الإغتيال السياسي جزء من الحرب ضد الهامش

الاغتيال السياسي جزء من الحرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ضد الهامش!!
ـــــــــــــــــــــــ

بقلم السلطان ابراهيم ابكر هاشم
2022/9/3
الهامش هو الطرف الخامل غير الفاعل في اي منظومة فاعلة وبالتالي حينما نزن الفاعلية في ميزان السياسة السودانية نجد ان هناك مفهوما سياسيا للفاعلية ينبغي ان تكون لمجموعة محددة لا تتقيد بالكفاءة ولا بالتنوع او الجغرافيا في السياسة السودانية بل تنكفيء علي نفسها غير معتبرة للاخر وان كان محقا فلذلك الهامش ليس مختصرا علي جهة وانما كل محق اين ما كان لم يجد نفسه فهو هامش وبالتالي على قوى الهامش تبعية قوى المركز والإنصياع لتوجهاتها وتوجيهاتها، ونتيجة للوعي المتزايد في قوى الهامش بحقوقها وقضاياها والمظالم التاريخية التي وقعت، قامت بتفجير ثورات نضال قدمت من خلالها، أرتالا من الشهداء.
تفجرت تلك الثورات المسلحة في الهامش، بعدما أغلقت قوى المركز كل ابواب ومنافذ الحلول السلمية، وإزالة المظالم التاريخية التي وقعت، والاعتراف بتلك المظالم ومعالجة الأخطاء السياسية التي ارتكبتها النخبة المركزية التي حكمت البلاد منذ االاستقلال.
ويفعل الثورات التراكمية للقوى الثورية على اختلاف توجهاتها، حزبية ومهنية ومجتمعية وشبابية وكفاح مسلح، ساهمت في نضج الوعي الثوري الجمعي، ووفرت إرثا نضاليا مشتركا في أدبيات الثورة السودانية ، كما أسهمت في بروز قيادات سودانية جديدة برؤية وطنية صادقة وبالتالي من خلال عطائهم الصادق بدأ الالتفاف حولهم مما اوغر قلوب الذين ارتهنوا ارادة السودان لأفكارهم البالية، وافقهم الضيقة، وعجزهم عن مقارعة الحجة بالحجة في إطار التنافس السياسي الشريف، فبعد عجزهم في كل ذلك، لجأؤا إلي الخساسة والخباثة للنيل من القيادات التي أثبتت قدرات سياسية متميزة ووعيا متقدما بالمشكلات السودانية وتعاطيا إيجابيا مع مكونات الشعب السوداني والتفاعل مع قضاياهم والسعي لحلها ومعالجتها معالجة حقيقية، لكل ذلك سعت تلك النفوس المريضة والعقول الخاوية في تلفيق وحبك دسائس خبيثة ضد جبريل واردول والطامة القاتلة علي حاكم اقليم دارفور مني اركو مناي بأسلوبه الجريئ والمتفرد في ابداء رأيه تجاه المسكوت عنه عبر القرون.
إن تقدم التكنولوجيا جعل كل شيء ممكنا فالدبلجة او توليف الصور امر طبيعي يعروفونه الأطفال والكبار بتسخير قوقل البسيط، وأن خاصية الذكاء الاصطناعي توفر لهذه النفوس المريضة إمكانية اللعب في هذا المستنقع الآسن، لكن بذات الخاصية يمكن معرفة الحقيقة من الزائف، لذلك لا يتضجر عنها المتحضرون الذين يعرفون اللعبة ولكن بالنسبة لنا كشعب محافظ نراه مسخطة لكل القيم لتكون وسيلة سهلة لذبح من تحمل المسئولية الوطنية كزعيم شاب جديد علي الساحة السياسية السودانية لذلك تدافع الكثيرون لاستنكار الحدث ولكن من عرف السبب بطل العجب وان عملية الاغتيال السياسي ليس امرا جديدا بل انه احدى الاسلحة السياسية لهزيمة الخصوم وهنا يستحضرني معركة دارت رحاها بين الاحزاب الكبيرة في السودان، حيث اتهمت احد الاحزاب التقليدية نظيره بتلقي الاموال من دولة اجنبية عبر سفارتها في الخرطوم وهو امر محرم وفق دستور السودان لسنة 1986م فارادت الحزب الخصم التخلص من نظيره بتهمة العمالة.
فاذا بدولة ما ارسلت طردا عبر البريد للمؤسسة الاولي في السودان والتي تدار ادارة جماعية، وحينما تسلمت المؤسسة الطرد ساورتها الشك انه مفخخ اي مزروع فيه تفجيرا، فدعيت خبراء التفجير لفحص الطرد وبعد تأكيد انه خالي عن اية مواد تفجير تم فتح الطرد فاذا به شريط فيديو وعند تشغيلها للتأكد من محتواها فتفاجأ الجميع بالمحتوي وهو تصوير حقيقي عبر كمرات لاصقة في غرف الفنادق درجة اولي وبالرغم من صحة استلام المبلغ من سفارة ورغم صحة الفعل الا انها ماتت ولم تتناول الصحف انذاك الخبر حماية لنخبها السياسية، اما ما تمت توليفها فلا ينطلي على احد وهل تتذكرون دبلجة صورة الرؤساء في صورة كلاب بوجه رؤساء.
فان الذي يجرى الآن من تشويه صور زعماءنا الشباب المخلصين لاغتيالهم سياسيا لن تأخذ منا شيء وانما تزيدنا قوة واصرارا للتمسك بهم عساهم ان يكونوا اداة تغيير حقيقي ليكون السودان سودانا للجميع من غير مكايدة لأحد والذين يعتمدون علي الخديعة والتضليل سيجنون السراب من فعلهم واتمني الا تؤثر ما يقولون ويكتبون ويدبلجون وتسبب الاحباطا لقادة الذين برزوا في الساحة بقوة علي قوي الهامش تعتبرها حربا عليها فنطالبهم بالصمود وسيروا والثورة من خلفكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *