مكّب نِفايات

مكّب نِفايات
خالد تارس

وفي العقد الاخير من تسعينايات القرن الماضي وفي مطلع الأفية دخلت قلوب الناس حالة من الصمت حينما لايجد المراقب ((تفسيراً)) لحجم انتشار الوبائيات والأمراض التي اضحت تفتك البلاد ومواطنيها فتكاً لايطاق. هذة المخاطر اهابت من شدة مآسيها ادخلت النفس في ريب ضرب اذهان العلماء والباحثين في حقيقة توسع الكوارث التي ضربت الحزام الشمالي من البلاد مما افشل دراسات الاذكياء في التوصل الي حقيقة. فهمس البعض بإن عدم الضمير في الحقبة المايوية دفعها لدفن نفايات كميائية اضرت بالبيئة ثم بدائت اثارها في الظهور الي السطح وذاك الاعتقاد غير الجازم لايعد بحث علمي أمين  ستقوي عضلة التحقيق ليؤكد ان مايزاع في هذا التوقيت شيئاً يعود الي ذلك التصرف اللانساني فتعجز اماكن العلاج في استقبال حالات السرطان والفشل الكلوي كل العجز. والغريب ان مايوا وزعيما المتهم اصبحوا في خبر كان وإن لم يعفيهم التاريخ فانهم غادرو ولكن بالامس القريب استمعنا لمنظمة تقنية الإتصلات وهي تزيع للناس سراً ان ((400)) ((حاوية نفايات)) في طريقها الي السودان ، هذا كلام قالة مدير المنظمة في مؤتمر صحفي جهير فاين مايو واين النميري.؟ الصورة تبدو تستبين للغافليين ان البلاد ظلت عرضة للهلاك برغبة ابناء جلدتها وليس الاوروبين الذين يرفعون هذة النفايات ((بالمجان)).. وهي المرة الثالثة التي نسمع فيها ان هناك أطنان من الأوساخ الأكترونية والنفايات تأتي عبر البحر والبر الي بلادنا وخروج منظمة تقنية الإتصلات من كمامها الي الناس بهذا الخبر ليس مفاجأة ولكنة يفضح تجار و((سماسرة النفايات)) من الذين اعتادوا كتابة عقد الاستلام في عرض البحر ثم دفع تراخيص العبور لتكون سلعة محترمة في بلاد تضعف دفاتر حسابها  قياس الوصف. وكان الدكتور نزار الرشيد مدير المنظمة تقنية الاتصالات التي تناهض وصول النفايات الي هنا يقول للإعلام ان اخطر النفايات تأتي الي بلادة بشكل غير قانوني وبدون عقودات توزيع للمستفيدين لان ما ياتي عبر هذة الصفقة المخيبة غالباً مايحمل ديباجة الهدايا او الهبات التي لايضع الفحص لها حساب ويرفع عنها بعض اشكال الرقابة والتوصيف . فاشار دكتور نزار الي وجود كوشة من النفايات الإلكترونية في مقر واحدة من منظمات المجتمع المدني بالخرطوم وليس من الاخلاق ان يسكت المسؤليين عن هذة الخطر الذي ربما يدفع البلاد الي كوارث صحية تنهك الحقل والعقل الطبي. ومدير منظمة الإتصلات الذي خرج الي الاعلام في وقت متاخر يريد ان يتجاوز بعض الحواجز القضائية اذا لم تنجح تصرفات خطابة ثم يلجأ الي ادارة البيئة في الامم المتحدة للوقوف على مايداهم حياة المواطن من مخاطر وشيكة لان هذة الحاويات الملئية ((بالنفايات)) لو وصلت البلاد لاقدر الله فإن كثير من النفوس سيلحقها الضرر والموت الدماغي لايفارق روحها . ولو صمت دكتور نزار على هذا الجرم المخبأ فان اثارة ستلحق الوجدان الوطني قبل ان يدار النظر الي حقبة مايو ويدار عنها من اتهام يحسب الناس لة ألف حساب.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *