بسم الله الرحمن الرحيم
تحالف (احزاب وحركات دار فور) هو احد رؤوس “غول” المؤتمر الوطنى
محمد بشير عبدالله
[email protected]
من الاساطير المسلية – وربما المخيفة بعض الشئ- للاطفال هى حكاية ان للغول عدة رؤوس ، وفى محاولات البطل الاسطورى لقتله يقوم بقطع رأس الغول ولكن سرعان ما ينمو رأس آخر ويقوم بقطعه ايضا ويستمر هكذا حتى يقضى على آخر الرؤوس ويقضى على الغول فى النهاية ويتنفس الاطفال الصعداء بانتصار البطل على الغول الباطش . نحن كمراقبين – وربما فاعلين – لقضية دار فور لم نتنفس الصعداء بعد ، كأطفالنا الابرياء ، لان رؤوس غول المؤتمر الوطنى لم تنقطع حتى الآن ولكنها تتكشف مرة بعد اخرى حتى يحين قطافها جملة واحدة و بضربة قاضية ان شاء الله. تعدد رؤوس غول المؤتمر الوطنى يتمثل فى الادوار اللئيمة التى يوكلها الى بعض ابناء دار فور عند الحاجة الى ذلك فى اطار تعضيد ما ينفذه من مؤامرات ضد قضايا دار فور المركزية ، كقضية “الوضع الادارى الدائم للاقليم ” والذى كانت احدى التعقيدات العويصة قبل توقيع اتفاق ابوجا ، وقد تم تجاوزها عند التوقيع بارجاع الامر عند نهاية الفترة الانتقالية الى اهل دار فور فى استفتاء شفاف ليقول الشعب كلمته الفاصلة وبوجود طرفى الاتفاق لضمان نزاهة اجرائه . المؤتمر الوطنى وقد اقصى حركة تحرير السودان الموقعة على الاتفاق وغيبها من الساحة السياسية واصبح هو الطرف الاوحد الغير النزيه فى مقابل الاتفاق الذى واراه الى مثواه الاخيرمتحملا لوحده وزر وأده وقبره ، ولكن ماذا يعمل بهذا الاستحقاق الخطير والذى طالما انتظره اهل دار فور طويلا ؟ كان لا بد من تنفيذ رغبة المؤتمر الوطنى فى هذه القضية الخطيرة وذلك بتزوير رغبة اهل دار فور فى استفتاء يغيب فيها الطرف الاساسى والذى يناصر رغبة اغلبية اهل الاقليم وهى ان يكون اقليم دار فور اقليما واحد كما كان فى السابق . رتب لهذه المؤامرة الخبيثة الدكتور \غازى العتبانى مسئول ملف دار فور ، حيث اعلن ان الحكومة بصدد تنفيذ احدى مستحقات اتفاق ابوجا وهو الاستفتاء على الوضع الادارى الدائم لدار فور ، وقد مهد لهذا الاجراء اخيرا رئيسه قبل يومين بقرار جمهورى لتنفيذ ذلك . فى غياب الشريك و الطرف الاساسى – و هو حركة تحرير السودان بقيادة مناوى – ، ولايهام الرأى العام بان المؤتمر الوطنى ينفذ ذلك الاستفتاء برضاء ومساندة بعض قطاعات اهل دار فور فقد اهتدوا اخيرا (المؤتمر الوطنى ) الى اجسام هلامية دارفورية لاطلاق تصريح فى الاعلام بانهم يقفون مع الاستفتاء . وقد اعلن ما سمى ب (تحالف احزاب وحركات سلام دار فور ) فى وسائل الاعلام بانهم يؤيدون ويساندون المرسوم الجمهورى الصادر باجراء الاستفتاء الادارى لتحديد الوضع الدائم لدار فور ، وبل (اعتبر التحالف فى بيان له امس الاستفتاء استحقاقا قانونيا ورد فى اتفاقية ابوجا وتلبية لرغبات واشواق وتطلعات الجماهير المنادية برجوع دار فور لاقليم واحد واستجابة لمخرجات ملتقى اهل السودان بكنانة . واكد التحالف وقوفه مع تنفيذ القرار ودعى كافة التنظيمات السياسية ومجتمع دار فور ومنظمات المجتمع المدنى والمجتمع الدولى وكل الاطراف المتابعة للشأن الدارفورى للوقوف والمساهمة الفعالة والجادة لانجاح الاستفتاء القادم )
من المؤكد ان القراء سيتفقون معى فى ان مثل هذا البيان الواضح الكلمات و المعانى سيكون ذات شأن وسند قوى للاجراء المرتقب اذا صدر من جهات دار فورية معروفة ومعتبرة حسبما اشار اليها البيان (تحالف احزاب وحركات سلام دار فور ) . ولكن المضحك والمبكى ان ما اطلعت عليه (احدى المطبوعات الالكترونية للمؤتمر الوطنى) لم ترد فيه اسم اى حزب او حركة ولا حتى اسم مسئول سياسى او عسكرى لهذه الحركات والاحزاب الكرتونية وبالتالى فكل الامر لا يعدو اكثر من بيان تم نشره باستدعاء صحفى المؤتمر الوطنى على عجل الى مكتب مسئول ملف دار فور الدكتور غازى العتبانى بعد ان قام باعداد البيان بنفسه الكريمة ، ولكن بعد اخطار بعض الاسماء المعروفة بارتزاقها من المؤتمر الوطنى من ابناء دار فور بان يكونوا على علم واحاطة بان بيانا بهذا المعنى سيكون باسمهم كرؤساء وقيادات لهذه الاحزاب والحركات ! يقابل هذا البيان “المصنوع ” من قبل المؤتمر الوطنى ، بيان آخر مشترك وجاد صدر يوم امس الجمعة (الاول من ابريل 2011 م ) بتوقيع رؤساء الحركات المسلحة الفاعلة بالميدان وهى حركة تحرير السودان بقيادة مناوى وحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل وحركة تحرير السودان “الام” بقيادة ابو القاسم امام ، رفضوا فيه جملة وتفصيلا ما تسعى اليه الحكومة الان بخصوص هذا الموضوع باعتبار ان ذلك نسفا لجهود منبر قطر المتعثر اصلا بعدم انضمام الحركات ذات الوزن كحركة تحرير السودان بقيادة مناوى وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد . السؤال الآن كيف يتم تنفيذ استفتاء متزامن فى الولايات الثلاث اذا كان الحركات الرئيسية فى الميدان تعارض بشدة هذا العمل الاستفزازى وخاصة بعد توارد الانبا ء فى خلال اليومين الماضين من ان قوات مناوى قد اكملت انتشارها فى ارجاء دار فور بعد ان اكملت تدريباتها والتى امتدت الى شهور بشكل مكثف وعلى كل المستويات واصبحت الان قوات نظامية بحق وحقيقة ؟!
لعل الحكومة ربما تكتفى باجراء الاستفتاء فقط فى عواصم الولايات الثلاث (الفاشر ، نيالا والجنينة ) طالما ان النتيجة محددة سلفا حسب رغبة حكومة المؤتمر الوطنى وهى الابقاء على الولايات الحالية والبدء فورا بعدها بانشاء ولايات جديدة والاستمرار فى هذا النهج الى ان تصبح لكل حاكورية قبلية فى دار فور ولاية خاصة بها !
محمد بشير عبدالله
السبت الثانى من ابريل 2011م