دار فور: بين القضيه الاساسيه والرغبات الشخصيه

دار فور|| بين القضيه الاساسيه والرغبات الشخصيه
بقلم:جمال الدين
شايب— اونتاريو

احيانا تحدث اشياء في حياتنا فتحدث تقييرا جزريا, بمعني ان كل شئ في حياتنا يصبح مقلوبا علي عقبيها فيختلط الامور كما الحابل بالنابل فهنا نظل نبحث عن الحقيقه الغائبه ,فالسؤال لماذا تحصل هذه الاشياء الفظيعه الغير انساني؟لماذا كل هذه الانانيه المفرطه؟ ما المقصود من التطهير العرقي المنظم الذي تمارس في دار فور؟هل يعني التركيز بتقيير اللون ام العرق ام الشكل ام الذات ؟ وثم ماذا بعد هذا؟

القضيه الاساسيه هي الظلم ,المرض ,الفقر, هي اليات التهميش الممنهج المتعمد من قبل جميع انظمة الحكم المتعاقبه في السودان الناتجه من عدم وجود البنيه التحتيه الضروريه كالمستشفيات, ومياه الشرب ومراكز للرعايه الصحيه وطرق لربط الارياف بالمدن الرئيسيه ومدارس وهي خدمات الضروريه لاستمرار حياة البشريه في اي من بلدان العالم , فمن مسؤليات الدوله تقديم تلك الخدمات للجميع في داخل الوطن الواحد دون تمييز بين الاقاليم , لكن للاسف ما انفردت به النظام الحالي هي كانت الاشد قساوة و اكثر وقعا في نفوس البشريه, لانه اضاف لما سبق ذكره كراهية جديده و اهان كرامة الانسان والانسانيه, بالقتل, والتشريد والاغتصاب والحرق وهي ابشع انواع الجرائم ضد الانسان.
فبذلك تؤكد النظام ان عقليه الهيمنه والتصلت علي الضعفاء هي عقليه متوارثه بين العصابه المتحكمه في السلطه حتي يمكنهم من ذرع روح الانهزاميه والخوف في نفوس الشعب المغلوب علي امره ممايسهل لهم بسط سياسةالتبعيه المفرطه.

المعلوم ان التاريخ لا يكتب نفسه من الفراغ بل انما هو مجموعه من الاحداث ووقائع ومتقيرات تقع علي امة معينه فى زمان ومكان محددين وعلي اثر ذلك يحدث تقيرا جزريا في تلك الامه سلبا ام ايجاب كما ان الامه نفسه جزء اساسي من مكونات تلك التاريخ بحيث ان يكتب لكل فرد من تلك الامه بقدر ما اسهم به سوي كان دوره فاعلا ام مفعولا به, لذا نجد ان ما يجري من الاحداث منذ بدايه الكارثه في دار فور حتي الان وهو بداية مولد لتاريخ جديد الذي يكتب بدماء الشهداء من ابناء الهامش كي ينتصر الحق علي الباطل واذالة دولة الظلم, فهنالك عدة لاعبين الذين يلعبون ادوارا اساسيا مباشرا وغير مباشره سلبا ام ايجابا وهي متمثله في,
اولا:
حكومة المؤتمر الوطني ومليشياته الذين ارتكبوا وماذالوا يرتكبون ابشع انواع الجرائم في حق شعب دارفور الابرياءوهي التي تم تصنيفها بجرائم (الاباده الجماعيه,وجرئم حرب وجرائم ضدالانسانيه) واثر ذلك اصبحوا من كبار المجرمين في التاريخ البشريه الحديث بعد جرائم الاباده الروانديه وبالتاكيد وهو دور الفاعل و المتسبب الذي افتعل تلك الكارثه مما لا شك انهم سيواجهون مصيرهم اجلا ام عاجلا والمعروف دائما ان ردة الفعل اقوا من الفعل نفسه في الاتجاه المعاكس.
ثانيا:المقاومه الدارفوريه وهم شرفاء من ابناء دار فور الذين قدموا انفسهم رخيصة من اجل نصرة المظلومين واعادة حقوقهم المسلوبه من قبل الشرذمه الطاغيه التي اساءت استخدام السلطه والثروه, والقاده الشرفاء من ابناءالهامش هم صناعالتاريخ لشعب الهامش لان صناع التاريخ الحقيقيون هم الذين يحملون هموم شعوبهم, فمنهم من قدم اروع البطولات والتضحيات وروي بدمائه الطاهره من اجل القضيه ومنهم ماذال مواصلا في النضال ايمانا بالمبادئ والقيم حتي ان يتحقق النصر ويسترد حقوق الضعفاء واليتامي,وهنا نود ان نحيي كل الثوار والقاده من ابناء الهامش وفي كل الحركات وبالاخص ثوار وقادة مؤسسة العدل والمساواه الذين قدموا اروع البطولات والتضحيات واثبتوا ان للهامش صوت وقول وان
تراكم الظلم يولد الابداع ويحيي الامل وينتصر الاراده, حقا انهم ليسوا نمور من ورق ولكنهم اسود يعشق الترحال لتملا الكون حريه, وقد تميزت العدل والمساواه في كثير من الاشياء بينما تاثرت الاخرون بفيروسات المؤتمر الوطني , واستطاعت ( الحركه) ان تحدث تحولا تاريخيا في ثقافة الثوره وقمة التحول كانت بمعركة امدرمان الاولي والتي كانت بمثابة صدمه للنظام ولفتة نظر للمجتمع الدولي كما اظهرت قوه موسسه العدل والمساواة نفسه واجبار النظام للاعتراف بقضيه اهل الهامش.
ثالثا: اما المجتمع الدولي رقم ما تقدمها المنظمات الانسانيه في معسكرات النازحين واللاجئين الا ان دوره يكتنفها شئ من الغموض والضبابيه وهنالك ازدواجيه في المعايير في ما يخص التعامل بجديه مع ما تصدره محكمة الجنائيه الدوليه ومجلس الامن من قرارات في شان قضية دارفور واصبحت الدول المؤثره تتحرك وفق مصالححها الخاصه مما جعلت قضيه دارفور ماده قويه للمساومات بين النظام والمجتمع الدولي وهذا مالا تخدم قضيه دارفور ويطول الصراع ويزيد المعاناة للاجئين والنازحين.

بلا شك ان كل تلك الاحداث هي مقتضيات مرحله و ايضا هي فعاليات التقيير التدرييجي القادم للسودان الجديد التي يتساوي فيه كل الوان الطيف السياسي والديني والاثني ولكن علي كل الانتهازيين واصحاب الضمائر الميته من ابناء دارفور الذين باعوا ضمائرهم وانحرفوا عن المبادئ لاشباع رغباتهم ومصالححهم الشخصيه ان يعلموا ان كل ما تجري من الاحداث في جزء من تاريخ الامه , سيكتب علي صدره كل صغيرة وكبيره وكل من ارتزق من المؤتمر الوطني وباع حقوق اليتامي والارامل مستقلا انتمائه القبلي او العرقي او الجهوي فسوف لايجد الا الزجر ولايغفرله ومكانته لا يقل عن المجرمين الذين ارتكبوا في حق الضحايا من ابناء دارفور, نعم لا احد يستطيع ان ينكر اثر القبيله كوحده اجتماعيه مؤثره و دورها في تركيبة مجتمع دارفور ولكل فرد الحق في الانتماء لقبيلته والافتخار بها كجزء اساسي من التركيبه الاجتماعيه وهذا شئ فطري اوجده الله في نفس الانسان منذ الميلاد, لكنه لايجب ان يتعدي تلك الحدود المعنويه الي اساءة مفهوم القبيله وتحويلها الي سلعه رخيصه يمكن ان تباع وتشتري بارخص الثمن وهدم كل ما بناه الاخرون من بطولات وتضحيات, وبكل تاكيد ان المرتزقين والانتهازين غير مرغوبين ا لا في اي مجتمع فليذهبوا غيرماسوفين لانهم خونه,كما قال تعالي:(لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولا وضعوا خلالكم يبغونكم الفتنه وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين) صورة التوبه:الايه(46), نعم هذه هي صفات المتخاذلين ولكن ثورة الهامش اقوي من ان تتاثر بمثل هؤلاء الشواذ, وليتهم يتذكروا يوم ان يتحقق الحلم الكبير وانهاء دولة الجلابه التي قامت علي اكتاف الغلابه ويكتب الفرحه علي جبين اليتامي وكل المهمشين ومن ثم ستبقي لوحتان في صدر الذمان ليخلد ذكري و تاريخ اهل الهامش الي الابد هما:( لوحة شرف تحرير السودان) وسيكتب علي صدرها كل الشرفاء من القاده والثوار الذين اسهموا في الكفاح من اجل العداله والحريه والمساواة وبناء السودان الجديد, حتما ستفتخر بهم كل الاجيال القادمه وسيحتفل بهم ايضا. اما الخونه والعملاء سيدرجون اسمائهم في الدرك الاسفل من لوحة الخذي والعار والغدر والخيانه وكل ما ذكرت اسماءهم تبعتهم اللعنه وهي جزاء مااغترفوه من الذنب في حق الضعفاء . واخيرا تحيه خاصه لقوي المقاومه والذين استجابوا لصوت العقل ووضعوا ايديهم فوق بعض من اجل القضيه فاعلموا ايها القاده الكرام ان في وحدتكم انتصار عظيم لارادة شعبكم فمهما اختلفتم فالقواسم المشتركه
تجمعكم.
وشكرا.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *