هل تكون تظاهرات الخرطوم مقدمه لدخول السودن في دوامة الثورات العربيه؟
نقلا عن صحيفة الحياة اللندنيه
فقد تزايدت اهتمام الراي العالمي علي المستوي الرسمي والاعلامي و بشكل كبير لا مايجري في السودان هذه الايام بعد انفجار بركان الغضب الشعبي كرد فعل لتردي الاوضاع المعيشيه نظرا لسياسات حكومة البشير الفاشله التي ادخلت البلاد في جحيم الحروبات بتحويل اموال الشعب الي اله حربيه وتجويع الشعب ,فضلا عن حالة الحرب المستمره مع الدوله الوليده (جنوب السودان),فقد تناول كاتب المقال الموضوع بشكل مستفيض مع تضمين اراء المحللين وحيث قال:
لم ينقص السودان سوي تظاهرات الاحتجاج علي تردي الاوضاع المعيشيه لقطاع كبير من المواطنين,فقد دخل هذا البلد في سلسله طويل من الاذمات الداخليه و الخارجيه ,الي درجه انهكته وجعلته في النهايه من بين افشل ثلاثه دول في العالم,لا يسبقه سوي الصومال والكنقو الديمقراطيه. ولم تكن التظاهرات الطلابيه التي انطلقت من جامعة الخرطوم في 16 حزيران(يونيو) هي الاولي من نوعها , اذ سبقتها حتجاجات متقطعه علي مدار لاشهر الماضيه ,ولكن ماجري في الايام فائته يبدو مختلفا عن ما حدث من قبل في اماكن متفرقه ,بسبب خصوصيه البعد الاقتصادي هذه المره. فاتظاهرات اندلعت بعد حزمه من الاجراءات التقشفيه وبعد زياده مضنيه في الاسعار لبعض السلع الاساسيه.واستمرت علي حالها علي رغم استخدام السلطات الامنيه كثيرا من الادوات القمعيه المعروفه في اخماد التظاهرات. وبدات تاخذ طريقا سياسيا,عندما انضمت اليها قوه سيسيه معارضه وبداء يتردد الشعار الشهير في جميع الثورات العربيه(الشعب يريد سقاط النظام)….
عندما يدوي هذا الشعار الجميع يتذكر ما حدث في تونس,مصر,ليبيا واليمن وسوريا ويري الكثيرون السودان دخل ربيع الثورات العربيه ,وعلي حسب راي المحللين والارجح بان هنالك مجموعه من المعطيات في مقدمتها ,كثرة المشكلات والاذمات التي تعتمل في انحاء البلاد,والتي يعتبر نظام البشير المسؤول الاول عنها,نتيجة لسوء تقيديراته وتصوراته وفشل ترتيباته,كماان لانفصال جنوبه السودان اثره الظاهر ناهيك عن اخفاق غالبية السياسات الاقتصاديه ,الامر الذي افضي الي مصاعب متنوعه,تمثل ابرزها في اترفاع معدل التضخم وزيادة العجز في ميزان المدفوعات وتدهور سعر الصرف وتراجع انتاجية كثير من القاعات الرئيسيه,ولعلاج الموقف قامت الحكومه بتقليص المصروفات الرسميه وتحديد اسعار المواد البتروليه وزيادة الضرائب والجمارك علي السلع الكماليه والاتصالات ورسوم السفر والتذاكر بسبب بهدف ريادة ايرادات الدوله ,دون ادني تقدير لوضعية المواطن ,فجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن,خصوصا بعد ان صادق البرلمان علي خطة التقشف وتزايد وتيرة العنف الذي قامت به الاجهزه الامنيه ضد المحتجين ,وامتدت التظاهرات خارج الخرطوم من جامعتها العريقه وانتقل الي جامعات اخري .
المواجهات التي وقعت بين المتظاهرين والاجهزه الامن واستخدمت فيها الهروات والغاز المسيله للدموع واحرق خلالها اطارات السيارات وليست الدليل الوحيد علي مدي الخطوره التي وصلت اليها السودان ,بل هنالك ادله اخري تقول ان هذا البلد لم يكن بعيدا من ربيع الثورات,وان عدوي ما حدثت في الدول العربيه يمكن ان تنتقل اليه لاسيما ن مهيا لهامن نواح مختلفه ,واستطرد الكاتب قائلا !السودان قد يكون مثل تونس او مصر او سوريا وربما اخطر,معللا ان هذا البلد تتكاتف الدوافع الاقتصاديه مع نظيرتها السياسيه والامنيه بصوره خياليه .وهو ما جعل دوائر كثيره تبادر الي حد التاكيد انه سيلحق حتما بقطار الثورات العربيه ,كما ان انضمام قطاع النقابات والقوه المعارضه الاخري الي الاحتجاجات مع وجود قوي المقاومه المسلحه المطالبه باسقاط النظام كهدف وواصلت تضيقها في مجال الحريات وتكبيل وسائل الاعلام ومصادرة بعض الصحف ,فكلها علامات ومقدمات واضح علي احتمال اتساع نطاق التظاهره ,
وفي ختام المقال خلص الكاتب الي ان امر اسقاط النظام في السودان اصبح شئ واقعي من خلال معطيات الامور وتسارع الاحداث واتساع دائرة التاييد للمتظاهريين في داخل البلاد وخارجه ووصل الامر الي بلاد المهجر والذي بدات بالخروج لتظاهره امام جميع سفارات السودان في كل انهاء العالم (اوروبا,امريكا ,كندا ) ,اذا الي اين ستحل طائرة البشير المطالب من قبل لمحكمه الجنائيه وما هي الخيارات المتاحه لحكومته التي هي الاخري تعاني من انقسامات وخلافات داخليه وهنالك استفهامات كثير ؟؟؟لننتظر الايام القادمه.
كاتب مصري