نصيحة الي رئيس حركة تحرير السودان ورئيس السلطة الانتقالية قبل فوات الاوان.
لا يختلف اثنان بان مني مناوي , “كبير ؟؟” مساعدي رئيس الجمهورية ورئيس حركة تحرير السودان الموقع علي اتفاقية ابوجا “الموؤودة ! ” ورئيس السلطة الانتقالية ” المجهضة سلطاتها !” , لا يختلف اثنان بانه قائد عسكري فذ لا يُشق له غبار كيف لا وهو الذي دبر وخاض بجيشه ضربة مطار الفاشر الشهيرة في فبراير 2003 والتي اذهلت العالم كله وخاصة الحكومة وتنظيمها الذين ظنوا انهم قد تمكنوا من احكام قبضتهم علي السلطة وانهم لا محالة خالدون فيها بعد توقيع نيفاشا مع اكبر معارض مسلح , ولكن ضربة الفاشر هذه “خربت” عليهم اللعبة وادخلتهم في دوامة صراع دارفور حيث تلقوا علي اراضيها شر الهزائم وكادت دولتهم ان تنهار لولا فكرة استخدام الجنجويد الذين لاخلق لهم ولا دين فهم يقتلون النساء والاطفال ويهلكون الحرث والنسل باشراف وتوجيه هؤلاء الذين اتوا الي السلطة باسم الدين ولكنهم يفعلون كل ما هو ليس في الدين, الي ان وجدوا انفسهم علي لائحة مرتكبي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية فاقوا في بشاعتها كل ما عرف التاريخ من سفاكي دماء امثال هتلر وشاوشيسكو ومن قبلهم هولاكو ونيرون.
ولكن الحنكة العسكرية والثبات في الميدان وحده لا يضمن نجاح أي حركة مسلحة نضالية دون تعضيد ذلك بسند دبلوماسي سياسي لما في السياسة والتعامل مع السياسيين في هذا الزمان من مكر وخداع وضبابية وزيف ونفاق يتمتع بها الحزب الحاكم واقطابه . اليسوا هم من قال كبيرهم ليلة النقلاب المشؤوم في يونيو 1989 “اذهب انت الي القصر وانا الي السجن ” وانكروا ذلك بعد استيلائهم علي الحكم ثم اقروه بعد ان اختلفوا وافترقوا ؟ فكذبوا ومكروا ونافقوا ولايزالون .
وما نجاح حركة العدل والمساواة وزعيمها سياسيا وملئهم الساحة الدولية اعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا الا لانهم ومنذ الوهلة الاولي ذووا حنكة وخبرة في السياسة والمكر والدهاء ولا غرو فرئيسها هو اصلا نشا وتربي في احضان ذات التنظيم الذي رتع فيه الذين هم علي راس السلطة والمنشقين عنها في المؤتمر الشعبي. رغم ان حركة العدل والمساواة لم يكن لها وجود ميداني في بداية التمرد في دارفور وكانوا دائما ما تجدهم يضربون خيامهم جوار معسكرات حركة تحرير السودان وينسبون انتصارات الحركة اليهم اعلاميا , الي ان قويت شوكتهم واشتد عودهم فدخلوا ام درمان في سابقة لا مثيل لها في تاريخ التمرد في السودان. لذا فان الحكومة منذ بدء التمرد كان يحسب الف حساب لخليل وارسل اليه افرادا وجماعات لاثنائه عن التمرد لانهم يعرفونه داهية في السياسة وذكي في المكر والمناورة وهي اسلحة النظام في التعامل مع خصومه . وكما يقول المثل الدارفوري فان(ابون قدح بارفي محل بعدي اخوه) أي بفصيع العبارة :(ابو القدح يعرف اين يعض اخاه ), ويعني المثل بان من يعرف غريمه حق المعرفة ,يعرف اين اماكن ضعفه فيؤذيه.
ورغم مناصحة بعض مناصري حركة تحرير السودان للحركة ولقائدها في بكور الحركة بعدم اهمال الجانب السياسي وتكوين مكتب سياسي للحركة واعتماد المؤسسية نهجا في ادارة الحركة حتي تنمو الحركة قوية عسكريا وسياسيا , الا ان تلكم النصائح لم تجد اذانا صاغية الا في وقت متاخر بقيام مؤتمر حسكنيتة والتي وقعت فيها اخطاء منها الاتيان بعبدالواحد رئيسا لها, وما حدث منه لاحقا يغني عن الخوض في خطا اختياره. وايضا من الاخطاء الناتجة عن قلة الخبرة وعدم مشورة ذوي الراي من ابناء دارفور في المؤتمر انه تم اختيار اعضاء المكتب السياسي وفيه افراد لا هم لهم الا انفسهم ومنهم طابور خامس للنظام كما ثبت لاحقا بانشلاخ امين الحركة وانضمامه الي الحزب الحاكم وفعل كذلك البفسور المرحوم وتبعه من جاء لاحقا مثل امين المفوضية الذي هو من اخلص اتباع نافع كما ظهر جليا الان. والامثلة كثيرة الجميع يعلمونها. والغريب ان القاسم المشترك لكل من جاء بهم كبير المستشارين الي السلطة والي مكاتب الحركة السياسية ثم خانوه , القاسم المشترك لهؤلاء انهم من قبائل غير قبيلة رئيس الحركة وقد جاء بهم رئيسها بغية التنوع الفبلي ولاثبات ان الحركة ليست خاصة لقبيلة الزغاوة في ديمقراطية لا تنفع مع هؤلاء ونحن نري الحزب الحاكم يمارس الانتقائية القبيلية في مؤسساته وحتي مؤسسات الدولة التي ليست تابعة للحزب.
والنصيحة التي نريد اهدائها الي الاخ مني اركوي مناوي هي انه لابد له من اشراك كوادر امينة ومخلصة وفاعلة من ابناء دارفور لا تخطئهم العين , والا يستمع الي اولئك الذين يتحججون بحتمية احتكارهم للحركة لانهم حملوا السلاح وقد صارحوا رئيس السلطة الانتقالية بانهم لا يقبلوا البتة اشراك الاخرين فانصاع لهم الرئيس لا ندري لماذا وهو يري الحركة والسلطة تحتضر بفعل هذا التقوقع داخل ترسانة المحاربين من شريحة الذين حملوا السلاح رغم تثمين الجميع لجهدهم القتالي هذا مع العلم بانهم ليسوا وحدهم من حمل السلاح وبرع ثبت في الميدان. فجيش الحركة يعج بالمحاربين من كل قبائل دارفور وبتفاوت عددي ملحوظ.
ونريد ان نؤكد بان هناك من ابناء دارفور من الذين يتمتعون بخبرات ومؤهلات تحتاج اليها الحركة في الوقت الراهن لمقارعة الحزب الحاكم علي جميع الاصعدة ودرء مكرها ودهائها والنهوض بالحركة الي مصاف الاحزاب الفاعلة والمؤثرة علي الساحة , نريد ان نؤكد بانهم علي استعداد لوضع خبراتهم ومؤهلاتهم تحت تصرف الحركة من دون انتظار جزاءا ولا شكورا. وقد سبق وان اكدوا ذلك للاخ مني في لقاء رتب له احد ابناء دارفور الشرفاء من الذين كانوا من قيادات الحركة الاسلامية ولكنه هجرهم بعد ان تاكد له عنصرية الحركة منذ زمن طويل قبل انشقاقها الي وطني وشعبي وايقن انه ليس للدين مكان في ما يسمي بالحركة الاسلامية , انما الامر كله عنصرية في عنصرية وتكالب علي حطام الدنيا من مال ونساء.
ها قد نصحنا وانذرنا ولا نود ان يستبين الاخ مناوي واولئك المحاربون الذين يظنون ان الحركة لابد ان تكون لهم خالصة من دون غيرهم, لا نود لهم ان يستبينوا النصح ضحي الغد. والا سوف تظل الحركة حبيسة القصر بلا فاعلية بعد مصيدة ابوجا التي لم تُضمن في الدستور حتي الان , وتظل السلطة الانتقالية مجرد اداة في يد النظام يستغلها لصالح طابورها الخامس , وتظل الحكومة وحزبها يناورون ويمارون ويتملصون من التزاماتهم الي ان تاتي الانتخابات فتكتشف الحركة انها خارج المولد لانها الوحيدة التي بلا حزب تخوض به الانتخابات ,ولا هي بحركة مسلحة خاصة تؤثر في الميدان بعد ان خبا اوار الحرب قليلا.