المعارضة تنظم ندوة ساخنة بدار الحركة
الخرطوم : محمد الحلو
لوَّحت قوى الاجماع الوطني بدعوة ضامني اتفاقية السلام الشامل للاشراف على انتخابات ولاية جنوب كردفان في حالة فشل اجتماعها اليوم مع المفوضية القومية للانتخابات لاجراء العملية بحرية ونزاهة وحذرت في الوقت ذاته من مغبة التلاعب بانتخابات الولاية معلنة بان الرد عليه سيكون بالخرطوم.
واتهمت قوى الاجماع الوطني المؤتمر الوطني صراحة بمحاولة تزوير انتخابات الولاية في ندوة التحدي التي اقيمت امس بدار الحركة بالمقرن في ظل اجراءات امنية مشددة شهدتها الشوارع المؤدية للدار وحضرها جمهور يقدر باكثر من الفي مواطن يرددون شعارات ثورية يطالبون بضرورة التغيير في البلاد.
وقال الاستاذ ياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية بشمال السودان بان المؤتمر الوطني كان يريد ابتلاع ندوة التحدي التي اقامتها قوى الاجماع امس من خلال الفبركة والاكاذيب التي بثها مركز جهاز الامن الاعلامي smc على حد قوله مبينا بان الندوة تعبر عن استحقاق دستوري مشروع وفقا للقانون والدستور في دار حزب مشارك بالحكومة، مشيرا الى انهم لا يمكن ان يبتعلوا ولاية جنوب كردفان التي انحدرت من الميراوي والسلطان عجبنا وغيرهم من عظماء السودان وفي مقدمتها الامام محمد احمد المهدي، مبينا بان الولاية تجاور اربع ولايات جنوبية متعهدا بالعمل من اجل اعادة السودان موحدا.
هى الولاية التى اوت واستقبلت الامام محمد احمد المهدى والذى دخلها بـ (300) محارب وخرج منها بنحو (7)الف محارب لتحرير الابيض هى الولاية التى من قبائل الميري انحدر منها على عبداللطيف وهى ولاية التى عمل بحاميتها فى تلودى نحو سبع سنوات حتى 1923م القائد عبدالفضيل الماظ هى ولاية علي الميراوي والسلطان عجبنا ويوسف كوه مكي الذى اتي من قبائل الميري ايضا هي ولاية الزاكى طمل هو ولاية الابطال والبطولات >
واعلن عرمان استباقية فوز التجمع بمنصب والي جنوب كردفان في الانتخابات التي ستقوم في الثاني من مايو القادم، مشيرا الى انهم سيعلنونها ولاية محررة انتخابيا مبينا بان قادة الاجماع سيزورون الولاية لعقد ندوات جماهيرية بها معتبرا انتخابات جنوب كردفان استحقاقا انتخابيا سلميا مطالبا بعدم تحويله الى امر اخر مبينا بان الولاية ممتدة سياسيا وثقافيا محذرا من أي محاولة للتلاعب بها مؤكدا بان الرد على التلاعب سيكون بالخرطوم وليس مدن الولاية مطالبا بضرورة ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة كاشفا عن اجتماع سيعقد اليوم بين قادة الاجماع الوطني والمفوضية القومية للانتخابات بالخرطوم مبينا بانه في حالة فشل الاجتماع والتأكد من ان المفوضية لا تستطيع اجراء العملية بصورة شفافة سندعو ضامني اتفاقية السلام الشامل بما فيهم امريكا والامم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية للاشراف على انتخابات الولاية .
وتعهد عرمان بقطع الطريق امام أي في ارادة شعب الولاية وقال الشعب السوداني سيتبع قيادات الوطني زنقة زنقة ودايرة دايرة لمنعهم من التزوير، داعيا الى ضرورة الاستجابة لرغبة الشعب السوداني التغيير في ظل الثورات الجماهيرية التي انطلقت بالوطن العربي وزاد : يجب ان نتعلم من درس انفصال الجنوب.
ووضع عرمان ما أسماها شروطا للجمهورية الثانية على رأسها تحقيق العدالة والحرية والديمقراطية قبل ان يشير الى ان المصطلح اطلقه لاول مرة زعيم الحركة الشعبية ومؤسسها الراحل د. جون قرنق عقب توقيع الاتفاقية مباشرة بنيروبي واضاف ان الشمال مواجه بسؤال منذ استقلاله كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان مشددا على ضرورة الاجابة عليه الآن لافتا الى ان الجميع يجب ان يكونوا سودانيين اولا قبل ان يكونوا عربا او افارقة مسلمين او مسيحيين والمح الى ان هنالك كتابة الدستور ليلا السودان بلد عربي اسلامي اعتبر ذلك نصف الاجابة مطالبا بضرورة احترام كل القبائل من اجل التعايش كسودانيين.
وقال عرمان ان احتياجات الشمال تتمثل في الديمقراطية والعدالة بالاضافة للاعتراف بالتعدد وتصحيح العلاقة بين المركز والهامش وزاد : اهل جنوب كردفان هم الجنوبيون الجدد في الوقت ذاته قال هنالك جنوبيون بالسياسة هم اهل الشرق والنساء والمهمشين لذا نحتاج الى ترتيبات دستورية جديدة وافصح عن اتفاق القوى السياسية على عقد مؤتمر دستوري وتساءل: كيف يناقش الدستور مع رجال الامن؟ قبل ان يقول يجب ان يناقش من قبل الشعب السوداني وبمشاركة الجميع للاتفاق حول كيف نحكم السودان عبر مشروع وطني ولابد ان تكون الاجابة على هذا السؤال المهم من الجميع وقال لا تنفع اجابة الوطني وحده.
واشار عرمان الى ان الانفصال سيذهب بحوالي 50% من نصوص الدستور الامر الذي يدعم ضرورة قيام دستور جديد داعيا الخرطوم الى تغيير سياساتها لافتا الى ان اضافة ولايتين في دارفور وهنالك حديث عن تقسيم البحر الاحمر ايضا الى ولايتين وتابع المعضلة ليست في دارفور وجنوب كردفان او الشرق وزاد : اهل الولايات جميعا اذا لم يجدوا خرطوم جديدة لن تفيدهم قيام الولايات واعتبرها سياسة فرق تسد مشيرا الى ان المدن اصبحت مخزنا كبيرا للمهمشين مبينا بان غياب الطعام يهدد السلام واصفا وزارة الصحة الاتحادية بسوق المواسير الكبير في اشارة منه الى تداعياتها الاخيرة وقال انا مبسوط من مناقشة الوطني عن الفساد لكنه عاد واضاف الفساد لا يمكن معالجته الا بوجود صحافة حرة وبرلمان مستقل واحزاب قوية في ظل وجود قضاء مستقل.
اضافة ولايتين لدارفوراستباق للدستور وسيعمق الازمة وهو جزء من سياسة فرق تسد والموضوع ليس تقسيم الولايات بل فى تغيير سياسات الخرطوم فى خرطوم ذات سياسات جديدة الازمة فى الخرطوم وليس فى زيادة الولايات حتي ولو اصبحت ستين ولاية لن تغير من الحال بل ستصب لمصلحة النخبة بطانة الحاكمة واوتوظيف متعلمين علي حساب المهمشين.
واتهم عرمان المؤتمر الوطني بزعزعة كل مؤسسات السلطة الانتقالية واشار الى ان ازمة الطلاب بالجامعات الجنوبية كان مرتبا لحلها في فترة الاشهر الستة المتبقية من الفترة الانتقالية وكذلك بقية المؤسسات لكن كل ذلك يتم تدميره بقرارات الجنرال احمد ابراهيم الطاهر على حد وصفه واستعجب التضارب داخل مؤسسات الدولة العليا.
وحذر عرمان من مغبة تزوير انتخابات ولاية جنوب كردفان مبينا بانها ستؤدي الى ثورة في كل السودان وليس الولاية مطالبا باطلاق سراح جميع المعتقلين على رأسهم د. الترابي والصحفيين من اهل دارفور وقال لا توجد قضية ضدهم واذا الوطني لديه قضية يجب ان يقدمهم للمحاكمة ويسمح بالترافع عنهم ، مبينا بان هنالك قيادات من الحركة الشعبية بالقطاع الشمالي رهن الاعتقال بمن فيهم رئيس الحركة بسوبا الاراضي بجانب عدد من قادة القوى السياسية.
وقال عرمان آن الاوان للشمال ان يتغير ويلحق بعهد الحداثة ببناء دولة تحترم الانسان وحقوقه تسبقها علاقة متوازنة بين المركز والاقاليم ولابد من بناء دولة لمصلحة المهمشين مبينا بانهم في الحركة بالشمال لن نطلب الاذن من احد لاننا موجودون بالقانون ومسلحون داعيا قيادات الحركة بجنوب السودان للتسجيل واضاف بانه بالامس رئيس الحركة بالشمال مالك عقار وشخصه التقوا بالاستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني كقيادة للحركة في الشمال وقال لم نجد أي صعوبة كقوى رئيسية مع القوى السياسية الاخرى وشرحنا قرارات المكتب السياسي ورحبت جميعها بالحزب كفصيل رئيس في الشمال وقوى حقيقية ستعمل من اجل التغيير مشيرا الى ان لقاء علي عثمان كان اكتمالا لدائرة تقديم الحركة الشعبية بالشمال.
ودعا عرمان لبداية مرحلة جديدة من اجل توحيد السودان القابل للتوحد وقال ندعو للتواجد في الشمال وكذلك الشمال بالجنوب كاشفا عن رسالة تلقاها بالامس من رئيس الحركة بولاية جنوب كردفان حول الموقف النهائي لانتخابات الولاية مبينا بانه تم نشر السجل الانتخابي بتواريخ متفاوتة بدوائر الولاية.
فيما دعا الاستاذ فاروق ابو عيسى الناطق الرسمي لقوى الاجماع الوطني الى استعادة الديمقراطية عبر النضال الشعبي مبينا بانهم قرروا في الاجماع بعد الفشل لكل الوسائل خلق اجماع وطني عبر الحوار الخلاق مبينا بانه ليس امامهم خيار سوى خيار الاطاحة وقطع بان كل القادة والزعماء وجدوا طريق الحوار مسدودا واختاروا طريقا واحدا ، وزاد قائلا : لقاء اليوم ازعج النظام قائلا بانه يجري خلف امريكا لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب ويتهمنا باخذ الاموال منها لزعزعة الامن والاستقرار لافتا الى ان اهل دارفور دفعوا ضريبة مرة وقاسية مؤكدا وقوفهم لحل القضية التي قال انها تحتاج الى ارادة سياسية ومساءلة أي شخص قام بارتكاب جرائم في الاقليم مشيرا الى ان ثورات الشرق الاوسط ازعجت النظام.
وتعهد ابو عيسى بحماية كل قادة الاجماع الوطني وكوادر الحركة الشعبية في مقدمتهم عرمان مبينا بقيام تضامن اليوم للمرأة وغدا لمساندة الثورات الشعبية بالشرق الاوسط واضاف في الوقت نفسه بان حق التظاهر اساس لا تستطيع حكومة ان تأخذه بالقانون.
كما إتهم الاستاذ عبد الجليل الباشا ممثل حزب الامة القومي المؤتمر الوطني بالعمل على افشال الندوة الجماهيرية لكنه اصطدم بعزيمة القائمين على امرها مؤكدا ان التغيير قادم طال الزمن او قصر واضاف بان انفصال الجنوب يعد اكبر فشل لسياسات الوطني بالسودان وقال تبقت قضايا اخرى عالقة على رأسها ابيي، دارفور، البطالة بالاضافة للضايقة المعيشية مطالبا بحلها في مؤتمر جامع من اجل تحقيق التغيير المطلوب لافتا الى ان الشعب يتطلع الى تغيير يشمل السياسات ونتائجها.
واضاف الباشا نريد انتخابات حرة وعادلة ونزيهة تعبر عن ارادة شعب جنوب كردفان لارتباطها بالمشورة الشعبية.
فيما قال ممثل المؤتمر الشعبي الاستاذ كمال عمر إن آوان التغيير والتحرر قد آن قاطعا بانه لا يوجد طريق اخر.
واضاف عمر بان تزوير السجل الانتخابي يدافع عنه كبار المزورين في الوطني على حد قوله ، مبينا بان السودان لا يمكن ان يحكم بعد اليوم الا بالعدالة وشدد على ان جنوب كردفان لن يحدث فيها تزوير وقال في حالة عدم تغيير عقد الدولة فان كل المهمشين سيقيمون دولتهم مناديا بضرورة عقد دستوري جديد يحقق العدالة ويحفظ الحقوق مؤكدا ان عزيمة القوى السياسية اصبحت واحدة ولن تسمح بتزوير العملية.
فيما قال ممثل الحزب الشيوعي الاستاذ صديق يوسف ان الوطني لا يريد الايفاء بما ورد في برتكول ابيي وجنوب كردفان لانه يخشى ان يأتي برلمان ومفوضية لتصحيح البرتكولات لذا يتآمر لاجهاض المشورة الشعبية التي حددت بالقانون ووضع لها سقف زمني ينتهي في التاسع من يوليو والانتخابات ستتم في الثاني من مايو مما يؤكد بانها مهددة وقال سنفرض على الحكومة المركزية تمديد فترة المشورة لعام قادم مطالبا بان يطرح التمديد من الآن.
كما اكدت الاستاذة نجاة الحاج ممثلة الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بزعامة مولانا الميرغني على موقفهم الراسخ بجانب القوى السياسية، وقالت لا يمكن ان نسمح للوطني بمسح تاريخنا وقطعت بعدم قبولهم تزوير انتخابات جنوب كردفان.
كما تحدث في الندوة الاستاذ ابراهيم الشيخ رئيس المؤتمر السوداني والاستاذ بشارة جمعة ارو الامين السياسي لحزب العدالة الاصل والاستاذ صديق تاور ممثل حزب البعث الاشتراكي بالاضافة لرئيس اللجنة التحضيرية مؤكدين على ضرورة العمل من اجل استرداد الديمقراطية محذرين من التلاعب بانتخابات ولاية جنوب كردفان