حرية الصحافة والتعبير . ممدوح محمد يعقوب رزق

حرية الصحافة والتعبير . ممدوح محمد يعقوب رزق                                        
 [email protected]
تعتبر الصحافة وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري التي تعبر عن تطلعات المجتمع من خلال مناقشة القضايا التي تهم المجتمع كما لها اثر في إحداث عملية التوعية للمجتمع بالقيم الاجتماعية. إن ما حققه الصحافة الغربية والإعلام الغربي نتاج لتقدم الشعوب الغربية في مجال حرية الصحافة والتعبير وقبول الرأي والنقد ولكن الصحافة في بلداننا وخاصة السودان تعاني من كثرة العقوبات والقوانيين المقيدة لحرية وسائل الإعلام التي تفرضها الأنظمة الحاكمة لمصادرة حرية الصحافة والتعبير وإعتقال الصحافيين تحت ما يسمى بالخطوط الحمراء التي لا يمكن لأي كاتب أن يتجاوزها ، لذلك ظلت الصحافة في السودان لا تستطيع عن تقدم دورها الحقيقي في مجال التوعية والتثقيف ونقد مؤسسات الدولة بسب القوانيين المقيدة للصحافة مما أدي إلي تخلف المجتمع بعدم وصولهم المعلومات الصحيحة التي تحيط بهم والوضع الراهن حيث لا يوجد مقارنة بين الصحافة في الدول الديمقراطية والصحافة في السودان حيث الصحافة في الدول الديمقراطية تعتبر السلطة الرابعة فهي تنقل للجماهير المعلومات الحقيقية وتطرح القضايا الساخنة كما تكشف حالات الفساد ولكن الصحافة في السودان زلت محدودة التأثير في الجوانب الإجتماعية والسياسية وهذا كله بسبب تقيد حرية الصحافة والرقابة المسبقة واللاحقه على الصحف .ان تقيد حرية الصحافة تأثر في عدم نقل المعلومات للجماهير عن ما يحيط بهم أن التقدم الإجتماعي والثقافي والفكري والعلمي لا يأتي إلا من خلال حرية الرأي والتعبير ، حرية الصحافة والمطبوعات دونها لا يستطيع المجتمع من التقدم في هذه المجالات وينتشر الجهل والأمية والتخلف لأسباب فرض الرقابة على الصحف من قبل الأجهزة الأمنية والشرطية التي تعمل على مصادرة المعلومات ونشر المعرفة ومستجدات الأحداث في الساحة السياسية وخاصة أثناء الإضطرابات والأزمات السياسية والإقتصادية . إن الصحافة ووسائل الإعلام في الدول الأقل ديمقراطية ، وبعض دول العالم الثالث في كثير من هذه الدول وسائل الإعلام الجماهيري ( الراديو ، التلفزيون ، الصحف ) مملوكة للأنظمة الحاكمة فهي تقيد حرية الصحافة والفكر والإبداع من خلال تملكها لوسائل الإعلام وفي هذه الحال تكون وسائل الإتصال الجماهيري غير محايدة ولا تسمح للاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني نشر برامجها واهدافها علماً بأن الصحافة ووسائل الإعلام هي السلطة الرابعة من حقها أن ترسل رسالتها لجمهور وسائل الإعلام بكامل حريتها دون تقيدها لأن الصحافة والإعلام الجماهيري هي السلطة الرابعة ينبغي ان تؤدي  دورها الحقيقي في نشر الفكر والمعرفة والثقافة وإلمام الجماهير بكل ما يحيط بهم . إن التحكم في وسائل الإعلام في هذا العصر الذي عرف بالعولمة وعصر تدفق المعلومات لا ينبغي تقييد حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى لأن هذا العصر عصر المعرفة من حق الأفراد والجماعات الوصول إلي المعلومات التي تحيط بهم وحقهم في نشر آرائهم وأفكارهم . ولكن في دول الغير ديمقراطية وبعض البلدان العربية وسائل الإعلام الجماهيري ملكية الدولة ولا تستطيع الصحافة والقنوات الفضائية في مناقشة القضايا التي تهم الشعب ونقد سياسات الدولة الداخلية والخارجية ونظام الحكم ،كما يمنع  أي محاولة من الصحف الحزبية المملوكة للأحزب السياسية الأخرى نقد مؤسسات الدولة التي تسمى بالخطوط الحمراء وهي الخطوط التي تتعارض مع أهداف ومبادئ خط الحزب الحاكم وفي هذه البلدان التي تنعدم فيها حرية الصحافة ووسائل الإعلام تفرض الرقابة على الصحف وإعتقال الصحافيين ويصل إلي حد تعذيبهم  وقتلهم . وسائل الإعلام في بلداننا مقيدة بالقوانيين التي تمنع الصحف من تلبية إحتياجات وتطلعات المجتمع  ولا تستطيع الصحف ممارسة دورها الحقيقي كسلطة رابعة وتعمل بكل حيادية دون ملكيتها وتقييدها بقوانيين . ان من واجب الصحافة هي الرقابة والملاحقة والمتابعة للسلطات الثلاثة وهي ( السلطة التشريعية ، التنفيذية ، القضائية ) هذه السلطات تحتاج إلي مراقبة ومتابعة من حق وسائل الإعلام الأخرى مراقبة هذه السلطات حتي لا تنفرض من مسارها بتصحيح الجانب السلبي فيها مثل الفساد أو الخلل في النظام الإداري . إن الصحافة الغربية إستطاعة ان تلبي إحتياجات الجماهير بالتعبير عن ما يحيط بهم وكل مجريات الأحداث ، ولكن ما زال الإعلام في السودان تحتاج إلي مراجعة ومتابعة حتي تؤدي دورها الحقيقي والرقابي . إن الصحافة الحرة هي التي لا يمتلكها الدولة والأحزاب السياسية بل هي صحافة مستقلة ذات رقابة شعبية هدفها نشر الوعي والكشف عن الحقائق وإلمام الجماهير بكل ما يحيط بهم وليس إخفاء للحقائق .                                                                                                                     
معاً نحو صحافة حرة أو لا صحافة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *