صوت من الهامش
المثل يقول: العارف لا يعّرف، ومن قبل قلنا أن د. السيسي ليس من الذين عليهم عد اصابعهم إن صافحوا مُكّار المؤتمر الوطني ، ذلك من فرط ثقتنا فيه ، وما زلنا نعتقد جازمين ان رئيس السلطة الإقليمية الانتقالية لدارفور بخبراته الثرة ، وحصافته المفترضة ، يعلم في قرارة نفسه أن نظام الإنقاذ غير قادر على تنفيذ نقاط جوهرية وردت في صلب وثيقة سلام دارفور ، أهمها الترتيبات الأمنية وتحقيق العدالة .. اصغر “جرمندي” سياسة يعرف استحالة ذلك ، لذا نرى أن د. السيسي يضحك على أهالي دارفور دون مواربة.
أهم ما خرج به مؤتمره الأخير بالفاشر ، تنفيذ الترتيبات الأمنية ، بيد أن هذه الأمنية العزيزة على اهالي دارفور ، خارجة عن يد السيسي وبعيدة عن إدارة النظام ، إصرار المؤتمرون على هذه الخطوة كأولوية حياتيه بلا شك قد طمم قلب ابن اتيم ، وقفل نفس مفوضه الجعجاع تاج الدين نيام.
لنفترض أن النظام استوعب كافة قوات حركة التحرير والعدالة إن وجدت ، بما فيهم الذين لم يبلغوا الرشد منهم في القوات النظامية ، هل سيغير ذلك من الواقع الأمني المتدهور في دارفور في شيء؟ الإجابة: كلا ثم كلا ، ولنخمن أن المجتمع الدولي ضاعف عدد قوات اليوناميد مرتين تحت قيادة “المرتشي” قمباري ، هل ستضيف إلى وظيفة كتابة التقارير مهام اخرى ؟ يمكن تسهل وتؤمن انعقاد مناسبات العلاقات العامة لوجهاء دارفور بدلاً من حراسة مخيمات النازحين ولا شي غير ذلك.
قبل عدة شهور صرح د. السيسي أن ما تم تحقيقه من بنود الوثيقة تعتبر معجزة ، وأهل دارفور يقولون: ” الفقير .. رأس الغنماية بملأ بيتو” كلما تم تحقيقه حتى الآن ، تعين حاج آدم نائبا للرئيس باسم اهل دارفور وهم منه براء ، تكوين السطلة الإقليمية الانتقالية “الغائبة” عن الإقليم ، وافتتاح مقرها “الخاوي” بالفاشر ، وتعيين “زمراوي” ثاني لجرائم دارفور ريثما استقال ، وعين خلفا له وسيستقيل حتما ، هذه الشكليات في نظر السيسي معجزة .. في الواقع ، لم تدفع حركته قرش احمر لمواطن ، ولم تبنِ قُطية واحدة لنازح ، ولم تمنع رصاصة واحدة من اختراق صدر بري.
واطلعنا قبل فترة على تصريح لوزير العدل ، مفاده أن تحقيق العدالة هو اهم بند في وثيقة سلام دارفور ، بالطبع على حسب مزاجهم ، وهذا هو بيت القصيد ، المخطط تتمثل في إجراء محاكمات صورية ويحدوهم العشم في أن تكون التحرير والعدالة شاهدة لدى المجتمع الدولي نيابة عن اهالي دارفور بأن ما تمت هي محاكمات لمجرمين حقيقيين ، وأن النظام جاد في المضي قدما إلى اعلى المستويات ، إلا ان السلام مقدم على كامل العدالة ، وان محاكمات الكبار ستعرقل المصالحات القبلية و .. و.. الخ. وإلا لما شهدنا الاستقالات المتكررة والمريبة لكل زمراي مريب.
دعونا من هذا الهراء ..
ممثل نازحي شرق تشاد ، قال بوضوح خلال المؤتمر أن عودتهم متوقفة على عدة ترتيبات على رأسها توفير الأمن ، وهنا مربط الفرس ، لا شك عندي ان السيسي لعن اليوم الذي فكر فيه عقد هذا المؤتمر ، في الحقيقة لقد ارتفع وعي مواطني دارفور ، خاصة النازحين ، وهبط مستوى تجار السياسية ، الحريصون على الطلة في كافة المناسبات الدارفورية ، ألقاب كبيرة ورتب عليا ، تخشى في الحق لومة لئيم .. يا هؤلاء الموت يومه واحد والجبن لا يوسع الرزق والإنقاذ قد دني اجله والتاريخ لا يرحم.
بلا شك أن د. التجاني قد تفاجأ بحضور الشيخ داؤد ارباب ابراهيم يونس رئيس اللجنة العليا لنازحي ولاية غرب دارفور مؤتمر الفاشر الأخير ، وطأطأ رأسه حين بدأ يتلوا تقريره عن المناطق وحواكير أهالي دارفور والتي لا تزال ترزح تحت نير احتلال قبائل النيجر ومالي . فنّد الشيخ داؤد تلك المناطق ولاية ولاية .. منطقة منطقة .. وحاكورة حاكورة .. وكل من حضر المؤتمر واسترق السمع وهو شهيد على شهادة الشيخ داؤد ، وفي جوانحه ذرة من النخوة ، وقدر من الرجولة ، كان عليه ان يجاهر برفضه المطلق واستنكاره البين لاستمرار هذه الوضعية القميئة والمهنية لتاريخ دارفور الناصع ، والتاريخ لن يغفل عن سكوت كل من حضر هذا المؤتمر وتجابن من اجل نعماء المؤتمر الوطني “المحتضر” وعلى كبيرهم أن يتدارك نفسه ، فالكثيرون باتوا يتساءلون لحساب من يعمل هذا السيسي؟ ، وما حجم الثمن الذي قبضه ؟ لا احد اظنه يصدق أن ما يقوم به لوجه الله ومن أجل عيون مواطني دارفور.
خارطة المناطق والحواكير المحتلة التي اماط عنها الشيخ داؤد اللثام تشمل ولاية وسط دارفور ، وليس بمستبعد أن تكون حواكير بعض اسرة الدمينقاوي محتلة من مقبل هذه القبائل المستجلبة ، والشي المؤسف حقا أن ذلك لا يعني ابنهم الدكتور السيسي في شيء .. ملعون ابو السياسية بهذه الطريقة.
مطلوب تكون كتيبة لدحر محتلي حواكير دارفور .. عاوزين متطوعين احرار من كافة اقاليم السودان داخلياً وخارجياً ، يفضل من فصل من القوات النظامية من قبل النظام.
ماذا اصابكم اهل دارفور ؟ حقارة المؤتمر الوطني احتملناها .. كمان جابت ليها نيجريين وماليين!!!!! ليتهم اسكنوهم من مساكنكم بسلام!!
ما فعلوه ..
لم يفعله هولاكو التتار
كتلة وخراب ديار
“ورورة” في وضح النهار
ومهانة ..
ادناها اغتصاب بكار
وضرب نار
في شجار وهظار
وما من خيار
هبوب اعصار
وما من خيار
نفرة احرار
لغسل العار
وإعادة اعتبار
[email protected]
ابراهيم سليمان
آفاق جديدة/ لندن