وكالة (ناسا) تبحث عن حياة علي المريخ
محمد إبراهيم بتو
ونحن علي اعتاب عام جديد ولا تزال بعض احداث العام السابق عالقة بالزاكرة فكل عام يمضي يزخر بالعديد من الاحداث الغريبة والمثير، والتي يكون لها تاثيراتها علي المجتمعات، فالعام 2012 وبكل ما شهده من تفاصيل مدهشة يظل الحدث الاكثر اهمية والابرز مقارنة بغيره من الاحداث والذي قطعا لن يمر كغيره من الاحداث الاخري، الا وهو مسالة التنبوء ب(نهاية العالم) .
تعود النبوء في اصلها الي اساطير (شعوب المايا) الحضارة التي سكنت اجزء كبير جدا من مناطق امريكا الوسطي حوالي 2000 سنة ما قبل الميلاد، لديها تاريخ يقدر بحوالي 3000 الف سنة كما ان لها ارث علمي وفلكي علي مستوي العالم فمن خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لحركة الشمس والقمر والكواكب صنعوا تقويمهم السنوي والذي ينتهي في التاريخ الذي يقابل التاريخ الميلادي 21/12/2012 حسب اعتقادهم ان كوكب يدعي (نيبرو) سيصتدم بالارض في ذات التاريخ مما يادي الي كوارث طبيعية نتيجة لقوة الاصتدام الذي يصل الي الحد الذي يمكن من خلاله تغير القطبية المغنطيسية للارض مستصحبا معه التغير في عملية شروق الشمس وغروبها، الشي الذي جعل منها –الاسطورة- تبدو ذات عقلانية نسبية لتوافقها مع اغلب النصوص اللاهوتية والقليل من الاراء العلمية.
نشرت هذه المعلومات وبهذه الكيفية عبر وسائط الاعلام الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مع تحفظ نسبي لوكالة (ناسا) وهي الوكالة الاكبر من بين وكالات العالم المختصة بدراسة ومتابعة ادق التفاصيل والمتغيرات التي تحدث في الفضاء الخارجي، الشي الذي خلق نوع من الذعر وسط سكان الارض، فما تناقلتة الاخبار عن الولايات المتحدة مثلا تفيد ان من بين المواطنين من حاولو الانتحار ومنهم من انتحر فعلا، فقد افادت وكالة (ناسا) في بيانها الذي نشر في العديد من المواقع الالكترونية ان هناك اب لطفلين هاتف الوكالة مستفسرا عن صحة الادعات لانه قد شرع بالفعل في محاولة قتل ولديه خوفا من المجهول و انتظار الموت، اما في الصين فقد شاهد معظم سكان مدينة (شنقهاي) ظهور ثلاث شموس في توقيت واحد الظاهرة التي فسرها المختصين بانها عبارة عن انكسار للضوء الا انها تظل من الظواهر الجديدة كليا علي علم الفلك، وقد ربط المسلمين ما بين الاسطورة وحادثة يوم القيامة خصوصا ان تاريخ 21/12 يوافق يوم الجمعة وهو اليوم المزكور في القران بانه يوم قيام الساعة.
الحقيقة التي لا تخفي علي علماء الفلك ان الكون بما فيه مجموعتنا الشمسية يتسع الي بلاين المجموعات الاخري وما نعرفه عن تلك المجموعات هو مقدار جهلنا عنها، فكوكبنا ليس بمنئ عن التعرض للاصتدام بالصخور النيزكية او الاصتدامات الكوكبية، فهناك حقائق علمية تثبت ان الكون منذ بلاين السنين شهد تصادمات وانفجارات غيرت من شكله وما تشكل المحيطات والمرتفعات الا نتيجة لتلك التصادمات، فقد كانت كتل الحطام الكوني التي تصل الواحدة منها الي حجم الجبل تصتدم بالارض كل بضعة قرون، كما ان هناك اجساما اكبر بكثير كانت تضرب الارض مرات عديدة كل مليون سنة، وقد اثبتت ابحاث الجيلوجيا الفضائية ان نهاية عصر الديناصورات علي كوكب الارض تزامن مع حادثة ارتطامات كبري قبل 65 مليون سنة.
الشي الذي جعل وكالة (ناسا) تشرع في التفكير عمليا في امكانية توفير بديل لكوكبنا والبحث عن اكثر الكواكب اللا ارضية احتمالا لان توجد فيه حياة ويصلح للبيئة البشرية، وحسب اخر الابحاث المنشورة علي مجلة (سينس) فان اكثر الكواكب تشابها مع الارض هو المريخ والذي يبلق من ناحية الحجم 54% من قطر الارض و11% من كتلتها وله غلاف جوي يدعم امكانية وجود حياة فيه بصورة مبهة علي الاقل – كما تقول الابحاث- وان له فترة دوران متتطابقة تقريبا مع فترة دوران الارض اذ ان كل يوم مريخي يساوي 24.5 ساعة، وهو ايضا يتعرض لتغيرات موسمية في الحرارة كما ان درجة سطوع الشمس فيه مشابة للارض، والمدهش ان المريخ هو الكوكب الوحيد من كواكب المجموعة الشمسية بعد الارض الذي كانت تجري المياه علي سطحه اما الان فلا يمكن ان توجد مياة سائلة علي سطحة فقد افتقد معظمها بسبب التبخر بينما انحسر القليل منها الي الجليد الجاف للقمم القطبية، فللاسف لا توجد اي معالم تدعم وجود للحياة علي سطح المريخ في الوقت الحاضر الشي الذي يجعل من كوكب المريخ خيار غير مناسب لا ينفي فكرة البحث عن بديل اخر.
خلاصة الامر ان كوكب الارض في منظور علماء الفلك ووكالة (ناسا) تحديدا اصبح ليس في مامن، والسؤال هو هل يمكن للانسان ان يهجر كوكب الارض بحثا عن استصلاح كواكب اخري تصلح للعيش الادمي؟ هذا ما ستثبتة ابحاث وكالة (ناسا) في مقبل السنوات القادمة ويمكننا جميعا ان نتحقق منه اذا امد الله في الاجال. ولكم مني كل التحايا.
[email protected]