أنت والليل والقمر..أنا والشمس والجنجويد!!

أنت والليل والقمر..أنا والشمس والجنجويد!!
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
الجنجويد أو جنجا مزيج( جن ،جواد،جيم)كما يحلو اختصارا قومٌ مقرهم الاَن أراضي جمهورية  السودان وبالتحديد ولايات دارفور وكردفان ، ويقولون ،وأوافقهم قولهم هذا ، إنهم من أصول عربية من داخل السودان او من بلاد جوار اخري ليست ببعيدة، وكونهم عربا فهذا ،ضمن أشياء عدة، ما يفسر تأهبهم  الدائم والتام لتأدية أي تكليف وبأي كيفية ومتي ما طلبت منهم  الخرطوم وهذا طبعا  لذي لب جليٌ  مفهومٌ  ايضا كونهم يحسبون  الحاكمين هناك اخوتهم دما ونسبا!!!.
حتي هذه اللحظة، أوان  كتابتنا هذه السطور،لايزالون  يعرفون بالجنجويد ولا أحد  يدري أو يجزم
حقيقة  إن  كان هذا الاسم لهم سيدوم  الي يوم الساعة أم  يوما ما سيتغير ،فالامر كله  يتوقف ويتعلق بمتغير اخر وهو هل ستقع حرب او كارثة اخري في ركن اخر من اركان جارنا السودان  أم لا وخاصة  إذا ما قدر الله أن تنتهي هذه الحرب التي دور الان في دارفور..قوم إزاء كل مهمة  يأدونها لصالح ملوكهم في الخرطوم   يُكتَبُ لهم اسمٌ جديد . من قبل كانوا المراحيل ابان حرب الجنوب وهم الان في دارفور جنجا وغدا ربما اسم اخر ولكن  افعالهم ضد ضحاياهم -أعني وحشتهم وبطشهم وقلة اَدميتهم  بل إنعدامها نمطٌ واحدٌ لا يتغيرُ بل في نفس الاتجاه يزداد .
عزيزي هل حدث أن جمعتك الاقدار بأحد هؤلاء الاوغاد في قرية مستهدفة او غابة موحشة لحظة تنفيذهم  مهامهم القذرة التي يكلفهم بها اشرافهم (اشراف قالوا) الحالبون كل البقر في الخرطوم والتي قرونها في ديار الهامش والمهمشين!!
عزيزي هل قابلت منهم شخصا  ممتطيا جواده وسلاحه جيم3ه بيده؟ يوما، هل سالك مَنْ أنت؟
فقلت له إنك افريقي من اثنية  افريقية سينة او صادية  من ركن نون ؟
إن قلت لي لا لم أقابله قط  فهنيئا لك و بنعمة ربك حدث واشكره كثيرا فأنت دون أن تدري او تعي منعمٌ عليك مختارٌمحظوظٌ  واما اذا كنت شقيا مثلنا وتقول نعم صادفتهم أو وجدوني هم  فحدثنا بما منهم سمعت وماذا بك فعلوا…
قلت أنا مع الشقين شقي لأنني قد جمعني بهم قدري يوما ،التاريخ: اليوم السابع والعشرين عام اربعة والفين من شهر يونيو الساعة الثانية وعشرين دقيقة تقريبا ، المكان: جنوب دارفور وتحديدا جنوب مدينة نيالا الجميلة بين وادي سيكلي و قرية كشولونقو التي تقع علي الطريق المؤدي إلي أبقي راجل وقريقة ودونكي ضريسة قبل أن يتفرع منه طريقٌ شرقيٌ اخر و المتجه الي مستوطنة  سنام الناقة وقبل أن تواصل مسارك من الدونكي إلي قريضة ام ضل، هذه القرية ،قرية كوشولونقو هي حقيقة ، علي بعد بضع كيلو مترات من مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور.
اذاً افسحوا لي مجالا لأتلو وأسرد علي مساميعكم بعض ما سمعناه ورأيناه أيضا من هؤلاء  فليس من رأي كمن سمع بأذنيه  فقط … مما شاهدناه وسمعنا وقيل لنا  حينذاك وعلي لسان أحدهم : أنهم-اي الجنجويد-  وهم وكلاء حقيقين للولد المخلص أحمد هارون  واسياده:البشير وعلي عثمان ونافع وعبد الرحيم محمد حسين وكل اَل الانقاذ من بني  شايق بن حميدان  واحفاد ابراهيم جعل –  قالوا إنهم لن يتركوا شيئا هذا العام (2004) ذا صبغة  سوداء في دارفور سواء بعر او روث حيوان كحمار..ولن يتركوا في ايدي زرق (يقصدون قبائل دارفورالافريقية) حيوانا أليفا يسير اويمشي علي اربعة ارجل الا كلابا!!! عندما سُئلِنا عما نعملُ؟ قلنا: نحن  عمالٌ انسانيون ومدبرو شؤونهم..قالوا :  مجرمون وكذابون ،ماذا تنظمون؟ نحن هنا مَنْ ننظم ونرتب  الأمور كما يحلو لنا و بهذه البقعة أو المكان ؟ فقلت في ضميري لو  كان هؤلاء قادمين من بلاد اخري غير التي يدس ترابها قدما المشير البشير لصدقتهم ولكن هيهات!!! .. وكدت اصدق أني حقيقة مجرم ولما لا وأنا الذي اخترت بإرادتي أن اكون في صف اللذين يحاولون  ترقية وتننظيم شؤون الانسان عبر مجهودات تلك الاطراف،اسرة المنظمات الدولية الانسانية، وكان ينبغي علي القيام وتأدية وتنظيم وترقية  معيشة السودانيين  بنفس الكيفية التي كان  يمارسها ذلكم  الجنجويدي حسب القانون الانقاذي الجنجويدي لا كما يبشر به القانون الدولي الانساني!!! .
تحت تهديد السلاح فتشوا السيارة بحثا  دقيقا شاملا بغية الحصول، ربما ، علي مبلغ مالي مقدر ولكن لم يكتب الله لهم الفلاح والسداد ولذلك تحول تفكيرهم وتركيزهم وهمهم الي أشياء اخري الي كل ما يمكن تناوله وحمله من داخل السيارة  من رغيف وطماطم ومانجو وملابس وراديو سوني  ترنزيستر الذي كان ملكا  لشخصي الضعيف وبعض الملابس … وبإختصار نهبوا كل ما  حملناه  و رايناه مفيدا فاخذناه معنا  في مشوارنا لمدة يومين وهذه الجزئية الاخيرة ، ثقافة النهب والسلب وماذا بعد الحريق لي مغنم ، بلا ادني شك هي عندهم الدافع والباعث الحقيقي وراء اندفاع واقحام قبائل البقارة العربية ابناءها في محارق و حروب لم تكن لهم  فيها يوما مسوغا وحجة بينة ومعقولة ..
بعد السلب ورغم أن مدينة نيالا وواليها وحكومته كانت علي مرمي حجر من مكان وقوع الحادث لم نرد أن نضيع وقتنا في أمر معروف ومكشوف خواتيمه  سلفا ،لم نذهب الي اي من مركز الشرطة بالمدينة  لابلاغه بما حدث لنا وكيف لنا هذا اذا كنت تصير حينه  مجرما كبيرا لكونك رافقْتَ  امرأة قريبتك ضحية مغتصبة  من قبل الجنجويد الي مراكز الشرطة كمدخل الي رحلة البحث عن خدمة طبية  اسعافية علاجية ونفسية  لها  ..ولو فعلنا لوصفنا باغبياء و بلهاء فالشرطة والجنجويد والجيش والولاة بدارفور  وكل من هو انقاذي منذ ذلك الزمان حتي هذه اللحظة  جسم واحد وقلوبهم متشابهة  تنبض نبضات ذات فواصل زمنية متساوية وإن اختلفت اسماءهم او ما يلبسون من ملابس ،طواقي ،كاكي او بوتات.
ويبدو أن هؤلاء النهابين الجنجويدين كانوا افراد من حشود قد أعدت  من  قبائل عربية دارفورية وسلحتها الحكومة،  جمعتهم حكومة ادم حامد الوالي حينئذ -الان رئيس مجلس الولايات-بمدينة نيالا بغرض تجيهزهم وتلقينهم اخر التعليمات المرتبطة بمهتهم التالية وهي الاغارة علي قري الافارقة وحرقها وما يمكن فعله بسكانها العزل بعد ،  أينما وأي زمان وجدوا …
كانت نقطة تجمعهم الأولي في قلب مدينة نيالا بغابة النيم بمقربة من الكبري علي يدك اليمني وانت تتجه جنوبا في طريقك  الي السوق الشعبي وحي تكساس او غرب الاذاعة..
اؤمروا فيما بعد بالانسحاب من المدينة الي خارجها  الي مقربة من  قرية كشولونقو، بالتحديد الي وادِِ  يقع شمال غربها.
تحتم طردهم وسحبهم من هناك  حتي يتواروا  من عيون الوفود الاممية  التي بدت حينها تتقاطر الي دارفور عموما والي جنوب دارفور خاصة بعد ان وصلت انباء الفظائع  المرتكبة من قبل الحكومة وجنجويدها ضد القبائل الافريقية الي مسامعي الامم المتحدة  في مقر ممثلي  شعوب الامم في دار اولاد العم سام بنيويورك.
حكي لي أحد مستشاري ادم حامد وهو من أصلي جنوبي قال إنه  يوما وفي احدي عصريات شهر اغطسطس نفس العام  جاءه خبر مفاده ان قرية أبي عجورة ،وهي تقع جنوب نيالا وكان بها  حينذاك عدد  مقدرمن اسر نازحة من قبائل الدينكا ، قد  تعرضت القرية  نهار نفس اليوم  الي نهب وقتل وحريق واحيلت  الي رماد من قبل مجموعة مسلحة تشتبه ان تكون عربية و اضاف انه بمجرد سماعه النبأ ممن فروا من هناك  الي نيالا ابلغ هو السيد الوالي اَدم حامد عبر التلفون  ليحدثه بما جري ولدهشته سمع سيادته  يقهقه ضاحكا علي الطرف الاخر من سلك السوداتل ، هناك في منزله ،وهو يردد من ناحيته قائلا:يا السيد المستشار الخبر دا ما صح ،كلو الامور هِناك تمام ما في مشكلة والبلد اَمن! اكيد السيد الحاكم كان ملما بتفاصيل الهجوم وما حدث لاهالي أبي عجورة  ويعلم مقدما ما كان مخططا ويخطط لبقية  قري   الافارقة لاحقا داخل حدود ولايته….
الجنجويد او المراحلين او سميهم ما شئت  لهم ما  يحكون  وما به يتسامرون ليلا من قصص وحكايات قديمة جديدة  يحكونها بفخر انهم تغلبوا علي امة الزنج ،اثنيات السود، سواء اكانت في الجنوب سابقا اوالان في دارفور…ولكن الذي لا يأخذونه في الاعتبار والروايات لاتزال في ألسنتهم تحلو بطعم السكر والعسل هو ان  انتصاراتهم هي  دوما مؤقتة و لا يدرون رغم تكرار التجارب عبر الزمان امامهم ان  من يضحك اخيرا يضحك كثيرا ونحن في هذا الركن قد ضحكنا اخيرا فضحكنا كثيرا رغم الذي جري و ما كان .. ويقيني ان افارقة دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان ، في نهاية المطاف ، إن طال السفر وقصر سيضحكون كثيرا طالما كلهم عزيمة وراء حقوقهم مطالبون وعليها يجاهدون..
وخوفي الكبير فقط هو أن  يخرج مرة أخري  قومي مَنْ اعتادوا دائما علي  الخروج من المولد بدون حمص رغم الكثير الذي يدفعون من  أرواح  فلذات اكبادهم الغالية بسخاء وغباوة و إلا فقلْ لي  ماذا كسبوه من حرب الوكالة  ضد الدينكا علي شريط  التماس اوالحدود غير خسارة الطرفين علاقات الود والجوار التاريخي و السلمي.. ويحدث هذا وفي كل مرة يضحك اللذين يرسلونهم من علي   البعيد الي المحارق، هناك يبتسمون أن تناطح المغفلون بلا أدني سبب أو حساب كما تفعل الكلاب إن عثرت علي عظام  تيس بعد ذهاب لحمه الي بطون  الاَدميين ذوي الألباب ما بها  يفكرون ويخططون .

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *