وهل طعم النظام أطفاله حتى يتحدث عن تطعيم أطفال النوبة والنيل الأزرق ؟

بسم الله الرحمن الرحيم..
يستهدفون أطفال النوبة بالطائرات والقنابل المحرمة دولياً- ومن ثم يطالبون بتطعيمهم ضد الشلل !؟
عبدالغني بريش فيوف
كل شيء أصبح أضحوكة وإستهبال ونفاق وكذب في سودان عمر البشير ، كل شيء أصبح مقرفاً ومقززاً جداً… وينصرف هذا  الوصف الدقيق بحذافيره على هذا الإعلان الصادر في 30-10-2013م ، والذي يقول ان النظام الحاكم قد أكمل كافة الاستعدادات لانطلاق حملة شلل الاطفال فى مناطف النزاعات بولايتى جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الازرق البالغ عددهم 154,027 طفلا دون سن الخامسة وتهيئتها لتنفيذ الحملة باعلان وزارة الدفاع وقف اطلاق النار بالمناطق التى تجرى فيها عمليات التطعيم فى الفترة من الاول من نوفمبر المقبل وحتى الثانى عشر منه .
وقال مفوض العون الانسانى ان الامم المتحدة طلبت ضمانات من الحركة الشعبية متوقعا ردا ايجابيا عاجلا لافتا الى ان هناك خطة بديلة لتنفيذ الحملة فى حال رفض الحركة الموافقة على وقف اطلاق النار.
ونوه سليمان الى ان الحملة يتم تنفيذها بحيادية تامه ووفقا للمواثيق الدولية دون اجندة سياسية او عسكرية وانما فقط لاغراض انسانية بغرض تامين اطفال السودان ضد الشلل الذى ظهر بدول مجاورة مثل جنوب السودان وتشاد واثيوبيا والكميرون .
هذا الإعلان حقاً وحقيقةً إستهبال اعتاد عليه نظام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في الخرطوم . هذا النظام الذي لم يتردد يوما في استخدام كافة الأسلحة والوسائل في قتل خصومه ومعارضيه بما فيهم الأطفال ، فجأة يظهر للناس بلباس الرأفة والرحمة ، ليقول إنه أكمل كافة الاستعدادات لانطلاق حملة شلل الاطفال فى مناطف النزاعات بإقليمى جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الازرق فى الفترة من الاول من نوفمبر المقبل وحتى الثانى عشر منه .
والسؤال الذي يجب أن يعقب هذا الإعلان السخيف المضحك –هو  ، هل يقوم النظام بتطعيم الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرته في شمال السودان حتى يتحدث عن تطعيم أطفال جبال النوبة والنيل الأزرق الذين هم أصلاً هدف مباشر لجيش النظام وقواته  البربرية؟ .
الإجابة على السؤال اعلاه هي ( لا ) ومليون لا ، فحتى لحظة كتابة هذا المقال ، فإن السلطات المختصة لم تقم بتطعيم الأطفال المعرضين للشلل في شمال كردفان وشرق السودان مثلاً ، فكيف لها أن تتحدث عن تطعيم أطفال جبال النوبة والنيل الأزرق !!، ورأس النظام يكن حقداً وكراهيةً لهؤلاء الأطفال ، مؤمناً ، بأنهم –أي الأطفال النوبة ، إذا ما ( كبروا أصحاء أقوياء ) سيصبحون هم أيضا ” متمردون ” كآباءهم وأجدادهم !؟.
هؤلاء الأطفال الذين يتحدث عنهم نظام الحقد والكراهية ، هم ذات الأطفال الذين يستهدفهم النظام نفسه في منازلهم وبيوتهم وكراكيرهم  بطائرات ” الأنتنوف ” و”الميج ” ، وهم يتراكضون باكين ، مذعورين ، باحثين عن صدر يحتضنهم ،عن هواء للإستنشاق ، عن يد رحيمة ، عن صوت يطمئنهم .
الصحفييون الأجانب الذين تمكنوا من زيارة منطقة جبال النوبة والنيل الأزرق ، كادوا أن يختنقوا بالغضب وهم يرون هؤلاء الأطفال بعيون مفتوحة ، والموت يحاصرهم جراء القصف الطيراني والمدفعي والصاروخي المليشياتي والكتائبي… ومع كل هذه البشاعة والقسوة ، يأتي نظام الجنرال الهارب ، ليقول وبكل وقاحة وإزدراء ، إنه جاهز لتطعيمهم ضد مرض الشلل .. وهل يعتقد النظام ان الناس أغبياء كمثله حتى يصدقوه !؟ .
النظام السوداني ولقرابة الثلاث سنوات قام بـحملة تجويع وتهجير ممنهج في حق أطفال جبال النوبة والنيل الأزرق ، وكثف من أعمال التدمير وهدم القرى والمدن ، وحرق المزارع والأسواق ، وتسميم المياه من خلال قصف الآبار الإرتوازية ، وقتل المواشي والحيوانات ، وتعطلت كل المستشفيات والمدارس بشكل تام ، والمواد الغذائية انعدمت بشكل كامل في مناطق سيطرة الحركة ، ولحق الموت جوعاً بـعشرات الآلاف من الأطفال ، ورفض النظام النداءات الإقليمية والدولية والعالمية بفتح ممرات إنسانية آمنة أمام منظمات الإغاثة الدولية بدخول المناطق المتضررة لإيصال الحاجات الإنسانية الضرورية إليها ، واجلاء مئات الآلاف من الجياع والمرضى المهددون بالموت … ومع كل هذا وذاك يأتي النظام بخدعة جاهزيته لتطعيم الأطفال !!؟. 
أهل الإنقاذ لا مصلحة لهم البتة في إنقاذ حياة أي طفل نوباوي أو دارفوري . ومن بين 400 ألف قتيل دارفوري مثلا ، كان بينهم أكثر من 200 ألف طفل ماتوا ، إما بالقصف الجوي ، أو بالجوع ، أو بالمرض نتيجة للحصار الذي يفرضه النظام عليهم .. وبعد كل هذا يأتي نظام الإنحطاط الأخلاقي والديني ليكذب على الجميع بقوله إنه حريص على تحصين أطفال مناطق النزاع من الأمراض ..ههههههه؟ .
 أن إنسانية الأطفال في جبال النوبة والنيل الأزرق ، تعرضت لخطرِ شديد جراء الحملة العنصرية التي يقودها نظام الإبادة الجماعية ضد آباءهم أمهاتهم وأجدادهم .. وعندما تقتل أمهاتهم أمام أبصارهم ، فإن الحنان والرحمة قد ماتت عندهم ، وعندما يقتل الآباء أمام أبصارهم ، فإن الأمان قد انتهى عندهم ..لكن هؤلاء الأطفال تحميهم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ، وهي قادرة على تطعيمهم ضد الأمراض التي تواجههم .
النظام السوداني تمنى ويتمنى لو أن كل الأطفال في جبال النوبة والنيل الأزرق ماتوا جميعاً اليوم قبل غد .إذن ليس هناك سبب مقنع واحد يجعل النظام يصر على هذا التطعيم ، إلآ إذا كان الدواء الذي يريد النظام اعطاءه للأطفال ، ليس تطعيماً ، إنما سُماً يسرع من موتهم ( لأنه لا يمكن عقلا أن تستهدف طائرات النظام هؤلاء الأطفال بالقنابل العنقودية والإنشطارية وغيرها ، وبعد ذلك يأتوا ويقولوا ، والله يا جماعة نحن عاوزين نطعم الأطفال ديل من الشلل !) .
الموظفون الذين يريد نظام العار والهزيمة إرسالهم إلى مناطق سيطرة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في اقليمى جبال النوبة والنيل الأزرق ببدعة تطعيم الأطفال ، هم في حقيقة الأمر عملاء لجهاز المخابرات السوداني ، تم تزويدهم بأجهزة ( الجي بي س ) وغيرها من الأجهزة الحديثة بغية “تحديد” مناطق تواجد الجيش الشعبي ، سيما بعد فشله الذريع في تحديد القواعد التي ينطلق منها الجيش الشعبي الذي يلقن جيش البشير درساً في القتال منذ عام 2011 . إذ أن مخابرات النظام تتحدث لأكثر من عامين عن مدينة ” كاودا ” ، لكنها فشلت حتى الآن عن تحديد موقعها . تتحدث عن ” سلارا ” ولا تعرف أين تقع .. تتحدث عن فندا وكجورية وطروجي ..الخ ، لكنها فشلت بكل إمكانياتها العسكرية والإستخباراتية عن تحديد مواقعها الجغرافية .
إذن ، ولطالما فشل النظام العنصري ، استخباراتياً وعسكرياً ، في تحديد مواقع الجيش الشعبي لضربها ، لجأ كمحاولة يائسة منه إلى خدعة تطعيم الأطفال عسى وعلّ أن يتمكن من تحديدها هذه المرة لإعادة السيطرة على إقليم جبال النوبة الذي يسيطر الجيش الشعبي على 90% منه .. لكن هذه الخدعة الرخيصة لن تنطلي على أحد من أفراد الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان –شمال .
أننا في جبال النوبة لم ولن نتصالح مع نظام الدم ، وأننا في معركة مصيرية على العنصرية والظلم ، فالجيش الشعبي يحارب نظام الإبادة الجماعية لإسترداد الكرامة لأهلها ، ولن يسمح لأي شخص له علاقة بهذا النظام ، حتى لو كان نوباوياً أن يدخل المناطق المحررة بحجة تطعيم الأطفال أو غيره .
ولطالما أقر بحر إدريس أبو قردة وزير صحة عمر البشير في مؤتمره الصحفي بالخرطوم يوم 6 نوفمبر 2013 ، أن (3) أطفال يولدون مصابين بالإيدز كل يوم ، ويكشف تقرير رسمي صادر عن وزارة الصحة عن إصابة ثلث أطفال البلاد بسوء التغذية المزمن -أي مايعادل مليون و(800) طفلاً ، ووجود طفل بين كل 20 طفل مصاب بسوء التغذية شديدة الحدة بحسب المسح الأسري لعام (2010) الذي أعتمدته الوزارة نفسها . من جانبه يبدى ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان آنشو بانرجي قلقه من تقرير سوء التغذية الذي ناقشته الوزارة مع الشركاء في القطاع الصحي ،، و يصف التقرير حالة سوء التغذية الحاد في السودان بمستويات مرتفعة اذ وصلت الى 16،4% باعتباره أعلى من الحد العالمي للطوارئ وهو 15% ، كما أن معدلات سوء التغذية شديدة الحدة مرتفعة بصورة مقلقة ، ما يعني ان نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية ، وبصورة أخرى فأن 1 من كل 20 طفل سوداني مصاب بسوء تغذية شديدة الحدة .
وإذا كان هذا هو حال الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوداني …فلماذا لم تقم السلطات هناك أولاً بمعالجة معاناة هؤلاء الأطفال من خلال توفير الغذاء والطعام والأدوية ..الخ لهم ، ومن ثم تأتي لتتحدث عن الأطفال في مناطق سيطرة الجيش الشعبي ، وقيادة الحركة الشعبية –شمال ، أكدت في مرات عديدة على أنها أكثر حرصاً من غيرها لتقديم العناية التي يحتاجها أطفالها –سواء في كراكيرهم أو في معسكرات اللجوء والنزوح ؟ .
 
السلام عليكم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *