ان الرئيس السوداني عمر البشير يزداد تهميشا كما ان تنقلاته اصبحت محدودة. فبعد ان عدل عن زيارات عدة كان اخرها الى تركيا في بداية الشهر الجاري، رغم انها دولة غير مشاركة في ميثاق روما المؤسس لمنظمة العفو الدولية، تتجه الانظار الى السودان بعد ان وجهت الدنمارك دعوة لرئيسه للمشاركة في القمة المناخية المزمع عقدها الشهر المقبل خاصة ان منظمة العفو ناشدت الحكومة الدنماركية اعتقال البشير في حال قبوله الدعوة وقدومه اليها للمشاركة في المؤتمر.
لاهاي: ناشدت منظمة العفو الدولية الحكومة الدنماركية اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في حال قدومه الى الدنمارك للمشاركة في القمة المناخية المزمع عقدها الشهر المقبل.
وقالت المنظمة في بيان اصدرته الجمعة: “تبادر الى علم منظمة العفو الدولية بأن الحكومة الدنماركية قد وجهت دعوة رسمية للرئيس السوداني عمر حسن البشير – المطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وابادة في اقليم دارفور السوداني – لحضور قمة كوبنهاغن المناخية الشهر المقبل.
وقال كرستوفر كيث هول كبير مستشاري المنظمة القانونيين: “على الدنمارك ان تؤكد بأنها ستعتقل الرئيس البشير في حال قدومه اليها”.
وقال المستشار: “إن محكمة الجنايات الدولية تحتاج الى تعاون الدول التي صدقت على ميثاقها. فبموجب اتفاقية روما التي اسست للمحكمة، يتوجب على الدنمارك اعتقال اي شخص على اراضيها كانت قد المحكمة قد اصدرت بحقه مذكرة اعتقال.”
وختم المستشار القانوني بالقول: “تستطيع الدنمارك – بل عليها – اثبات ريادتها في مجال احالة مرتكبي اسوأ الجرائم الى القضاء عن طريق اداء واجبها في اعتقال (البشير).”
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي اعتبر الاربعاء ان البشير يزداد تهميشا كما ان تنقلاته اصبحت محدودة.
وقال لويس مورينو اوكامبو في كلمة امام الجمعية السنوية للدول ال110 الموقعة على ميثاق روما ان “عملية التهميش تتقدم”. واستنادا الى المدعي، فان اعتقال رئيس في السلطة “يتطلب عملية تهميش على المستوى الوطني والدولي”، مذكرا بحالة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي سلمته بلاده صربيا الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة العام 2000.
واشار اوكامبو الى ان عمر البشير اضطر الى العدول عن زيارات عدة بسبب مذكرة توقيفه التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في الرابع من اذار/مارس، مضيفا “حتى زيارته التي كانت مقررة في تشرين الثاني/نوفمبر الحالي الى دولة غير مشاركة في ميثاق روما، وهي تركيا، تم الغاؤها”.
واكد ان الرئيس السوداني الذي رفض مذكرة الاعتقال وحصل على دعم العديد من الدول العربية والافريقية، اضطر ايضا الى الغاء زيارات لجنوب افريقيا واوغندا ونيجيريا وفنزويلا.
وكان البشير منذ صدور مذكرة توقيف بحقه في اذار/مارس الماضي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، يحرص على تحدي الغرب.
فقد القى خطابات نارية امام الاف الاشخاص في دارفور وزار اريتريا وقام بزيارات لعدة عواصم عربية بدءا من القاهرة وانتهاء بطرابلس مرورا بالدوحة. كما قام باداء العمرة في مكة.
وكان الرئيس السوداني يريد ان يظهر بمظهر القوي امام الغرب الذي يضعه في قفص الاتهام لدوره المفترض في العنف في اقليم دارفور الذي يشهد منذ 2003 حربا اهلية معقدة ادت الى مقتل 300 الف شخص وفق تقديرات الامم المتحدة و10 الاف وفق الخرطوم، كما اسفر النزاع عن نزوح 2,7 مليون شخص من ديارهم.
وفيما اقرت 110 دولة اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية ، فان العديد من الدول مثل السودان والقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند امتنعت عن الانضمام اليها. ولا ينطوي السفر الى الدول المجاورة على خطر للبشير لان ايا منها لم ينضم الى معاهدة روما ولم تكن تحركاته تقتضي السفر في الاجواء الدولية باستثناء رحلته القصيرة فوق البحر الاحمر للذهاب الى السعودية او الدوحة.
وكان البشير قام بزيارة في حزيران/يونيو الى زيمبابوي، لكنه اعتذر عن تلبية دعوة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز للمشاركة في قمة افريقيا-اميركا اللاتينية في كراكاس في ايلول/سبتمبر الماضي وهي رحلة كانت تقتضي منه التحليق بطائرته لفترة طويلة في الاجواء الدولية.
وبصفتها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، كان يتعين على فنزويلا ان توقف البشير ولكن هذا الاحتمال يظل نظريا بالنظر للعلاقات الجديدة بين الخرطوم وكراكاس.
كما اعتذر البشير في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي عن تلبية دعوة للمشاركة في لقاء للاتحاد الافريقي في نيجيريا.
لكنه شارك اخيرا في قمة الصين-افريقيا التي عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية والتي يفترض ان يعقد فيها في شباط/فبراير المقبل قمة فرنسا-افريقيا.