2014 عام القضاء على التمرد…كذبة جديدة للنظام

ميمونة عبدالله فطر / ناشطة سياسية 
[email protected]
6يناير2014
اولاً، ومع بداية العام الجديد نترحم على الشهداء الذين قدموا أرواحهم الثائرة من أجل إعلاء الحق ونصرة القضية وعاجل الشفاء للجرحى.
ها قد أتى العام 2014، عام البشريات والنصر القريب.عام كسر إسطورة نظام القتلة وتفكيك الترسانة الإجرامية التى اباد النظام بها الشعب السودانى من دون حق بابشع الأسلحة المحرمة دولياً وأصبح المواطن ما بين مشرد ونازح ولاجئ .إستمرار النظام فى إنتهاج سياسة عمياء قد ادخلته فى نفق ضيق وأفقده الكثير ويصعب الخروج منه الى برء الأمان واستقرار البلاد.
لذلك لم نتفاجأ بتصريحاته الاخيرة الرامية لكسر شوكة المتمردين في مناطق التمرد. وقد سمعنا مرارا وتكرارا مثل هذه العبارات منذ انطلاقة الثورة في دارفور ومابعدها دون اي اثر ايجابي يصب في اتجاه تصريحاته. بل زادت تصريحاته الثورة تماسكاً وحولت مجريات الثورة من اطارها الاقليمي في دارفور الى عامة اطراف الهامش السودان في كردفان والنيل الازرق ودارفور.
كما ان كل التصريحات التي يدلي بها النظام دائما مايشير الى ضعفه في ادارة الازمات واخراج عنقه من الزجاجة التي تحتويها منذ صبحية الانقلاب المشئوم في العام 1989.
والحق ان مواجهة الحقيقة والتي تتمثل في حركات التحرر الثورية ليس بالامر السهل كواقع طبيعي تحتمه الاخلاق والمبادئ المنطلقية لحركات التحرر في العالم والحركات الثورية في السودان. وبدلاً من قبول النظام بالواقع والمطالب العادلة لحركات الهامش السوداني وبدلاً من انتهاج طرق مثلى للحكم تجنبها العدالة الدولية والمحاسبة وبدلاً من تأسيس الدولة الديموقراطية، والتي بموجبها اضحى النظام في عزلة دائمة تحيط به من كل الجوانب. وبدلا من كل ذلك سعى النظام بكامل وعيه واردته الى تجريم نفسه ومساءلتها.فجرائم النظام المتمثلة في انتهاك حقوق الانسان والقتل والتعذيب والتشريد على مدى ربع قرن من الزمان وجرائم الحرب وصرف اموال الشعب في تاجيج الصراعات القبيلة وغيرها من الجرائم التى لاتحصى ولا تعد، كلها شاهدة على النظام ولسوء حظه انها جرائم لا تتآكل مع التقادم.
فالمعارك الاخيرة التي تدور الان في افتتاحية العام الجديد في مناطق جنوب كردفان ودارفور ضد الجبهة الثورية، هذه المعارك صرف فيها النظام اموالاً تفوق مطالب الهامش بعشرات المرات. وبهذه المناسبة، فقد انفق النظام آخر المليارات في الحرب الدائرة الان بعشم أن يحسم التمرد نهائياً. لكن يبدو ان وبناءاً على الاخبار التي ترد والصور التي تبث من ارض المعارك، يبدو ان النظام في حاجة الى الركض خلفاً واختلاق حيلة جديدة ربما ليستعيد انفاسه.
فعلى النظام ومن يحاربون معه ان يؤمنوا تمام الايمان بان الثورة التي يدفع ثمنها الملايين من السودانيين ليست عبثاً ولا حباً في التمرد وانما حق فرضه واقع الحكم الذي فعل بالسودان مافعل. وعلى النظام ومن يحاربون معه ان يؤمنوا بأن فعل الحق لا يمكن ان ينكسر ذات يوم وان طال النضال، وان فعل الباطل يزول وان طالت الخاتمة، وبين هذين الخاتمتين يجب ان يقرر النظام مصيره بنفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *