رسالة شكوك مفتوحة للرئيس عمر البشير

رسالة شكوك مفتوحة للرئيس عمر البشير 
اشك في أنكم تعلمون المكان السامي الذي وضعه الله سبحانه وتعالي لقيمة العدل بين الناس وخصوصا بين الرعية إذ قال في الحديث القدسي ..يا بني ادم ..( إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما .. لا تظالموا ) .. واشك ايضا في انكم تستوعبون قيمة ان العدل اساس الملك هذا الشك يا سعادة الرئيس اسبابه لا تعد ولا تحصى ولكن هذا المكتوب بصدد ماجرى لصحيفة التيار تلك المؤسسة الصحفية الناهضة والناجحة اسسها ملاكها وفق المواد التي حواها الدستور ووثيقة الحقوق والتزمت بكل الواجبات المتصلة باللوائح والمنظمة لعلمها و يعمل بها اكثر من ثمانين فردا في مجالي
التحرير والإدارة وظلت تمارس دورها المهني والوطني بكل مسئولية وتجرد نكران ذات بانحيازها الكامل لقضايا وحقوق الوطن والمواطن وتوعيته بها من خلال رسالة صحفية حرة وأمينة وشريفة جعلتها في وقت وجيز تحجز مكانا رفيعا ضمن منظومة الصحف السودانية لتصير قبلة لكل مظلوم وباحث عن الحق والحقيقة في كل اصقاع السودان .
ولابد ايها الرئيس انكوم محاطون علما بأن جهاز الامن والمخابرات الوطني في 11 يونيو 2012م اخبر بصورة شفهية رئيس التحرير الاستاذ عثمان ميرغني بقرار تعليق صدور الصحيفة حتى اشعار آخر .. والقرار- كما هو حال شريعة الغاب – لم يات مبررا باي حيثيات واسباب ولم تعقبه اي اجرءات قضائية وعدلية تثبت الجرم الذي ارتكبته الصحيفة لبيان المسئولية القانونية والعقوبة المناسبة له .ولعمري ان هذا من اساسيات وبديهات الحكم الرشيد وحاكمية القانون .
ووضح اننا نحتاج سيدي الرئيس الى تذكيركم بالتزاماتكم المتكررة المحفوظة بصيانة الدستور وبناء دولة المؤسسات وتأكيد نزاهة المؤسسات العدلية والقضائية مثلما قال نائبكم في مؤتمر القضاء العربي الاخير _ حماكم الله من قول لا يتبعه عمل و(لما تقولون ما لاتفعلون ) ومن هذا المنطلق ماذا نسمي اليكم الضرر البالغ الذي احدثه استمرار تعليق صدور الصحيفة لفترة قاربت الثلاث اشهر .
سيدي الرئيس هذا يسمى -اذ لم تكن تعرف – الظلم وغمط الحق
سيدى الرئيس بالتأكيد انت ليس أفضل من سيدنا عمر بن الخطاب الذي تراجع عن ظلم الناس وقال قولته المشهورة (اصابت امرأة واخطأ عمر) .. سيدي الرئيس لماذا تظلمون الناس انت تدعون بانكم مع الشريعة وتكتبون عن عقبات تطبيقها رسالة ماجستير هل كتبتم رسالتكم عن عقبات تطبيق شريعة الغاب .. وهل تعلم انكم اخطر عقبة تهدد حياة اهل هذه البلد فضلا عن تطبيق الشريعة فيه لذلك قال العلامة ابن خلدون في مبررات خلع الحاكم ( الحاكم يعزل اذا ظلم او جار ) اي ان عزلكم امر يقره الشرع – شرع السماء لا الغاب – وان من قضى لأجل ذلك العزل شهيد شهادة حقيقية لا مزيفة ولا
سياسية .
اما رسالتي الى ناشري الصحيفة ورئيس تحريرها الاستاذ المبجل عثمان ميرغني وزملائي فيها لو كنا مخدَمين في مصنع للملابس او المياه المعدنية لما كتبت هذا الحديث ولسارعت باحثا عن فوائد ما بعد الخدمة لكن الانحياز لمهنة الصحافة يحتم هذه الكلمات القاسية في وجه سلطان قاسي وجائر وقد يكون الاستاذ عثمان مرغني يرى غير ما نرى في اتباع هذه الوسيلة لكن نحن شركاء واصحاب وجعة في مهنة الصحافة وصحيفة التيار هي مؤسسة صحيفة بقدر ما تحمل هذه الكلمة من معنى لذلك نكتب ونعبر بحجم سهمنا وشراكتنا في مشروع نرى حتى اليوم ونجادل بأنه مشروع مهني كبير لا يرى
في قلاع الظلم والفساد الا هدفا مشروعا للنيل منه وتدميره بالقلم الحر المسنون والمعطون في حبر الكرامة والاقدام ..
ختاما الى الضغمة الحاكمة الفاسدة :
اغتيال صحيفة التيار وبدم بارد يثبت ويضيف مزيدا البراهين لسوء ظننا في نظامكم نظام القتلة اكلة السحت ومصاصي دماء النساء والاطفال ويثبت ان دولة الفساد هي التي تتحكم الان في مصائر البلد ويثُبت ان رجالات الفساد في مؤسسات دولة (الشريعة والمشروع الحضاري) – شريعة الغاب ومشروع كهنة القرون الوسطى – او في سوق الله اكبر- سوق المؤتمر الوطني – يثبت أن لها قدرة خارقة في تحريك مؤسسات الامن وواجهاته من اجل سد الطريق امام المصلحين ودعاة التغيير بإخماد صوت الحق من أجل حماية رجال الدولة والحزب الفاسدين ..
لكن لابد من صنعاء وان طال السفر وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقبلون وسيكون لاصحاب الاقلام الحرة الدور الكبير في القضاء على دولة اللا قانون واللا دين واللا عدالة واللا انسانية وفي بناء دولة الحكم الرشيد من اجل كرامة وعزة وحقوق هذا الشعب الشعب السوداني المظلوم والمخدوع والمغلوب على امره .

كمت قال الشاعر محمد المكي ابراهيم :
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر
من غيرنا ليقرر القيم الجديدة والسير
جيلي انا .. جيل العطاء
المستجيش ضرواة مصادمة
المستميت على المبادئ مؤمنا
هدم المحالات العتيقة وانتضى سيف الوثوق مطاعنا
ومضى لساحات الخلود عيونه مفتوحة وصدوره مكشوفة بجراحها متزينة
متخيرا وعر الدروب وسائرا فوق الرصاص منافحة
جيل العطاء لك الجراحات الكبيرة والجراح الصادحة
ولك البقاء هنا بجنب العصر بين طلوله المتناوحة
جيل العطاء
لعزمنا حتما يزل المستحيل وننصر
وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى ونحول هبء ان نبني الحياة ونبتكر

mailto:[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *