بقلم / حماد صابون – القاهرة
خلفيات الصراع العنصرى فى السودان لم يكن ظاهرة حديثة انما ماضى وحاضر السودان حافل بالممارسات العنصرية بين من هم اصحاب الاجندات الوطنية ومن هم اصحاب الاجندات القبلية التى استخدمت فيها ( القبيلة والدين ) لغرض سياسى ، وهذا يقودنا الى ماضى الحركة الوطنية السودانية وبروز خلافات واستفززات عرقية ادت الى ظهور حركة اللواء الابيض التى اتسمت بمفهوم الوطنية السودانية بعيدا من المنطلقات القبلية و الجهوية التى برزت داخل جسد الحركة الوطنية كبداية لميلاد بروز المفاهيم العنصرية التى تطورات وبرزت على السطح واستمرت مؤجتها حتى فجر الاستقلال الذى انحرف من اهداف ما بعد الاستقلال والتوجة نحو مسارات ( إسلامى عروبى ) الذى يعبر عن قمة الاقصاء والعنصرية لبقية السودانيين الذين لا ينتمونا ( للعالم العربى والإسلامى ) الذى فجر ازمة الهوية فى السودان و لم يحسم بعد ، حكومة الصادق المهدى فى الديمقراطية الثانية عبرت عن القبلية والجهوية بتسليح القبائل العربية ضد قبائل جبال النوبة عبر المجلس الانتقالى العسكرى انزاك ، أليس هذه قبلية وجهوية مدعومة من الرجل الاول فى الدولة ؟ اعتقد ان كافة الحكومات التى تعاقبت على السودان التزمت بمبدا ممارسة العنصرية الذى عبر عنه الصادق المهدى بالتسليح العنصرى الذى اصبح الملف ( الأسود فى سجل تاريخة السياسى ) ، وجاء المؤتمر الوطنى بنى مفاهيمة العنصرية على هذا الاساس ووضع منهجا لإبادة شعوب مناطق السافنا الغنية الذى نفذ فيه بالفعل الإبادة وشرد الأحياء وحرمهم من الحقوق الطبيعية من ( امن وغذاء وصحة وتعليم ) .
والمهم فى الامر ان ميلاد تصريحات البشير العنصرية فى الجمهورية الثانية عام 2011 عقب انفصال او استقلال جنوب السودان الذى تلاه ترتيبات تنفيذ مستحقات برتكول جبال النوبة الذى بدا مشواره بالانتخابات وظهور مؤشر تقدم مرشح الحركة الشعبية قطاع الشمال على مرشح المؤتمر الوطنى لأكتساح الانتخابات وكان لابد للبشير التفكير فى سيناريو التزوير الناجح لصالح حزبة او البحث عن اسباب او سيناريو اخر يؤدى الى اجهاض النتيجة التى حتما ستكون لصالح مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالى ( عبدالعزيز ادم الحلو )، وبلا شك فشل السيناريو الاول بسبب لادارات الحركة الشعبية كانت حديثة و قادرة على رصد و مراقبة حدوث اى فعل غريب على على اجواء سير الانتخابات ( التزوير ) ، ولذلك البشير انتقل الى السيناريو الثانى واعلنه بتصريح فى القضارف عام 2011م بقولة : ( فيما معناه لا حديث عن التنوع الثقافى والدينى بعد اليوم فليعلو الهوية العربية والاسلامية وقادرون على اجهاض الانتخابات ان لم يحسمها صنادق الاقتراع سنحسمها بجندالله ومطاردة النوبة جبل جبل وكركور كركور حتى مطلع فجر الإسلام بعروبتة ولو كرهوا النوبة فعل السيف ) ، اعتقد منذ ذلك الاعلان ومع فشل مساعى البشير للحج فى كاودا وفشل جند البشير الذى نسب نفسة لجندالله فى تحقيق امانى الانتصار العسكرى تحت شعار ( حسم التمرد ) وايضا فشل كافة المساعى السياسية من ملتقى كادوقلى واهل المصلحة وغيرها من حراك الجبهة الداخلية التى لم تثمر باى انتصار ( عسكرى ولا سياسى ) ولذلك على خلفية تراكم غبن الانهزامات المتتالية مازال جعل البشير فى تفكيرا عميق و يعمل بكل جهد لألغاء بعض مظاهر التنوع الثقافى والدينى الذى يعتبره مهدد رئيسى لأشراقات الهوية العربية والاسلامية فى السودان ، وهذا التنوع يعتبر شئون ربانية زين به الله هذا الكون وخلق فيه الناس من قبائل وشعوب لتعارف والتعايش والتعاون على البر والتقوى ولكن البشير لا يعجبة فعل الله ويسعى لاجراء بعض التعديلات فى القوانيين الربانية باصدار قرارات رئاسية يسهم فى الغاء القبلية والشعوبية وفى حين ان نظام البشير دفع القبائل للمقاتلة فيما بينهم ويدفع النظام بنائب الرئيس طه لفض القتتال بين القبائل وثم ياتى منحازا للقبيلة الفلانية وغيرها من السياسات التى وضعت لهدم اركان التعايش بين القبائل السودانيةالتى عرفت واشتهرت بالتعايش السلمى والتسامح الدينى قبل مجى فجر الانقاذ الذى فجر القبلية والجهوية لأغراض سياسية لم تخدم الوطن والمواطن .
ان حالة التخبط الفكرى الذى يعيشة نظام البشير وتدخله لتغير الثابت الطبيعى الذى قادة الى تفكير ليس من اختصاصات الرؤساء ولا يمثل ما ذهب به البشير امرا لا يحتاج للنقاش ولا قرارات من رجل دولة يتدخل فى شئون طلاب قبيلة ينظمونا انفسهم وملتزمون بالقوانيين التى تسمح بذلك ، وقبل 8 شهور تابعت نقاشية فى القنوات السودانية حول العنف الطلابى فى الجامعات والصادق المهدى واخرون من الطلاب واساتذة الجامعات وبعض المختصين فى قضايا العنف الطلابى حاضرون وتم تشخيص الازمة وكانت النتيجة ان طلاب الهامش هم مصدر هذا العنف وقدم مقتراحات بان يجب عدم السماح لطلاب منتمين للحركات التحررية ممارسة السياسة داخل الجامعة ، وعلى خلفية هذا النقاش كتبت مقالا وقلت فيه اخشى هذه المقتراحات تتحول الى فعل تشريعى قانونى يحرم الطلاب من حقوقهم كطلاب تابعين للهامش ويعبرونا عن تاريخ الظلم الطويل وبالفعل فى اقل من شهر عقد مجلس الموتمر الوطنى جلسة وقدم فيه مشروع القانون حول العنف الطلابى فى الجامعات ، ولكن انا لم اتابع ماذا حدث بالضبط ، ولذلك ومن الطبيعى ان نتوقع ان يقوم نظام البشير ان يصدر قرار رئاسى بالغاء القبيلة وغيرها من الامور الغريبة ، لان تصريحات البشير فى بعض الصحف السودانية الصادرة يوم الخميس 7 نوفمبر 2013الذى افاد ان البشير يوجه بالغاء الراوبط القبلية والجهوية بالجامعات وبقولة : نحتاج لاختفاء مظاهر الجهوية والقبلية ،وبالامس القريب تصريحات وزير مجلس الوزراء السوداني، أحمد سعد عمر فى مؤتمر الطلاب السودانيين ايضا صرح بقولة : ان المتمردين هم سبب تفشى الفكر القبلى والجهوى فى السودان ، وفى الاصل ان المؤتمر الوطنى ليس خوفة من تنامى الفكر القبلى لان هو من اكبر المساهمين فى بناء المفاهيم القبلية فى السودان بقدر ماهو يخشى من تنامى الواعى الطلابى وكشف اكاذيب المشروع الحضارى وتمدد هذا الواعى وقدرتة على مقاومة الظلم مهما طال عمرالظلم بقوة القمع، و اعتقد ان الانقاذ هو الذى كرس القبلية التى ظهرت فى استمارة الوظيفة فى الخدمة المدنية وهو الذى قسم اقليم دارفور الواحد المتعايش فى امن وسلام على خمسة ولايات على اساس قبلى وايضا قسم كردفان غرب وجنوب على اساس قبلى وان ظاهرة الروابط القبلية لم تكن قضية مركزية داخل الازمة السودانية ولم يكن معوقا باى حال من الاحوال ويجب على البشير ان يركز فى تفكيره ان يقنع نفسه بان ليس لديه اى حل لمشاكل السودان يجب ترك الامر لشعب السودانى ويسلم نفسة للمحكمة الجنائية الدولية ويتولى الشعب اولى مهامه كيفية عودة الأسر السودانية الذين شردهم البشير من قراهم واسكنهم قسرا فى معسكرات تنعدم فيها جميع مقومات الحياة ويجب التفكير العميق كيفية عودة المراة والطفل السوداني المشرد فى صحراء الربع الخالى من حياة الامنة ، وثم يقوم الشعب السودانى بوضع تشريعات لمحاربة التميز العنصرى الذى رسخه الانقاذ فى جيل كامل خلال 24 عام من الفساد الاخلاقى قبل الادارى ولذلك لابد من اغلاق جميع المؤسسات التى تقوم بانتاج الفكر العنصرى الممنهج الذى يبث الكراهية فيما بين الشعب السودانى، لان عنصرية البشير وصل كسلوك لفظى استخدم داخل قاعات المحاكم الذى تلفظ به القاضى الذى استفز احد ابناء جبال النوبة بقولة :(كلكم حرامية وعبيد ) ، لماذا لم يصرح البشير انزاك عن ظاهرة هذه العنصرية ؟ وهل هذا القاضى ينتمى لعالم المتمردين الذين يعتبرهم البشير (كلية لتنامى الفكر القبلي)؟ و هل البشير سيصدر قرار رئاسى بالغاء الروابط الطلابية القبلية فى السودان ؟
[email protected]