أطراف دارفور ترفض مخططات أجنبية ضد منبر الدوحة….الجامعة العربية تجدد دعمها للوساطة القطرية
الدوحة – طه حسين – الخرطوم – قنا:
أكد السفير صلاح حليمة مبعوث جامعة الدول العربية للسودان دعــم الجامعة لجهود الوساطة القطرية لجمع الفرقاء من أجل الوصول إلى سلام دائـــم وشــامــل ينهى مــعــانــاة أهـــل دارفـــــور . وقال حليمة – الــذى اختتم امــس زيــارة للفاشر عاصمة دارفور – إن ما يجري حاليا من تشييد لقرى العودة الطوعية بــدارفــور، يأتى فى إطــار تبني الجامعة لاستراتيجية العودة الطوعية للنازحين واللاجئين بالتنسيق مع الحكومة السودانية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، مضيفا أن نجاح تلك الاستراتيجية من شأنه أن يدفع مفاوضات الدوحة قدما إلى الأمام لارتباطها الوثيق ببعض الموضوعات المطروحة فــي الــمــفــاوضــات . فــيــمــا انــتــقــدت أطــــراف الحوار الـــدارفـــوري المجتمعة بــالــدوحــة وصــف المبعوث الامــريــكــي ســكــوت غــريــشــن لمنبر الـــدوحـــة بانه لا يــعــدو كــونــه منبر عــلاقــات عــامــة وتــشــاؤمــه من الــعــمــلــيــة الــســيــاســيــة الــجــاريــة الآن بــيــن الحكومة السودانية والحركات المسلحة . وقال رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات الوزير امين حسن عمر ان غريشن بعيد عن مناخ المفاوضات وربما إذا جاء يستطيع أن يــقــدر تــقــديــرات أقـــرب إلــى الواقع، مؤكدا ان تلك التصريحات لن تعوق مفاوضات الــدوحــة . واكـــد امــيــن حسن عمر لــدى استقباله وفــد الحكومة الــمــوســع للمفاوضات الـــذي وصل الى الدوحة امس ان الوساطة تبذل جهدا كبيرا ومـــقـــدرا، وهــنــاك جــهــد كــبــيــر لــبــدء المفاوضات الأسبوع المقبل وهناك إشارات تقدم تحدث في هذا الاتجاه، وإذا قدر احد ان المفاوضات ستبدأ خلال أيام فلن يكون تقديره بعيداً عن الواقع . فيما ألــمــح قـــادة بعض الــحــركــات الــى نية غير طيبة وراء تصريحات غريشن .
التفاصيل >>>>
وفد حكومي موسع يبدأ مشاورات اليوم بأجندة ثلاثية
أطراف دارفور ترفض مخططات أجنبية ضد منبر الدوحة
عمر: تصريحات غريشن لغة محبطة لن تعوق المفاوضات
الحركات: واشنطن تسعى لتأجيل دارفور لما بعد استفتاء الجنوب بهدف تفتيت السودان
الخليفة: حضورنا يؤكد قرب انطلاق المفاوضات بين الحكومة والحركات
ابو نموشة: لجنة ثلاثية من العدل والمساواة ومجموعتي طرابلس وأديس تضع آلية للوحدة
انتقدت أطراف الحوار الدارفوري المجتمعة بالدوحة وصف المبعوث الامريكي سكوت غريشن لمنبر الدوحة بانه لايعدو كونه منبر علاقات عامة وتشاؤمه من العملية السياسية الجارية الآن بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة.
وقال رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات الوزير امين حسن عمر ان غريشن بعيد عن مناخ المفاوضات “وربما إذا جاء يستطيع أن يقدر تقديرات أقرب إلى الواقع، مؤكدا ان تلك التصريحات لن تعوق مفاوضات الدوحة “وليس هناك سبب لهذا وإنما هو استبطاء لما يجري ولكن بلغة محبطة وكنت أرجو من الجنرال وهو أبدى حرصا كبيرا على إنجاح المفاوضات أن يكون أكثر تريثاً.
كان غريشن صرح من اديس ابابا بان العملية السياسية في دارفور شبه متوقفة على الرغم من تحسن الوضع، ووصف مباحثات الدوحة بانها “لاتعدو ان تكون علاقات عامة ليس الا”، ودعا الى الضغط على الخرطوم والحركات المسلحة للوصول الى حل نهائي قبل الانتخابات، واعلن في الوقت نفسه انه سيبقى خلال الشهر القادم بالخرطوم لحلحلة الخلافات العالقة بين الحركة والمؤتمر الوطني.
واكد امين حسن عمر لدى استقباله وفد الحكومة الموسع للمفاوضات الذي وصل الى الدوحة امس ان الوساطة تبذل جهدا كبيرا ومقدرا.. “قد يبدو للمشاهد ان التقدم بطيء ولكن إذا كان مثمراً فلا بأس من الصبر “.
اضاف عمر: “نحن تريثنا في استدعاء الوفد وقررنا ان نؤخر الوفد حتى نعطي وقتا كافيا للمشاورات.. هناك جهد كبير لبدء المفاوضات الأسبوع المقبل وهناك إشارات تقدم تحدث في هذا الاتجاه، وإذا قدر احد ان المفاوضات ستبدأ خلال أيام لن يكون تقديره بعيداً عن الواقع”.
ويضم الوفد الحكومي الذي وصل امس 19 شخصا سينخرطون في مشاورات حول اجندة ثلاثية تشمل قضايا السلطة والترتيبات الامنية والثروة، حيث اكد عمر ان الوفد الحكومي جاهز للمفاوضات مع الحركات متى ما كانت جادة.
فيما ألمح قادة بعض الحركات الى نية غير طيبة وراء تصريحات غريشن تنطلق من رغبة امريكية في تأجيل مفاوضات دارفور الى مابعد الاستفتاء على انفصال الجنوب الذي تؤيده واشنطن ومن ثم طرح قضية دارفور مجددا وفق رؤية انفصالية الهدف منها تفتيت السودان وهي الرؤية التي تعمل لها بعض الحركات الرافضة لمنبر الدوحة.
وقد شكلت الحركات لجانا ثلاثية تضم ممثلين عن العدل والمساواة ومجموعة طرابلس ومجموعة اديس ابابا تنخرط في اجتماعات مكثفة بمقر اقامتها بفندق شيراتون وتدور مناقشاتهم حول سبل تحقيق وحدة اندماجية وفق آلية عمل تحفظ على الحركات هويتها في الوقت الذي تتوحد فيه كلمتها التفاوضية امام الحكومة، حيث تفضل حركة العدل والمساواة ان تكون الوحدة تحت مظلتها باعتبارها الاكبر والتي لها وجود مسلح اكثر تأثيرا على الارض فيما تتحفظ بقية الحركات على هذا الطرح وان كانت ترى في التشاور مع الحركة مؤشرات ايجابية تقترب بهم نحو الوحدة معربين عن املهم في استئناف المفاوضات في غضون الايام القليلة المقبلة.
وحول حصيلة المشاورات حتى الآن، قال عبد العزيز أبو نموشة رئيس وفد مجموعة طرابلس: دخلنا في لقاءات غير رسمية مع كافة الحركات وتقدمنا بمبادرة لحركة العدل والمساواة ومجموعة اديس بشأن التنسيق ومدى إمكانية التوحد “. واضاف “المبادرة إلى العدل والمساواة تركزت على ضرورة تنسيق جهودنا في مسألة التفاوض وتحقيق رؤية مشتركة، وتم تشكيل لجنة التقت مع حركة العدل والمساواة في اجتماعات متواصلة ولا نتيجة حتى الآن. مبادرتنا معها ان ننسق في إطار الملف التفاوضي لكنهم يطرحون أيضاً التوحد الاندماجي وبالتالي ما زلنا في الاجتماعات للتوصل إلى رؤية مشتركة”.
وحول جهود المجموعة خلال الايام الماضية قال ابو نموشة: “أنشانا لجنة وبدانا الاجتماع مع مجموعة أديس وبعثنا بثلاثة أشخاص ورؤيتنا ان مجموعة اديس أقرب مجموعة إلينا كونهم جميعاً من حركة تحرير السودان واختلافنا معهم خلاف تنظيمي لا أكثر ويمكن ان نصل معهم لمواقف مشتركة. لا خلافات جوهرية معهم.
وحول امكانية توقيع اتفاق حسن نوايا مع الحكومة اوضح قائلا “: الحل السلمي خيار استراتيجي للجميع ونريده ان يكون نابعا من إرادة سياسية جادة من طرف الحكومة ولكن لم يطرح هذا الطرح من أي طرف.
ولم تكن هناك أي لقاءات مع الوفد الحكومي حتى الآن.
وحول دور الوساطة الليبية قال: “دورها انهم اوصلونا إلى مرحلة الوحدة وبالتالي ندير عملنا بالتعاون مع الوسيط الليبي باعتباره جزءاً من المجتمع الدولي وليبيا دولة صديقة قدمت الكثير، وطلبنا ان يكون هناك دور ووجود لدول الجوار خلال التفاوض خاصة ليبيا وتشاد “.
وحول الرسالة التي تبعث بها الحركات إلى القمة الإفريقية اكد ابو نموشة ان اطراف دارفور تطلب منهم أخذ المسألة بشكل جاد “وادعوهم إلى التعاون مع المحكمة الدولية بشأن تسليم الرئيس البشير” وجدد تمسك الحركات بمنبر الدوحة مؤكدا انها لاتسعى لمنبر آخر وتؤمن بهذا المنبر ليكون منبر التفاوض.
الحكومة جادة
فيما وصف عبد الرحمن الخليفة عضو الوفد الحكومي المفاوض حضور الوفد بانه مؤشر على جدية الحكومة والتزامها الصارم والتام لحل هذه المشلكة ومواصلة التفاوض وبشارة خير أن الامر يتقدم ولا يقف.
وعما اذا كان هناك موعد محدد لانطلاق المفاوضات قال: “لو لم يكن هناك تقدم في الامر لما قدمنا إلى هذا المكان والتعليمات منذ البداية ان القضية يجب ان تحل وهذا عهد قطعناه على أنفسنا بحل المشكلة وكذلك معاناة اهل دارفور ويجب وقف المتاجرة بهذه القضية ” واكد ان قدوم وفد حكومي مكتمل دليل على توافر الإرادة لدى الحكومة للحل منوها بان الوفد يضم كافة التخصصات المتعلقة بهذه القضية.
واكد ابراهيم محمود موسى ماديبو رئيس مفوضية إعادة التاهيل وإعادة التوطين وعضو السلطة الانتقالية لإقليم دارفور ان حضورنا يعني قرب بداية المفاوضات موضحا انه يمثل أحزاب حكومة الوحدة الوطنية مع الوفد الحكومي الذي يضم عدة جهات أخرى مثل مبادرة اهل السودان وغيرهم.. ويشاركون في وفد واحد حاملين أشواق اهل السودان جميعاً واهل دارفور..
وقال: “نأتي في اللحظات المهمة جداً وفيها تحول ديمقراطي مهم وفيها أعمال كبيرة لتحقق جولة المفاوضات النجاح المرتقب لها. جئنا من تجربة في أبوجا ودارفور والسلطة الانتقالية ونحمل آراءهم ونناقش الحركات لنصل في أسرع وقت ممكن في دارفور..
واضاف ان دارفور بحاجة إلى تنمية وإلى سلام دائم ولابد ان نتحمل جميعا المسؤولية وبالخصوص الحركات لنجتمع ونتداول ونتناقش بموضوعية وامانة ونتطلع لحوار جاد وامين وموضوعي لنصل لوفاق شامل.
واكد ان السلام يعني التنمية والاستقرار وان توافر الامن عامل رئيسي للاستقرار والتنمية.. مضيفا اننا نعاني في قضية الأمن وان المجتمع الدولي يرفض دعم دارفور مادياً ومن المانحين من يصرون على الأمن وإذا تحقق الأمن نتوقع أن تتدفق على دارفور اموال طائلة يمكن بها تنمية دارفور وإعمار المناطق.
واشاد بجهود الوساطة مؤكدا انها تبذل جهدا كبيرا في التنمية وستكون قصية الدعم جزءاً أساسياً من محاور السلام.. “وهناك وعود من المجتمع الدولي ان هذه المفاوضات ستنهي الحرب بناء على مشاريع تنمية تم تحديدها ودراستها”..
وفيما تستمر المشاورات اليوم بين الحركات الثلاث العدل والمساواة ومجموعتي طرابلس واديس ابابا اعلن ابراهيم بينغ الناطق الرسمي لمجموعة اديس عن اجتماع موسع ثلاثي للحركات مع الوساطة غدا الاثنين.
وقال: ” اجتمعنا مع السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي واعطانا ملخص المشاورات مع الاطراف الأخرى خاصة مجموعة طرابلس والمشاورات غير الرسمية مع العدل والمساواة وطلبنا حضور بعض القيادات لعقد مؤتمر مصغر بين القيادات لتسريع إجراءات الوحدة وسنجلس غدا ثلاث مجموعات في جلسة موسعة مع الوساطة.
الجامعة العربية تجدد دعمها لمفاوضات الدوحة للسلام في دارفور
الخرطوم – قنا:
أكد السفير صلاح حليمة مبعوث جامعة الدول العربية للسودان دعم الجامعة لجهود الوساطة القطرية لجمع الفرقاء من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل ينهى معاناة أهل دارفور. وقال حليمة — الذى اختتم امس زيارة للفاشر عاصمة دارفور — فى تصريحات له قبل المغادرة إن ما يجري حاليا من تشييد لقرى العودة الطوعية بدارفور، يأتى فى إطار تبني الجامعة لاستراتيجية العودة الطوعية للنازحين واللاجئين بالتنسيق مع الحكومة السودانية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وأضاف حليمة ان نجاح تلك الاستراتيجية من شأنه أن يدفع مفاوضات الدوحة قدما إلى الأمام لارتباطها الوثيق ببعض الموضوعات المطروحة في المفاوضات.. معلنا عن افتتاح ثلاث قرى للعودة الطوعية وثلاثة مستشفيات نفذتها الجامعة فى ولايات دارفور. وعلى الصعيد نفسه.. أوضح الدكتور حسبو محمد عبدالرحمن مفوض عام العون الإنساني والذى رافق وفد الجامعة فى زيارته لدارفور، أن الدعم العربي المقدم من الجامعة العربية والمنظمات والصناديق والدول العربية، أسهم فى إعمار 95 قرية بولايات دارفور.. مشيرا إلى أن الدعم العربي هو دعم مباشر للمشروعات المستهدفة.. وأضاف أن الأولوية الآن هي لإعمار قرى العودة الطوعية وتوفير الخدمات الأساسية بها وتعزيز السلام الاجتماعى. وكشف مفوض عام العون الإنسانى عن أن جملة النازحين واللاجئين الذين عادوا إلى قراهم خلال السنوات الثلاث الماضية بولايات دارفور، بلغ أكثر من مليون ومائتى نازح ولاجئ إلى 651 قرية.. مؤكدا استقرار الأحوال الأمنية فى دارفور. يشار إلى أن السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية سيزور السودان منتصف شهر فبراير المقبل يرافقه وفد على مستوى عال من المندوبين الدائمين بالجامعة، لتفقد الأوضاع فى دارفور على أرض الواقع، كما يفتتح القرى النموذجية التى أنشأتها الجامعة فى الإقليم.
ملتقى لقيادات الفور في طرابلس
الخرطوم – سونا:
قال السيد صلاح الدين محمد الفضل رئيس آلية توحيد الفور وأهل دارفور أن ملتقىً جامعاً لقيادات الفور قد انعقد في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا مؤخرا بهدف دفع الضرر الذي يعاني منه أهل دارفور جراء النزاع في المنطقة.
واوضح أن الملتقى حضره أكثر من 40 قيادياً من مختلف المناطق ومن كافة الإنتماءات السياسية والفكرية من الداخل والخارج، وناقش 12 ورقة متخصصة تناولت كافة الجوانب المعنية بمشكلة دارفور، مبينا أن الاجتماعات أكدت على تحقيق الوحدة الاجتماعية بين أبناء القبيلة من أجل تحمل مسئولية بناء السلام العادل والمستقر في دارفور. وأضاف الفضل أن اجتماع اديس أبابا دعا الحركات المسلحة إلى نبذ الخلافات والتوحد لتشكيل رؤية موحدة حول مطلوبات السلام، كما دعا الحكومة أيضاً إلى التوجه بإرادة صادقة نحو السلام حتى تضع حداً لهذه المشكلة. من جانبه قال محمد يوسف عبدالله وزير الثقافة والشباب والرياضة أن الغرض من ملتقى أبناء الفور هو توحيد رؤى القبيلة حيال مشكلة دارفور وتمكين النازحين من العودة إلى قراهم بصورة طوعية داعياً الحركات المسلحة للابتعاد عن الأجندة الخفية والمصالح الشخصية ووضع مشكلة دارفور في إطارها الصحيح. وقال المحامي صالح محمود عضو الآلية ان المشاركين في اجتماع أديس ابابا استطاعوا تصفية خلافاتهم واتجهوا نحو وحدة القبيلة باعتبارها القبيلة المحورية في دارفور مبينا أن مشكلة دارفور تعتبر مشكلة السودان الأولى ولابد من تضافر الجهود لحلها. ودعا الحكومة للمساهمة بفاعلية في إعادة إعمار القرى التي تأثرت بالحرب حتى تتحقق العودة الطوعية للنازحين مؤكداً ضرورة تهيئة الأجواء وخلق المناخ الملائم لهم لضمان عودتهم إلى قراهم. يذكر أن اجتماعات أديس ابابا خلصت إلى عقد ملتقى جامع للفور في طرابلس خلال الفترة القادمة.
الراية القطرية