ثلاثية صناعة الموت لدارفور

على ابوزيد على
قيادى بحركة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور السيسى وهو ايضا يشغل منصبا رفيعا فى احدى اجهزة السلطة الاقليمية و يدرك اهتمامى فى الحصول على معلومات موضوعات الحرب والسلام فى دارفور و التى اعتمد عليها فى تحليل الاوضاع فى الازمة فقد كان يحدثنى عن خلاف بعض قيادات حركة التحرير والعدالة مع رئيس الحركة والتفكير على ابعاده من رئاسة الحركة والسطة وبرر القيادى ان السبب الاساسى لعدم اهلية الدكتور السيسى لقيادة الحركة انه لم يحارب وليس له جنود مقاتلين فى الميدان مثل فصيله والفصائل الاخرى وهم الاجدر لقيادة الحركة والسلطة
اصابتنى الدهشة رغم عدم ثقتى فى كثير من قيادات الحركات المسلحة الذين يبرمون اتفاقيات السلام ويتصارعون على المغانم الوظيفية ثمنا للتضحيات دهشتى فى المعيار الذى يؤهل صاحبه لتسنم القيادة فالدكتور التجانى سيسى الذى اعرفه وارصده استاذا جامعيا مهموم بالعمل العام وحاكما لاقليم دارفور الكبرى وموظفا امميا فى المؤسسات الاقليمية والدولية لم تشفع له كل المؤهلات العلمية والخبرات المتراكمة فى العمل العام السياسى فى الداخل والخارج بان يكون رئيسا للحركة طالما لايملك مقاتلين يجيدون انتاج العنف والدمار ويصنعون الموت فحتى الذين وقعوا على السلام ليحققوا الامن والاستقرار للمواطنين فان اهلية القيادة والحكم لمن يملك المقاتلين
ففى ظل هكذا تفكير واعتقاد كيف لمجموعات المجتمع المدنى الدارفورى ممثلة فى منبر المجتمع المدنى يرئاسة الاخ الاستاذ محمد عيسى عليو والدكتور امين محمود ونحن نكابد لاسماع صوت اهل دارفور ومكانه فى الحوار الجامع او يتسنى لمجموعة الحوار الداخلى صنيعة السلطة الاقليمية فى حراكهم لتحقيق الامن والسلام الاجتماعى عبر الحوار واليات التمدين غيرلغة المقاتلين و السلاح
وثانى الثلاثية ما كتب الاستاذ اسحق فضل الله فى عموده حاطب ليل وهو يضع صورة للاضطرابات الامنية فى الدول الافريقية التى تحيط بالسودان –ليبيا ومصر وافريقيا الوسطى وفى جملة واحدة اشار الى التمرد الذى لاح فى شمال دولة تشاد الشقيقة ولما لدولة تشاد من قربى وبتثير كبير ومباشر فى خاصرة السودان الغربية فقد اعملت التقصى عن حقيقة التمرد الذى يلوح فى الافق ولمن من القوى المعارضة للرئيس دبى دور فيه ان كانو متبقى الفيلق العربى الذى كان يقوده الشيخ ابن عمر قد تم اعادة انتاجه من ليبيا مابعد القذافى ام وراءه الرؤساء التشادين المخلوعين وقد حقنت بعض عروقهم فوضى الصراع فى غرب افريقيا
الذى اشار اليه الاستاذ اسحق فضل الله ليس تمردا حتى الان ولكنه مشروع فى طور التكوين لاحد مصاتع انتاج الموت فى دارفور ممثلة فى عشرات الالاف من الشباب الذين يمتطون سيارات الدفع الرباعى المدججة بالاسلحة الثقيلة والخفيفة وهم يجوبون المنطقة الصحراوية فى جنوب ليبيا والشمال الغربى للسودان والشمال الشرقى لدولة تشاد والغالبة العظمى من ابناء السودان تمثل احدى القبائل الدارفورية الصحراوية الكبرى وامتداداتها الاثنية لدولة تشاد القوة الضاربة فى المجموعة
اصل الحكاية وحقيقة هذه المجموعة انه وقبل ثلاثة اعوام تقريبا وحمى التنقيب عن الذهب قد صرع عقول الشباب فى السودان وقد لاحت امارات النجاح والثراء فى المنطقة التى تقع فى الجنوب الشرقى لدولة النيجر والتى جذبت اليها عشرات الالاف من ابناء السودان وتشاد والذين انتشروا فى المنطقة يمارسون التنقيب ويدفعون الرسوم والاتاوات للاجهزة الرسمية ولاصحاب الارض فى المنطقة وتعرضت مجموعات المنقبين العشوائين حسب افادات الذين عادوا الى السودان قبل تازم الاوضاع الى صلف وجبروت وعنف العصابات المنظمة مما دفعهم للتجمع والتسلح لحماية انفسهم وما يتبقى من ثرواتهم الذهبية ورات فيهم سلطات النيجر مجموعة اجنبية مسلحة منتهكة لامنها القومى بيما رات دولة الجزائر فى المنقبين المسلحين مجموعات ارهابية نامية وشنت على المنقبين حملات عسكرية وغارات بالطيران نفذتها الجزائر شتت المنقبين وافرغت المنطقة من وجودهم
حسب افادات مصدر مطلع بالوضع فان مايقارب الثلثمائية عربة دفع رباعى مسلحة هربت من المنطقة بالنيجر نحو ليبيا المضطربة تصدى لهم الثوار الليبين فيمموا شمال تشاد التى بدورها تصدت للمجموعة واستولت على ما يقارب ال120 عربة وانتشرت البقية فى المنطقة الصحراوية الليبية التشادية السودانية وان صدقت الروايات فهذ المجموعة تمثل بركانا مكتوما ودارفور فى دائرة تساقط الحمم
وثالث الثلاثية الملتهبة ما تحدث لى به ضابط عظيم متقاعد عمل لفترة فى المنطقة الجنوبية الغربية لولاية جنوب دارفور عن مثلث برمودا السلاح المتداخل بين السودان وتشاد وافريقيا الوسطى وهى المنطقة التى صارت مصدرا للجريمة وتجارة الموت فى المنطقة الافريقية باسرها وليست للدول الثلاثة صاحبة الارض سيطرة على تلك المنطقة
هذه المنطقة تاريخيا كانت موطنا لاذلال الانسانية فى تجميع الرقيق من مناطق دول غرب ووسط افريقيا وترحيلهم عبر الطريق المشهور الذى يخترق سلطنة دارفور ويعبر الصحراء الكبرى حتى سواحل البحر الابيض المتوسط كما جاء فى كتاب المؤرخ التونسى
ومرة اخرى يعيد التاريخ المشئوم نفسه لتصبح المنطقة قبلة المجرمين وسوقا رائجة لسيارات الدفع الرباعى والاسلحة المهربة والمنهوبة ومخلفات الحروب الاهلية فى معظم دول القارة معروض لمن يرغب من الافراد والعصابات وصناع الموت
المنطقة المذكورة واحدة من اهم موارد السلاح للقبائل فى دارفور وقد اصبح للسلاح والذخيرة سماسرة ووسطاء وتجار يقومون بجلبها من تلك المنطقة الى الاسواق السرية والعلنية فى نجوع وقرى دارفور ومناطق الازمات الاخرى لتكون الحروب القبلية اكثر شراسة وفتكا وحصدا للارواح وتدميرا للثروات
ولله الحمد
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *