29/7/2012 القاهرة في
بقلم / الاستاذ ابراهيم محمد اسحق – كاتب وصحفي وباحث
اندلاع الحروبات في دارفور :-
في العام 1978 اصدر مايسمي بالتجمع العربي منشورا يصف فية ابناء الفور بالزرقة وفيما بعد صار المقصود بمصطلح الزرقة في وثيقة التجمع العربي كل القبائل الافريقية التي تعيش في دارفور ويصل قادة التجمع العربي في غلوهم ووصفهم العنصري للاخرين الي حد نعتهم بالمرافعين ؟ وانه يجب تطهير الارص منهم باعتبار دارفور هي ارض المصطفي وان الفور دنسوها وبالفعل بداء تنفيذ هذا المشروع العنصري علي ارض الواقع و بداء تنفذ المخطط في بداية الامر بواسطة العرب الابالة الذين بداؤ حربهم بالهجوم علي قري الفور في ضواحي جبل مرة بالسلب والنهب في شكل حوادث صغيرة وقد سجل اول بلاغ في دفاتر حكومة اقليم دارفور حينها بهجوم قبيلة المهارية علي الداجو بتاربخ 9-10 /5/1978 في منطقة عد الكلكة وفي هذا الحادث قتل اثنين من البني هلبة واثنين من الداجو وتم نهب عدد اثنين من الجمال وبعد ثلاثة اشهر نظرت المحكمة في القضية رقم 2989 بتاريخ 23/8/1979 والتي جري فيها اتهام ثمانية افراد من الرزيقات التابعين لجنوب دارفور بقتل 21شخص من الداجو والبرقد ، وبعد ثمانية ايام وفي تاريخ 31/8/1979 في منطقة (تيقي بريفي الملم) قام مجموعة من المهارية بالاعتداء علي قبيلة الفور حيث تم قتل عدد 78 من افراد قبيلة الفور ونهب عدد ثمانية جمال ولما كانت هذة الاحداث في شكل حوادث متفرقة لم تكن في وقتها تتعدي حدود الحوداث الصغيرة التي يمكن السيطرة عليها عبر الاليات التقليدية والاعراف الشائعة في حل مثل هذة النزاعات في دارفور ، فانها لم تكن تثير الانتباه الي ان هنالك مخطط سياسي استراتيجي يسعي لاستهداف مجموعات اثنية بعينها بداء يظهر الي العلن من خلال هذة الاحداث ، لذلك وبكل عفوية وسماحة اهل دارفور انعقد مؤتمر جامع للصلح القبلي للمرة الثانية في اقليم دارفور بالمجمع الثقافي بالفاشر بتاريخ الاربعاء 16 يناير 1980 واستمر حتي 18 يناير ، وكان هنالك اجاويد من كل قبائل دارفور يسعون للصلح والتوفيق بين القبائل المتصارعة ولاول مرة يتم رصد صراع بين قبيلة الفور والرزيقات الشمالية الذين يطلق عليهم المهاريا .
وحسب الوثائق التي عثرنا عليها فقد مثل وفد الفور في هذا المؤتمر
السيد / احمد هرون كرسي والشرتاي سليمان حسب الله سليمان ، اما وفد قيبلة الرزيقات الشمالية فكان من يمثلهم :- السيد / هلال محمد عبدالله ، الدومة مهدي ، العمدة عبدالله جبريل ، ، محمود حمدان سحيل محمد علي المرضي ، عبدالرحمن احمد موسي ، حسن ادومة ، الهادي حامد عبدالنبي .
وفي نفس الاطاركونت قبيلة البرقد اعضاء وفدهم من :- السيد ادم عثمان رجال ، احمد محمد فضل
اما قبيلة الداجو فكان يمثلهم السيد/ عبدالله عبدالله محمد علي ، و صالح حسين احمد وكما ذكرنا فقد شارك في هذا المؤتمر اجاويد من شمال دارفور واجاويد من جنوب دارفور في مؤتمر الصلح قد لايسع المجال لذكرهم واختتم المؤتمربتوصيات نلخصها في الاتي :-
1/ ان تكون دية المقتول 70 بقرة .
2/ اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ بقية بنود قرارات مؤتمر نيالا عام 1976 .
3/ يوصي المؤتمر بان تدفع كل قبيلة ما عليها من ديات علي القبيلة الاخري حسب الفئات المحددة وعدم اجراء قبول تسوية باي حال من الاحوال .
4/ تم تحديد الفئات للديات كالاتي :-
أ/ البقرة الدية قيمتها 15 جنية .
ب/ الجمل الدية قيمته 50 حنيها .
ج/ البقرة التعويض قيمتها 30 جنية .
د/ الحصان قيمته 50 جنيه .
و/ الحمار قيمته 10 جنية .
ومن الجدير بالذكر في هذا المؤتمرالذي انتهي بالصلح بين القبائل المتصارعة انه تم تحديد فترة لدخول الرزيقات الشمالية الي مناطق البني هلبة وهي قبل اول مارس من كل عام مع استثنائهم في الحالات والظروف الغير مواتية مثل شح الامطار وفي هذة الحالات يسمح للسلطات في شمال دارفور اخطار سلطات جنوب دارفور ، ويكون اقصي حد لخروج الرزيقات الشمالية من مناطق البني هلبة نهاية شهر يونيو من كل عام ، وقد وضع المؤتمر خارطة لتحديد مناطق الهشاب والطلح داخل مناطق الداجو والبرقد والفور والبني هلبة لتنظيم جمع المحاصيل الموسمية من قبل المزارعين قبل حلول شهر مارس وهذة الخارطة للمسارت لحركة العرب الرحل في رحلتهم في الشتاء والصيف وقام الاجاويد بتحديد وتنظيم المسارات والمراحيل التي بلغت جملتها خمسة مراحيل يمكن التطرق اليها بالتفصيل في مقال اخر . لقد ثار اهل دارفور ضد حاكم الاقليم الطيب المرضي واتوا بابن دارفور احمد ابراهيم دريج حاكما علي اقليم دارفور في انتفاضة رائعة وثورة شعبية الا انهم لم يهنئوا بحكم ابن دارفور السيد احمد دريج فخرج مكرها علي خوف من جعفر نميري وزبانيته في عام 1984بعد ان ضيق علية المتحلقين حول كرسي الحكم في الخرطوم وبغياب دريج انحدر الاقليم الي درك وهاوية لاقرار لها .
تطور الاحدات الي حرب شاملة بين الفور والقبائل العربية :-
من خلال تحليلنا ومتابعتنا للوثائف التي عثرناعليها نسلط الضوء علي هذة الوثيقه الهامة التي اعتمدت عليها في رصد الاحداث ففي 4/7/1987 تم رفع مذكرة من قبل مجموعة من زعماء وقيادات الادارة الاهلية الذين لديهم معرفة بما ستئول اليه تداعيات ما يعرف بمذكرة التجمع العربي وكانت هذة المذكرة انذار موجة لحكومة جنوب دارفور ومعنونة للسيد محافظ مديرية جنوب دارفور تشير الي ان ظهور النعرات القبلية الشاذة كان من نتائجها ظهور مشاكل لم يشهدها اقليم دارفور من قبل ومنها مشكلة الرزيقات والمعاليا والمهاريا والداحو والمهاريا والبرقد والمهاريا والفور وبني هلبة والمهاريا والتعايشة والسلامات والقمر والفلاته والمراريت وان ظهور مذكرة تحمل اسم التجمع العربي وبها بعض النعرات العنصرية والتهديدات والوعيد لسكان الاقليم ستؤدي الي انفجار الوضع الامني في دارفور واندلاع صراع بين مكونات الاقليم .
وقد تم رفع هذة المذكرة بتاريخ 9/6/1988 لرئيس الوزراء الصادق المهدي تحذره من مآلات ومخاطر تعامله مع الاحداث في دارفور وان الاقليم بات يعاني من حوادث النهب المسلح التي زادت في الفترة من عام 1983 وحتي 1988 وتشير الوثيقة الي أن بلغت جملة بلاغات النهب المسلح قد بلغت 1075 بلاغ حيث وصل عدد الموتي حتي تلك اللحظة ( لحظة كتابة المذكرة ) حوالي 3267 قتيل اما عدد المصابين فوصل الي 1818 وقدرت عدد الاموال المنهوبة 6 مليون جنية نقدا ،وقيمة البضائع المنهوبة 3 مليون وعدد الجمال المنهوبة 4606 والبقر 22166 والضان عدد 6860وقد تسبب النهب المسلح في تعطيل حركة التجارة ونقص المواد الغذائية وطالبت المذكرة السيد رئيس الوزراء الصادق المهدي بارسال طائرة هليوكوبتر لمطاردة النهب المسلح مع ارسال 300 عربة مجهزة باجهزة اتصال الي دارفور .
الا انه لاسباب سياسية كانت استجابة حزب الامة برئاسة السيد الشادق المهدي ضعيفة جدا بل اظهر حزب الامة عدم المبالاة وميلا واضحا للوقوف مع قادة القبائل العربية التي وقعت علي مذكرة التجمع العربي نتيجة تبني الحزب سياسة التعريب ونهج الصحوة الاسلامية وقد كان علي راس هولاء الموقعين غالبية عظمي تنتمي الي حزب الامة وعلي سبيل الذكر وليس الحصر:-
1/ السيد عبدالله علي مسار المعروف بعدائه الصارخ للقبائل الافريقية في دارفور .
2/ شارف علي جقر .
3/ الناظر حامد بيتو .
4/الناظر الهادي عيسي دبكة .
5/ السيد عبدالله يحي ( حسيني ) مدير مشروع جبل مرة .
6/
الشيخ موسي هلال عبدالله المحاميد شمال دارفور .
ومن الملاحظات الهامة ان جملة الموقعين علي مذكرة التجمع العربي بلغ اكثر من 43من زعماء القبائل العربية وقد كانت هذة المذكرة بمثابة اعلان حرب علي كل القبائل الافريقية في دارفورفي ذلك الوقت رغم ان المعني بها في المقام الاول كانوا هم الفور باعتبارهم اكبر قبيلة تملك اراضي زراعية وحواكير علي امتداد اقليم دارفور تعوق حركة سير الرعاة من القبائل العربية ،وللعلم فقد عنونت المذكرة للسيد رئيس مجلس راس الدولة الدكتور علي حسن تاج الدين بالاضافة الي نواب دارفور بالجمعية التاسييسة .
ومن الاشارات الاساسية التي حوتها مذكرة التجمع العربي هي بعض الاشارات الخطيرة والتي اقتطفنا منها الاتي :-
• اذا كان مفهوم الحكم الاقليمي هو ايلولة ادارة الحكم لابناء الاقليم بقدر مايتوفر لكل قبيلة من ابناء يصلحون للقيادة ، فأننا كعرب نحس باننا قد سلبنا حق التمثيل في قيادة هذا الاقليم والمشاركة في اتخاذ القرار فاصبحنا اغلبية بلا وزن ورعايا لا مواطنين .
• وما للقبائل العربية من ثقل سياسي واجتماعي واقتصادي بهذا الاقليم .. نطالب بان نمثل بالنصف كحد ادني في المناصب الدستورية بحكومة الاقليم وممثلي الاقليم أي ( أقليم دارفور ) دون ذكره بهذا الاسم في المذكرة .
• وعلية نخشي ان استمر هذا الاهمال للعنصر العربي في المشاركة أن يفلت الامر من ايدي العقلاء الي الجهلاء ويحدث ما لايحمد عقباه ( التوقيع اللجنة المفوضة من قبل التجمع العربي . رؤوس الفتنة تتحرك في رابعة النهار نحو كافوري :-
في نهارصيف عام 1988 تحرك وفد مكون من اللواء فضل الله برمة ناصر ترافقه زوجة اللواء مهدي بابو نمر وزوجة عبدالماجد حامد خليل وزير الدفاع في عهد حكومة حزب الامة في العهد الديمقراطي وهولاء هما الداعمين الرئيسين لقادة مؤسسي ما يعرف بمليشيات القبائل العربية التابعة لحزب الامة في زيارة خاطفة الي احد القصور الفخمة المملوكة لحاكم اقليم دارفور السابق ( السيد احمد ابراهيم دريج ) لمقابلة زوجته الالمانية حنا دريج وكان الغرض من الزيارة المنزلية هو التعزية في وفاة عم دريج الشرتاي ابو طاهر الذي قتل حرقا بالنار داخل قطيته ( في قرية كارقولا – مسقط راس دريج ) بواسطة مليشيات القبائل العربية التي تم تجنيدها تحت لواء الفيلق الاسلامي الذي كان يتلقي الدعم من ليبيا والغرض الخفي من الزيارة هو الثرثرة من اجل معرفة موقف دريج من الحرب التي كانت تدور رحاحها في اقليم دارفور بين الفور والقبائل العربية – بعد عودتها الاخيرة الي البلاد منذ خرود زوجها – وكما قلنا فأن زيارة هولاء النسوة كان من اجل جس النبط ومعرفة مدي قدرة الفور لتسليح انفسهم حيث كانت كل المعلومات الامنية التي تم تغذيتها للحكومة السودانية بواسطة عناصرها الامنية والمخابراتية ، ان دريج بما له من علاقات مع الغرب سوف يقوم بتسليح اهله الفور ويعمل علي تدريب ابنائهم بالخارج ومن يقوم بارسالهم الي دارفور وكان في ظن هؤلاء ان السلاح كان ينزل ليلا في جبل مرة ، الا ان الواقع لم يكن كذلك لان دريج لم تكن نزعته نزعة قبلية بل كانت رؤيته كزعيم قومي ورغم علاقته مع الغرب فانه لم يعمل يوما علي دعم او تجييش الفور علي اساس اثني وان دريج لو فعل ثلث ما كان يفعله الزعيم جون قرنق الذي فتح المجال لبني جلدته في التدريب والتسلح والذي استفاد من كل فرصة سانحة للنيل من نظام الحكم في المركز الا واستغلها اقول لو كان الزعيم دريج فعل ذلك لكان لتاريخ الصراع في دارفور وجهة نظر اخري ، وللحق فقد كان لدريج معسكر صغير في اثيوبيا لتدريب عناصر التحالف الفدرالي بقيادة : مجموعة من الشباب منهم :- حسن كوبر واحمد ديغول وصلاح الدين ادم تكة كانت نواة البداية لحركة داؤود يحي بولاد .
دور حزب الامة في تاجيج الصراع :-
لقد وضح جليا ان حزب الامة اتجه بكل قوته الي الدعم المباشر عبر تسليحهه وتجييشه لبعض القبائل العربية التي كانت تحارب الفور لثقته في ولائها لحزب الامة ، وكان هذا التسليح يتم مباشرة من مخازن القوات المسلحة عبر
و جود قيادات متنفذة من ابناء القبائل العربية في قمة جهاز الجيش والامن ، لقد شرعت الملشيات العربية بعد صدور مذكرة التجمع العربي في الفترة من عام 1978 وحتي 1984 بالهجوم المخطط والمتتابع علي قري الفور وتدمير الاسواق وادي هذا الفعل الي انلاع الحرب الشاملة بين الفور والقبائل العربية والتي بلغت زروتها في عام 1988 والتي تم فيها احراق اكثر من 24 الف قرية من قري الفور بواسطة الملشيات العربية التابعة لحزب الامة بداية بقرية (فاما ) في شمال دارفور مرورا بقري كبكابية وقري ارولا و بندسي وضواحي زالنجي قري كارقولا وقيري ونترتي بضواحي بجبل مرة لقد شرعت القبائل العربية في ازاحة الفور من كل مناطقهم بقوة السلاح فاصبحت تقتل وتبطش تسرق وتنهب بغير رحمة فاستقر رائ قادة الفور وشبابهم بتطوير دفعاتهم من اجل الدفاع عن اراضيهم واعراضهم ،وبالفعل استبسل الفور في الدفاع عن انفسهم فما كان من حزب الامة الا استنفر القبائل العربية من تشاد لتدخل في الصراع 99 قبيلة عربية مستوردة من تشاد للمقاتله في صفوف القبائل العربية وحتي يرضي الفور ويخدعهم فد اتي بانهم الدكتور تجاني سيسي حاكما علي اقليم دارفور ذرا للرماد والشئ المؤسف ان اسؤ الحوادث والانتهاكات الصارخة والانتهاكات الصارخة من نهب وسلب وقتل جماعي وحرق لقري الفور قد وقع في عهد حكم التجاني سيسي لاقليم دارفور حتي ذهب به الامر للقول صراحة : ان هنالك مخطط من قبل الحكومة لتغيير الخارطة الديمغرافية للسكان الاصليين في دارفور اي ( الفور ) واحلال مجموعات قبلية من القبائل العربية التشادية ( كان ذلك في ندوة حضرها الدكتور عبدالرحمن المحاضر بجامع الخرطوم في العلوم السياسية . وبعد اعلان حكومة الصادق المهدي وملشيات القبائل العربية الحرب علي الفور لاخراجهم من ديارهم وفرض حكمهم لاقليم دارفور بفوة السلاح كما اشارت مذكرة التجمع العربي ، بداء الفور في استنفار كل قواتهم من الشباب والرجال القادرين علي حمل السلاح وبداء الوعي يدب في قطاع كبير بان هذة الحرب مصيرية فوقف حزب الاتحادي الديمقراطي بجانب دعم الفور بالتدريب العسكري ومدهم بالسلاح من خلال مشاركة نائب دائرة كتم نوالدين وشقيقه الدكتور ادم احمد وعبدالجبار تقري والاستاذ / محمد شرف الدين وقد كان هولاء يدفعون شباب الفور الي الانخراط في الدخول للقوات النظامية حتي يتمكنوا من الوقوف بصلابة في وجه مخطط حزب الامة ولما كانت مقاومة الفور علي وشك الانتصارفي الفترة من وسط العام 1988 وبداية العام 1989 بواسطة الحزب الاتحادي الديمقراطي وحلفائهم .
تواترت الانباء ان هنالك اكثر من عشرة الف جندي من الجنود الذين تم تدريبهم في معسكرات خارج السودان باثيوبيا في طريقهم لدعم اهاليهم في الداخل ومن هنا كان ظن كثير من صناع السياسة السودانية ان هذة القوات مرسلة من قبل الزعيم احمد ابراهيم دريج بدعم غربي لمناصرة اهله في اقليم دارفور .
الا ان الواقع كان غير ذلك حيث اتجه الفور الي استنفار تدريب شبابهم من كل القري والمساهمة ماليا عبر صناديق المناطق والقري واعلان النفرة لكل روابطهم في كل انحاء العالم للدفاع عن اهاليهم واراضيهم وقراهم .
تحول دارفور الي ساحة صراع ومعا رك لقوات احنبية :-
تواترات معلومات استخبارتية ان رئيس حزب الامة طلب من ليبيا امداده السودان بالسلاح لمواجهة التمرد في جنوب السودان ، وما كان من العقيد القذافي الا ان عرض علي الصادق المهدي ان يبيع له اقليم دارفور لتصبح مياهها وثروتها بالكامل لليبيا مقابل دعم نظام الحكم في الخرطوم وتسليح القبائل العربية واغلبها من تشاد فوافق الصادق المهدي علي هذة الصفقة وقد قال لي احد المتنفذين من السياسين والذي كان له مكانه لدي القائد الاممي علي سبيل المزاح :- أن القذافي اشتري حوض البقارة بمبلغ وقدرة عشرة مليون دولار وحينما انفجرت الازمة في دارفور واصبح لها بعد دولي حاول العقيد القذافي ان يورط جهة اخري وطرف ثالث فاتصل بالرئيس المصري السابق حسني مبارك وقال له انني كنت قد تبرعت لك بعشرة مليون دولار لذلك فانني قد تنازلت لك عن نصف اقليم دارفور وهي منطقة حوض البقارة من اجل ان تقيم فيها مشاريعك الخاصة فقبل الرئيس حسني مبارك العرض وغض الطرف عما يجري في دارفور وحدود مصر من الجنوب ؟
فبداء منذ ذلك الوقت دخول مايسمي بقوات الفيلق الاسلامي التابعة للعقيد القذافي الداعم للمشروع العروب في افريقيا وهو ما اصطلح بتسميته ( الهلال العربي الخصيب ) لتوسع نحو افريقيا بالسيطرة علي تشاد من خلال السيطرة علي اقليم دارفور وبداءت اللجان الثورية في ادخال كميات هائلة من السلاح والعتاد الليبي الي دارفور ويقال ان كمية الجيش الليبي الذي دخل الي اقليم دارفور بلغ العشرة الف جندي ، في الوقت الذي كان نظام القذافي يعمل علي دعم المعارضة التشادية بقيادة جاموس وابن عمر واحد ابناء الزغاوة المغامرين وقتها ولم يكن يتوقع الوصول الي السلطة في يوم من الايام الا بعد وفاة القائد جاموس في احد المعارك فخلفة ( ادريس دبي ) لقد ثار اهل دارفور وتململوا من وجود هذة القوات الاجنبية التي بداءت في تقييد حركة المواطنين تمارس السلب والنهب وتجلد المواطنين العزل وتجندهم قسرا وتغتصب فتياتهم علي مراءي ومسمع النظام الحاكم في السودان وهو في غفلة وتوطؤ وليتاكد للحميع مقولة بيع الصادق المهدي لاقليم دارفور حيث اصبحت في فترة وجيزة ساحة للصراع والاقتتال بين المعارضة التشادية التشادية والصراع بين القوات الليبية والتشادية وبوادر الحرب الشاملة بين القبائل العربية التي كانت تدعم المعارضة بقيادة ابن عمر وأصيل والبقلاتي .
ثار ابناء دارفور وروابطهم في الخرطوم وكونوا ما يسمي بمجلس انقاذ دارفور وسيروا مسيرة جامعة هددها حزب الامة ووقف مع الحزب الاتحادب الديمقراطي ، وتعرض القائمين علي امر هذا المجلس بالتهيد بالقتل والتصفية من قبل اللجان الثورية وملشيات حزب الامة وكانت مسيرة مجلس انقاذ دارفرو بداية لسقوط حكومة حزب الامة وشريكه في الديمقراطية الثانية .
نواصل في الحلقة الرابعة بهذا العنوان :-
الحركة الاسلامية و مشروعها لمحو اسم الفور من الوجود
ابراهيم محمد اسحق – كاتب وصحفي وباحث
ورئيس تحالف المجتمع المدني من اجل دارفور حرة
[email protected]
* ملحوظة تم الاعتماد علي سرد هذة المعلومات بالاعتماد علي بعض الوثائق التي جمعتها من مناطق كثيرة في دارفور ومن بعض الناشطين واقوال بعض الشهود .