من الذاكرة – 2

ما هي صحيفة الحضارة تلك انها كانت مملوكة لكبار تجار النخاسة ورجال الدين في  السودان الحديث الذين اطلق  الصحفي محمد حمدى عليهم عنوان كتابه شاهد علي مأساة السودان اسياد وانفصاليون  حينما قال  احد احفادهم في مسألة حل حكاية الوحدة او الانفصال؟قال اما وحدة طوعية او تسريحا باحسان !!اى    احسانا يعني بعد قت الملايين حتي الاسرى و تشريد ملايين اخرى. وقتما كنت ابحث في مكتبة دار الكتب المصرية  للتحضير لرسالة الماجستير التي كان عنوانها( العلاقات السودانية المصرية ) قرأت مقالا في جريدة الاهرام عدد في عام 1948م يتحدث عن الملازم اول علي عبداللطيف ويشيد ببطولته ويقول انه كان قواصة مصر في السودان ضد المستعمر الانجليزى و ان كانت الاهرام تعلم او لاتعلم قبل دخول الانجليز مصر والسودان كانت القاهرة تعيد تصدير العبيد السودانيين الي اوروبا زرافات زرافات باسم الاسلام اذا كان بريئا او مجوزا لاادرى ولكنه كان حاضرا وشاهدا علي تلك الممارسا ت ……
والآن لا يزال يدفع السادة بذات الشعار السهل الذى مكن اسلافهم منا لانه يخلخل افئدة العامة والدهماء ويربك عقول ضعفاء الارادة من الخاصة ويسد عنهم قنوات التفكيرلكي لايستطيعوا تفسير الظواهر الطبيعية تفسيرا منطقيا. لقد قالوا ان الاسلام هو الحل فرد اهلنا بآمين ولم يسألوا متي كان هذه الحل!!؟

انا لم اقرأ عنه في الماضي ولم ار شعاعه  في الحاضر ولكن سمعنا وراينا في الايام الجارية القتل والدمار والموت عن طريق الانتحار في  كل مكان حتي اعتبره  البعض انه منهج حربي غزير الدماء. قالها  الشيخ عمرعبدالرحمن الذى يقضي الآن ثلاث وخمسين سنة سجنا في الولايات المتحدة الاميركية حينما قال ان الجهاد فريضة او سنة مؤكدة في الاسلام كما قال ان في القران سورة كاملة اسمها الانفال او الاسرى ( او القتال ) واضاف ان الجهاد رأس الاسلام ومن تركته قد قطع راس الاسلام !!! و من جانب اخر يقولون ان الاسلام هو دين  السلام والمحبة والاخوة الانسانية ووصل بهم الامر الي ان ذكروا الديمقراطية في الاسلام !! قالها امير المؤمين ورئيس تنظيم الجماعة الاسلامية العالمية الاسود الدكتور الترابي  (اسف) لانه يدعي العروبة في بعض الاحايين لكن العرب من نسل الغوعاز فلايجوز ان نجعلهم من زمرة البلاك الا  اننا  في بلاد رجل  افريقيا المريض كل شيئ ممكن بان نقول البغلة دخلت في ثقب الابريق مع  العمل بالتقية وحديث الذبابة والباعوض وما شابه ذلك وحبنما افتي الرجل بان ليس هناك مانع شرعى ان تأم المرأة الصلاة اى ان تصير اماما للجماعة ولايوجد نصا صريحا يخطر ذلك.. فجال العرب والمسلمون وارتعدت جفون البعض من تلك الفتوىالغريبة وجاء من يسال احد رجال الدين في الخليج فصمت الفقيه قليلا ثم رد قائلا ان الترابي سوداني وليس له الحق في فتوى من هذا القبيل . وهذا الترابي قبل 12\12\1999م افتي في حق الذين سقطوا قتلي من افراد المجاهدين والميليشا والقوات المسلحة علي ايدى رجال الجيش الشعبي في الجنوب قد كتبوا من ضمن الشهداء والاخيار ومثواهم اللجنة ونعم الدار وعرسان لبنات الحور يوم الدين (القيامة) . وعندما انتصر عليه تلميذه علي عثمان محمد طه بسلاح البشير وخرج الامر من يده انقلب علي فتواه وتبدل وقال ان الذين ماتوا في جنوب السودان ليس بشهداء بل هم رمم  فطيسة لاحظ لها من التكريم !! اذن ان الرجل مجرد تاجر حذق يعمل بحساب الربح والخسارة وتلك بركماتية لاعلاقة لها بالفلسفة والمبادئ الدينية لانبرئ من لف لفه منذ البداية وحتي الذين تخلوا عنه في منتصف لانهم اختلفوا معه علي المسروق…

ولانعاش الذاكرة السودانية الضعيفة من الذى وضع متاعة علي ظهرالنميرى  وغرر به ليتكمن هؤلاء الجماعة (الكيزان ) من التغلغل في مفاصل الدولة ومن دبر الثلاثين من يونيو التي اوصلت السودان هذه المرحلة وجعلت منه الاب الشرعي للارهاب في العالم كله ومن اجاز الفتوى باعلان الجهاد المقدس ضد ابناء جبال النوبة كافة لان بعضهم رفع السلاح في وجه الدولة الاسلامية ومن وصف سكان الجنوب بانهم مجرد كفار وشعوب بدائية بدون ثقافة ومن وصف اهل الشمال الاقصي بانهم كانوا اعاجم رطانة ونحن علمناهم اللغة العربية حتي يواكبوا الحضارة المعاصرة ومن وصف الدارفورين يوما بانهم نفر من المشركين بغير دين هو الترابي . الا اني اراه هذه الايام راكب علي الموجة اني احذر الحركة بالتحديد من هذا الثعبان  وان لا تضع يدها علي هذه اليد المجضمة (المجذمة) كما قال حاج مضوى قطب الاتحادى الديمقراطي للحكومة المصرية عام 1997  محذرا  اياها وقتما بدأت الجبهة الاسلامية تغازلها من اجل المصالحة عقب ضلوعها في حادث محاولة اغتيال الرئيس حسني في مطار اديس بابا… اسمع الترابي يدعو الي مسيرة تضم كل اهل السودان ومن ضمنهم جماهير الحركة الشعبية وانا اخشي ان يخلط  خالد الاوراق ويقلب عليكم الطاولة ويدعي انجاز الغير ويجعل من الثورة اذا نجحت مطية لبلوغ اهداف لايستحقها واكرر حذارى  من هذا الرجل الآفة… دعاني احد انصاره في القاهرة لحضور جلسة استماع لحديث علي شريط منسوخ من ندوة اقامها الترابي تحت عنوان الديمقراطية في الاسلام!! دعاني الرجل ظنا منه بانني احد السذج الذين يهضمون الاقاويل المصممة الجاهزة دون تأويل. حدث ذلك عندما كنت طالبا اختلف الي الازهر قلعة الاسلام المعاصر المتطور فتبسمت في وجه الرجل ضاحكا من هذا العنوان المجافي لطبائع الاشياء واعتذرت الدعوة وقلت له هذا هراء ان نظام الحكم اما ديمقراطي او اسلامي.  كان ذلك فى ظل زمن الديمقراطية الاخيرة التي قبرها الترابي نفسه وقال عنها بانها فرية (اكذوبة) غربية  الاتنتهون يااولي الباب  يا اهل السودان من هذا الدكتور جلاب الكوارث والمحن. نواصل——–

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *