أبيي.. اتى يوم الفصل..

أبيي.. اتى يوم الفصل..

صناديد/ خالد تارس

محكمة العدل الدوليه تحدد يوم الأربعاء القريب موعدً لإصدار حكمها بشأن (تبعية) منطقة ابيي المنتازع عليها بين طرفي إتفاق السلام السوداني .. وتقترب الساعه وينتظر الناس. وقبل ان توزع المحّكمة إعلانها الي الرأي العام (نوهت) الإدراه الأمريكيه طرفي النزاع بضرورة التأهب لقبول حكمٍ (قاطع) ونهائي. وان يقوم الطرفين بدور واضح علي حث موطني المنطقة بضبط نفسهم و التحلي بالحذر ازاء مايخرج عن ادراج العدالة الدوليه. وقرنا استشعار الاداره الامريكيه تشتم وتحس كل شي حتى يستوضح طرفي نيفاشا ذواتهم تأهباً لقبول حكم الوعيد وقتما تضخم النتائج ويضيق الأفق. والغريب في امر هذا التنويه انه خرج عن اسوارالبيت البيضاوي وتقول بعثة الأمم المتحده علي لسان اشرف قاضي ان الجيش الشعبي دخل المنطقة المذكوره إستباقاً للقرار المضروب الامرالذي اثار لقط اعلامي أجبر الحركه بالرد النافي من باب رفع الحرج المنسوب اليها حتى مستثغر الشرر. وكان برتكول ابيي إحدى (التصدعات) البارزه في جدران الإتفاق المبرم بين المؤتمر الوطني والحركه الشعبيه في نيفاشا الكينيه. والاشياء داله بذاتها عن النقص (الفاضح) على الاتفاق الذي افرح السودانيين عن بكرة أبيهم وزغرت له الحرائر في الشمال والجنوب. ولم يبدو علي فطرة هؤلاء البسطاء ان سيناريو الشريكين تجاوز فرحتهم ببضع ايام عن ميلاد سلام كان (مطلوباً) وتخرج من بين الثقوب حزمة قنابل (موقوته) وشياطين اخرى تهز جزع الحلم الوطني العريض . ويطفح اختلاف الشريكين قبل كل شي حتى تتأخر عملية ترسيم الحدود ويتطاحن المسيريه ودينكا نوق و(تفشل) لجنة الخبراء في إستكمال (القناعات) لجماعة المؤتمر الوطني وينطق الزمان بان يذهب الملف المصيري الي محكمة العدل الدوليه .. والمحكمه تبوح بما في جُعبتها من عداله (ناجزه) يوم غدٍ الإربعاء او كما قالت..! اما العدل الدوليه هي واحده من أهم آليات العداله في المنظمه الدوليه التي ينتسب إليها السودان بالطبع . كنا نعتقد علي الأقل الا يفتح السيد اشرف قاضي فمه في هذه اللحظات التحذيريه إلا ان (قاضي) لم يتحسس مايخرج عن في لسانه ربما يغضب ناطق الحركه ين ماثيو حتى يقول (ماثيو) في حق قاضي بما لايحترم وظيفه الرجل الاممي الذي يتمتع بثقه الامين العام كي مون قبيل اعلان مصير أبيي وبعدها . والحقيقه العدليه التي تخرج بها المحكمه في هذا الأمر تصبح شديدة المراره لاحدي الطرفين بالتأكيد اما الطرف الذي يخرج من اللعبه بمنطق العدل الدوليه يصبح في نظر المجتمع المحلي في ابيي طرفاً لايستحق حتي ان (تقد له عينيه).. الورقه الأمريكيه التي فرخّت هذا البرتكول (المُزل) ماتزال تتسيد الأحداث, فلو خرجت العدل الدوليه بعكس تقريرالخبراء فإن الشعبيه ربما تحاول الإمساك بحجة ان تقرير الخبراء كان نهائياً وملزم بحسب نص الإتفاق.. واذا ماخرجت المحكمه بتجاه تقرير الخبراء فإن (الوطني) ربما يحاول التشكيك في حيادية المحكمه التي قد يظن الوطني بانها لم تخرج عن وريقات اللجنه (المشؤومه).! وهو الامر الذي ادركته الاداره الامريكيه مبكراً في اشاره مسبقه للطرفين بقبول نتائج التحكيم مهما كان ثمنها الامر الذي يتطلب وجود قوات دوليه علي المنطقه المعنيه بالنزاع وهو ما يلوّح به اشرف قاضي في اشاره  لوميض نارٍ تحت الرماد مما يحتاج الموضوع الي يغظه امميه وهو ما تدسه الحركه دساً (لايحترم البصيره) ولانفهم  ياسيد (ماثيو) عدم تمييز المبعوث الاممي حتى اللحظه بين القوات المشتركه وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان إلا حاجه واحده انه مبعوثاً للوطني وليس الامين العام مون..؟ لاتعيبوا قاضي بتلويحات مايجري في ميدان ابيي فالرجل قال ماسمع ورئى عيبوا ناطق الحركه الشعبيه لانه يحفظ التبرير عن ظاهر قلبه ولانعيب العدل الدوليه لان ملف القضيه رفع بموجب قناعة الطرفين بنزاهتها وحيادها. ومضابط الحكم الصادرعن المحكمة قانونيه بحته لان العدل لاتقبل وجهة نظر سياسيه بكل المقايسس ولكن مواطني منطقة ابيي قد تقع بينهم الوقيعه بسبب (التبعية) لشمال البلاد او جنوبهه وشقاق لايقبله المنطق بدلاً من كونهم متعايشيين قروناً وسنوات من السراء والضراء. ومايرصده الاعلام في هذه القضيه ينتهي في زوايا الإتفاق السياسي المبرم بين المؤتمر الوطني والحركه في نفاشا وهو خطأً غير موضوعي يصنف المنقطه (بكشميريه) لاتقبل التباجح . اما مواطني منقطة ابيي لايعرفون حدود ولاتبعيه بخلاف انهم سكان بحيره مستقره وغنيه بالنفط حتي قبل هذا الاتفاق . ولو خُير اهالي ابيي بين التبعبيه لشمال السودان او جنوبه لختارو ان يكونوا من أهل (الأعراف) لان اهالي ابيي ادركون انه ليس هناك جنه لا في الشمال ولا في الجنوب غير ابيي..! ولو خيروا مرة اخرى بين محكمة العدل وتقرير الخبراء لرفضوا الاثنين واستمسكوا بتقاليد وتراث ابيي ماقبل نيفاشا.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *