قيادى بحركة العدل والمساواة السودانية لـ “المدينة”: الانتفاضة تريد استعادة الدولة

محمد حسين: ثورة الشعب السوداني انطلقت.. ولن توقفها الإجراءات القمعية

عبدالله حشيش – رضوى عبدالله – القاهرة

أكد رئيس مكتب حركة العدل والمساواة بالقاهرة محمد حسين شرف أن ما يجري في السودان من احتجاجات هو ثورة شعبية، وتشارك فيها كل مكونات الشعب السوداني، وتقودها حركة شبابية وبمشاركة القوي السياسية والأحزاب وقادة الفكر والمستقلين، وأن حركة الشعب السوداني الغاضب تهدف إلى استرجاع الدولة السودانية من قرصنة حزب المؤتمر الحاكم التي تسببت في انتشار الفساد المالي والسياسي وتقود عملية «إبادة» جماعية للشعب السوداني منذ توليها السلطة في السودان، وأضاف في حواره مع «المدينة» أن الثورة الشعبية التي انطلقت شرارتها في السودان تهدف إلى بناء دولة ديمقراطية لا يوجد تمييز فيها بسبب العرق أو الدين ومشاركة كل أبناء السودان في ثروة بلاده، ويشارك في السلطة بعيدًا عن هيمنة الحزب الواحد، مؤكدًا أن الشعب السوداني الذي خرج من القرى والريف في معظم الولايات لن يعود قبل تحقيق كل أهدافه، وسوف يزداد خروج الشعب السوداني خلال الأيام القادمة، وسوف يقدم المزيد من التضحيات حتى إسقاط نظام البشير.. وحول قدرة الشعب السوداني علي الصمود أمام الآلة العسكرية للنظام، قال «شرف» أن الشعب السوداني يعرف تمامًا حجم القوة العسكرية، التي يمتلكها النظام، وأدوات القتل الجماعي التي يسخرها لقتل شعبه، ولكن هناك أصواتا بدأت تخرج من داخل النظام ومن الأجهزة الأمنية ترفض قمع حركة الشارع السوداني بالقوة الغاشمة، وأنه كلما زاد النظام من استخدامه للقوة ضد الشعب الغاضب، نتوقع أن تزيد تلك الأصوات لأنهم في النهاية جزء من الشعب السوداني، وأنه في النهاية تبقي إرادة الشعب هي الأقوي وإرادة الشعوب لاتقهر أمام بطش الأنظمة.
ـ وعن جدوي المراهنة علي انضمام أعضاء من النظام إلى انتفاضة الشعب السوداني، قال «شرف» إن الأمر تخطى الرهان علي أحد، وأن الشعب يراهن علي نفسه، ويراهن فقط علي إنقاذ الدولة السودانية من حكم «البشير»، وأن الإرادة التي انطلقت في الشارع لن تقهر أو تهزم.
ـ وحول استفادة الشعب السوداني من تجارب ثورات الربيع العربي وغياب القيادة في الثورات العربية، أشار «شرف» إلى أن الشعب السوداني بالقطع استفاد من تجارب ثورات الربيع العربي وتجاوز تجربة غياب القيادة لثورات الربيع العربي بإنشاء ما يسمي بـ»تنسيقية قوي التغيير» وتضم كل مكونات الطيف السياسي السوداني، حيث تضم تيار الشباب وقوى الإجماع الوطني وأحزاب المعارضة من خارج الإجماع الوطني ومنظمات حقوقية ونقابات والشخصيات المستقلة، وتتولى إدارة وتحريك العمل الجماهيري، وتضع الخطط لمواجهة الانهيار غير المتوقع للنظام وحتى لا يحدث فراغ سياسي في السودان، وأن حدوث فراغ سياسي يمثل خطورة كبيرة علي دولة مثل السودان متنوعة المكونات والأعراق.
وقال إن آليات القوى السياسية في التعاطي مع مستجدات المشهد السياسي، أكد «شرف» أننا ندرك أننا نتحرك ضد نظام مستبد والجماهير تتحرك لإسقاطه، وقيادة العمل الجماهيري في الشارع تتحسب لكل مسارات المشهد ومستجداته، وأن هذه المكونات للفعل الشعبي في الشارع تدرك أنها تتحرك بسلمية وتسعى لإسقاط النظام، وتسعى أن تبقي الحركة الشعبية منضبطة حتي لا تفقد التعاطف الشعبي والإقليمي، وأن «تنسيقية قوى التغيير» لديها أكثر من آلية للتعاطي مع المشهد ومستجداته، وأن هذه الآليات كثيرة ومتنوعة وتشمل المظاهرات في الشوارع والميادين، وأيضًا العصيان المدني، ولكن هذه الآليات حتى هذه اللحظة تستبعد العمل العسكري، ونحن في حركة العدل والمساواة ورغم أننا من حملة السلاح إلا أننا نرفض استخدام السلاح في هذه المرحلة، ونحن مع الانتفاضة الشعبية ونشارك بها من أجل هدف أساسي يجمع كل السودانيين، وهو إسقاط نظام حزب المؤتمر.
ـ وحول انعكاسات الإجراءات التي اتخذها النظام لتعطيل حركة الجماهير مثل تعليق الدراسة ووقف خدمة الاتصالات، قال «شرف»: نعم نحن ندرك كل الإجراءات القمعية للنظام، وندرك أيضًا أنها كلها سوف تفشل أمام إرادة الشعب السوداني، وإن تعطيل الدراسة لن يوقف خروج الشباب من البيوت متى أغلقت أمامهم أبواب الجامعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *