل. :  400  قاضى مذكرة لرئيس الجمهورية بصورة لنا  جاء من ضمنها ما يلى : ” ان الهيئة القضائية بحالتها الراهنة غير مؤهلة للقيام بدورها المرتقب فى حماية الحقوق والحريات وبسط العدل وتحقيق المساواة . ”
*   ومالنا نذهب بعيدا فقد تابع الناس كل  الناس حكم المحكمة الدسورية لصالح مشردى البنوك والتى حكمت لصالح قضيتهم  العادلة , فهل نفذ الحكم  ولماذا لم ينفذ  ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ 
*   فماذا يعنى عدم تنفيذ الحكم   ,….  يعنى فيما يعنى انها اعلان واضح  وكلام بالصوت العالى , من الحزب الحاكم : ” أن الدولة دولته والمحاكم ملكه , ينفذ من قراراتها ما يشاء ويترك ما يشاء (  والما عاجبو يسوى الدائرو. )
ملاحظة :   تطالعنا هذه الايام بيانات وتصريحات هنا وهناك لتؤكد : ” استقلال القضاء فى السودان ” ………. هذا الكلام اذا كان المقصود به قبل الانقاذ فهو كلام حقيقى وواقع , …… أما اذا كان القصود به بعد الانقاذ , …. ألا  يدخل ذلك فى دائرة الكذب والافتراء ومحاولة لتقطية أو تعمد اخفاء الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟……. وكما هو معلوم  فانّ هذه الخصال  ليست من شيمة المسلم أبدا,………. فالمسلم الحقيى لا يتعاطاها ولا يقترب منها قط ,……. لأن الاتصاف بها يعد مصيبة كبيرة , ….. وتكون المصيبة أكبر فيما لو صدرة من مسئؤل , …. فهذا يدخل فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :  ” ما من عبد يسترعيه الله رعية, يموت يوم يموت , وهو غاش لرعيته , الاّ حرم الله عليه الجنة . ”
(3)   الأجهزة المتخصصة فى الرقابة المالية والادارية :
        فهذه أيضا اكتسحها طوفان :  ” التمكين “.. وحتى التى ابقى عليها فلم تعد الا اسم على غير مسمى, وفى هذا الجانب نأخذ مثلا واحدا : ” ديوان المراجع العام ” ….. كان من سلطات أى مراجع فيه – ( مدقق حسابات ) –  أن يوقف فورا وفى الحال تحصيل أى نوع من الايرادات – ( الجبايات ) – غير مضمنة فى الموازنة العامة للدولة والمطالبة بالتحقيق وحصر المبالغ وردها لأصحابها , ….وبالمثل ايقاف أى تحصيل يتم بايصال غير المنصوص عليه فى القانون المالى, حتى ولو من الايرادات المدرجة فى الموازنة , …. أما اذا كانت غير مدرجة , …  فهنا يشرع فورا فى حصر المبالغ المحصلة بغرض اعادتها لأصحابها لكونها تدخل  فى حكم تحصيل مبالغ دون وجه حق ,……. فماذا عليه الحال الآن , فلو أخذنا مثالا واحدا , مثل وزارة الداخلية التى خصصت لنفسها ايصالا خاصا بها تجبى بموجبه مئات الملايين خارج نطاق الموازنة , …… هل يعرف الديوان كم من المبالغ تحصل طيلة السنوات السابقة منذ بدأ هذه العملية وأين صرفت . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ –
( سبق أرسلت له رسالة مفتوحة نشرت بالصحافة المحلية وطالبته فيها بالرد ولكن كالعادة لا رد )
(4) وفى هذا الاطار تم تطبيق السياسات والاجراءات بعد  :
*        سياسة تحرير الاقتصاد وتداعياتها المعروفة.
*        عملية ايقاف الدعم على ضروريات الحياة للمواطن ,
ملاحظة :  ( كما هو معلوم ان دولة السودان الحديثة كانت تقوم منذ انشائها على التكافل الاجتماعى , فهى دولة توفى : (1) حق المعيشة بما يكفل للمواطن مهما كان دخله ضئيلا الضرورى من الحياة , (2)  حق التعليم المجانى فى كافة المراحل , (3) توفير الخدمات الصحية والعلاجية للواطن  مجانا وبالكامل , …….. الخ )
*   مفارقات عجيبة :   (من المفارقات العجيبة أن هذا التكافل الذى يعد من موجهات ديننا الحنيف طبقت أول ما طبقت فى دولة المدينة , نجد أنه يأتينا أولا من حاكم مستعمر ليصبح  بعد ذلك حق شرعى أخذت به كل حكومات ما بعد الاستقلال ,…………ثم هلت علينا الانقاذ فبدلا  من تبنيه وتطويره لمصلحة الرعية , قامت بوأده تماما لمصلحة التمكين . ) 
*        فرض جبايات خارج اطار الموازنة العامة للدولة , ………….  الخ (متطلبات تطبيق مبدأ التمكين ) 
(ج)   مبدأ الارهاب : 
*   عمليات الارهاب فى دولة الانقاذ أخذت أوضاع وأشكال متعددة , ….. وكان أهمها وأبشعها عمليات التعذيب التى تمت فى: ” بيوت الأشباح ” سيئة السمعة , …والارهاب الذى تم فيها هو : ”  ارهاب لأجل الارهاب ” ……….والدليل على ذلك أنه لم توجه تهمة لأى من الضحايا أو يعرض على قضاء .
.*    فى هذه العجالة نذهب سويا الى موقع : ” الجمعية السودانية لمناهضة التعذيب  ” …. لنجد هناك نسخة من رسالة وجهها مواطن ورمز من الرموز الكبيرة , كان أحد ضحايا هذه البيوت سيئة السمعة فالنذهب الى هناك ونقف على مضمون الرسالة :
*   ( رسالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم للرئيس السوداني عمر البشير )
الجمعية السودانية لمنهاضة التعذيب
[email protected]
الحوار المتمدن – العدد: 1872 – 2007 / 4 / 1
د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه – وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته – وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ” التسَامُحِ “، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!

القاهرة 13/11/2000م

السيد الفريق/ عمر حسن البشير
رئيس الجمهورية ـ رئيس حزب المؤتمر الوطني
بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم ـ سفير السودان بالقاهرة
المحترمين

تحية طيبة وبعد

الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ” الحقيقة والتعافي“ على غرار جنوب أفريقيا ـ حالة اختبارية ـ

على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس :  العدل والحق وحكم القانون.

إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ”كافة“حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.

إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص – كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:-
• أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها – خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو.
• ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
• ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة.
• رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره.
• خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.

إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة – لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.

أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب على أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة لي للتسوية.

الخيار الأول :
الحقيقة أولا, ثم الاعتذار و”التعافي المتبادل“ بتعبير السيد الصادق المهدي

هذا النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا. إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه التسوية, ويختلط لدى الكثيرين مبدأ العفو مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي المرفق للسيد عبدالعزيز شدو فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون.  وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.

إنني انطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخذهما العزة بالإثم, أن يعترفا ويعلنا حقيقة ما اقترفاه بحقي وبحق المهندس بدرالدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, وأن يبديا ندما وأسفا حقيقيا, أن يعتذرا اعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام, وأن يضربا المثل والقدوة لمن غرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب, وائتمروا بأمرهم. حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هناك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يتقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل على نفس المنوال.

لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا اعترافه بممارسة التعذيب طالبا لمغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي انقلب على من أدخلوه وبرروه أن يكون موضوعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسيء إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة, فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وإن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلى التقوى. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.

الخيار الثاني :
التقاضي أمام المحاكم الوطنية

إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب آخر, فلا يكون هنالك بديل عن التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعى للوفاق الوطني على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتكم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضاءها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب, لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا جميعا في شيلى وإندونيسيا والبلقان وغيرها. كما أن هذا الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق ولعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هنالك, كما قال المتنبي العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذى ورؤية جانيه, وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية, بما في ذلك مقاضاة من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي. ذلك إذا ما اقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.

الخيار الثالث :
التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان
ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سوى اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها, للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الآن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها. إنني لا أقبل على مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل على حل قضايانا بأنفسنا. وكما علمت سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع آخرين ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في اتخاذ إجراءات أمر الاعتقال الذي تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمغادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروط التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوى. وإنني آمل مخلصا أن تسيروا على طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل المواطنين الذين تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ”الإنقاذ“ أن يعودوا أحرارا يشاركون في بناء وطنهم.

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد.
فاروق محمد إبراهيم
ملاحظة :    هذه الرسالة العظيمة والمعبرة تعبيرا صادقا  عن القيم العالية والاخلاق النبيلة  التى تتمتع بها الشخصية السودانية من غابر الأزمان , …….. هذه الرسالة لا تحتاج منى لأى تعليق , ….. فقط دعونى أشير الى تاريخ أرسالها للسيد الرئيس والراعى الأول للأمّة السودانية وهو :  ( 13/11/2000 )  أى ( حوالى ثمانية سنوات وعشرة شهور. ) …… اذ أن هذا التاريخ وهذه المدة التى لم يبقى لها الاّ شهور محدودة لتكمل عقدا كاملا من الزمن ,… لها دلالات نجملها فى الاتى :
*   بالرغم أن ماتم فى بيوت الأشباح بالصورة المعروفة والمشار اليها عاليه ,  أصبح أمرا معلوما بالضرورة ,  وتم توثيقه داخليا وخارجيا بحيث لا يوجد مجال لانكاره , …  بالرغم من ذلك كله لا يزال يوجد من يشكك فى ذلك , ويحاول انكاره ,….. أو على أقل  تقدير يقر بحدوثه , ويستبعد علم الرئيس والراعى الأول للامة بتفاصيل مثل هذه الممارسات التى تمت داخله , ……… أذن حتى لو اعتبرنا ذلك صحيحا , فقد حسمت هذه الريسالة التى أرسلت لسيادته بالقنوات الرسمية وتم نشرها وتوزيعها داخليا وخارجيا وعلى نطاق واسع بحيث لايعطى أى مجال للانكار , ….. ………… اذن , هنا لابد من السؤال الكبير وهو : 
*   لو نظرنا الى  خريطة العالم نجد أن الكوكبة من الحكام (ملوك ورؤساء )التى تحكم  هذه البسيطة التى أصبحت وكأنّها قرية واحدة , …….. ينتمون الى  مشارب مختلفة :  بعضهم يعتنق الأديان السماوية ( يهودى – مسيحى – مسلم ) وبعضهم لهم أديان غير سماوية (هندوسية – بوزية ….الخ ) وبعضهم لا يؤمن بدين أصلا , ….. ومع ذلك , لو طرحنا هذا السؤال الملح :  ” لو وصل أو استلم أيا من هولاى الرؤساء رسالة من أحد رعاياه من عامة الناس , – ( فضلا عن رمز من رموزها ) –  مثل التى  قرأناها أعلاه , ….. هل يعقل أو يتصور أن تلاقى ذات المصير الذى لاقته فى حالتنا هذه ؟؟؟؟؟  ……. اذن لماذا تم تجاهل هذه الرسالة بالغة الخطوره ولم يتخذ أى اجراء حيالها ؟؟؟؟؟          
     *    الاجابة :   كما هو واضح للعيان ان استلام هذه الرسالة  منذ ذلك الزمن البعيد وعد م التعامل معها بما يتناسب وخطورة القضية المثارة , واعتبارها كأن لم تكن , ……… انّ هذا التجاهل الواضح لا يمكن أن يكون له تفسير غير تفسيرواحد , …… وهو ما ذكرناه سابقا  :  ” تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة ” ……. ماذا يعنى ذلك ؟؟؟؟ …..يعنى  وكما سبق قلنا : ” أن الذين وكلت لهم عملية الاضطلا ع للقيام بهذا العمل لم يخطر ببالهم قط  أنهم أرتكبوا أى مخالفة أو جرم , … بل العكس   تماما , … هم يعتقدون  أنّهم  نفذوا , وأدوا ,  واجبا دينيا , :
*    وفى هذا الجانب عن تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة , … يحدثنا الكاتب والمفكر الاسلامى الدكتور / عبد الوهاب الأفندى فالنستمع اليه :
*   ” ………. ان الشيخ الترابى كان يتعامل بازدواجية فى طريقة عرض منهجه وفكره الجديد عن الاسلام , …… فقد كان له حلقة داخلية صغيرة من الأنصار يخاطبها بصريح آرائه الفقهية, ……… بينما كان يدّخر خطابا آخر : ” لعوام الخلق ” …. ….. وقد نتجت عن هذا الوضع عدّة نتائج أولها :  ” بروز عقلية صفوية بين أعضاء هذه الحلقة الداخلية تشبه الى حد كبير ما انتقده الامام أبى حامد الغزالى عن فلاسفة عصره الذين كانوا يعتقدون : ( التمييز عن الأقران . )…. بفهم خاص للامور يرتفع عن فهم العامة للدرجة التى أصبحوا يرون أنفسهم فوق :  ( كلّ شريعة وقانون . ) “…… ويواصل قائلا : ” ….. التوجه الجديد لهولاء الصفوة كانت له انعكاسات عملية منها : ( التنكر لتقبل الحركة للديمقراطية , لأن الاحتقار للجماهير , بما فى ذلك الجماهير المتدينة يستتبع بالضرورة  ” رفض الديمقراطية ” كمنهج ,….. وقد ولدت النظرة كذلك استخفاف بكثير من القيم المتمثلة فى : ( الصدق مع الناس واحترام حقوق العباد ) …….. ولعلها كانت مسئولة الى حدّ كبير لما وقع من : ( انتهاكات وتجاوزات ) …….. ويواصل قائلا : ” … …ولا نزال نسمع من بعضهم تصريحات يستخفون بها : ( بالعباد أفرادا ,  وأحزابا , وأمّة , )…… اضافة لما نعلمه مما يتداولونه فى مجالسهم من آراء خلاصتها :  ” أنهم قادرون على حكم  الشعب بالحديد والنار , والكذب , والنفاق , وشراء الذمم , ……. وأن الأمّة بكل من فيها من شمال وجنوب وشرق وغرب , …. ليس فيها فرد أو جماعة تستطيع تحدّيهم . ” !!!!!!!!!    
( بتصرف من زاويته بجرية الصحافة 25/4/2006 )……
*   وفى هذا الجانب ننتقل الى كاتب آخر هو  :
*   د. عبدالفتاح محجوب محمد ابراهيم :   ننقل هنا فقرة من كتابه بعنوان : ” حسن الترابى وفساد نظرية تطوير الدين ”   يقول فيها :  “…….. لقد جاءت هذه الأفكاروالآراء الغريبة – ( يقصد بها أفكار وآراء الترابى ) – والتى هى  فى الأساس هدم لأصول الدعوة والدين فى شكل توجه  تبناه وظلّ يرعاه مستقلا فى ذلك وضعه المميز داخل الحركة وظروف السرية التى كانت تحيط بها عبر تأريخها المعروف وقد تبلورت هذه الآراء والأفكار وأخذت شكلا تنظيميا دقيقا , استطاع أن يجذب البعض ممن تكونت منهم قاعدة تبنّت هذه الأفكار تحت شعار : ” تجديد الدين ” و ” تجديد الفكر ” ….. وهى فى حقيقة الأمر هدم للدين وطمس للفكر كما يتضح من النقاط الآتية :
*   المدخل الأول لطمس الشخصية الاسلامية هو :  التشكيك فى عصمة الأنبياء والمرسلين .
*   المدخل الثانى لهدم الدعامة الثابتة للاسلام هو : التشكيك فى الصحابة عليهم رضوان الله للوصول بذلك الى هدم السنّة , …….. وهى أمور كلّها معلومة لحمل وترويج هذا الفكر التجديدى .  ”
 
” المصدر الكتاب المذكور” ”
 *   الآثار المترتبة على تطبيق هذه المبادى على البلاد والعباد :
      (1)   حال البلاد :  يعلم الجميع أن دولة الانقاذ التى ترفع رأية الأسلام , …. وتمثل الرسالة الخاتمه التى جاءت متممة ,  ومكملة , ومصححة لكل الرسالات السابقة لها ,  بهدف اسعاد الناس كل الناس على وجه هذه البسيطة , ……. نجد أنها موصومة بأشياء لم نسمع بها قط قبل الانقاذ وهى :  
(1)   الفساد :  موصومة بأنها تقع ضمن الدول الفاسدة .
(2)   حقوق الانسان  :   معدودة من ضمن الدول المنتهكة لحقوق 
        الانسان. 
(3)   الدولة الفاشة :   معدودة ضمن مسمى الدولة الفاشلة .
(4)    الوصاية :    تحولنا من دولة كاملة الاستقلال الى دولة تحت الرصاية , ………فى تعليق له عن هذا الأمر يحدثنا الكاتب الاسلامى والمفكر الكبير البروف./ الطيب زين العابدين قائلا : ” …… لا أحسب أنّه منذ الاستقلال أصبح الشأن السودانى مشاعا بين الأمم المتحدة والمنظمات , مثل ما هو عليه فى ظل حكومة الانقاذ ( الاسلامية ) ……. أما الزعيم الكبير السيد الصادق المهدى فيصف هذه الحالة قائلا : ” ….. هذا الوضع يعد بمثابة قيام سلطة انتداب على السودان  ”
(5)    ……….. … الخ  ما تطالعنا به الأخبار . 
     فى هذه العجالة نأ خذ البند (1) من هذه الاتهامات , …. وهى اتهامها  ( بالفساد ) ونذهب معا الى الصحفى القدير وعضو الانقاذ ونطلع على عموده  : ( جريدة الصحافة 8/1/2006 )….لأنه يعد بمثابة : ”  شهد شاهد من أهلها .  ” ………… والى هناك : 
*   يقول : ” أن الفساد كل الفساد هو: ” الحزب الحاكم ولا شئ غيره ” وتساءل قائلا: ” هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟……. يقول في ذلك: ” أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: ” ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. ”    * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,… فهو: ” دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . ” ويواصل قائلا: ”  حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد… ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟.  * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : … له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب … وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!!  *  حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار:  ” مخيفا ومرعبا “……  وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة :  سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!!  * الحزب يسمو عاليا كلما : رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه… حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! … 
بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد  4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006  ). …
*   ملاحظة :  ( لم يخبرنا الأخ / ساتى أن هذا الفساد وهذا النهب المنظم لمال الأمة , وثروة البلاد , وتحويلها لخزائن الحزب ولصالح كوادره , ….. …. أنها من موجهات التمكين , وتعاليم المدرسة الجديدة , … وأن العملية برمتها تعد عندهم بمثابة : ” عبادة ”  ….يتقرب بها الى الله , ………… ومن ثم تغترف دون أى احساس بجرم أو ذنب . !!!!!!! ) …… ومن المعلوم أنها بدأت منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه , ….. لم يتغير أو يتبدل أى شىء حتى تأريخه , ………… يحدثنا عن هذ  المفكر والكاتب الاسلامى الكبير البروف. / حسن مكى فى مقالة كبيرة له عام 1996 نقتطف منها هذه الفقرة :
*    ” ثم تكلم عن الفئة الجديدة من الإسلاميين التي أصبحت تتميز: ”  بالثراء الفاحش والاهتمام باغتناء فاخر البيوت والسيارات والملابس “…… فقال: ”  إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها!!! ” . 
*   ويحدثنا فى ذلك ايضا العالم والخبير الاقتصادى الكبير البروف ./ محمد هاشم عوض عن عائدات البترول وأين تذهب يقول فى ذلك :
*    ” …… ان البترول استفادت منه فئات معينة فى المجتمع , اغتنت, وأثرت , وملكت القصور الشوامخ , والمال الوفير , والثروات الضخمة , ……. بيد أن الغالبية العظمى , والسواد الأعظم من أبناء الشعب الفقراء , والكادحين يعانون معاناة لا يعلمها الاّ الله . ”  
(  مقتطف من تحقيق نشر بجريدة رأى الشعب على حلقتين تحت عنوان : ” أين تذب عائدات البترول السودانى . ” )
     (2)   حال العباد :
•      ” نوجز فى هذه العجالة الحالة التى كان يتميز بها الشعب السودانى من قيم اخلاقية متوارثة جيلا عن جيل  من مئات القرون , ……..    وكما هو معلوم فانه يتميز بأنه  شعب حر أبي قوي الشكيمة , …. لم  يتم ترويضه بعد ، …كما تم لكثير من الشعوب حوله ,…..  وكان لا يزال رغم كل شئ ـ ( دون شعوب المنطقة ) ـ متماسك أسرياً واجتماعيا وخلقياً بصورة أذهلت الجميع العدو منهم والصديق ، بجانب ما منحه له الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة معطاءة ، وبلد غني بموارده المائية والطبيعية وكنوزه الهائلة المخبوءة في أنحاء أرضه فهذا كله هو مكمن قوته ومحل عزته ومحط آماله ……. الخ  ما هو معلو م عنه داخليا وخارجيا , …… فهل هذا يعد الدافع الأساسى والرئيسى لعمليات الاستهداف هذه أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
• والآن كيف صار الحال من بعد :
• نركز فى هذه العجالة على حالة واحدة وهى :  ” الفقر ”
• ماهى حقيقة الفقر :   يقول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه يخاطب ابنه محمد بن الحنفية  : ” يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فان الفقر منغصة في الدين، مد هشة للعقل ، داعية للمقت ، إذا اشتد الفقر ربما يحمل على الخيانة أو الكذب أو احتمال الذل أو القعود عن نصرة الحق ، وكلها نقص في الدين . ”
• فى معرض تقييمه وتحليله لسياسات  تحرير الاقتصاد التى تبنتها الانقاذ فى بداية تمكينها , …. يصور لنا الوضع , …  البروف. / محمد هاشم عوض   يقول فى ذلك :
• ” …  تقول آخر الإحصائيات الصادرة من خبراء اقتصاديين بجامعة الخرطوم: *   أن 88 % الى  92 %  من السودانيين يعيشون تحت : ”  خط الفقر ” ….. أى أن حوالي أربعة ونصف مليون من خمس ملايين آسرة (أي حوالي 25 مليون) تعيش تحت خط الفقر بينما يستمتع ”  العشر ”  الأغنى بمستويات معيشية في مستوى الدول شبه المصنعة… وهذا وضع لا يستقيم مع أى نظام اقتصادي إسلامي.” !!!!!
 
( مقتطف من حوار له مع صحيفة المسلمون الدولية التى كانت تصدر فى لندن    بتاريخ(4/12/1992)!!! )
• وفى هذا الجانب يخبرنا الزعيم الكبير إمام طائفة الأنصار ورئيس حزب الآمة القومي في معرض كلامه عن أهم أسباب الفساد في دولة الانقاذ ومآلا ته يقول في ذلك:
*    ” …… وقد قرر التقرير الإستراتيجي للسودان لعام (1999-2000) نسبة من هم دون خط الفقر ب :  96 % . ” !!!   ويواصل قائلا: ” نتج عن ذلك كافة أنواع الفساد وكثرت الاختلاسات وتكاثر خيانة الأمانة واتسع الاتجار بالأعراض وارتفعت حالات الرشوة بصورة غير معهودة في السودان. ” !!!!   … . 

( نقلا عن إفادة أدلى بها الزعيم المذكور مع علماء وخبراء آخرين جريدة الأيام(18/10/2005)…….
•   عن هذا الجانب أيضا تحدثنا الزعيمة الكبيرة الأستاذة/ فاطمة أحمد إبراهيم قائلة: ” ….. كان المجتمع السوداني على ثلاث شرائح :  (1)  شريحة قليلة من الأغنياء وأصحاب ثروات معروفون بالاسم لدى معظم الناس, ومعروفة أيضا الأعمال التى يديرونها والكيفية التى تكونت بها ثرواتهم ومصادرها…….. الخ .. وكلها كانت بطريقة مشروعة. (2) شريحة غالبة من حيث العدد(طبقة وسطى) تمثل مساحة عريضة من المجتمع السوداني أو الغالبية. (3) شريحة الفقراء : ( لكن الفقر لم يكن على أيامنا هذه ” فقر مدقع ”  بل كانوا في خط  يكفل لهم حياة كريمة. ” ) ” … وتواصل قائلة: ” ….  أما اليوم نجد شريحة في القمة وشريحة على الأرض, الأولى بها كم هائل من الأثرياء , .. والأخرى كم هائل من الفقراء وتلاشت الطبقة الوسطي تماما ,….. هناك هوة كبيرة : ( ناس فوق وناس تحت ). !!!!! 
• 
( مقتطف من مقابلة أجرتها جريدة الأيام (22/11/2005)

•  اذن هذه باختصار شديد , هى النتيجة الحتمية والمآلات الحقيقية المرجوة من تطبيق مثل هذه المبادىء .
•  من أين جاءت هذه المبادىء ؟؟؟ 
 *    يمكن القول , ان أى متابع لتعاليم التلمود وموجهاته المبثوثة فى لائحته التنفيذية : ” البرتوكولات “………. لابدّ أن يتعرف على حقيقة هذه المبادىء , …..وقد دلت التجارب أن أىّ بلد طبقت فيها هذه المبادىء أدّت الى تدميرها ,… وتحليل النسيج الاجتماعى لشعبها ,….. لأن الهدف الأساسى من تطبيقها هى الرجوع بالانسانيه الى عصور : ” …… ما قبل الرسالة الخاتمة  أى ” الجاهلية الجهلاء ”  ………. وفيما يلى نعيد قراء هذه النصوص المستمدّة من تعاليم التلمود التى سبق أتينا على تفاصيلها عند الكلام عن المحور (3) :
*   يقول البروتوكول (3) ” .. أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين لأننا بذلك نبقيه عبداً لإرادتنا.”
*  يقول أيضاً:  ” إننا نحكم الطوائف باستقلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها ” الضيق ” و ” الفقر ” وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيداً كل من يصدوننا عن سبيلنا.”
 *   عن مبدأ التمكين: يقول ب (6) ” .. سنبدأ سريعاً بتنظيم احتكارات عظيمة ـ هي صهاريج للثروة الضخمة ـ لتستقر من خلالها دائما الثروات الواسعة ( للأميين ) إلى حد أنها ستهبط جميعاً وتهبط معها الثقة بحكومتها.. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا أن يقدروا أهمية هذه الخطة.. يجب إنهاء ” الأرستقراطية ” كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك.. فهؤلاء من حيث هم ملاك أرض ما أو أصحاب دخول من موارد ثابتة ما يزالون خطراً علينا لأن معيشتهم المستقلة مضمون لهم بهذه الموارد الثابتة لذا يجب علينا أن نجردهم منها بكل الوسائل.. وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب العالية.. بمثل هذه الطرق سننزل بهذه المنافع إلى أحط مستوى ممكن من الدخل وسرعان ما سينهارون لأنهم بما لهم من أذواق موروثة يصبحون غير قادرين على القناعة بالقليل.. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون سيطرتنا أقوى على الصناعة والتجارة.. وبهذه الوسائل يتحول المجتمع كله إلى مراتب العمال الصعاليك، وعندئذ يخرون أمامنا ساجدين ليظفروا بما نرمي لهم من فتات .!!!! “

*   عن مبدأ الارهاب :   تقول الموجهات : ”  العنف وحده هو العامل الرئيسى فى قوة الدولة ”
*   الأسئلة الصعبة :    والى هنا نذهب للأسئلة الصعببة , ونجملها هنا فى سؤالين , اثنين ,  فقط , ……… وقبل أن نبدأ بتوجيه هذين السؤالين هناك أمرين هامين لابدّ من الوقوف عندهما وهما :
*   الأمر الأول :   أرجو أن أنتهز هذه الفرصة  وأقول بكل الصدق والأمانة , ….. أننى عندما فكرت وأقدمت على اجراء هذا الحوار بمحاوره الثلاثة ,  لم أكن أقصد به الاّ وجه الله  سبحانه وتعالى , ….. ولا شىء غير ذلك , ….. هذا أولا , … أما دافعى الثانى هو الامتثال لقول رسولنا الأعظم عندما قال : ” الساكت عن الحق شيطان أخرص . ”
*   الأمر الثانى :   لابدّ من القول , أن هولاء التلاميذ الذين أضطلعوا بتنفيذ هذه المبادىء بالصورة المعروفة , والتى تم عرض نزر منها أعلاه ,….   لم يكونوا أجانب عنا ,…. بل هم أناس من بنى جلدتنا , … هم اخواننا ,  وعشيرتنا , وابناءنا , ….. اذا، نحن هنا فى معرض :  ” النصح , النصح ” و ” النصر النصر ” …… ولا شىء غير ذلك , …من أخ , وأب , وعمّ , ……….  وامتثالا ل.  حديث :  ”  أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , .. قالوا يا رسول الله , أرأيت ان كان أخى ظالما , … فكيف أنصره ؟؟؟ …….. قال : تصدّه أو تمنعه , عن ظلمه . ”   ….. وحديث :  ” اذا تواجه مسلمان بسيفيهما , فالقاتل والمقتول فى النار , … قالوا : يا رسول الله , هذا القاتل فما بال المقتول ؟؟ …. قال :  انه كان حريصا على قتل صاحبه . ”
*   ” ……. اذن نحن نواجه أمرا فى غاية الخطورة , …. وتكمن خطورته هذه  فى أنّه يتعلق : ” بالمصائر “…… وهنا يجب أن يعلم الجميع أن أى تعليمات أو موجهات تدعو المسلم لبث الكراهية بين أفراد الأمة وشق صفوفهم , وغرس الفتن فيما بينهم , ….وتجعل من الدين مدار للتطاحن والاحتراب وكافة هذه الموبغات, ………. لابدّ أن تكون مستمدّة من تعاليم  ليس لها أية  علاقة من قريب أو بعيد بتعاليم أو موجهات الوحى  السماوى , ………..ان مثل هذه التعاليم والموجهات , هى الأكثر التصاقا وانسجاما  مع تعاليم وموجهات الشيطان , …… عدو الله وعدو الانسان , ….. وهى تقع فى  خط مجافى ومعاكس تماما مع كل الأديان السماوية ,   ..اذن الى متى ننتظر ؟؟؟؟ ….   ….ألم يحن الوقت للاجابة على السؤال الصعب :  ” هل النظام القائم في السودان تحت حكم: ” الإنقاذ ”   يحكم شعبه تحت دائرة إسلامية تمثل الوحي السماوي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة خاتمة وخالدة جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟   ….  وخاصة أن هناك , حيثيات تدفع لضرورة طرح هذا السؤال ,… والحصول على الاجابة  لتبيان وجه : ”  الحق   ولاشىء غير الحق ” …….  وهذه الحيثيات هى  :

(1)   الاعلان للعالم أجمع – (بعد المفاصلة ) –  أن الأب الروحى لهذه المدرسة  الجديدة ما هو الاّ : ” ماسونى ” .
( اللقاء الجماهيرى للسيد الرئيس بمنطقة قرى عام 2004 . )

(2)    البيان الصادر من مجمع الفقه السلامى الذى يوضح الرأى الشرعى فى فتاويه الشاذة .
(3)   وصمه لناس الحزب الحاكم ( بعد المفاصلة) فى مقابلته الشهيرة مع فضائية الجزيرة قائلا عنهم  :  ”   كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة ” ……. اذن ما معنى هذا , …. معناه أن ناس : ” الانقاذ ” ……. حقيقة فى  ورطة كبيرة وخطيرة , … ولكن لم يفصح لنا عن من كان وراء هذه المدرسة وهذه الموجهات التى أدت الى ادخالهم فى هذه الورطة الكبيرة والخطيرة .
(4)   تراجعه الأخير ,  واعترافه بعدم  : ”   جهادية  ” حرب الجنوب .
(5)   ……….. قوله متباهيا :   ”  ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة  ” !!!!!!!!!! …. ما ذا يقصد بذلك ؟؟ ….. هل يعنى أن له درجة فى المعرفة تفوق معرفة النبى عليه الصلاة والسلام  ؟؟؟……   وبالتالى يعنى رفع درجة خريجى مدرسته على خريجى مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم , .. وهم الصحابة رضوان الله عليهم أم ماذا  ؟؟؟؟؟ ……( لابدّ من اجابة كافية شافية  توضح هذه الامور وكافة هذه التساؤلات  .  !!!!!!  )

(6)    وهناك وقفة نقف بها أمام قولته الشهيرة عند ما تعرض لمحاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك واتهم بعض رموز الانقاذ بأن لهم ضلع فى تلك المؤامرة وأضاف أنهم فى سبيل التعمية  وابعاد الشبهة عنهم : (  قاموا بتصفية جسدية لبعص المشاركين فى الخطة من أفراد أمن الانقاذ  ) ………. والسؤال الملح هنا : ” هل بمقدور أى مسلم أن ينفذ أمرا  بقتل أخيه فى التنظيم دون اعتقاده أنه ينفذ أمرا دينيا , بحيث لا يخطر  ولا  يجول بخاطره أنّه  ارتكب , أو اغترف  ذنبا عظيما  و جرما كبيرا , … واذا كان الأمر كذلك فمن أين جاء هذا الاعتقاد       ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟…….. اذن لابدّ من اجابة شافية !!!!
(6) …………. الخ الحيثيات .
*  ألا يستوجب كل ذلك ويدعونا الى الرجوع, ومراجعة تامة وكاملة لتعاليم هذه المدرسة الجديدة , والتى أصبحت جملة موجهاتها وممارساتها  المطبقة منذ قيام الانقاذ محل شبهة التفسير والتأويل الغير صحيح والضال والبعيد عن نصوص الشرع , …… ومن ثم اللجو   والاحتكام للكتاب والسنة , وذلك برفع الأمر برمته الى : ” أهل الذكر ”  …. كى يضطلعوا بواجبهم الدينى المقدس نحو تبرأة ذمّتهم والصدوع : ” باحقاق الحق وابطال الباطل ” …. فى هذه القضية . ؟؟؟؟
*   قضية هامة :   نعيد للاذهان هنا قضية مهمة نوجزها فى الآتى :  
*    انّ ظلم الانسان لأخيه الانسان موجود وممارس منذ أن وجد     على ظهر هذه البسيطة   , ……… ولكن هناك فرق كبير بين مسلم يمارس , الظلم وكافة الموبقات المنهية عنها شرعا, …… وهو يعتقد فى صميم عقله , أنّه يتقرب الى الله بهذه الأعمال الممعنة  فى قبحها وسوءها , ….بل يعتقد أن غيره من المخالفين له يستحقون كلّ ما أصابهم , ووقع عليهم من كافة أنواع الجور والظلم ,………. وبين ذاك الذى يمارسها , وهو يعلم تمام العلم أنّه بعمله هذا يعد نفسه , مخالف تماما لتعاليم الرب , .. وانّه واقع فى الخطيئة ,….. فالأول  يرى نفسه غير مخطىء , وأنه على حق فى كل ما اغترفه وارتكبه من جرائم ,………. فهذه سوف تقف حائلا وسدّا منيعا بينه وبين الرجوع  للحق والتوبة , …  لأنه لا يعتقد في نفسه الخطأ, ………..وأمثال هولاء اذا ظلوا فى حال غرورهم ,  وتكبرهم ولم يقيض لهم من ينقذهم ويصحح مسارهم فسيفاجئون ويجدون أنفسهم مع الذين قال الله فيهم :  (( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . )) ………   أما هذا الآخر الذى يدرك فى قرارة نفسه أنّه مذنب وعاصى ومخالف لتعاليم الرب , ….  قد يجد من يدخل عليه بموعظة تخرجه مما هو فيه  . ….  ومن ثم  يتدارك نفسه قبل المثول أمال  الذى :  (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . )) 
*   والى هنا نأتى للسؤالين الصعبين :
*   السؤال الأول :   ”  ( هل يستساق عقلا أو يوجد على ظهر هذه البسيطة  انسان عاقل وذو بصيرة ,  يعتقد أو يتصور ,  أن ينهض شخص متّهم بأنّه : ” ماسونى ” أولا  ” وخارج عن ملّة الاسلام بموجب فتوى مجمع الفقه الاسلامى ”  ثانيا ” أن يضع خطة , يقوم بموجبها , بهذا العمل الصامت والدءوب , خلال ثلاث عقود ,.. فى انزال فكر جديد لشريحة من شباب الأمة  ويعدّها , كى يرسى , أركان دولة تحكم باسم الرسالة الخالدة , وانزال الوحى المنزل على سيدنا ,  وحبيبنا  , محمد صلى الله عليه وسلم , على الأرض كمثال حى يراه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة التى أصبحت وكأنّها قرية واحدة , …….هل يجوز  أو يعقل ذلك ؟؟؟؟؟؟  
السؤال الثانى    فى الأسطر السابقة تعرفنا خلال مرور سريع , على دولة الانقاذ منذ وضع بذرتها فى عام 1964 , … مرورا بتعهدها والعناية بها خلال ثلاثة عقود , ثم عرجنا على مجمل حصادها منذ قيامها فى عام 1989 وحتى تاريخه وكان يتلخص  فى الآتى :
• *    ( ما تم فى بيوت الأشباح – عمليات الطرد والاحلال بالخدمة المدنية والعسكرية – الطريقة التى نفذت بها حرب الجنوب –  وبالمثل الطريقة التى تعاملت بها مع تمرد دارفور …………. الخ  ما أصاب البلاد والعباد من جراء تطبيق مبدأ : ” التمكين ” …. وتوابعه  .  ) .
• والسؤال الملح الذى يفرض نفسه موجه الى :
• اولا :   الى المرجعية الدينية لدولة الانقاذ , …. نقول لهم أنّ ما ذكرناه آنفا هو ما وصل الى علمنا , …. مع علمنا وتأكدنا التام ,  أنّكم الأكثر علما ودراية , واحاطة كاملة بكل ما جرى خلال هذه الفترة المذكورة أعلاه , ……. وقبل ذلك وبعد ذلك علم الذى يعلم : (( خائنة الأعين وما تخفى الصدور . ))
• ثانيا :   الى كل المرجعيات الدينية والهيئات والمنظمات الدعوية ,  وكل مراكذ التوجية والدعوة الاسلامية داخليا وخارجيا , …… والسؤال هو :
•        هل لهذا الذى ذكرناه , ونراه حادث وماثل  أمام أعيننا ,   له علاقة بتعاليم وموجهات ديننا الحنيف , ….. وبالمثل هل له علاقة بتعاليم وموجهات الوحي الالهى المنزل من لدن أبو البشرية آدم  عليه السلام , … وحتي الرسالة الخالدة , … المنزلة على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم , .. كرسالة خاتمة , ومكملة ومصححة لكل الرسالات السابقة لها , والتى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء . ؟؟؟؟؟؟؟
• فاذا كانت الاجابة بلا , …. فنحملكم المسئولية والأمانة كاملة أمام ربّ العزة للصدع بالحق وتبيان اذلك فيما يلى   :
(1)   اعلان ذلك ليعلمه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , …. ومن ثم تبرأت ديننا الحنيف وعدم اعطاء الفرصة , لأعداء الحق والدين ليكيدوا لنا بحكم انتساب هذا العمل لدولة ترفع رأية الاسلام .
(2)   توضيح الطرق الصحيحة والسليمة حسب الشرع المفضية لتصحيح المسار بالرجوع للحق وردّ المظالم  كاملة غير منقوصة لأهلها .
(3)   توضيح الطرق الصحيحة والسليمة حسب الشرع لاعطاء الفرصة الغالية والثمينة المفضية للتوبه النصوحة لكل من شارك أو اغترف أو أتى اثما أو أى موبقة , …أو انتفع ماليا وماديا من تعاليم وموجهات : ” مبدأ التمكين “…….. وذلك قبل الوقوف فى يوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون الاّ من آتى الله بقلب سليم . ))

والى هنا لا يسعنى الاّّ أن أختم بالدعاء المأثور :

” اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا أجتنابه . ”
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم   

جمع واعداد/ عوض سيداحمد عوض
( 4/10/2008 )
ملاحظة:   ( تم النشر بموقع سودانائل 23/2/2009 واعيد تثبيته بدات الموقع فى صفحة : ” منبر الرأى ” تحت اسم : ” الأسئلة الصعبة”)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *