صراع المصالح فى السودان :بقلم /موسى حسن الطاهر
نبحث لانفسنا عن نصف فرصة نشترى ضمائرنا ونعيش احراراً … بينما يبحث الاخر لنفسه عن فرصة ليبيع ضميره ويموت الف مرة وهو عبد لمصالحه …
تعمدت فى هذه الاطلاله ان ابدء هذه الزاوية بهذه الكلمات لعلها تثقب الجدار العازل للجهل بالحقيقة فى مجتمع استشرى فيه الفساد وسوء الاخلاق والمحسوبية واضحى صراع المصالح هو الداء العضال والسمة الغالبة الاساسية فى التعاملات على الساحة السياسية السودانية بكافة مناحيها المختلفة حتى اصبح جزء من مكون المجتمع البسيط …
لعل الملاحظ لتركيبة المجتمع السودانى يجده شعب يحب الجديد ( التقليعة) دون النظر الى ماهو ايجابى فى هذا الجديد او السلبى ، لذا نجد ان صراع المصالح الذاتية على حساب الاخرين فى الساحة السودانية بالتحديد اصبح التقليعة الجديدة و جزء من السياسات المتبعة وذلك بفعل التحولات السريعة لبنية المجتمع وتركيبة الهياكل الادارية فى المؤسسات الحكومية بفعل انتهاج السلطة الحاكمة لسياسات غير اخلاقية فى ادارة الحقب الوزارية …
هناك اليوم من يرفض كادر طبى ماهر فى مجاله لايفاد ابن اخته غير الجدير فى مكانه والمثال يطبق على كافة الاتجاهات هناك من تدفع له السلطة المال ليوقع بأخيه فى زنزانة الاعتقال مقابل حفنة من الدنانير. اصبح الواقع لا يطاق والمرارت تزداد والحقيقة الوحيدة هى كلاً يبحث عن مصالحه ، اصبح المجتمع السودانى مريض ونحن افراد هذا المجتمع علينا ان نعمل سوياً من اجل صحة المجتمع …
ان صراع المصالح فى السودان دون القاء بال الى مثال عن حزب معنى او شخص او مؤسسة او حركة تحررية لان الامثلة كثيرة الصراع لم ياتى محض صدفة بل بتخطيط منظم من النظام القائم الذى يسعى الى تفكيك البنية الاجتماعية باستخدام سياسات استبضعها من الخارج افكار لاتتماشى والمجتمع السودانى بغية سيطرته على مفاصل الحكم واشغال الشارع بصراعات جانبية ونجحوا فى ذلك بانتهاج سياسة الافقار وغيرها من التقسيمات الطائيفية حتى اضحى الفرد يسرق لقمة جاره ولا يهمه ان كان جاره سيموت جوعاً بدلاً من ان يموت وهو يواجه من سرقهم قوتهم ، ان المجتمع السودانى الذى كان فى قمة الاخلاق انحدر الى قاع اللاخلاق …
كل ذلك والمجتمع يتحول من محل اشادة وتقدير الى القاع بفعل السلطة التى مارست سياسات اصبح بها المجتمع مهزوم لا يحرك ساكناً كل همه نفسه ، بفعل سلوك ضحايا النظام خلال العشرون سنة الماضية ومن يتم توكيلهم من ابناء الشعب لحرق القيم والاخلاق فى المجتمع على الرغم من انهم اضعف حلقة من حلقات المجتمع الا انهم سيطروا بأدواتهم القذرة على المجتمع السودانى والكارثة فى السلطة الرابعة التى يفترض بها ان تكون محل حياد وتعمل على توجيه الشارع بأستقامة اصبحت هى الاخرى بلا جدوى فى كثير من الاحيان .
على الاقلام الصحفية الشريفة ان تستمر فى المعركة بذات الوعى والاصرار لان المعركة اصبحت معركة مصير مشترك لنا نحن كجيل ناهض حتى نوجه المجتمع الى ما هو اصلح وبناء مواقف اخلاقية لان النظام القائم يراهن على تقسيم الكل الى اتجاهين متصارعين ليستفيد هو من مجريات الصراع وللأسف نجح فى ذلك فى تفتيت الحركات التحررية حتى اضحت بعض الحركات تفتقر الى أليات حقيقية لمواجهة النظام ورويداً رويداً تفتقر الى منهج واضح لها فى الصراع …
الشارع السودانى يفتقد الى التوجيه السليم لايجاد ثورة تخرج من عمق الشعب لذلك مازلنا نتخبط فى اتخاذ القرارات التى تخصنا حتى عندما نتخذ قرار المواجهة واسقاط النظام يصبح بيننا الصراع ليس فى كيفية اسقاط النظام بل يبقى الصراع فى ايقاف محاولات اخرى تحاول اجهاض سعينا فى ذلك لنبقى نصارع اتجاهين الاول النظام والاخرى انفسنا هذا ما استطاعت ان تفعله بنا الحكومة ما لم نوحد جهودنا وننبذ المصالح الشخصية ونحدد العدو الحقيقى ونتناسى الساسة السودانين جانباً لن نفلح الا فى توزيع الكراهية بيننا لن نفلح الا فى جمع اكبر قوى قذرة تتلاعب بمقدرات الشعب السودانى ، معظم الساسة السودانين الذين اتيحت لهم فرصة الحكم والذين لم يحكموا منذ سنة 1956 وحتى الان وكل بويتات التفكير السياسى ومؤسسات تشكيل الراى العام عجزت فى الحفاظ على جزء حبيب من الوطن فرطوا فى وحدة السودان فى الجنوب واهملوا القوى الاجتماعية فى دارفوروساهموا فى انهاك القوى الاجتماعية فى شمال السودان وتناسوا شعب البجا فى شرق السودان والان اصبحنا نتحدث عن خيارات لانفصال دارفور لان لياقة العمل السياسى فى السودان عجزت فى ان تبقى الخيار الديمقراطى هو الخيار المستدام فى الشارع السودانى ، مع كل ماتقدم من اسباب ارى انها كافية لينتفض الشارع السودانى مع توجيه الاقلام الصحفية الحقيقية من اجل صياغة واقع جديد دون الاتكال على الساسة السودانين اصحاب المصالح الشخصية ذات التجارب السياسية الفاشلة و من اجل ايجاد حلقة وطنية صادقة تقود الاجيال القادمة الى بر امن علينا ان نتحد ونحدد ماذا نريد حتى نحرر انفسنا من الزل والهوان .
[email protected]