نداء إلى الأمام الحبيب .. بقلم: إبراهيم منعم منصور… أعطوا الوثيقة فرصة للقراءة الموضوعية

منعم : كيف نحكم على وثيقة الفجر الجديدوالنظام تسمح بنشرها في الصحف يقرأها الناس؟؟
أجزم ان الدعاة الذين هاجموا موقفها و شككوا في عقيدتهم لم يطلعوا عليها. اين هي و لماذا يخفيها الجميع.

ما يضير السودان ان تطالب احدي ولاياته او كل ولاياته بحكم فيدرالي هو بالواقع كذلك.؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أتابع و معي كل السودان جهودك المتتالية علي مر السنوات التي كادت أن تقارب العشرين و أنت تطالب أولي الأمر بتدارك أمر البلاد لعقد المؤتمر الجامع او المؤتمر الشامل او مؤتمر المائدة المستديرة … و هي كلها تصب في أن يلتقي اهل الحكم مع اهل السودان – ثم مع اهل السودان (الذي فضل) لتخليص البلاد من واقعها الذي طالت حبال ازماته الخانقة. سيدي: لا اتوقع كما لا يتوقع غيري ممن يتابعون الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في البلاد ان يستجيب احد لصيحاتك: ليس لان الآذان في صمم و لكن لأن الأستجابة تعني امرين احدهما علقم و الاخر اكثر مرارة.
الاول هو انهم يتوقعون انه يؤدي الي (المشاركة) الفعلية لا الديكورية مما تجعل الكثيرين يتحسسون رؤوسهم انها تقود الي (تسجيل) و بالتالي (شطب هيثم مصطفي و علاء الدين يوسف و بدر الدين قلق)و ربما اخرين من (التيم الاول – THE FIRST ELEVEN) اي بداية (كسر الهيبة) التي ظلت تزامل اتخاذ مثل هذا القرار: قرارا قد يصل حتي (فيصل العجب) مما يجعل شطب اخرين امرا ان لم يكن سهلا فهو اقل صعوبة. و الشطب في هذه الحالة لا يجعلهم يجلسون في كراسي (الاحتياطي) او بلغة اخري في (استراحة محارب) انما (قلع) الفنلة ليرتديها لاعب جديد.
اما الامر الاكثر مرارة و الذي يرفضه بل يخشاه الجميع: المدرب و اللاعبون فهو (المحاسبة) علي أخطاء و (فاولات) مباريات طالت ربع قرن. هذه الكلمة: المحاسبة تجعل الكل يتمسك بموقعه – و الكل يحمي الكل. و البعض يحمي البعض – لما يعلمه الكل عن الكل و البعض عن البعض. بل و ما يعلمه حتي (اللاعبين المشطوبين من زمان و الاحتياطي و المتطلعين للتسجيل).
و اذا حدثت المعجزة – و ستكون بالفعل معجزة – و تم ما طالبتم به سنوات و سنوات فمع من تجلس و مع من تتفق. سبقك مسلحون و مدنيون في اتفاقيات بعضها شهده العالم كله حضورا – و بعضها شهده متابعة و كلها شهدها الجميع (موؤدة) : بعضها قبل ان يجف مدادها و بعضها بعد ان جف ريق من وقعوها – و بعضها معك شخصيا ظننتم بحسن نية انكم اصطدتم بها فيلا و قد وجدناه اقل من ارنب بل اصغر من نملة… و ادي الي انقسام في حزبكم العتيد وجد طريقه مسارا انهارا. و اذا جال بخاطركم ان (الناس) لابد ان يكونوا قد تعلموا بعد الاهوال التي آلت اليها حال البلد فالسؤال ايضا مع (من) تجلسون. هل تعلمون (حقا) لا دستورا او قانونا (من) يحكم السودان. الاجابة اصعب من (لحس الكوع) و اعتذر لاستخدام هذا التعبير في مقامكم. لست متشائما او هازلا و لكنه الواقع.
ساقني الحديث عن دعوتكم في صحف 27/1/2013 لمؤتمر دائرة مستديرة الي غير الموضوع الذي اردت ان ارسل اليك فيه هذا النداء عن جبال النوبة – و عن النيل الازرق – و عن أبيي: لا لانكم تجاهلتموها حتي الان و لكن لانها ظلت تؤرقني و اردت الاستنجاد بكم.
فبعد ربع قرن من الفشل: سلمنا امرها الي الاجانب: اليس في السودان من عقلاء او عاقل – فرسانا او فارس:
عندما دحر الامام المهدي قوات حكومة العهد التركي المصري في معركة الجزيرة ابا راي بالهام و بصيرة ان يخرج من الجزيرة لانها بحكم وضعها الجغرافي محصورة و غير آمنة و لا تشكل مكانا للدفاع ثم الانطلاق في الدعوة. هاجر الي جبال النوبة: ارضا و حصنا و بشرا. آواه السهل و الجبل و رحب به الأهل و جهروا معه بالدعوة. كانت و كانوا مثل المدينة المنورة للرسول الكريم عليه صلوات الله و سلامه … و مثل الانصار. لو لفظوه كما فعلت (الطائف) بخير البشر – او اذا سلموه للحكم التركي المصري – و حتي لو وشوا به نظير ريالات او مناصب لربما و اقول لربما ظل السودان التركي المصري: و لكن الله شرح صدورهم: فكانوا في جبل (قدير) مثل العنكبوت و الحمام في جبل حراء.
لهذه المنطقة و لاحفاد و سلالات هؤلاء القوم (دين) في عنقكم سيدي الامام يمثل في ادني درجاته (الوفاء). و قد اصبح الوفاء قيمة انسانية بعد ان ارسي دعائمها الاسلام. و لست في موقف من يناصحك و لكني اناشدك يا حفيد و سلالة (المهاجرين و الانصار) ان تذهب و تجلس مع احفاد و سلالات (الانصار) و تعود منهم بما يشكل حلا – او علي الاقل .. يمهد – الي حل للمأساة الانسانية في هذه المنطقة: اذ لها دين في اعناقنا جميعا و لكنه اكثر في عنقكم. لقد تسلم الآن زمام حلها غير أهل السودان
لقد طلب منا الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ان نقرأ مرة و مرتين و ثلاثة ما حوته وثيقة (كمبالا – فجرا صادقا او كاذبا) و لكن للأسف لم تنشرها حتي الان اي صحيفة سودانية: هاجمها من هاجمها و شتم موقعيها من شتمهم و تبرأ منهم بعض من أرسلهم: و لكن لم ينشرها لنا اي منهم. كل الذي خرجت به من قولهم – و يهمني في هذا المجال جبال النوبة – التي اخاطبكم بشأنها انهم طلبوا لها (حكما فيدراليا) و حسب علمي ان السودان (جمهورية فيدرالية) و لا ينفي عنها هذه الصفة انفصال الجنوب. و مصنفة عالميا ضمن الدول الفيدرالية و الحكم فيها (فعليا) حكم فيدرالي. ثم هب انها ليست كذلك ما يضير ولاية من السودان ان تطالب بحكم فيدرالي. بل ما يضير السودان ان تطالب احدي ولاياته او كل ولاياته بحكم فيدرالي هو بالواقع كذلك. هل تخشي عليها من (الانفصال). ابدا لا تخشي فجبال النوبة و دارفور و النيل الازرق (ارض مقفولة – LANDLOCKED) بدون منفذ بحري قريب. الخوف اذا صح المعيار من انفصال الولاية الشمالية و قد المح بعض قياداتها بالفعل و اكثر من مرة لعلاقة (ما) مع مصر و تم توقيع علاقة (ما) مع ليبيا – و الخوف بنفس المعيار من البحر الاحمر و كسلا و ما تردد عن علاقات (ما) مع دولة ارتريا. اذا كان هنالك ما يحرك الوجدان الوطني في وثيقة (كمبالا) ارجو و ارجو و ارجو كما طلبتم منا ان نقرأها ان تنشروها لنا. و كما انني لم اقرأها فاكاد أجزم ان الدعاة الذين هاجموا موقفها و شككوا في عقيدتهم لم يطلعوا عليها. اين هي و لماذا يخفيها الجميع.
ارجو الا أظلم (النيل الازرق) باسهابي في الحديث عن جبال النوبة. لقد تصدت الي الهجمة الحبشية لهدم الدولة المهدية و ما كان للقائد الزاكي طمل و الرجال الذين حوله و خلفه و منهم في المقدمة جدنا (عبد الرحيم ابو دقل) ما كان لهم ان يصدوا الهجوم و يهزموا الغزاة لولا وقوف مواطني النيل الازرق معهم: بنيانا مرصوصا و صفا بصف بدمائهم و شهدائهم لم يطعنوهم من الخلف و لم يقطعوا عنهم الامداد. و بوقفتهم وقف العدوان و وقفت المهدية علي قدميها في الشرق و استقرت في الداخل.
السيد الامام: هذه منطقة تتطلب منكم (الوفاء) ان يرد احفاد المهدية لاحفاد و سلالات النيل الازرق بعض الدين ان لم يكن كل الدين فهم يستحقون منكم و من فكركم و من تجاربكم ما يساعد علي الوصول الي حل ايضا للمأساة الانسانية قبل الوطنية في هذه المنطقة. فهي ايضا تسلم الان لغير أهل السودان.
ابيي مشكلة أَستدرج ابناؤها في خلقها و المساهمة في استمرارها – نصحنا – و نصح اخر مساعد مفتش بريطاني في المنطقة ابناء الزعيمين العظيمين بابو نمر و دينق مجوك في لقاء بمسرح جامعة الاحفاد عام 2006م ان يتسلموا زمام امرهم و لا يتركوا القضية بعد ان عبرت خط الأستواء الي نيفاشا ان تعبر البحر الابيض المتوسط الي محكمة العدل الدولية في (لاهاي). فهي ان صحت انها مشكلة يكون حلها تحت ظل شجرة في (المجلد) او (بابانوسة) و لا حتي (الفولة) بين رجالات القبيلتين و ربما باجاويد من كردفان و دارفور. نصحهم و نصحنا من نعرف منهم الا يذهبوا الي (لاهاي) اذ ان حكم المحكمة الدولية ينفذه مجلس الامن فاذا عبرت المحيط الاطلنطي الي مجلس الامن قد ينتهي اشكال قبلي الي احتلال دولي. كانت النصيحة (لا تتبعوا محترفي السياسة في كل من الخرطوم و جوبا و لا تنساقوا وراء الافندية في كل من الخرطوم و جوبا) سوف تكون النتيجة قبل حل الاشكال حربا و قتلا و حرقا و دمارا بين اهلكم و هم بعيدون آمنون. خاصة و انهم لم يصحبوا معهم الي نيفاشا محمد ابراهيم عبد الحفيظ اول مأمور للمنطقة بعد ان فصلت من مركز النهود و لا مختار الطيب اخر مفتش مركز بها. الان و بعد كل ما حصل و يحصل و رغم وجود قوات (احتلال) بأي صفة و أسم فأنني – كأحد ابناء منطقة و جيرة للطرفين أقول لهم اجلسوا يا (أمراء المسيرية الاثني عشرة و يا امراء الدينكا الخمسة او الستة) اجلسوا مع بعضكم و حولكم عقلاء اهلكم و استعينوا اذا اردتم بزعماء القبائل من كردفان و دارفور او حتي من كل السودان و سوف تصلون الي حل: بعيدا عن المؤتمر الوطني و بعيدا عن الحركة الشعبية و بعيدا عن افندية الطرفين. لا اقول لكم (لا خير فيكم اذا لم تصلوا الي حل و انما اقول كل الخير فيكم و ستصلون الي حل).
سيدي الامام: الذي دفعني لكي اخاطبكم في امر ابيي – و انتم علي علم به اكثر مني – هو الوفاء. الوفاء للرجل الكبير بابو نمر والد القبيلتين كما اعترف بذلك ابن زعيم الدينكا فرانسيس دينق. بابو نمر كان احد القلة الذين اختارهم القدر لكي يقفوا معكم آل البيت علي فتح ضريح الامام المهدي في ظل الحكم الثنائي و علي احياء و بناء القبة بعد ضربها و تكسيرها في زمن قل فيه الرجال الذين يتقدمون في مثل هذا الموقف في مثل ذلك الوقت. وفاء لاهله المسيرية و العشيرة التي رعاها مثل اهله من الدنيكا. اجلس اليهم و تقدم اليهم بنصح و بدين مستحق يساعد زعماء القبيلتين بما يشكل حلا – او علي الاقل يمهد الي حل للمأساة الانسانية في هذه المنطقة ايضا. فهم ايضا تسلم الان حل مشكلتهم غير أهل السودان.
اعلم انك قدمت و قدمت و قدمت لكل السودان و لاهل هذه المناطق الثلاث و لم (تقصّر) و لكنه العشم الذي لا ينقطع و مسؤولية الزعامة التي لا تتوقف.
يقول البعض – و لا اجادلهم اذا كانوا محقين او غير ذلك – ان الحل يكون في معالجة كل مشاكل السودان – كل – مشاكل السودان و ليس في الحلول الجزئية. لقد ظللتم سيدي الامام سنين عددا تتحدثون عن ذلك و هو حق – و لكن بعض الآذان لم تسمعه و التي سمعته لم تقبله او لم تعيه: و المآسي في هذه المناطق يزيد منها هرج الجدل و الاتهامات و الادعاءات و يصم الآذان فيها صوت الراجمات و أزيز الطائرات و يجثم عليها الاحتلال – و هي التي بذرت و روت بذرة الحرية و صدت الغزو و بنت القبة البتضوي الليل و بنت القبة البتضوي الليل.
و الي ان يستجاب لدعوتكم بعد طول سنين آمل ان تسير جهودكم في هذه المناطق جنبا الي جنب مع انتظاركم الطويل لتقدموا لها علي الاقل خيطا من امل و مقدارا من وفاء: و ابراء لذمة احفاد الانصار لأحفاد الانصار

ابراهيم منعم منصور

Mohamed Moniem Mansour [[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *