الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين
فليستمر المسار المتصاعد للحراك الجماهيري
إن الميقات النهائي المضروب للتفاوض بين دولتي السودان من جانب، وبين نظام الإنقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، المقدرة بثلاثة أشهر تنتهي في الثاني من أغسطس القادم، نرى حسب تقديراتنا أنها لن تصل إلى النهايات المرجوة بتوطيد السلام ووضع أسس الحل الشامل للأزمة .
و إذ نشترك بفعالية في الحراك الطلابي ضد سياسات الإنقاذ، ونتوافق مع كل القوى حول واجب الإطاحة بالنظام الحالي، إلا أن تقدير ردود أفعال النظام ضد التظاهرات السلمية في الداخل، وتكتيكاته التفاوضية في أديس أبابا، تكشف عن احتمالات يجب وضعها في الاعتبار إن أردنا إحراز النتائج التي نبتغيها .
إن القوى الهائلة التي أطلقها الحراك الطلابي وبدأت في النهوض هي تعبير عن الحوجة لصياغة شاملة لدور الدولة تجاه مواطنيها، الذي جاءت قرارات النظام الإقتصادية الأخيرة ومقترحات وفده المفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال كنكران لحق المواطنين في الحياة . فقد اقترح مفاوضو النظام ربط المساعدات الإنسانية العاجلة لمئات الآلاف من مواطني جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان بترتيبات أمنية مصطنعة . هذان القراران يكشفان عن سياسة الإبادة الجماعية ضد شعبنا في الحواضر وفي مناطق النزاعات على حدٍ سواء .
يتبقى بنهاية هذا اليوم يتبقى 41 يوماً فقط للوصول إلى حلول حول القضايا العالقة، ولا تظهر التسريبات الحالية حول مسار المفاوضات أي أفق لإتفاق محتمل . وحسب قرار مجلس الأمن 2046 فإن الإتحاد الافريقي وفريق الإتحاد الإفريقيى الرفيع المستوى المعني بالتنفيذ والأمين العام للأمم المتحدة هم من يحق لهم وضع الحلول بعد نهاية هذه المدة وسيكون على كل الأطراف الإستجابة لهذه الحلول إجبارياً عن طريق الضغوط والعقوبات الدبلوماسية و إن استدعى الأمر استخدام القوة العسكرية .
ورغم تحفظنا على إهمال القرار للأزمة في إقليم دارفور، فإننا نرى إمكانية حل شامل – و داخلي متكامل مع مجهودات المجتمع الدولي، إن إسقاط النظام الحالي هو الذي من الممكن أن يجعل من التدخل الدولي ممكناً وشاملاً ومتكاملاً مع جهودنا لإكمال بناء توافقنا القومي في آن واحد .
لقد أضاف الحراك الجماهيري أزمة جديدة للنظام، فليس في مقدوره تحقيق مطلوبات السلام الشامل مع دولة جنوب السودان وفي مناطق النزاعات، فهي تقتضي تفكيك المؤسسات الإقتصادية والأمنية والعسكرية التي تحفظ بقاءه، والسلام يستلزم التخلي عن خطاب التعبئة العنصرية والاستهداف العرقي الذي ماسك النظام داخلياً خلال الفترة الماضية . لقد أدت التظاهرات لتحطيم هذا الخطاب ومنعت انتشاره، وبالتالي أفقدت النظام القدرات التجييشية والتعبوية تحت شعارات ” العدوان الأجنبي – الغزو الخارجي ” وهذا مكسب كبير لقوى التغيير الشامل ينبغي أخذه في عين الاعتبار منذ الآن فصاعداً .
تتفاقم أزمة النظام الداخلية بتسارع كبير، ولاحل أمامه على المدى المنظور إلا إعادة اختراع العجلة ومحاولة جر دولة جنوب السودان إلى مواجهة عسكرية مسلحة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر – ما قبل قرار مجلس الأمن 2046 – بالتوازي مع محاولته تصوير أي تحرك جماهيري بأنه خيانة وطنية .
بناءً على ما سبق نطرح التوصيات الآتية:
أولاً : شعب جنوب السودان الشقيق:
1- إن الحفاظ على دولتين جارتين قابلتين للحياة يعتمد بدرجة كبيرة على الحفاظ على الروابط والمصالح التاريخية المشتركة لكلا الشعبين، الخطاب العنصري لنظام الإنقاذ لا يمثل إلا محاولة يائسة للخروج من أزمته، مصالحنا مشتركة وزوال الإنقاذ حتمي، ولسنا في حوجة لحرب جديدة .
2- نقترح إنشاء منبر للتفوض الجماهيري بين القوى السياسية في البلدين، دون المرور بحزب النظام، والإتفاق على خارطة طريق لحل القضايا العالقة بما يشمل حلاً جذرياً لسكان مناطق التماس .
3- عدم الإنجرار وراء أية محاولات استفزازية من قبل النظام تهدف للتصعيد العسكري، والاستناد إلى قرار مجلس الأمن 2046 حلو ضرورة وقف العدائيات .
ثانياً : المجتمع الدولي، الإتحاد الإفريقي، الأمين العام للأمم المتحدة :
1- الإسراع بتكوين المنطقة العازلة منزوعة السلاح استناداً إلى خارطة فريق الإتحاد الإفريقي الرفيع المستوى المعني بتنفيذ القرارات التي عرضت على الطرفين في يونيو 2011 .
2- التركيز على مراقبة تنفيذ إعادة الإنتشار خارج منطقة أبيي، ووضع الآلية الملائمة للرصد والتحقق من الإنتهاكات مع أخذ التدابير اللازمة بعدم الإضرار بمصالح الفئات التي تعتمد بصورة حيوية على توجدها في المنطقة .
3- السماح العاجل دون إبطاء بإدخال المساعدات الإنسانية والغذاء للمواطنين المتضررين في مناطق جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان والسماح بدخول موظفي الوكالات وموظفي الأمم المتحدة دون ربط ذلك بأية شروط مسبقة .
ثالثاً : قوى وحركات التغيير الجذري:
1- ربط السلام بشعارات الحراك في كل تحركاتنا الجماهيرية القادمة فإيقاف الحرب جزء من معالجة الأزمة الإقتصادية والسياسية.
2- سيستهدف النظام طلاب وسكان العاصمة المنتمين إلى المناطق المتأثرة بالحروب قبل غيرهم، وسيحاول بكل قوته إظهار التحركات الجماهيرية بمظهر العنصرية، وإن عجز عن ذلك بمحقهم السلمي كمواطنين في التعبير عن آرائهم وفصل قضاياهم عن قضايا التغيير الشامل . التحركات التي تستوعب الكل سلاحنا الأمضى .
رابعاً : قوى الثورة خارج السودان والاعلاميين السودانيين وغير السودانيين:
نتابع باهتمام تغطية وسائل الإعلام العربية والعالمية لحراكنا، ودور الناشطين والمناضلين في استخدام أدوات الإعلام البديل لكشف أكاذيب النظام، ووضحت حجم الوحشية التي يمارسها على مواطنيه، في ظل عودة الرقابة القبلية والتعتيم على أخباره في الصحف هو تمهيد لما هو أسوأ ومحاولة لعزل قطاعات كبيرة من شعبنا والشعوب الأخرى عن حقيقة ما يحدث، وتهدف لمنع التفاعل الإيجابي مما يجري، فلنعمل سوياً لكشف وتعرية النظام في كل مكان وبكل الأساليب الممكنة لكسر هذا الطوق الإعلامي .
السلام جزء من الثورة – العدالة سبب الثورة – الثورة تعبير عن الحرية ….حرية سلام وعدالة – الثورة خيار الشعب!.
الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين
22 يونيو 2012