الحوار مع المجموعات المتفلتة
الخروج من النص
تقرير : حسن اسحق
الاجرام ليس بظاهرة جديدة علي المجتعات،وهي تلازمه مادام موجود،المشكلة الاكبرعندما تتفاقم ،وتتجه نحو العمل المنظم الذي يطلق عليه الجريمة المنظمة التي تستغل الاوضاع الانفلات الامني والازمات الاقتصادية،وتظهر علي السطح بصورة واضحة مجموعات متفلتة او عصابات تمارس النهب والسرقة في الليل،سواء في مناطق طرفية وغيرها من مناطق العاصمة،وظواهر مقللة للجميع،واشهر المجموعات التي توصف بالشرسة هي مجموعات(النيقرز) تنتشر بصورة كبيرة في منطقة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل،رغم الحملات التي تقودها الشرطة في الاسبوع عدة مرات،مازالت تنهب وتضرب وتسرق الهواتف باعتبارها مصدر للنقود السريع،ويستطيع السارق ان يتحلل منها بدقائق،وبيعها دون ان يلقي القبض عليه،والمواطنون في المناطق الطرفية يشكون وان المجموعات المنفلتة،هناك من يقف وراءها دون ذكر احد،لان وجودها في المحطات والاندية،يطرح السؤال هي هناك جهة تقف وراء او تساند،عصابات( النيقرز).واسئلة تطرح من دون ان تجد اجابات شافية وحلول ناجحة،وما دور الجهات الامنية،والاجتماعية في رفعي الوعي بمخاطر المتفلتين واثرهم،وهل تستطيع جهة ما ان تجلس وتتحاور معهم،لتعرف الاسباب والدوافع،وهل بامكان الجانب الاقتصادي ان يلعب دور بديل في توفير سبل للانتاج البسيط حتي لاينحرف المراقهون الي هوة العصابات الاجرامية ،ويري متابعون ان اغلب العناصر التي تتكون منها مجموعات (النيقرز) من المراهقين،وفئة كبيرة منهم لم تكمل مرحلة الاساس.
يعول المجلس الاعلي للسلم الاجتماعي بالعاصمة علي الحوار مع هذه المجموعات،بعد الاعتراف بوجودها،واهم طريقة حسب مايراه ان وسائل الانتاج قد تشكل جزء من الحل،وقبل التمليك اشار المجلس الي اولا ضرورة الوقوف علي هذه الظاهرة ودراستها ، ويعتقد ان ماحدث في سبتمبر من عنف يجب دراسته،ويري ان البعض ان العنف لم يبدأ من احداث سبتمبر الماضية،والجامعات السودانية ظاهرة العنف فيها صارت قضايا الساحة السياسية،ومن اسباب العنف وتأزمه حالة عدم الاستقرار السياسي والفوارق الاجتماعية،وللتعليم جانب مهم في خلق مجمتمع معافي من الفوضي،والتقليل من نسبة الجريمة والحد من انتشارها.وهناك ايضا الدور الامني الذي تقوم به الاجهزة المختصة،من دور الشرطة،وما تلعبه ،وفي مناطق يعاب عليها تصل متأخرة بعد حدوث الجريمة من سرق وضرب ونهب.والمجلس الاعلي للسلم يشكو من تداخل السلطات الولائية والاتحادية،هذا التداخل يعيق القيام بعملهم بشكل كامل،وكشف عن الدور الذي قام به المجلس بتسليم شرطة الولاية اسماء الجماعات المتفلتة،وهذا يشير الي التنسيق بين المجلس الاعلي والشرطة الولائية.
يضيف المواطن ادم نصرالدين ان عصابة (النيقرز) هي المشكلة الاكبر بالاخص في منطقة الحاج يوسف بمربعاتها المختلفة، قال ل(الجريدة) ان الفرد بات خائفا من التجول ليلا،توقع تحت اي ظرف ان تهاجمك مجموعة،وتسرق ما تملك،واذا قاومت ستتعرض للضرب بالسواطير،واضاف ان عربات الشرطة تتجول الليل كله الا انها تمارس التهديد والترويع،واعترف انه يخشي ان يرسل ابناءه الي الدكان قرب منزله ليلا.واشار الي ان المجموعات باتت تتخذ اساليب جديدة للتهرب من الشرطة، واذا قاموا بسرقة اي شخص، يذهبون الي اماكن ابعد من مسرح الجريمة ، وفي النهاية المواطن هو الذي يتضرر من هذه الفوضي،وطالب السلطات ان تكثف وجودها حتي يأمن علي نفسه واولاده وجيرانه.
اقر المجلس الاعلي للسلم الاجتماعي بولاية الخرطوم بوجود جماعات متفلتة بالولاية وشدد علي ضرورة الحوار معها للوقوف علي اسباب تفلتها والسعي الي لمعالجتها بتمليكها وسائل انتاج.ونبه المجلس علي ضرورة دراسة ظاهرة العنف التي ظهرت إبان احداث سبتمبر وارجعها لعدم الاستقرار السياسي والفوارق الاجتماعية .فيما شدد خبراء علي ضرورة اعادة النظر في منح الجنسية دون مجاملة فضلا عن توزيع الخدمات بعدالة وتحقيق مجانية التعليم العام والحذر في ادارة التنوع الاثني والثقافي وتوفير الميزانيات للمجلس.وفي السياق طالب رئيس الامانة العامة للتخطيط الاستراتيجي دكتور عمر باسان بدراسة العنف الذي صاحب احداث سبتمبر وقال ان ناتج عن عدم الاستقرار السياسي والفوارق الاجتماعية.وقال الامين العام لمجلس السلم الاجتماعي اللواء جلال الدين الطيب في جلسة الاستماع لتقرير اداء المجلس للعام 2013 بمجلس التخطيط الاستراتيجي ان انفصال الجنوب جاء مخيبا للامال لعوامل بعضها معلوم واخري مجهولة،واضاف :نواجه قنابل موقوتة في ظل وجود(متربصين)،وانتقد تداخل السلطات بين الاتحادية والولائية وطالب بمعالجتها.وقطع بتسليم شرطة ولاية الخرطوم للمجلس قائمة بالجماعات المتفلتة بالولاية توطئة لادارة حوار معها للوقوف علي الاسباب وراء تفلتها مع تمليك افرادها وسائل انتاج،واكد توفر الميزانية المطلوبة للحوار…
قامت الشرطة بتنفيذ خطة احترازية وفرض طوق امني شمل كل العاصمة،وضبط عدد من معتادي الاجرام.قالت الشرطة ان الخطة تأتي في اطار الجهود الرامية الي منع الجريمة،وبث الطمأنينة في نفوس السكان،ومساندة المحليات في العمل الامني والجنائي،وقال مدير شرطة الخرطوم الفريق محمد احمد علي ـحسب (شبكة الشروق) ان الخطة ساهمت بصورة مباشرة في منع جرائم الكسر والسرقات الليلية،واعلن استمرار تلك الحملات بصورة يومية مكثفة لاجتثاث ماوصفه ببؤر الجريمة،ومن اجل استتباب الامن بصورة كاملة في الولاية.
الجريدة
[email protected]