ياسر عرمان : رحل من عاش كأن غناء الحياة أبد لٍمَا رَحلت يا أميرَ الحُسن يا كُل الوُرُود

رحل من عاش كأن غناء الحياة أبد
لٍمَا رَحلت يا أميرَ الحُسن يا كُل الوُرُود
من نهر الديانات القديمة ؛من قلب الحضارات من أشجان والحان وأشعاروإبداعات الآف السنين من موسيقي وغناء وأفراح وآهات مجتمعات بلادنا عبر الزمن، جاء محمد وردى ناطقاً رسمياً باسم كل إبداعاتنا على مر العصور والحقب ملكاته وإبداعاته وموسيقاه لم تكن لفرد بل قدرات أمه ! أودعتها له شعوب البلاد طوعاً وتوجته قيثاره للزمن الجميل(والحزن القديم).عند مولده في صَوارده كان(صدفه)ووعياً بالضرورة وإنساناً عامراً بالقيم والجمال وبالاختيارات والاختبارات العظيمة ومثله مثل أعظم العقول والبذور والبيادر والحقول وسيأخد شعبنا (50) بل ربما (100)عام لإنجاب وردٍ من جديد.
كنا قبل رحيله الصاعق رحيل الخير والجمال في سيرته قبل ساعات ونحن في الاجتماع التأسيسى للجبهة الثورية السودانية قبل أن تفيض روحه الى بارئها العظيم بعد أن أدى الرسالة وتربع على عرش الأماره بعبقريةٍ لاتُبارى ،سنوات طوال إنحاز فيها الى الشعب لا إلى جلاديه وله في ذلك باع طويل غَنى للثورات وللحب وللجمال وللفقراء والمهمشين واللاجئين لا للعَسس وغنى للمحاربين .فى سنواته الاخيرة رغم تمسح الحاكمين كبار وصغاراً به ولكننا نشهد له إنه كان مع الشعب من صوارده الى جوبا !.
أحزنه وأغضبه فصل الجنوب ومع ذلك غنى للجنوب عند رحيل حزب المستعمر الوطنى مثلما غنى عند رحيل المستعمر الانجليزى للشعوب شمالاً وجنوباً . حِينما إعتلى خشبة المسرح في جوبا ليله ذهاب الجنوب توحد السودان من جديد وردد السودانيين جنوبيين وشماليين : أصبح الصبح ولا السجن ولا السجن باقِ……..والذى بعثرنا في كل وادٍ !وإندهش الضيوف القادمين من خلف البحار كيف له أن يوحد السودان من  بعد الانفصال بساعات ! ! وسرت نكته إن دولة جنوب السودان الوليدة ستحتفظ بالعلم القديم وبمحمد وردى .
إنه قيثاره من مروى وكرمه من جبل البركل المقدس والمغره من السلطنة الزرقاء وممالك الفور والزاندى من السيوف المشرئبات على ساحل البحر الاحمر من لغة البداويت من مدفع الماظ إنطلق ، من على عبد اللطيف وللجساره والشعوب ،كان صديقا للدكتور جون قرنق دى مابيور وفنانه المفضل في أزمنة السلام والحرب .
حاولنا من إجتماع الجبهة الثورية السودانية نتصل باسرته وأن نعزيهم وأنفسنا ولكن رداءة الاتصالات حالت دون ذلك، وقد كلفنى رفاقى جميعاً بعد ان ترحموا عليه عند رب العالمين ووقفوا دقيقة للحداد على قائد من قادة الابداع وثوري رفيع المقام ، يرسلون التعازى لاسرته ولمحبيه الكثر في كل البلاد وفى المهاجر والشتات وفى الشمال والجنوب والجوار وإفريقيا والعالم العريض . ننقل اليكم تعازى عبد الواحد محمد احمد النور وجبريل ابراهيم ومنى اركو مناوى وعبد العزيز الحلو ومالك عقار وشخصي ، تعازي الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان بجناحيها مع( الطير المهاجر) والعدل والمساواة .ولأسرته نبعث باحر التعازى في أستاذنا وصديقنا الذى كان يحيا وكأن غناء الحياة أبد …………… وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد ، لما رَحلت  يا أمير الحُسن يا كُل الوُرُود .
ياسر عرمان
20فبراير2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *