أنها دعوة للجميع : (جمعة لحس الكوع ) .. حرية أو ركوع

أنها دعوة للجميع : (جمعة لحس الكوع ) .. حرية أو ركوع
خضرعطا المنان
[email protected]
مقــدمــة : اليوم الجمعة المصادف 28 يونيو 2012 يوم لامتحان حقيقي يكرم فيه المرء او يهان .. أو هكذا تنظر اليه الملايين ممن صرعتهم عصابة الانقاذ بسياساتها الرعناء وممارساتها الغبية على مدى 23 سنة .. يوم التحدي أمام العالم بأسره .. فاما انتصار يعيد للسودان والسودانيين كرامتهم المهدورة أو (ركوع) لمن تحدى ارادة أمة بأكملها بتلك العبارة الصبيانية ( لحس الكوع) .
*************************************
لم يصبح من حل أمام هؤلاءالذين آثروا الخروج للشارع وتحدوا كل تلك الجيوش الجرارة من ( رباطة ) و(دفاع شعبي ) و( مجاهدين ) و ( جهاديين ) و( شراذم أمن ) وأفراد ( بوليس الآداب ) وذيولهم من ( شرطة أمن المجتمع ) و( كتائب المشير ) وما تبقى من قوات مسلحة أضحى دورها المهين ( تمامة جرتق ) في حماية الوطن والمواطنين ( دخول خليل أمدرمان في وضح النهار واحتلال هلجيج بالقوة ) .. قوات تحورت مهامها المعروفة لتكون مهمة – رغم عظمها – مختذلة في حماية المشير من مقصلة العدالة الدولية وبقية العصابة من مرافقته الى (لاهاي) حيث المستقر المنتظر .

( جمعة لحس الكوع ) يوم مفصلي في حياة كل الذين أذلهم الاسلامويون ودفعوا بأبنائهم سواء لمحرقة الجنوب أو جريمة دارفور أو مهزلة هجليج .. وكذلك فرصة تاريخية لرد الحق لأصحابه من أهل السودان ممن نهبت أموالهم عبثا وفسادا أو من أهينت كرامتهم على مدى 24 عاما .. أو فقدوا أعزاء لهم في تراجيديا الهمجية والعبث الصبياني المجنون في حروب لا تزال أوارها مستعرا ( دارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الازرق ) .. أو قذفت بهم هذه العصابة الرعناء الى قارعة الطريق باسم ( الصالح العام ) أو من أستبيحت رجولتهم في ( بيوت الأشباح ) سيئة الذكر أو خرجوا منها مهدوري الكرامة والكبرياء .. أو أولئك الذين تشردت أسرهم وعائلاتهم مجبرة في أصقاع هذا العالم الفسيح فتفرقت بهم سبل الشتات وبعثرت شملهم بلاحساب.
( جمعة لحس الكوع ) يوم من أيام التاريخ السوداني .. يوم كسرأنف من تعجرف وطغى وتكبر وظن أن ( لحس الكوع) أهون عند شعبه من الخروج للشارع أو حتى الهتاف بسقوطه !!..انه أنه تحد سافر يستفز المشاعر ويستثير الاحساس بالاستخفاف بشعب جسور سجل أروع ملاحم الانتصار في تاريخنا الحديث مرتين : الأولى في 21 أكتوبر 1964 والثانية في 6 أبريل 1985.
( جمعة لحس الكوع ) يوم ليس ككل الأيام حتما .. الرهان عليه يقوم على أن من يسعون لجعله كذلك هم أولئك الشباب الذين تنادوا الى الشارع وظلوا على مدى عشرة أيام بلياليها يقارعون (خفافيش الظلام) و(جرذان الانقاذ) وحدهم دون أن يقودهم حزب أو تيار أو أي واحد من تلك (الديناصورات الشمطاء) التي تجاوزتها اللحظة وركلتها في زاوية النسيان قسرا .. فغابوا جميعا عن المشهد الشرفي الخرافي العظيم .
فليخرج الجميع في هذا اليوم التاريخي زرافات ووحدانا ليس في السودان فحسب وانما في كل شبر يعيش عليه سوداني يعرف قيمة بلده وحجم المأساة التي يعيشها أهله في الداخل .. وليعلموا كل هؤلاء أن رب العباد وحده يعلم كم عانوا وتعذبوا وذاقوا الويلات لأكثر من جيل .. ولم يتبقى أمامهم من مخرج سواء أخذ الأمور بيدهم عنوة واقتدارا ردا على تحد من لبسوا عباءة الاسلام زورا وبهتانا وأفتروا على الله الكذب .. وقديما قال الشاعر :
لا تسقني كأس الحياة بذلة بل أسقني بالعز كأس الحنظل
كأس الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *