بسم الله الرحمن الرحيم
الى الخليل فى خلده
يا من اخترت المسك و العنبر…. مؤمنآ بالقضاء و القدر….يا من ركبت التاتشر….مثقلآ باعباء هذا الدهر….فلم يضنك عبء سفر….ولم تستسلم لطول سهاد و سهر….يا من قاتلت بصبر….طالبآ الشهادة او النصر….الى ان شاء القدر….فرحلت مع اذان الفجر….و فى ليلة من ليال الخيانة و الغدر….ربما كانت ليلة القدر….رحلت لتكون للسودان اثمن مهر….و تبقى لشعبك عنوانآ كما المطر…!!!!
بهذة الكلمات البخيلة نتذكركم ايها القامة الذى ندر الزمان ان تجود بمثلكم, يا من افنيت جل عمرك فى خدمة معانى الانسانية, العدالة, والمساواة و فى سبيله نلت الشهادة بكل كبرياء وسط جنودك الاشاوش.
نعلم ان ابواب الحياة كانت غير مؤصدة امامكم للعيش برغد متناسيآ اهات الهامش السودانى, و برغم ذلك اخترت طريقآ محفوفآ بالمخاطر, لماذا كان كل هذا العناء؟ دعنى اجيبك ببساطة! لانك ولدت من رحم هذة الامة العظيمة! فالابن البار لا يقر السؤ باهله. مستمدآ بسالتك و مجدك من قيمه و مؤرثاته….!!!
برحيلك ظن الاعداء بان ثورتنا قد كتب لها الزوال, ولكنهم قد تناسوا كما عاهدونا دومآ ان مدرستكم خالدة مع رحيل روحك الطاهرة بجوف طير خضر كنت تتوسد بريشها مغردآ على سماواءت الجنان و ازداد المنافحين و المدافعين عن مشروعكم.
بهذة المنوالية كانت النتيجة كالصاقعة على رؤس الاعداء, بعيد رحيلك اتئ غربنا الحبيب و اتئ كردفان الخير واتئ النيل الازرق المتدفق اقدامآ وجسارة فكان عطاء اللقيا “الجبهة الثورية” الخنجر المسموم فى خاصرة المؤتمر الوطنى.
بعيد رحيلك اشتد الليل ظلمة ولكن ثمة خيط رفيع لاح فى الافق اعقبها ميلاد “الفجر الجديد” موضحآ معالم مدرستكم الراشدة!
نتذكرك ايها الخليل ومنا من بمعسكرات النزوح ومنا من بالمنافى والملاجئ ومدن الهامش ومنا من بساحات الوغى, الكل يعمل بجهد دفاعآ وارساءآ لقيم الانسانية تلك القيم و المبادئ التى كنت تنادى بها, عاقدين العزم للاحتفاء بذكراكم بالخرطوم فريبآ انشاء الله…..!!
مدينتك التى زرتها فى رابعة النهاراقتدارآ وافتخارآ سوف ندخلها فتحآ مبينآ ونتراقص طربآ على انغام نقارة تشق صداها عنان السماء! فاعلم وقتها قد انتصرنا….!!!
ارقد بسلام ايها الهمام…..
زكريا عثمان بنقو
31-12-2013