مقترح إستقلال دارفور في الذكرى الواداشر لقيام ثورة الغرابة

هذا النص تعليقا على دراسة ومقترح عادل عبد العاطي رئيس المكتب السياسي للحزب الليبرالي 
العزيز عادل عبد العاطي
تحياتي
نحو أمبراطورية كوشية لا دويلات
كنا قد ناقشنا مع سجالة افريكانيين سودانيين ومن الدول المجاورة للسودان ؛ من ارتيريا وجنوب السودان ؛ وافريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ؛ واتفقنا على انه هذه الدول يمكن ان تكون جزء من السودان مستقبلا ؛ لنبني حضارة موحدة ؛ فهذه الدول اي منها فشلت او هي في طريق فشلها كدولة بالمعيار الواقعي وان تكون قانونيا هي دول وذلك منذ خروج مستعمرها الاوربي. طبعا السودان دولة فاشلة بلا شك الا ان فشلها ليست بمستوى او درجة فشل هذه الدويلات الافريقية.
لاحقا في هذا الاتحاد يمكن النقاش حول انضمام اقليم النوبة في صعيد مصر واقليم فزان الليبي الى هذه الامبراطورية الافريقية التي تعيد مجد كوش وعظمة اباطرتها في وجه جديد تبني للسلام والعلم . وقد نتفق مع اثيوبيا لاتحاد اكبر في الوصول الى الصومال وجيبوتي شرقا والسيطرة على القرن الافريقي وملم البحر الاحمر والمحيط الهندي . كذالك قد ننجح في الوصول غربا الى المحيط الاطلس بالاتحاد مع مالي وموريتانيا ؛ علما ان الدويلات الافريقية الاحد عشر في غرب افريقيا والناطق غالبها بالفرنسية قد تتوحد في دولة واحدة .
حلم عودة كوش في شكل امبراطورية افريقية معاصرة قوية منطلقا من السودان الحالي؛ بكونه منبت الحضارة الافريقية امر سيعيد للامم الزنجية انسانيتها وكرامتها والثقة في ذاتها ؛ بعد قرورن من الضياع مرورا بقرون العبودية وتجارة الرقيق ؛ ثم حقب الاستعمار الاسيوي والاوربي ثم شيوع النظرة العنصرية على السوود في العالم وقد نسهم في الحضارة الانسانية القائمة اليوم باسهامات مذهلة جديدة تقدم للانسانية .
” في دارفور يقولون الشجرة تثمر حين تعود الحياة لجذورها “شدرة بلد كم عرقيتو خضرت”. ويقولون “كم قبلتي ام ورا ورا واديتي قرن جبتك تقدر تنطي لشوك” .
يستفزني مساحة الاتحاد الروسي ؛ ودول مثل الصين ؛ والهند ؛البرازيل ؛ وانا مهموم بضرورة توحيد افريقيا في دولة او في خمس او ست دول ؛ برؤية الشيخ انتا ديوب ؛ هو حراك لا حرب ولا معاداة بل اتحادات طواعية من اجل سلام وامن عالمي.
الهند نموذج جيد لنا في السودان ؛ فبالرغم من تعدد اللغات والثقافات الا ان الجميع هم امم زنجية ويمكنها خلق ديمقراطية حقيقية وتقدم اقتصادي كما الهند ؛ ويهذه الوضعية يتعزز قوتنا اقتصاديا ونتقدم علميا وعسكريا ونرتفع من قدرنا الانساني .
امكانيات و صعوبات التفكير في الاستقلال
لا اعتقد ان استقلال سكان اقليم دارفور حل للسودان الحالي بمشاكله ؛ فاستقلال الامم الزنجية في الجنوب من استعمار الجلابي بالرغم من انهم غير مشاركين في سكنهم بمجموعات تعتبر نفسها عربية كمال الحال في دارفور لم تستقر لان اسباب عدم الاستقرار لا تكمن حلها في الانفصالات او التقوقع الى وحدات صغيرة ؛ ولن تحل الازمة بين النوير والدينكا باعلن كل منهما دولة في حاكورتها ؛ بل تزيد الامر تعقيدا اذ لابد من النظر الى الاسباب الحقيقية وراء الحروبات وعدم الاستقرار وهي دولة الجلابي.
الازمة اذن هي دولة الجلابي وعقلية مثقفيها المخاصمة لديمقراطية وحقوق الانسان من جهة ونكرانها وعداوتها غير المببرة للذات الافريقية من جهة اخرى وادعاء هوية لا تناسبها ؛و بل والسعي لفرض هذه الهوية على الكل بالسودان ؛ وبين هذا وذاك تستمر تطمس معالم الحضارة الافريقية القديمة. ؛ وبالرجالة كدة ولغاية الرياء وامشوفوني؛ وهكذا لا يكون التفكير منصبا في نهضة الانسان في هذه الدولة بغرض الاسهام في الحضارة الانسانية ودعم الامن والسلم الدوليين . هنا يكون التفكير منصبا في الاستواذ غير المشروع وحرمان الاخر ؛ ولابد من تولد صراعات في دولة دارفور او في السودان او في وحدة اصغر.
اذا استقلت دارفور ؛ ودارفور اكبر اقاليم السودان ؛ وعدد سكانه يفوق ال18 مليون؛ واني اشك في الاحصائيات التقديرية التي تقدمها دولة الجلابي في كل عهودها . سكان جبال مرة ؛ وجبال اتشامرا وجبل مون وجبل الميدوب والجبال السود فقط يفقون ال8 مليون؛ واعتقد ان سكان جبل مرة قد يتعدون الثلاث مليون .
ودارفور اسم منسوب لشعب الفور الا انه في الاساس اتحاد فرضها سلاطين الفور المسلمين من عهد السطان موسى ود سليمان في (1446 ) بالتقريب ؛ على مجموعة القبائل نوبية الاصل والمستقلة ؛و صاحبة ارض ونظام سلطاني 10 منها غير مسلمة؛ 13 عشر مسلمات ؛ والمجموعى الاخيرة هي الدواجو (حبوبة القبائل 333ف اي هذا تقدير ) ثم الفور والقمر (1293) والبيقو ثم المساليت كاحدث سلطنة مقارنة بالبقية (1868)؛ لكل من هذه سلطان وارض ونظام سلطاني .وهناك ثلاث منها في تشاد هما البرقو والتاما والحجر .ثم هناك التنجور (604ف بالتقريب في حقب المسيحية في اثيوبية) ؛ والبرتي والميدوب والبرقد والزغاوة لكل من هذه الشعوب ملك وارض ونظام اداري ؛ باستثناء الزغاوة التي حاولت بناء سلطنة في القرن العشرين وهناك الارينقا والجبل المراريت والميميا الذين هم موزعين بين الفور (وهم بقايا القمرفي حقبة نوكات بتعبير نختيجال) .
ثم المجموعات الجنوبية (يسمونها المجوس لكونها غير مسلمة) الرونقا والبنقا والقلا وسلا ؛ والسوا والموا والكريج والفوروقي والبندلة والسنجار ؛ وهي تسكن جنوب و جنوب غرب جبل مرة الى كفيا قنجي ؛ ارضها في جنوب دارفور الان تم توزيعها بكل وحشية لصالح المجموعات المعروفة بالعربية ؛ وخضعت للاسترقاق وسرقة الاطفال بحيث صاروا هبانية او بني هلبة او تعايشة او قمر غالبا ؛ على راس كل منها سلطان . خضعت هذه المجموعات لسلطنة الكيرا في حقبة (طرة).
تملك جميع هذه المجموعات ارضها وما يمكن ان تعتبرها دولة ؛ وهي ملكية ذات اهمية غاية في الحسياسية؛ في الاراضي الواقع حول جبل مرة نجح سلاطين الفور في تنظيم الارض وتوزيعها وفق رؤيتهم وولائهم ؛ ودخل سلاطين الفور في حوربات متعددة مع البرقو والقمر منذ القرن السابع عشر ؛ وتعد هي اشرس . ومع المساليت في اول القرن العشرين ولم يتحقق النجاح الكامل حتى دخل الانكليز فحسموا المسألة بتقسيم تراب دارفور مع فرنسا فوقعت اقليم ابشي داخل تشاد ومعها سلطانت البرقو والتاما والحجر وداجو سلا . ووقعت القلا والسلا في افريقيا الوسطى. وخرجت كردفان كاقليم للرعاة البقارة ونوبة جبال التروج.
توجد مجموعات اخرى البرنو والبديات والقرعان والكالمبو والفلاتة والهوسة والتكارير والكنين وهي مجموعات كانت جزء من الدولة في عهد التنجور حقبتي (أوري وعين سرو) حيث امتد اقليم التنجور حتى كانم شرق نيجيريا وتخوم النيجر ؛ وهذه المجموعات تتمتع بكامل الحق التي يتمع بها السكان الاصليين . ويعتبر البرنو والبرقو انهم من اصل التنجور ؛ فيما يعتبر الفلاتة انهم اثيوبيون موطنهم التاريخي هي الهضية الحبشية ومنطقة القرن الافريقي. ويعتبر القرعان انهم صوماليون وان لهم صلة عميقة بالبجا في الشرق . ومجموعات الزغاوة تخطلت بالتوبو في صعيد ليبيا وللتوبو روابط ثقافية وعرقية بشعوب الامازيق وشعوب المور في شمال غرب القارة.
غرب الفاشر تسكن الكنين والتكرور وهي مجموعات من مالي والسنغال ؛ تجد ادعاء القواسمة في الشرق الجنوبي ان اصولهم تنجور . وفي هذه التداخلات . وتعيش بالفاشر مجموعات من فزانية من ليبيا ؛ واولاد الريف من صعيد مصر وهوارة. وعائلات من الجلابة (شوايقة ودناقلة وجعلين)
جميع هذه المجموعات التي ذكرت اعلاه توجد العديد منها ضمن سكان جبال التروج التي تعرف بجبال النوبة وفي منطقة الانقسنا ؛ حيث يعتبر البرنو الفونج فرع منهم ويوجد اعداد كبيرة من البرنو والفلاتة في مناطق كفياقنجي وحفرة الناس في المنطقة الحدودية بين السودان افريقيا الوسطى والجنوب.
وفي اقليم دارفور توجد المجموعات عربية وزنجية تعتبر نفسها عربية ؛ ولها ادارات باسم النظارت واخرى عموديا وتتبع غالبها لسلطان الفور وجزء لسلطنتي القمر والمساليت وهي : الرزيقات ثم المعاليا ؛والهبانية؛ التعايشة؛ والبني هلبة ؛ . ولكل منها ناظر وحاكورة محددة من قبل سلطان الفور والناظر مسؤول امام مقدوم الصعيد في نجالا .اليوم هناك الترجم والسلامات والمسيرية والصعدة لكل منها ناظر بدل ما كان عمدة .
ووتوجد البني حسين في شمال دارفور ؛ ولها نظارة اما المهادي واولاد مانا والحوطية وبقية بطون الرزيقات فلها بين عموديات ومشايخ ولكل مجموعة حاكورة محددة بمعالم مثل الاودية والتلال ؛ وتعيش محترمة بعضها البعض وواعية بحقوق بعضها البعض.
لكن الامر اختل اليوم بظهور منصب الامير الذي ابتدعه النظام لرفع من مكانة القبائل العربية على حساب السكان الاصليين.
جميع هذه المجموعات تنظر الى الارض كثروة وكرامة وفيما لا يوجد قانون ولا مرجعية ولا دولة واعية مثلت حقوق الارض احد اركان الاحتراب ويمكن ان يمثل كذالك اسباب اساسية لفترة اطول وهي نموذج لحالات عديدة في كل اقاليم السودان.
مثلما ان للنوبة البربر في شمال السودان المحس والحلفاويين والدناقلة اصل عرقي وثقافي بالامازيق سكان الساحل شمال القارة اقوى من ارتباطهم بنوبة صعيد مصر الذين هم اقرب الى نوبة غرب السودان فهمناك ترابط بين شعوب القارة الافريقية في السودان الافريقي بشكل لا يمكن محو او تفكيكه.
كما تتداخل قبائل الجنوبية مثل الزاندي والجور مع سكان الكنغو كذلك تجد مجموعات القموز و الانجواك والنوير تجدها في اثيوبيا.
واعرف هذه الجماعات يمكن ان تشكل طاقة كبيرة للبناء والتعمير اذا قامت دولة وضعت اولويتها العلم والمعرفة للسكان ؛ ويمكن ان تتقدم في اقتصادها بشكل مذهل لتكون قوة اقتصادية حقيقة تعادل في الجنوب قوة الهند وبرازيل والصين.
ففي تقديري ان العدد الحقيقي لسكان السودان الحالي يتعدى ال60 مليون اذا اجرى احصاء سكاني دقيق شمل سكان الجبال والغابات والاودية البعيدة عن الحواضر.
وما يميز هذه المجموعات كلها انها تعيش في تعاون وسلام وتعرف حقوقها وتحرمه وتمتلك استعدادات نفسية عالية للتعاون والبناء والتسامح فيما بينها فقط اذا وجدت نظام دولة حقيقة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان.
.
اشكالية الحدود
لم تتكون سلطنة واحدة مستقرة معروف لها سلطة مركزية في دارفور كمرجعية يمكن الرجوع اليها في التاريخ
في دارفور ؛ رغم قوة سلاطين عائلة الكيرة من الفور ؛ بل كانت هناك مجموعة سلطانات زنجية بينها حروبات مستمرة حتى ياتي التدخل الاجنبي ؛ ومناطق مثل جبال الميدوب (مسقط راس خاليوت ابن بعانخي ملك النوبة العظيم)؛ والنوبة المقصود هنا كل الشعوب السوداء في النيل والصحراء والجنوب ؛ وسكانها لم تخضع لحكم سلطان الفاشر مباشرة .
لكن حقيقة لا تعرف بشكل دقيق في تقديري حدود لاقليم دارفور؛ في وقت لم يكن هناك سلطنات على النيل او الجنوب اقوى منها ؛ لكن من الماكد انها كانت على اتصل بمصر عبر درب الاربعين ؛ والمنطقة لم تكن تتبع للشمالية بالتاكيد ؛ كما لسلطنة الفور والقولا سلطة حتى منطقة البحيرات الجنوبية بعد بلدة راجا اليوم . وفاقت سلطة سلطان الفاشر كردفان الى النيل وحتى شمال امدرمان وخضعت شندي والمتمة للحكم سلطنة الفور حتى نهر عطبرة .؛ وامدرمان الحالية كله غرب السودان .
وفي التحالف التاريخي بين قبائل الغرب اثناء ثورة المهدي وهو من الشمال خلقت ارتباط بين شعب البجا في الشرق واهل دارفور بحيث خلقت ثقة عميقة اكبر مما هو بين الشمال الجلابي واي من تلك الطرفين ؛ فاذا يكون هناك ثمة عجز للشمال الجلابي من خلق علاقات مستقبلا مع الغرب فان الغرب والشرق على استعداد للتوحد ؛ وهذا ما يعني ان السودان المتبقي للشمال النيلي لن يكون سوى شريط نيلي ضيق قد يبادر اهلها لان يكونوا بوابين لمصر بعد الانضمام اليها وهو تفكير لابد انه غبي.
للصديق ادريس ازرق نظرية حول مستقبل السودان ؛ اسمينها في مركز السودان بالنموذج الازرق ضمناها في دراسة باسم ” اربعة مستقبلات سودانية ” صدرت سابقا ؛ ناقشت مركز الدرسات امكانية ثلاث دول وذلك لانه لا يمكن ان تستقل اقليم دارفور في معزل عن كردفان ؛ ولايمكن ان يستقل الغرب بعيدا عن سكان الفلاحين الزنوج الغرابة سكان الكنابو في الاقليم الاوسط والفلاحيين الزنج في القضارف والرهد وسنار وحلفا .
اشكالية اموال دارفور لدى الجلابة
في حالة استقلال دارفور او في حالة وحدتها ؛ فان حقوق اهل دارفور المالية تظل حق يطالب بها.
1اولا المعادلة الساخرة لسرق عرق ودم اهل دارفور .
الغريب ان الجلابة يعيشون بشكل حر في مدن دارفور نيالا والفاشر والجنينة وحتى في زالنجي والضعين ؛ وينقلون عوائد استثماراتهم الى الشمال ويعتبرون كما لو انهم مغتربون ؛ هؤلاء تجار وملاك مثل موظفي الدولة الجلابية ؛ وفي نيالا يملكون كل الدكاكين والابنية في وسط المدينة وكل تجارة الجملة في ايديهم ؛ ويعيشون كسكان من الدرجة الاولى ؛ والدولة تثق فيهم اكثر من سكان الدولة .
بينما يعيش عيال دارفور في الشمالية والخرطوم كضيوف وفي عطبرة يعيشون كنازحين في احياء الصفيح ويفرض عليهم ضرائب على اعمالهم كغسالين ومكوجية وتجار صاعوت ؛ ويعتبرون كعبيد فما لا تجد هذه الشكل من التعامل معهم في الغرب .
فهناك العديد من الاموال التي تنهب من دارفور الى الشمال ؛وهناك الطاقات والجهود العالية التي يبذلها ابناء الغرب للشمال ؛ هذه المسالة تبين المعادلة الساخرة في دولة الجلابي ؛ على اعتبار الغرابة ايدي عاملة رخيصة او مجانية لبناء اقتصاديات الاسر والرجال ؛ فهل يتم تعويض دارفور لهذا التبادل والمعادلة غير المنصفة ؟.
ثانيا : ثروة الغرب المنهوب من دولة الجلابي:
اهل غرب السودان هم الفلاحين والعمال واصحاب الثروة الحيوانية بنسبة 80% . ويمثل دارفور 80% من الغرب هذه ؛ وطوال 60 سنة من دولة الجلابي خدم شغيلة الغرابة الجنقوجورو والابزقلك لخلق 80% من اقتصاد الدولة السودانية التي تبلغ اليوم 93 مليار دولار ؛ هم يستحقون 80% من هذا المبلغ بجانب اموال ملك تم نههبها منهم في ست مشاريع اقتصادية ؛ هي طريق الكفرة الفاشر ؛ مشروع ساق النعام ؛ مشروع غزالة جاوزت ؛ اليات ومعدات مشروع جبل مرة ؛ مشروع مشروع غرب السافنا ؛ طريق الغرب.
ثالثا: ذهب دارفور.
بجانب ذلك فانه في سنة 1916ف ذكر ان هناك كميات كبيرة من الذهب سرق من الفاشر تقييم اليوم بنحو مئة مليار دولار سرقت بين مجموعات ثلاث ؛ المستعمرين الانكليزي والمصري وبقيت للجلابي ؛ في سنة1956ف كانت كميات من هذا الذهب في بنك السودان المركزي كاحتياط نقدي ؛ ذهب دارفور حتى الان هو الموجود في اسفل بنك السودان.
.
اشكاليات ممتلكات الدولة
اسهم ابناء دارفور لجنود لحماية الدولة الجلابية ؛ وفي اقتصاد الدولة كما وضحنا اعلاه ؛ ووكل الطعام منتوج من دارفور وبايدي دارفورية حتى التمباك الذي ياكله الجلابة بنهم .
دان لا ثقافة له لو جردنا السودان من دارفور ؛ من تراثه فلكوره واخلاقه ونظامه الاجتماعي.
والشخوص التاريخيين الذين بنوا حضارة وادي النيل هم في دارفور النوبة في الجبال والفونج ؛ فقط الشماليين يسكنون في منطقة الاثار ورغم انهم من اصل نوبي لكنهم لا يشعرون بالانتماء اليه ؛ وهناك تشابه حقيقي بين تماثيل كاشتا وشبتاكا وبانغي وتهارقة تجدهم في شخوص اهل دارفور.
الجغرافية التي تبقى للشماليين هي شريط النيل الرقيق حتى الشمال وهي لا تسوي جبراكة جدي عطرون في دارداجو.
فحقيقة يبقى السؤال في هذه الحالة من ينفصل من من ؟ من هو الاصل ومن هو الجزء .؟
انوه ان دراسة عبد العاطي لم يذكر لفظ الانفصال ؛ ولم يجرد اهل دارفور حقوقهم ؛ الا ان نقاش هذه النقاط مهم لان الانفصال تثار حالة يتم نقاش مسألة الإستقلال.
حياة الانسان وكرامته هو الاهم
مع اني اقر بان حق تقرير المصير يجب ان يتضمن في الدستور السوداني الناتج من ا لحراك الثوري ؛ وذلك من منطلق ايماني ان المهم ليست الوحدة او الانقسام الى عدة دويلات في هذا السودان ؛ المهم هو ان يختار جميع السكان ؛ والاخص الامم الزنجية التي عانت لفترات طويلة ؛ يختارون الوضع الذي يجدون فيه انسانيتهم وحقوقهم الاساسية.
على اي حالة يبقى النضال لاجل حياة كريمة لجميع السودانيين حق وواجب اخلاقي وانساني ووطني للجميع ؛ في دولة موحدة او دويلات متعددة.
اسباب اساسية لوصول اهل دارفور الى النيل
بجانب اخلاقية النضال لتحقيق وضع انساني للجميع الامم الزنجية سكان الكنابو والفلاحين السود والاحزمة السوداء في كل المدن في الشمال ؛ يبقى من المهم ان نشير الى ان هناك اسباب كثيرة يدفع اهل دارفور موجودين في الشمال.
فلاجل اسباب تاريخية وروحية يجب ان تصل اجيال من اقليم دارفور الى جبل البركل ؛ المعبد المقدس للاله امون ؛ وشواطئ النيل تضم اثار الحضارة الافريقية الاولى وهو حق معنوي للامم الزنجية في دارفور وغيرها ؛ فاذ حقا وقعا انفصال بمفاهيم السياسية فيظل الجيل السوداني من دارفور او الجنوب او الشرق يقاتل من اجل تحقيق احلامه وتطلعاته ؛ غد او بعد غد.
الخلاصة
عودة على البدء كل ما ورد في هذا السرد تفاصيل يفيد في فهم طبيعة الصراع في السودان عامة وفي دارفور على الاخص ؛ الا ان السودان ليس بدعا في هذه المنطقة الافريقية الوسطى من القرن الافريقي الى المحيط الاطلسي غربا ؛ كما ان دارفور مع تاريخها وخصوصيتها فان طبيعة اختلاف مكوناتها الداخلية شبيه باقاليم كثيرة منها الشمال والشرق والوسط ونوبة الجبال وشمال وجنوب النيل الازرق . هذا في الشمال الذي يقدم للعالم كمنطقة نفوذ المسلمين وانفصل الجنوب المسيحي.
ففي افريقيا الوسطى تنشب صراعات بين المسلمين والمسيحين في افريقيا الوسطى وشمال نيجيريا ؛ وهي نسخة من صراع المسليمن الزنوج في السودان تحت قيادة اقلية الجلابي مع اشقائهم في الاقليم الجنوبية التي اعلنت استقلالها بعد صراعات مريرة .كما تقع في الصومال صراع بين قوميات كلها مسلمة وتتحدث لغة مشتركة ولها تاريخ مشترك؛ وهو صراع شبيه بطبيعة الحرب بين المسيحين انفسهم في طبيعة الحرب الاريتريا الاثيوبية ؛ وهم من ثقافة متقاربة لبعضها البعض.
في ارتيريا والسودان في خاصة جزءه الغربي دارفور وكذالك وتشاد ومالي النيجر وشرق مالي وموريتانيا والجزء النوبي من مصر واقليم فزان في ليبيا ؛ تتحكم مجموعات عربية مسلحة تمارس العنصرية على مجموعات السكان الاصليين تتدرج من حرب الابادة في السودان الى الاتجار بالبشر في موريتانيا ؛وتستمد الجمعات العنصرية قوتها من المركزية العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. حيث في شمال افريقيا يمارس اضطهادا حقيقيا وتميزا اشد على شعوب المور السود والامازيغ في جبال الاطلس ؛ وهي مسالة تكون ضمن مشروع امبراطورية كوش للتحرير القارة مستقبلا . .
رايت كل هذه التقاطعات في سردنا السابق داخل السودان وخارجه يمكننا ان نتوصل الى نتيجة واحدة هي ان هذه المنطقة به عدو مشترك يجب الاتحاد للتخلص منه وهي العقلية الشوفونية الاسلامية العربية ؛ بعد الامية والجهل ؛ ثم الفقر والمرض ؛ التي تعد ازمة في طريق التطور.
مقدمة ابن خلدون المفكر الاجتماعي في وصفه للجماعات المخاصمة للحضارة ركزت في وصف المجموعات العربية الاسلامية في شمال القارة الافريقية ؛ وثمة تاريخ طويل من الاذى الجسيم تكبدتها البشرية والحضارة والثقافة الانسانية في القارة من جراء هذه العناصر وتمثل الحالة في اقليم دارفور في صيغة التحالف الجلابي الجمجويتي مثال حي لهذه الفوضى والخصومة ؛ ولهذا وصعنا الشوفونية العربية الاسلامية العدو الاول للقارة ؛ وهي ذاتها في موصوفة الارهاب العالمي تشكل العدو الاول للحضارة الانسانية وللعالم.
ثمة اقترحين ارسلناه في وقت سابق يتعلق بالوجود العربي ومن يعتبرون انفسهم عربا بعقليتهم الشوفونية في القارة الافريقية ؛ وهي اما ان يبقى في القارة تحت شروط وحكم سكانها الاصليين بنموذج الحال لحالة ابرتهايد جنوب افريقيا ؛ او ان يرحلوا الى موطنهم التاريخي في غرب اسيا كما فعلت اوربا ؛ حيث استقبلتهم بعد ذلك وفق شروطها المعاصرة.
بامكاننا في الدولة الكوشية الكبيرة من وسط القارة الافريقية ان نقضي على كل المشاكل الاخرى بعد الامية والشوفونية العربية ؛ الفقر ؛ والامراض المنتشرة ؛ وهذا يلزمنا عمل دؤوب يقوم على مبدأين اساسيين هما:
1.الاستنارة والوعي؛ وحملة معرفة من نحن وما هو دورنا كاي امة في المجتمع الانساني.
2.السلام ؛ داخليا وخارجيا؛ وحملة القضاء على الكراهية بناء التسامح ولاخاء ؛ وخاصة في كل انحاء افريقيا.
3. ثورة التعليم وحملة القضاء على الامية؛والامراض.
4. ثورة العمل والاعمار وحملة القضاء على الفقر.
هذه المنطقة الممتدة من الميحيط الهندي الى المحيط الاطلسي اهم خصوصياتها حضارة وادي النيل التي تعتبر منبت الحضارة الافريقية الاولى وهي ام الحضارات العالمية وكانت منطلقة من السودان النيلي ؛ وحضارة نهر النيجر في مالي والسنغال وهي الحضارة الافريقية الثانية التي اسستها بلاد السودان الغربي . وحضارة نهر النيجير تعد امتداد لحضارة وادي النيل ؛ و شعوب هذه المنطقة كمجموعات مشتركة لها ما يجمعها فهي اثيوبية اي كوشية؛ ولها ذاكرة جماعية مشتركة وثقافة مشتركة في تاريخها المشترك ؛ ولا تزال تشعر بان اسلافها التي اسهمت في بناء الحضارات بامكانها هي ان تسهم من جديد في تقديم اسهام مشترك في حضارة جديدة .
تدفقت عروق الامم الزنجية بالتقريب جميعها غربا وجنوبا مبتعدة من النيل وسيطرة على هذا الشريط الافريقي منذ بداية تفكك دولة كوش وتفكك الدويلات الصغيرة على مجرى نهر النيل ؛ بين 525ق.ف الى عام332 ق.ف وهي فترة غزو الفرس بزعامة قميز شمال الدلتا الى فترة دخول الاسكندر المقدوني منطقة الدلتا. ونهاية استقلال كميت . ومنذ ذلك التاريخ بداء تدفق المهاجرون والغزاة الاسيويون والاوربيون على من الشمال نحو منابع النيل.
اقامت العديد من الامم الزنجية وهي مبتعدة من النيل ممالك وسلطنات في الشريط الجغرافي المشار اليه منذ ذلك التاريخ وقد اشرنا السطانات النوبية في اقليم دارفور كاكبر واقدم منطقة حضارية ؛ بدا بسلطنة الداجو انتهاء بسلطانت الفور والقمر والمساليت؛ وتواصلت هذه الامم الزنجية شرقا مع علوديا واكسوم وغربا مع مماليك سكتو والسنغاي والتكرور والهوسا ووالمادينقا والفلاتة والبرنو ؛ وممالك واوات في منطقة البحيرات ؛ واثيوبيا في الهضبة الشرقية ؛خلقت هذه التواصلات العديدة من العلاقات السياسية.
وهكذا كما اشرنا فهي تتقاطع في قواسم كثيرة ؛ اولاها انها قبائل متشابكة ومتداخلة ؛ وثانيها هي تواجه تحديات مشتركة اشرنا اليها ويمكن التغلب عليها وتواجه هما مشتركا وتطلعات مشتركة نحو التقدم.
هذا التحليل مشابه له حالة اقسام القارة الافريقية الاخرى وشعوبها في الجنوب والشرق والجنوب الغربي.
هكذا يا اخي يمككنا ان نتوحد ؛وفي حجم اكبر بدل ان نتجزء الى دويلات صغيرة تتناحر وتتفصل وتتفاضل على بعضها ؛ وكثير مما كتبناه كحق تاريخي للاثنيات والمجموعات في اقليم دارفور يمكن للعديدة سكان الاقاليم الاخرى والدوبلات الاخرى ان تقولها كحق ؛ ويمكن ان يفتعل صراع حولها لامد بعيد ولن يكون هناك نتيجة غير خسارة اعداد كبيرة من البشر وهدر الموارد الاقتصادية وتدمير القيم والتاريخ والاخلاق والثقافات ؛ لنكون في نهاية المطاف جماعات متعددة ضعيفة تبحث عن طعام من الامم والشعوب الاخرى في الغرب والشرق او يقتلها الجوع ؛ بل يصل بنا الحال يوما ان نسير كما الحيوانات تاكل بعضها.
القالب الذي وضعته لدارفور كدولة مستقلة مع عدم التطرق للدوافع الاخلاقية السامية التي دفعتك لها والتي اتفقك معها تماما انه يجب علينا ان نعمل شيئا لوقف نزيف الدم المتدفق في كل صباح مساء بشكل يتفطر لها قلوب الانسانية ؛ غير انه اعتقد ان المقال يصلح لتقييم امكانية اقامة دولة كبيرة في المساحة التي اشرنا اليها هنا:
المقدمة ؛ مقومات الدولة ؛ المعيقات لقيام دولة تاريخ التفكير في تكوين دولة كوشية ؛ او دولة واحدة او خمس دول على صعيد القارة ؛ الشعور الكوشي القومي لشعوب منطقة السودان ؛ امكانية تحقيق وحدة مشتركة بين الدول الافريقية في ظل الظروف العالية الراهنة ؛ واخيرا السيناروهات المحتملة ازاء هكذا المقترح.
هناك احتمال ان نكون امة قوية متحضرة ومسهمة في الحضارة الانسانية وفاعلة في المجتمع الانساني ؛بدل التقذم في دويلات وافكار محلية ؛ وان الطريق الى ذلك لابد من المرور بالاتي:
1.ازالة دويلة الجلابي وتفكيك رواسب عقليتها وثقافتها المضرة بالانسانية.
2.بناء دولة ديمقراطية في السودان الحالي بحدودها القائمة؛ وبناء دستور وطني جيد.
3.القضاء على كافة اشكال الحروبات والتمايز ؛ وبناء نظام اداري ونظام قانوني جيد ؛ وبناء علاقات التسامح.
4.التركيز على التنوير والتقدم في العلم والمعرفة.
5.التركيز على العمل وبناء اقتصاد دولة يتعدى الترليون دولار.
6.بناء جيش قوي وطني بمعاير ومواصفات جيوش العظيم تهارقة الملك الكوشية العظيم.
7.بناء علاقات واسعة مع كل شعوب الارض قائمة على مبداء الاحترام المتابدل وتبادل المصالح والمنافع وتعزيز السلام والامن.
8.التحالف والتعاون والحوار مع القوى المعاصرة في الدول المجاورة للسودان؛ وعلاقات جديدة مع كل افريقيا قائمة على مبدا الوحدة والاتحادات على اساس النقاط الست اعلاه.
هكذا يرتفع مكانتنا بين امم الارض ؛ ونسهم في الحضارة الانسانية بتقديم للانسانية علماء في الرياضيات والفيزياء والكيماء والاحياء والاداب والفنون مثل كل الامم ؛ ستنتهي فصول صعبة لاممنا الزنجية في صفحات التاريخ ؛ ويتقوى الاجيال بطاقات معنوية جديدة للبناء والانتاج ؛ ونقدم من انفسنا نموذج لشعوبنا في شرق وجنوب القارة الافريقية ؛ ووبلا شك سنضع اممنا على خارطة الجغرافية البشرية.
ختاما
من حقك ان تحدث وتكتب مقترحات عن دارفور ؛ ليس بصفة ثانوية لانك ليس من دارفور ؛ بل بكونك سوداني بكل ما تحمله الكلمة من معنى وطالما قدمت نفسك وطنيا يتكلم عن جميع قضايا الوطن ؛ فانت دارفوري اصيل مثلما انت شرقي او شمالي او جنوبي ؛ اذا لازمك شعور ان دارفور ليست قضيتك الاولي فان هذا يعني اننا لم نقتدم كثيرا نحو بناء وطن ديمقراطي ؛ مجهوداتك تستحق التقدير.
دوافع دراستك ومقترحك اخلاقية ؛ وقف شلالات الدم المتدفق في دارفور ؛ واثق انه ليست منطلق من فكرة “افصلوا الناس ديل وريحونا من السرطان ” الجلابة في العشر الاوائل من القرن الحادي والعشرين ؛ او “انتو الجنوبين دايرين شو ؟ وما ادينكم كل حاجة دايرنها ” الجلابة في مؤتمر المائدة المستديرة.
ان الجهود التي نبذلها من انشاء حملة للاقناع والمناداة باستقلال دارفور مع منطقية الدعوة واخلاقية الدوافع الا انها يجب ان نستمر في توظيفها لاجل تفكيك دويلة الجلابي وتفكيك عقلية مثفيها وبناء مفاهيم مدنية تقوم على احترام حقوق الانسان والديمقراطية ؛ وابراز دور اسلافنا واسهامهم في الحضارة الانسانية كي نخلق طاقة معنوية للاجيال السودانية للتقدم في العلم والمعرفة والاسهام مرة اخرى في الحضارة الانسانية الحالية.
تخريمة
اثمن دعوتك يا عادل ؛ وان اعتبر البعض ان بعض الاراء الواردة في نصكم او نصنا شاذة ؛ فيجب الانتباه الى ان جميع الاراء والافكار اليوم كانت شاذة وقت طرحها لاول مرة ؛ لكنها صارت طبيعية بمرور الوقت.
منعم سليمان عطرون
06.افريل 2014ف
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *