السلطات السودانية تعتقل موفد “الشرق” بالخرطوم

الخرطوم-الشرق:

اعتقلت السلطات السودانية امس عددا من الصحفيين من بينهم موفد “الشرق” الى السودان حمزة بلول المكلف بمتابعة التطورات الجارية حاليا في السودان. وكان الصحفيون الذين جرى اعتقالهم يقومون بتغطية احداث المظاهرات الشبابية التي شهدتها انحاء متفرقة من العاصمة السودانية والتي شهدت صدامات عنيفة مع الشرطة وقوات الامن التي منعت الصحفيين من متابعة وتغطية الاحداث. كما اعتقلت السلطات عددا كبيرا من المحتجين ومعظمهم من الشباب والطلاب.

وضربت الشرطة المحتجين بالعصي وكانوا يرددون هتافات مناهضة للحكومة.


المتظاهرون طالبوا باسقاط النظام ورددوا هتافات “ثورة حتى النصر”..السودان: تظاهرات عنيفة وصدامات مع الشرطة

الخرطوم-فتحي العرضي-وكالات:

تظاهر مئات الشبان السودانيين امس في الخرطوم في اطار يوم احتجاج وطني ضد الحكومة وتصادموا مع الشرطة. وضربت الشرطة السودانية طلابا واعتقلت عددا منهم بعد اندلاع الاحتجاجات في أنحاء العاصمة الخرطوم للمطالبة باستقالة الحكومة مستلهمة انتفاضة شعبية في مصر المجاورة. وفي الجامعة الاسلامية في ام درمان المدينة المتاخمة للخرطوم تظاهر الف شخص في الشوارع مرددين هتافات مناهضة للرئيس عمر البشير وسط كتيبة كبرى لشرطة مكافحة الشغب. ورددوا “اوكامبو، ما قلته صحيح” في اشارة الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو. واندلعت الصدامات حين رشق المتظاهرون بالحجارة رجال الشرطة الذي ردوا بضربات العصي. وأطلق مئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب المسلحين قذائف الغاز المسيل للدموع على طلاب محتجين في وسط الخرطوم وجامعتين على الأقل في العاصمة أحاطت بهما تعزيزات من الشرطة. وفي واحدة من الجامعتين رشق الطلاب سيارات الشرطة بالحجارة. وضربت الشرطة المحتجين بالعصي بينما كانوا يرددون هتافات مناهضة للحكومة بعضها يدعو إلى “ثورة حتى النصر”. وظهرت جماعات على مواقع التواصل الاجتماعي تسمى نفسها “شباب من اجل التغيير” و” الشرارة” منذ انتفاضتي تونس ومصر خلال الشهر الجاري. واجتذبت جماعة على موقع فيسبوك قرابة 15 ألف عضو. وقالت الجماعة في صفحتها بموقع فيسبوك على الإنترنت إن شعب السودان لن يبقى صامتا بعد الآن وإن الوقت حان للمطالبة بحقوق السودانيين والحصول عليها من خلال مظاهرات سلمية لن تشمل أي أعمال تخريب.

وألهمت مشاهد لم يسبق لها مثيل في مصر المطالبين بعمل مماثل في السودان حيث الاحتجاجات غير مشروعة بدون تصريح نادرا ما يمنح. وقبل الثورة الشعبية في تونس كان السودان آخر بلد عربي أطيح بزعيمه في احتجاجات شعبية وهو جعفر النميري عام 1985. وقال الزعيم المعارض مبارك الفاضل إن ابنيه اعتقلا أثناء توجههما إلى الاحتجاجات في وسط المدينة. وقال حسين خوجلي رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية إن قوات الأمن احتجزت ابنته منذ الساعة الثامنة صباحا بتهمة تنظيم الاحتجاج من خلال موقع فيسبوك. وحملت العناوين الرئيسية للصحف الموالية للحكومة تحذيرات من تنظيم الاحتجاجات التي قالت الصحف إنها ستؤدي إلى الفوضى والاضطراب. ويمر السودان بأزمة اقتصادية عميقة يقول محللون إن سببها الإفراط في الإنفاق الحكومي والسياسات الحكومية غير الصائبة. وأدت كلفة الواردات الضخمة إلى نقص العملات الأجنبية وأجبرت السودان على تخفيض عملته العام الماضي الأمر الذي أدى إلى تضخم متصاعد.

وخفضت الحكومة في وقت سابق هذا الشهر دعم المنتجات النفطية والسلع الرئيسية مثل السكر الأمر الذي أثار احتجاجات صغيرة في أنحاء شمال البلاد.

وتزامنت احتجاجات السودان مع أول إعلان رسمي لنتائج استفتاء على انفصال الجنوب المنتج للنفط عن الشمال. وأظهرت النتائج تصويت أغلبية كاسحة لصالح الانفصال الذي يعارضه الكثيرون في الشمال. وقال مسؤولون إن جنوب السودان صوت بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء يهدف لإنهاء عشرات الأعوام من الحرب الأهلية. وعمت الاحتفالات جوبا عاصمة الجنوب في أعقاب هذه الأنباء. وهتف الآلاف وغنوا وزعردت النساء بعد أن قال مسؤولون إن النتائج الرسمية الأولى أوضحت أن 99.57 في المائة من الناخبين في ولايات الجنوب العشر اختاروا الانفصال. وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان للمحتشدين إن هذه النتيجة هي التي صوت من أجلها الجنوبيون حتى يكونوا أحرارا في بلدهم وقدم التهنئة إلى اهل الجنوب. وأثنى كير زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان السابقة على خصمه السابق خلال الحرب الأهلية الرئيس السوداني عمر حسن البشير لموافقته على اتفاقية السلام عام 2005. وقال كير بلغة امتزجت فيها الانجليزية بالعربية بلهجة محلية إن البشير اتخذ قرارا شجاعا بتحقيق السلام ووصفه بأنه بطل وتعهد بالوقوف إلى جواره. وأضاف أن مشروع الانفصال لم يكتمل وأن الجنوبيين لم يستطيعوا إعلان الاستقلال بعد داعيا إلى احترام اتفاقية السلام وإلى السير بخطى وئيدة للوصول إلى الهدف بسلام. وقال طالب عمره 19 عاما يدعى سانتينو آنيي لرويترز “أنا سعيد جدا. تخيلوا أن تكون لدينا مدارس ولا خوف ولا حرب تخيلوا أن نشعر مثلما يشعر أي شعب آخر في بلده. على الأقل نشعر الآن أن هذه أرضنا.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *