العلاقة بين دولة جنوب السودان والجبهة الثورية هى علاقة وجود

ابوبكر القاضى

كسبت دولة الجنوب جولة المفاوضات التى جرت فى اديس ابابا فى الاسبوع الاول من شهر ابريل الجارى – فقد اعلنت دولة الجنوب انها (جاهزة للتوقيغ)  — و فى الجانب الاخر رفض الوفد الامنى الخرطومى المكون من وزيرى الدفاع والداخلية واخربن —  رفض التوقيع – وعاد الوفد للخرطوم بدعوى  المزيد من التشاور – هروب عديل – والمؤشرات تقول ان الوفد الامنى يعول على الاوضاع الميدانية  للتفاوض بلغة السلاح وتحقيق انتصارات ميدانية – وهيهات – فقد صاد الدفاع الجوى الجنوبى طائرة الميج
العلاقة بين دولة الجنوب  والجبهة الثورية هى علاقة وجود

لقد اشترط الوفد الامنى الخرطومى على دولة الجنوب الوليدة للتوقيع  والمضى قدما فى حل المشاكل العالقة بين الطرفين سلما والتعايش كجيران – اشترط ان تقوم دولة الجنوب (بطرد الجبهة الثورية) المكونة من الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات الدارفورية الرافضة لسلام السيسى – وهى حركة العدل والمساواة – وحركتى التحرير جناح عبدالواحد ومنى اركو

الحكومة السودانية بهذا الطلب او الشرط انما تقيس قياسا فاسادا على المقايضة التجارية التى تمت بين الخرطوم وانجمينا والتى وافق بموجبها ادريس ديبى على طرد حركة العدل والمساواة مقابل ان تطرد الخرطوم المعارضة التشادية التى تحتضنها حكومة الخرطوم—وتعليقا على هذا الشرط افيد بالاتى:

1-     ان اصرار الحكومة السودانية على طرد الجبهة الثورية قبل توقيع اى اتفاق مع دولة الجنوب بشان الامور العالقة بين الطرفين يؤكد ما كنا ولازلنا نقوله من ان الجبهة الثورية هى الحاضر فعلا  ومعنويا  فى مفاوضات اديس ابابا بين دولتى الجنوب والشمال –  وان كانت غائبة شكلا – فالحكومة السودانية الفاشلة لا تواجه جذور المشاكل –  ولا تتفاوض بجدية مع معارضيها الحقيقين مباشرة — وانما تهتم فقط بمعالجة الاعراض  والاثار الناتجة عن النزاعات  — لانها لا تريد ان تدفع استحقاقات السلام سواء فى دارفور او جبال النوبة او الانقسنا او فى جبهة الشرق – لذلك فان الحكومة السودانية تجد (شبح) معارضيها الذين تهربت من دفع استحقاقات السلام معهم فى طاولة المفاوضات مع اعدائها – لان اعداء العدو الواحد اصدقاء

2-     حكومة الخرطوم تقيس قياسا فاسدا حين تطلب من جوبا طرد الجبهة الثورية قبل التوقيع على اى اتفاق مع جوبا — قياسا على اتفاقها مع انجمينا على ان تقوم الاخيرة بطرد حركة العدل والمساواة مقابل ان تقوم الخرطوم بطرد المعارضة التشادية من اراضى السودان – ووجه الفساد هو انه لايوجد نزاع حدودى بين تشاد والسودان ولا نزاع على بترول – واجزم لو كان هناك نزاع حدودىبين البلدين لما تجرات انجمينا على طرد حركة العدل والمساواة

3-     العلاقة بين دولة الجنوب وبين اطراف الجبهة الثورية هى علاقة نضال مشترك ومصير مشترك – ويجمع بينهم عدو مشترك (هو الخرطوم) – وهزيمة اى طرف وخروجه من الصراع ضد الخرطوم هو انتصار للخرطوم واضعاف لتحالف المهمشين لذلك فان طرد جوبا  للجبهة الثورية هو تهديد مباشر لدولة الجنوب يالزوال وذلك على قاعدة اكلت يوم اكل الثور الابيض

4-     ان اطراف الجبهة الثورية انما يقاتلون من اجل الحرية – ولديهم مشاكل معترف بها دوليا وصدرت بشانها قرارات من مجلس الامن – لذلك كان الاوفق ان تطلب حكومة الخرطوم وساطة جوبا مثلا – لا ان تطالب جوبا بطرد الثوار اصحاب قضايا معترف بها دوليا

5-     ان تمادى حكومة الخرطوم فى تهديد دولة الجنوب الوليدة سوف يعجل بحظر الطيران على حكومة الخرطوم على امتداد الهلال الذى يبدا من دارفور مرورا بكردفان والنيل الازرق حتى شرق السودان – وبذلك تفقد الخرطوم ميزنها التفضيلية فى الحرب (سلاح الطيران) – وسوف تقوم الجبهة الثورية باتمام الناقصة – والقبض على البشير حيا – ومعاملته بمعاملة الاسرى طبقا لاتفاقية جنيف وتسليمه لاوكومبو الغائب الحاضر

ابوبكر القاضى

الدوحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *